تأصيل

الإلحاد المعاصر: جذوره وآثاره

الإلحاد ليس ظاهرة جديدة، فقد وُجد في حقبٍ مضت، لكن الإلحاد المعاصر شكل طوفانًا جارفًا، بسعة انتشاره، وتعقُّد مسائله وقضاياه، وخطورته لا تقاس بخطورة الإلحاد السابق الذي كان أثرهُ لا يكاد يتعدَّى صاحبه، فالإلحاد اليوم بوابة إلى العبث بالمسلَّمات وإفساد الذوق والأخلاق وتحطيم القيم الاجتماعية، انتهاء بازدراء الإنسان واحتقاره

مدخل:

يمكن أن يعرَّف الإلحاد المعاصر: بأنه تيارٌ فكريٌّ يستخدم الوسائل البحثية الحديثة، ومناهج البحث العلمي المعاصرة في الدعوة إلى فكرةٍ عدميةٍ أساسُها إنكار وجود الخالق، وأنّ المادة أزليةٌ، وهي الخالق والمخلوق في الوقت نفسه[1]، وأنّ الحقائق العلمية تؤيّد اعتقاداتهم[2].

نبذة تاريخية عن الإلحاد:

لم يكن الإلحاد بمعنى إنكار وجود الله تعالى ظاهرةً بارزةً في التاريخ الإنساني القديم، ولم يكن أيضًا يشكِّل تجمُّعًا بشريًّا، وإنّما كان ظاهرةً فرديةً شاذةً، وربما اجتمع عليه فئاتٌ قليلةٌ.

بينما كان الشرك شائعًا قبل الإسلام تحت ذرائع مختلفةٍ مع اعتراف المشركين بوجود الله الخالق المدبّر، قال تعالى: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ [العنكبوت: ٦١]. وذكر القرآن نموذجًا من هؤلاء المشركين وهم طائفة الدهريين، وأمر المسلمين بحوارهم والردّ على شبهاتهم، وسجّل صورًا من جَدَلهم، فقال سبحانه: ﴿وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾ [الجاثية: ٢٤].

وفي العصر الحديث: بدأ الملحدون الأوائل بتعريف أنفُسهم باستخدام كلمة «مُلحد» في القرن الثامن عشر في عصر التنوير. وأغلب المؤرِّخين الغربيين يؤرِّخون لبدايته سنة ١٧٨٩م مع بداية الثورة الفرنسية، وأوَّل كتابٍ صريحٍ عن الإلحاد كان هو (نظام الطبيعة) للفيلسوف المادي دولباخ Döllbach (ت: ١٧٨٩). وبدأت ظاهرة الإلحاد تتَّخذ شكلاً أكثر وضوحًا في التفكير الغربي بنهاية القرن التاسع عشر مرورًا بالقرن العشرين كلّه حيث تبنّت الإلحاد دولٌ عظمى كالاتحاد السوفييتي.

جاءت النصرانية في أوروبا باعتقاداتٍ لا يقبلُها عقلٌ، ووصل طغيان الكنيسة إلى حدٍّ لا يطاق، فجاءت الثورة الفرنسية احتجاجًا على الاستعباد الكنسي والاستبداد الملكي، فأقُصيت الكنيسة من حياة الناس التعليمية والاجتماعية والسياسية وغيرها، وصاحَبَ ذلك زوالُ عقدة الخوف من نقد الدين، فانتشر الإلحاد تحت شعار (حرية الاعتقاد )

جذور الإلحاد المعاصر:

أسهمت عدة عوامل في ظهور الإلحاد المعاصر وانتشاره، وهي:

١- الطغيان الكنسي والثورة الفرنسية:

حيث جاءت النصرانية في أوروبا باعتقاداتٍ لا يقبلُها عقلٌ، ووصل طغيان الرُّهبان والبابوات إلى حدٍّ لا يطاق من إذلال الناس باسم الربّ والكتاب المقدّس، فجاءت الثورة الفرنسية احتجاجًا على الاستعباد الكنسي والاستبداد الملكي، فأُقصيت الكنيسة من حياة الناس التعليمية والاجتماعية والسياسية وغيرها، وصاحَبَ ذلك زوالُ عقدة الخوف عند العلماء من الكنيسة والمجتمع في نقدهم للدين، فانتشر الإلحاد تحت شعار (حرية الاعتقاد)[3]. وبات الإلحاد هو الرديف الفكري الجذري للنضال ضدّ الكنيسة[4].

٢- العلموية:

وصل العداءُ والقطيعة بين الكنيسة والعلم ذِروته في القرن التاسع عشر الميلادي في صورة الوضعية العلموية؛ وهي اتجاهٌ فكريٌّ يقرّر أنّ العلمَ التجريبي يُمكنه تحقيق كلّ ما يحتاجه الإنسان، وأنّه لا طريق للمعرفة إلا بالعلم التجريبي، وأنّه لا وجود لشيءٍ لا يمكن إدراكه عن طريق التجريب[5]. وبلغ الغلوّ في العلم ونتائجه في القرن التاسع عشر حين أصبح العلم الماديّ «الإلهَ الجديد»، ولُقّب هذا القرن بعصر عبادة العلم، وأصبح رجال العلم التجريبي أنبياءَ العقول التقدُّمية ومُنقذي الإنسانية[6]. ومن أقدم من دعا إلى الاستغناء بالتفسير العلمي عن الإيمان بالخالق: مؤسِّس الوضعية المنطقية الأول أوجست كونت Auguste Comte (ت: ١٨٥٧م) حيث يقول عن الظواهر الطبيعية: «مِن المُستطاع تعليلُها تعليلاً علميًا مبناه العلم الطبيعي … فلم يبق فراغٌ يَسدّه الاعتقاد بوجود الله، ولم يبق من سببٍ يدفعنا إلى الإيمان به»[7].

٣- الليبرالية:

وتعني في الأصل: الحرية، حيث للإنسان أن يفعل ويقول ما يشاء، وأن يعتقد ويحكم بما يشاء، فكلّ إنسانٍ إلهُ نفسه. ولا يُقيم الليبراليون أيَّ وزنٍ لشريعة الله تعالى إذا ناقض التصويتُ الديمقراطيُّ أحكامَها المحكمة المنزَّلة من الله تعالى، فالإلحاد مباحٌ لأنّه حرية رأيٍ، والشذوذ الجنسي جائزٌ لأنّه حريةٌ شخصيةٌ[8].

٤- الاتجاه العقلاني:

العقلانية مذهبٌ فكريٌّ يزعُمُ أنّه يمكن الوصول إلى معرفة طبيعة الكون والوجود عن طريق الاستدلال العقلي دون الاستناد إلى الوحي الإلهي أو التجربة البشرية[9]. وضمن شعار العقلانية صيغت العلوم الإنسانية، وجذور العلوم البحتة، على أُسُس الإلحاد بالله، والتفسيرات المادية، دون أيّ مستندٍ علميٍّ حسّيّ تجريبي، أو منطقيٍّ فكريٍّ. ووسيلتُهم في ذلك التستُّر المستمرُّ بشعارات المناهج العلمية المادية، وقواعد البحث العلمي، ونبذ الخرافات والغيبيات[10]. فأنكروا الرسالة، والبعث، والجزاء، ومعجزات الأنبياء.

وهذا الاتجاه ترافَقَ معه ظهور مُنكري السنّة وحُجِّيَّتها في الاستدلال بحجّة مخالفتها لأصول العقل[11]، بدءًا من الهند في ظل الاستعمار الإنجليزي، فكان منهم جماعات وشخصيات تبنَّت هذا التوجُّه في بلادنا، ومن آخرهم ظهورًا: عدنان إبراهيم، ومحمد شحرور، وعلي منصور الكيالي، وغيرهم، فتجرّؤوا على النصوص الشرعية تحريفًا وتأويلاً، فكانوا بوّابةً عبر خلالها كثيرٌ من الشباب إلى العدمية والإلحاد.

٥- الدين الإنساني:

قام المذهب الإنساني في عصر النهضة الأوروبية على يد فلاسفةٍ أرادوا إبراز القيمة الجوهرية لحياة الإنسان في الدنيا دون اهتمامٍ بحياته الروحية، أو مآله في الآخرة، وذلك في مقابل نظرة الكنيسة القاصرة للإنسان. ثمّ تطوّر المذهب في سياق ازدهار حركة الفلسفات الغربية التي قدّست الإنسان وألّهته، ونبذت الأديان والمعتقدات التي تفرّق بين الناس -حسب زعمهم-[12] وبات شعار مذهبهم: «اعتنق الإنسانية أولاً، ثمّ اعتنق ما شئت من الأديان».

٦- نظرية التطور:

وخلاصة النظرية أنّ الكائنات الحية في تطوُّرٍ دائمٍ على أساسٍ من الانتخاب الطبيعي، وبقاء الأصلح، فتنشأ الأنواع بعضها من بعضٍ، ومنها النوع الإنساني الذي انحدر عن أنواعٍ حيوانيةٍ، وهو بذلك ينفي عن الله عملية الخلق كلّه، ويقرّر أنّ الحياة وُجدت على الأرض بالمصادفة[13]. نَسَبت نظرية التطور العُضوي عملية التطور إلى العوامل الطبيعية البحتة التي أدّت إلى إهمال العلوم الغربية لفكرة الغائية[14]، ممّا أدّى إلى انهيار العقيدة الدينية ونشر الإلحاد.

تخلص نظرية التطور إلى أنّ الكائنات الحية في تطوُّرٍ دائمٍ على أساسٍ من الانتخاب الطبيعي، فتنشأ الأنواع بعضها من بعضٍ، ومنها النوع الإنساني الذي انحدر عن أنواعٍ حيوانيةٍ، وهو بذلك ينفي عن الله عملية الخلق كلّه، ويقرّر أنّ الحياة وُجدت على الأرض دون خالق

٧- المذاهب الاقتصادية المادية:

وخاصّةً الشيوعية التي بشّر بها ماركس Marx (ت: ١٨٨٣م)، الذي صبغ مذهبه صبغةً عقائديةً، فزعم أنّ الحياة التي يعيشها الناس حياةٌ ماديةٌ فقط، وأنّه لا يوجد روحٌ، ولا بعثٌ، ولا إلهٌ، ولا حياةٌ أخرى، وأنّ الناس منذ وجدوا لا همّ لهم إلا المصالح المادية، وأنّ ظهور الأديان إنّما كان من فعل الأغنياء ليلبّسوا على الفقراء، وأنَّ الدين أفيون الشعوب[15]. وذكر أحد الشيوعيين في مقدمته لكتاب الدين للِينين Lenin (ت: ١٩٢٤م): «الإلحاد جزءٌ طبيعيٌّ من الماركسية لا ينفصل عنها»[16].

٨- الموجة النسوية:

لا ينكر عاقلٌ أنّ النسوية المعاصرة فكرٌ هدّامٌ يحثّ النساء على التحرّر من قيود الزواج، واستقلالهنّ عن ولاية الرجال، وأنّ الأسرة سجنٌ لهنّ. وقد كانت النّسويّة مناهضةً للدِّين منذ نشأتها، وخاصّةً الدين الإسلامي، فهذه النسوية اللادينية هيلين غاردنر Helen Gardner تقول: «إنّ موسى أو كونفوشيوس أو محمّدًا أو بولس أو إبراهيم أو بريجهام يونغ يؤكّدون أنّ عقيدتهم جاءت مباشرةً من الله، وأنّه كان على اتصالٍ شخصيٍّ مع أحد هؤلاء الأشخاص المفضّلين أو جميعهم، إنّها حقيقة لا يمكن أن يكون لها أيّ سلطةٍ علينا»[17].

أمّا نوال السعداوي (ت: ٢٠٢١م) -النسوية الأمّ في العالم العربي- فقد أعلنت الحرب على ثوابت الإسلام وقطعياته، فـ «الشرائع المستمدَّة من الأديان كلّها اجتهاداتٌ بشريةٌ سياسيةٌ، فيها مظالم متعددّةٌ خاصّةً للنساء»[18]، وصرّحت أنّه ينبغي لكلّ واحدٍ منّا أن ينبذ هذه الشرائع السماوية وراء ظهره، ويلتزم بما تمليه عليه الشرائع الأرضية المتمثّلة بالاتفاقيات الدولية التي وصفتها بأنّها أكثر عدالةً من الشرائع الدينية»[19]. وأعلنت بكلّ صفاقةٍ أمام حشدٍ من المثقفين أنّ «طاعة الله من دون نقاشٍ وانتقادٍ رذيلةٌ»[20]، وأضافت أنّ الطاعة صفة العبيد، وهي ترفض أن تكون كذلك.

ومن أهمّ أسباب نشوء النسوية الراديكالية أنّ النسويات مهما حاولن التغلّب على الظلم الذي كنّ فيه في الغرب، فإنّ نظرة النقص إليهنّ ما زالت موجودةً، ومصدرها الكتاب المقدّس، وأفكار الفلاسفة النصارى، واليونانيين والإغريق من قبلهم، ويرون المرأة جنسًا أقلّ من الرجل، وأنّها خلقت لأجل خدمة الزوج وإمتاعه والإنجاب؛ فكان الحلّ هو الثورة على الدين الذي يمثله الكتاب المقدّس، وتلا ذلك سحب هذا التوجُّه على جميع الأديان.

٩- النظريات الفلسفية الإلحادية:

ومن هذه النظريات: الإرادة الكونية العمياء لشوبنهور schopenhouer (ت: ١٨٦٠م)، والذي أطلق على الدين (إنكار إرادة الحياة)، وأنكر وجود إلهٍ يعتني بالعالم، ويهتمّ بالناس، وقام بنقد محاولات بعض الفلاسفة في إثبات وجود الله كدليل كانط Kant (ت: ١٨٠٤م) الأخلاقي وغيره. وأثبت صفات الكمال لشيءٍ من صُنع خياله المريض، وفكره المجنون، وهو ما أسماه: (الإرادة الكلية العمياء المندفعة)؛ أي الشريرة[21]. وهذه الإرادة خاليةٌ من القصدية والغائية، ويسمّيها قوى الطبيعة العمياء التي أرادت بغباءٍ هذا الكون الذي نحيا فيه[22]، وما يجب علينا فعله تجاه هذه الحقائق هو أن نهرب ممّا نحن فيه، وأن نساعد في إنهاء العالم لو كان ذلك ممكنًا. وقد اتُّهم هذا الفيلسوف بأنّه مسؤولٌ عن كثيرٍ من الانتحارات في صفوف الشباب الذين تأثروا بفلسفته[23]، كيف لا وهو القائل: «إنّما يودّ من يطلب الموت بالانتحار أن يحيا»[24].

واشتهر نيتشه Nietzsche (ت: ١٩٠٠م) بإنكاره فكرة الألوهية، وبحثه عن الإله، فيتحدّث عن رجلٍ أخرق: «يصيح دون توقّفٍ: أبحث عن الإله»، ثمّ يهتاج حماسه أكثر فيصيح: «لقد قتلناه، أنا وأنتم.. مات الإله.. ونحن هم الذين قتلناه»[25].

ولا يفوتنا هنا أن نشير أيضًا إلى فرويد Freud (ت: ١٩٣٩م) الذي قرّر أنّ الدين مرضٌ نفسيٌّ وداءٌ يعاني منه المجتمع، ونشأ من ضرورة الدفاع عن النفس ضدّ تفوّق الطبيعة الساحق[26]. وأنّ فكرة الله اختراعٌ بشريٌّ منذ التاريخ القديم[27]. ورسل Russell (ت: ١٩٧٠م) القائل: «وإذا عجزنا عن استنتاج وجود غيرنا من الناس، بل واستنتاج ماضينا، فما أعجزنا عن استنتاج الله»[28].

القلق والحيرة والصراع النفسي من أخطر آثار الإلحاد في النفوس. وذلك أنّ داخل كلّ إنسانٍ فطرةٌ تلحّ عليه بأسئلة الغاية والمصير: لماذا خُلقنا؟ ومَن خَلقنا؟ وإلى أين نسير؟ فإذا كان الوجود مجرّد مصادفةٍ، ولا شيء بعد الموت سوى الفناء، فلا معنى لهذا الخلق، إنّما هو عبثٌ في عبث

آثار الإلحاد المعاصر:

لا شكّ أنّ للإلحاد آثارًا سلبيةً في الفرد والمجتمع، وسنعرض هنا أهمّ هذه الآثار بإيجازٍ:

١- عبثية الحياة الموصلة إلى الانتحار:

إنّ أول الآثار التي يخلّفها الإلحاد في نفوس الأفراد هو القلق والحيرة والصراع النفسي. وذلك أنّ داخل كلّ إنسانٍ فطرةٌ تلحّ عليه بأسئلة الغاية والمصير: لماذا خُلقنا؟ ومَن خَلقنا؟ وإلى أين نسير؟ فإذا كان الوجود مجرّد مصادفةٍ، والحياة مجرّد تطوّرٍ غير واعٍ، ولا شيء بعد الموت سوى الفناء، فلا معنى لهذا الخلق، إنّما هو عبثٌ في عبثٍ.

والحقيقة أنّ من الصعب على الملحد أن يعيش صادقًا مع إلحاده، وسيبقى الانتحار هو الحلّ لمن أصرّ على هذا الجحود! وهذه نهاية الكثيرين ممّن سار في هذا الدرب، من العرب: إسماعيل أدهم، وسارة حجازي، وديفيد رجل الكهف، وفي الغرب أضعاف هؤلاء. والسؤال الذي طرحه الفيلسوف الوجودي الملحد ألبير كامو Albert Camus (ت: ١٩٦٠م)، والذي جبن هو نفسه عن الصدق معه، سيبقى قائمًا: «لا توجد سوى مشكلةٍ فلسفيةٍ واحدةٍ خطيرةٍ، وهي الانتحار. الحُكمُ على ما إذا كانت الحياة تستحقُّ أن تُعاش أم لا، هي الإجابة على السؤال الأساسيّ للفلسفة»[29].

كلّ من عرف الإلحاد حقّ المعرفة وعمل بلوازمه إمّا أن ينتحر، وإمّا أن يصبح كائنًا فارغًا من الحياة، يعيش مكتئبًا مضطربًا نفسيًا. وهذا ما ذكره الله تعالى في كتابه الكريم واصفًا لنا عيشة كلّ من غفل عن ذكره سبحانه: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا﴾ [طه: ١٢٤]. وهنا يحضر قول عبد الله أيوجيل: «قبل أن تدقّ باب الإلحاد: تأكّد أنّك بعد فتحه ستجد مشـنقة اللامعنى والعبثية في انتظارك»[30].

الإلحاد لا يربِّي الضمير، ولا يخوّف الإنسان من إلهٍ قويّ قادرٍ يراقب أعماله، فينشأ الملحد غليظَ القلب لا يردعُه عن الظلم رادعٌ، وعند أمانه من رقابة القانون يرتكب كلّ الموبقات في سبيل بقاء ملكه أو تحقيق مصلحته وملذَّاته

هذه العبثية كانت علامةً بارزةً في الفلسفة الوجودية، فهذا سارتر Sartre (ت: ١٩٨٠م) يقول في روايته (الغثيان): «إنّ كلمة العبثية تولد الآن تحت قلمي … والواقع أنّ كلّ ما استطعت أن ألتقطه فيما بعد، تلخّص في هذه العبثية الأساسية»[31]. أمّا كامو Camus، فيتمنّى أن لو كان جمادًا أو حيوانًا حتى يستطيع التخلّص من أعباء الحياة العبثية، فحينما يكون جمادًا أو حيوانًا، فلن يكون ثمّة مجالٌ لأن يفكّر أو يتألّم من صعوبة الحياة: «لست أعرف ما إذا كان لهذا العالم معنىً يتجاوزه، غير أنّني لا أعرف ذلك المعنى، وأنّه من المستحيل عليّ أن أعرفه … لو كنت شجرةً بين الأشجار، قطّةً بين الحيوانات، لكان يمكن أن يكون لهذه الحياة معنىً»[32].

٢- فقد الوازع والنزوع إلى الإجرام:

عن الإلحاد تنتج كلّ الشرور والمفاسد، فشتَّان بين من يخضع لربٍّ ودينٍ، وبين من يتبع هواه ويطيع شيطانه، فإذا ما ارتضى الإنسان لنفسه إلهًا غير الله، فقد جعل نفسه أسيرة شهواته، «فيهوي من أفق الإيمان السامق إلى حيث الفناء والانطواء»[33]، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ﴾ [الحج: ٣١].

وذلك أنّ الإلحاد لا يربِّي الضمير، ولا يخوّف الإنسان من إلهٍ قويٍّ قادرٍ يراقب أعماله، فينشأ الملحد غليظَ القلب لا يردعُه عن الظلم رادعٌ، فيرتكب كلّ الموبقات في سبيل بقاء ملكه أو تحقيق مصلحته. وقد نشأت في كنف نظرية دارون Darwin فلسفةٌ دمويةٌ؛ هي الداروينية الاجتماعية، والتي تعني إبادة الأجناس «الهمجية» لتحلّ محلّها الأجناس «المتحضّرة» باسم التطوّر والبقاء للأصلح[34]. وما ارتكبه ستالين Stalin (ت: ١٩٥٣م) من مجازرَ وحشيةٍ في حقّ الملايين من البشر ليس عنّا ببعيدٍ، ومثله مجازر النازية وأمريكا وأوروبا، في العالم الإسلامي، وما نراه الآن من قتلٍ وسجنٍ وتهجيرٍ لأهل السنّة في بلادهم تحت سمع العالم كلّه وبصره يعلمه القاصي والداني.

٣- الإباحية والشذوذ:

عادةً ما ينادي دعاة الإلحاد بالحرية، والعبّ من الشهوات دون قيودٍ. لذلك لا نستغرب موقف الملحد لورنس كراوس Lawrence Krauss من زنا المحارم حين زعم في مناظرته مع حمزة تزورتزس أنّه لا غضاضة بزنا الأخ بأخته[35].

ولا يرى الملحد بيتر سنغر Peter Singer (ولد سنة: ١٩٤٦م) مانعًا من إقامة علاقاتٍ شاذّةٍ مع الحيوانات[36]، ولا يعترض زعيم الملاحدة دوكينز Dawkins على زنا المحارم[37]، ولا اغتصاب الأطفال، فقد يكون التحرّش الجنسي بالأطفال أمرًا فظيعًا، لكنّ ضرره أقلّ -بزعمه- من الضرر الذي يحدثه تربية الطفل على الدين[38]، فدعا إلى عدم تدريس الأطفال الإلحادَ أو أيَّ دينٍ، وبدلاً من ذلك تعليمهم أن يكونوا منفتحي الذهن وقادرين على الانتقاد[39]. ويبيح الجنس مع الأطفال، ويسمّيه الجنس المعتدل[40]. ويدافع عن الخيانة الزوجية، ويرفض تسميتها بالخيانة. فيتساءل: لماذا لا تحبّ المرأة رجلين في الوقت نفسه، بطرقٍ مختلفةٍ؟ ولماذا يجب على الزوجين أن يستهجناها؟ فيقول: «لماذا تستنكر المتعة الجنسية لحبيبك مع شخصٍ آخر إذا كان هذا ما يميل إليه»[41]. ويبيح الإجهاض، لأنّ هذا الجنين كالخنزير؛ فهو ليس إلا كتلة خليّةٍ لا أكثر[42].

٤- تضييق مفهوم العلم:

كان من نتاج النزعة العلموية حصر مصطلح العلم فيما يقبلُ التجريب، لذلك أنكر كثيرون من أدعياء العلم الأدلَّة العقلية القطعية على وجود الله تعالى، لكونها لا تخضع لعلومهم التجريبية، أو أدواتهم المخبرية. حتى إنّ الدكتور أحمد خيري العمري صرّح في سياق ردّه على الملاحدة أنّه لا يوجد أيّ دليلٍ علميٍّ على وجود الله[43]، ويقصد بهذا: العلم التجريبي، مع أنّ دعاة العلم التجريبي يستدلّون بقضايا تنطبق على أدلة وجود الله تعالى تمامًا؛ كاستدلالهم على نظرية داروين بآثارها المعاصرة، وهذا من جنس استدلال المسلمين على وجود الله بآثار خلقه[44]!

وباتت المؤسسات العلمية العربية تُصاغ مناهجُها صياغةً إلحاديةً تأثّرًا بالمفهوم الغربي لمصطلح العلم كما أشار إلى هذا الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله[45]. وهنا ينبغي التنبّه إلى أنّ ديننا حينما أمرنا بالقراءة في أوّل كلمةٍ أنزلت فيه، إنّما أمر بالقراءة باسم الله، قال سبحانه: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: ١].

من آثار الإلحاد: النزعة العلموية التي حصرت مصطلح العلم فيما يقبلُ القياس والتجريب، لذلك ينكر العلمويون الأدلَّة العقلية القطعية على وجود الله تعالى، لكونها لا تخضع لعلومهم التجريبية، أو أدواتهم المخبرية. وباتت المؤسسات العلمية العربية تُصاغ مناهجُها صياغةً إلحاديةً تأثّرًا بالمفهوم الغربي لمصطلح العلم

٥- الحرية المطلقة:

لا ننكر أنّ الحرية ضرورةٌ من الضرورات الإنسانية في الإسلام، وفريضةٌ إلهيةٌ، وليست مجرّد (حقٍّ) من الحقوق يجوز لصاحبه التخلّي عنه إن أراد. ولقد كانت الحرية هي النواة الأولى في الإسلام ممثّلةً في التحرّر من عبادة الأصنام والسجود للآلهة المتحجّرة والمتعدّدة، إلى عبادة إلهٍ واحدٍ لا شريك له. ومع ذلك، لم يجبر الإسلام غير معتنقيه على الدخول فيه، قال تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ﴾ [البقرة: ٢٥٦].

أمّا الحرية الليبرالية الغربية، التي ادّعت أنّ الإنسان هو سيّد الكون، وأنّ حريته الشخصية لا تخضع لأية قيودٍ، فإنّها رجوعٌ إلى البهيمية، وخروجٌ عن حدّ الإنسانية، فالحرية مقيّدةٌ بحدود الله، والإنسان مهما بلغ في علمه ومنزلته في الدنيا هو في النهاية عبدٌ، وكلّ مخلوقٍ مفطورٌ على العبودية لخالق السماوات والأرض، ومن المعلوم أنّه لا شيء أسرع في فساد الأمم وانهيار الحضارات مثل إشاعة الحرية بأشكالها كافّةً كما يروّج بعضهم.

والحرية المطلقة غير موجودةٍ في المفهوم الإسلامي كما هو معلوم، وغير موجودة في قوانين الدول العلمانية والملحدة كذلك؛ فهذه الدول تضع القيود على التديُّن ولا تسمح به إلا ضمن حدودٍ ضيِّقة، وتجرّم انتقاد موضوعاتٍ تعدّ محرّماتٍ لديهم، كالإلحاد والشذوذ والنسوية والصهيونية ومظلوميات الهولوكوست.

والحقيقة أنّ مقصد هؤلاء القوم هو التحرُّر من عبء التكاليف الدينية، والإفراط في الحرية الفردية، ورفض مبدأ الأمر والنهي من سلطةٍ عليا، ولو كان الإله نفسه، ﴿أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى﴾ [القيامة: ٣٦]. ومحاولة التفلُّت من ضوابط الأخلاق ليتخفّفوا من لوم النفس وتأنيب الضمير، ﴿بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ٥ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ﴾ [القيامة: ٥-٦]. والإنسان ميّالٌ بأهوائه وشهواته إلى أن يصرف عن تصوّره قانون العدل الربّاني وما يتّصل به، لينطلق في حياته فاجرًا، دون أن تقف في طريقه تصوّرات قانون العدل[46].

٦- هدم النظام الأسري:

معلومٌ أنّ الأسرة هي الخلية الأولى في المجتمع، والحصن الأخير في بلادنا الإسلامية. ولكن في ظلّ العقيدة الإلحادية التي لا تؤمن بالآخرة ولا بالجزاء؛ لم يبقَ ما يحملُ الزوجَ أو الزوجةَ على الصبر والتضحية، فماتت المشاعر الجميلة التي كانت تُمسك بزمام الأسرة، وغابت المودَّة والرحمة. وفي بلادنا الإسلامية زادت نسب الطلاق لأسباب كثيرة من أهمها: انتشار الفكر النسوي الذي تدعمه منظمات وجمعيات مشبوهة تدعو النساء إلى التمرّد على سلطان الشرع تحت ستار حقوق المرأة وتمكينها، ومنها انتشار ثقافة الجندر التي بات لها معتنقوها وروادها في مجتمعاتنا الإسلامية.

أمسى الإلحاد ديناً جديدًا له رجاله واعتقاداته ووسائله، وهذا يستدعي من علماء الإسلام ودعاته جهودًا أكبر في التعريف بهذه الظاهرة، وتبيان كيدها ومحاربتها للإسلام وتشريعاته، بل إظهار عدائها الماكر للفضائل والأخلاق الحميدة التي ما زال منها بقيةٌ لدى أتباع الديانات السماوية

خاتمة:

وهكذا نرى أنّ الإلحاد في عصرنا هذا لم يعد ذلك المعتقد الحيادي المسالم، بل أمسى دينًا جديدًا له رجاله واعتقاداته ووسائله، وهذا يستدعي من علماء الإسلام ودعاته جهودًا أكبر في التعريف بهذه الظاهرة، وتبيان كيدها ومحاربتها للإسلام وتشريعاته، بل إظهار عدائها الماكر للفضائل والأخلاق الحميدة التي ما زال منها بقيةٌ لدى أتباع الديانات السماوية.


أ. أحمد خضر المحمد

ماجستير عقائد وأديان، مسؤول ملف الإلحاد في مركز مناصحة.


[1] ينظر: مذاهب فكرية معاصرة، لمحمد قطب، ص (٦٠٥).

[2] وهنا يجب التنبيه إلى الفرق بين الإلحاد المعاصر والإلحاد الجديد، فالأول ظهر مع تنامي الثورة العلمية الأوروبية في نهاية القرون الوسطى. أمّا الإلحاد الجديد (New Atheısm)، فقد برز بعد أحداث ١١ سبتمبر، والذي يتميز عن غيره من أنماط الإلحاد بجملةٍ من الخصائص والسمات والرموز والمؤلفات. ينظر: ميليشيا الإلحاد، لعبد الله العجيري، ص (٩).

[3] العلمانية – نشأتها وتطورها، لسفر الحوالي، ص (١٨٦).

[4] ينظر: الإلحاد وأسبابه – التاريخ الأسود للكنيسة، لزينب عبد العزيز، ص (١٢-١٣).

[5] ينظر: الأصوليات المعاصرة، أسبابها ومظاهرها، لغارودي، ص (١١، ٢٤).

[6] ينظر: تاريخ الفكر الأوربي الحديث، لرونالد، ص (٣٧٢، ٥٠٩).

[7] ملقى السبيل، لإسماعيل مظهر، ص (٦٧-٦٨).

[8] ينظر: العلمانية – الليبرالية – الديمقراطية – الدولة المدنية في ميزان الإسلام، لمجموعة مؤلفين، ص (١٦).

[9] ينظر: موسوعة المذاهب الفكرية المعاصرة – الدرر السنية، (١/ ٣٩٤ بترقيم الشاملة آليًا).

[10] ينظر: كواشف زيوف، للميداني، ص (٤٣٧).

[11] من خلال عملي في مجال مكافحة الإلحاد وجدت أنّ أول خطوةٍ في متاهة الإلحاد في بلاد الإسلام كانت عبر بوابة إنكار السنّة.

[12] ينظر: مقالة: المـزيـد.. عن ديـن النـقـيـدان الجـديـد (الإنسانية): لسليمان الخراشي، موقع صيد الفوائد.

[13] ينظر: دارون ونظرية التطور، لشمس الدين بلوت، ص (١٤) وما بعد.

[14] فهذه النظرية تنسب عملية التطوّر إلى العوامل الطبيعية البحتة التي تخبط خبط عشواء، لذا فإنّه من العبث أن نبحث عن غايةٍ مرسومةٍ وهدفٍ مقصودٍ لعملية الخلق وللوجود الإنساني.

[15] ينظر: البيان الشيوعي، لماركس وإنجلز، ص (١٠)، وقصة الحضارة، لديورانت، (٣٨/١٣٧)، والشيوعية في الميزان، لمحمد علي عبد السميع، ص (١٠٩).

[16] ينظر: الفكر الماركسي في ميزان الإسلام، لمحمد رشاد دهمش، ص (٨١).

[17] الرجال والنساء والآلهة ومحاضرات أخرى، لهيلين غاردنر، ص٢، نسخة إنكليزية غير مترجمة.

[18] الدكتورة نوال السعداوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: المرأة العربية، آفاق التغيير ومعوقاته، الحوار المتمدن – العدد: (٦٨٤٨) -٢٢/ ٣/ ٢٠٢١م، أجرت الحوار: بيان صالح.

[19] ينظر المرجع السابق.

[20] هذا التصريح للسعداوي جاء في لقاء بطنجة مساء يوم الجمعة ١١/٨/٢٠١٧م، في ندوة ضمن مهرجان ثويزا للثقافة الأمازيغية، منشور بعنوان: (لقاء مع ضيفة شرف المهرجان الدكتورة نوال السعداوي).

[21] ينظر: شوبنهور، لعبد الرحمن بدوي، ص (٣١٩).

[22] ينظر: مقالة مفهوم الإرادة لدى شوبنهور، لعبد الكريم لمباركي، مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية العدد (٦٢)، ص ٣٧، والمنشورة على موقع: مركز جيل البحث العلمي.

[23] ينظر: العالم إرادة وتمثل، لشوبنهور، (١/٢٥٠)، وينظر: تاريخ الفلسفة الحديثة، لرایت، ص (٣٥٢-٣٥٣).

[24] ينظر: المذاهب الأخلاقية، للدكتور عادل العوا، ص (٤٨٤).

[25] العلم المرح، لنيتشه، ص (١٣٢).

[26] ينظر: مستقبل وهم، لفرويد، ص (٢٩).

[27] ينظر: موسى والتوحيد، لفرويد، ص (١٧٩).

[28] النظرة العلمية، لرسل، ص (٩٩).

[29] أسطورة سيزيف، لكامو، ص (١١).

[30] صفحة (العلم يؤكّد الإيمان) على الفيس.

[31] الغثيان، لسارتر، ص (۱۸۲-۱۸۳).

[32] الغريب، لألبير كامو، ص (۲۱۷).

[33] في ظلال القرآن، لسيد قطب (٤/٢٤٢١).

[34] ينظر: كهنة الإلحاد، د. هيثم طلعت، ص (١٥٨).

[35] مقطع على منصة يوتيوب بعنوان: زنا المحارم ليس خطأ واضحًا (Incest is not clearly wrong – Lawrence Krauss)، لورنس كراوس.

[36] مقطع على منصة يوتيوب بعنوان: الإلحاد وجماع الحيوانات (Atheism and Bestiality)، الملحد بيتر سينغر.

[37] تغريدة لريتشارد دوكينز على حسابه في منصة تويتر (@RichardDawkins) بتاريخ ١٤-٣-٢٠١٣م، يتساءل فيها: لماذا زنى المحارم خطأ؟

[38] مقابلة ريتشارد دوكينز مع مجلة التايمز بتاريخ ٧-٩- ٢٠١٣م، والمنشور على موقع (huffpost) بعنوان (Richard Dawkins Pedophilia Remarks Provoke Outrage).

[39] تعليقه جاء ضمن تغطية إخبارية لصحيفة (independent.co.uk) لتصريح وزير التربية والتعليم مايكل جوف: إن الحكومة مستعدة لدعم إنشاء مدارس الملحدين، والمنشور بعنوان (Gove welcomes atheist schools) وتاريخ ٢٩-٧-٢٠١٠م.

[40] في مقابلةٍ له مع مجلة التايمز بتاريخ ١٠١٠-٩-٢٠١٣م، والمنشورة على موقع (thedailybeast.com) بعنوان (Richard Dawkins: Pedophilia’s OK).

[41] ينظر مقال: إبعاد الوحش ذي العين الخضراء (Banishing the Green-Eyed Monster)، ريتشارد دوكينز، نشره في ٢٩-١١-٢٠٠٧م، وهو مرفوع على موقع أرشيف (archive.org).

[42] تغريدة على تويتر بتاريخ ١٣-٣- ٢٠١٣م.

[43] الحلقة الأولى من سلسلة (Anti إلحاد)، والمقدمة على موقع الدكتور أحمد خيري العمري على منصة يوتيوب، والمرفوعة بتاريخ ٢٧-٥-٢٠١٧م.

[44] وللوقوف على ما آلت إليه المؤسسة العلمية الغربية يمكن مشاهدة الفلم الوثائقي الشهير (مطرودون Expelled)، والذي يكشف حالة الإقصاء التي تمارس لمخالفي نظرية التطوّر في المجتمع الغربي عبر محاكم التفتيش الداروينية.

[45] مقطع فيديو بعنوان: دكتور عبد الوهاب المسيري يتحدث عن العلمانية في مناهج الجامعات العربية، على منصة يوتيوب.

[46] كواشف زيوف، لعبد الرحمن الميداني، ص (٤٩٨).

ماجستير عقائد وأديان، مسؤول ملف الإلحاد في مركز مناصحة.
X