تزكية

منهجية الفهم الصحيح للقرآن وتدبره

القرآن الكريم هو كلام الله تعالى وشرعُه لخلقه، فيه الحق والهدى والنور، من تمسَّك به سعد في الدنيا ونجا في الآخرة، ومن زاغ عنه ضلَّ وهلَك، دستور حياة المسلمين، ومصدر علومهم، ولا يكون ذلك إلا بالفهم الصحيح لمعانيه ومقاصده، فما منهجية ذلك؟ وهل له قواعد وأسس؟ في هذه المقالة توضيح وبيان لذلك.

مدخل:

بيَّنَ اللهُ سبحانه الغايةَ من إنزالِ القرآنِ فقال سبحانه: ﴿‌كِتَابٌ ‌أَنْزَلْنَاهُ ‌إِلَيْكَ ‌مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [ص: 29].

فالقرآن لم ينزل لمجرد التلاوة فحسب؛ بل لأجل فهم معانيه وتدبر آياته ثم العمل بما فيه كذلك، وهذا ما كان عليه حال سلف الأمة؛ قال أبو عبد الرحمنِ السُّلَمِيُّ: “حدثنا مَن كان يُقرِئنا مِن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: أنهم كانوا يقترئون مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرَ آيات، فلا يأخذونَ في العشرِ الأخرى حتى يعلموا ما في هذه مِن العلم والعمل، قالوا: فعَلِمنا العلمَ والعَملَ”[1].

وقد نعى الله على المشركين إعراضَهم عن القرآن وعدمَ استفادَتِهم من عِبَره وهديه فقال سبحانه: ﴿‌أَفَلَا ‌يَتَدَبَّرُونَ ‌الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ [محمد: 24].

إنَّ تدبر القرآن هو التأمُّلُ لفهم المعنى، والتوصُّلُ إلى معرفةِ مقاصدِ الآياتِ وأهدافها، وما ترمي إليه من المعاني والحِكَمِ والأحكام، بقصد الانتفاع بما فيها من العلم والإيمان، والاهتداء بها والامتثال بما تدعو إليه[2].

تدبُّر القرآن هو التأمُّلُ لفهم المعنى، والتوصُّلُ إلى معرفةِ مقاصدِ الآياتِ وأهدافها، وما ترمي إليه من المعاني والحِكَمِ والأحكام، بقصد الانتفاع بما فيها من العلم والإيمان، والاهتداء بها والامتثال بما تدعو إليه

ضبط منهجية الفهم والتدبر:

لما كان القرآنُ الكريم أصلَ العلوم كلها، وصحة المعتقد وقبول العمل يتوقف على حُسن فهم معانيه؛ كان لا بد من ضبط المنهجية التي توصل طالب العلم إلى الفهم الصحيح لكلام الله تعالى، حتى لا تزل قدمٌ بعد ثبوتها، ولا يزيغ فهمٌ عن جادة السلف الصالح، الذين فهموا القرآن فهمًا صحيحًا فترجَموه واقعًا عمليًّا، فسادوا به الأمم، ودانت لهم الدنيا.

وهذا يحتاج إلى مراحل من التحصيل العلمي على طالب العلم الإلمام بها وتحصيلها من مظانها، ومن هذه المراحل الأساسية للفهم الصحيح[3]:

  • المرحلة الأولى: جمع الآيات التي تتكلم عن موضوع واحد في موضع واحد:

لأنَّ أحسن طرق التفسير وأصحَّها أن يُفسَّر القرآن بالقرآن؛ لأنه صادر من المتكلم به، إذ لا أحد أعلم بكلام الله من الله سبحانه وتعالى.

ولأنَّ النصوص الشرعية تمثِّل وحدةً واحدةً يُكمِّل بعضُها بعضًا، فلا تتَّضح المسألة حتى تستوفي جميع النصوص الواردة فيها، وهذه الطريقة في التفسير كان ينتهجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان يفسِّر بعض آيات القرآن ببعضها.

  1. فما أُجمل من القرآن في موضع فُصِّل في موضع آخر، والمُجمَل ما احتاج إلى بيانٍ، فيُحْمَلُ المُجمَلُ على المبيَّنِ ليفسرَ بهِ، ومثاله:

قوله تعالى: ﴿أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ ‌إِلَّا ‌مَا ‌يُتْلَى ‌عَلَيْكُمْ﴾ [المائدة: 1]، فقوله تعالى: ﴿‌إِلَّا ‌مَا ‌يُتْلَى ‌عَلَيْكُمْ﴾ مجمل في هذا السياق ولم يبيَّن، وبيَّنه الله سبحانه بقوله: ﴿حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ…﴾ [المائدة: 3] هذا مفصَّل ومبيَّن.

  1. وما اختصر في موضع بُسط في موضع آخر، وهذا كثير:

مثل أن يَرِدَ ذِكرُ خلق الإنسان في موطن كما في قوله تعالى: ﴿‌قُتِلَ ‌الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ١٧ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ١٨ مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ﴾ [عبس: 17-19] والسؤال كيف قدره؟؟

تجد التفصيل في سورة المؤمنون ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ ‌مِنْ ‌سُلَالَةٍ ‌مِنْ ‌طِينٍ ١٢ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ١٣ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ [المؤمنون: 12-14].

  1. وما أطلق في موضع تم تقيده في موضع آخر:

ومن أمثلته كقوله:‏ ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ‌ثُمَّ ‌ازْدَادُوا ‌كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ﴾ [آل عمران: 90].

فإطلاق عدم قبول توبتهم أبدًا قُيّد في سورة النساء بقوله:‏ ﴿وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا ‌حَضَرَ ‌أَحَدَهُمُ ‌الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ [النساء: 18].

النصوص الشرعية تمثِّل وحدةً واحدةً يُكمِّل بعضُها بعضًا، فلا تتَّضح المسألة حتى تستوفي جميع النصوص الواردة فيها، وهذه الطريقة في التفسير كان ينتهجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان يفسِّر بعض آيات القرآن ببعضها.

  • المرحلة الثانية: الوقوف على ما صح من الآثار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

فمن أفضل طرق التفسير تفسير القرآن بالسنة، وذلك لعدة أسباب:

  • أ‌- لأنَّ السنة وحيٌ من الله جلّ وعلا؛ لقول الله تعالى عن نبيّه r: ﴿‌وَمَا ‌يَنْطِقُ ‌عَنِ ‌الْهَوَى ٣ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: 3-4]. قال القرطبيُّ وابنُ كثيرٍ: وقولُهُ تعالى: ‌﴿وَيُعَلِّمُهُمُ ‌الْكِتابَ﴾ ‌يعني ‌القرآنَ، ﴿وَالْحِكْمَةَ﴾ يعني السُّنَّةَ”[4].
  • ب‌- لأن الله تعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم ببيان القرآن، فَأبان اللهُ عز وجل على لِسان رسوله صلى الله عليه وسلم معاني القرآن لأصحابه، وأوضح لهم ما خَفِي عليهم منه. وقالَ الشافعيُّ رحمه الله: “جميعُ ‌ما ‌تقولُهُ ‌الأمَّةُ ‌شَرحٌ ‌للسنَّةِ، وجميعُ السنَّةِ شَرحٌ للقُرآنِ”[5].

مثال التفسير النبوي:

  • ‌أ- حَدِيثُ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ﴿‌وَقُرْآنَ ‌الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾ [الإسراء: 78] قال: (‌تَشْهَدُهُ ‌ملائكَةُ ‌الليلِ ‌وملائكَةُ النهارِ)[6].
  • ‌ب- بيان الصلاة الوسطى في قوله تعالى: ﴿‌حَافِظُوا ‌عَلَى ‌الصَّلَوَاتِ ‌وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: 238]، عن علي رضي الله عنه قال: لما كان يوم الأحزاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ملأ اللهُ بيوتهم وقبورهم نارًا؛ شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس)[7].

من أفضل طرق التفسير تفسير القرآن بالسنة: لأنَّ السنة وحي من الله جلّ وعلا، ولأن الله تعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم ببيان القرآن، فَأبان اللهُ عز وجل على لِسان رسوله صلى الله عليه وسلم معاني القرآن لأصحابه، وأوضح لهم ما خَفِي عليهم منه.

  • المرحلة الثالثة: الوقوف على ما صح من الآثار الواردة عن الصحابة:

فالصحابة رضي الله عنهم مقدّمون على غيرهم في العلم بالقرآن وتفسيره، للأسباب الآتية:

  • صحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وحضورهم مجالسه، وتلقّيهم القرآن منه، وتمكّنهم من سؤاله عمّا يحتاجون إليه. قال ابنُ مسعودٍ رضي الله عنه: “‌كان ‌الرجلُ ‌مِنا ‌إذا ‌تَعَلَّمَ ‌عَشرَ ‌آياتٍ لَم يُجاوِزْهنَّ حتى يَعرِفَ مَعانِيَهُنّ، والعَمَلَ بِهِنَّ”[8].
  • رِضَا الله تعالى عنهم، وتزكيته لهم وطهارة قلوبهم وزكاة نفوسهم، قال تعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ ‌يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ [الفتح: 18].
  • حسن فهمهم لمعاني ‌القرآن من غير تكلّفٍ في البيان: فهم أهل اللسان والديار التي نزل بها القرآن، وهم أهل الفصاحة والبلاغة، وقد شهدوا التنزيل ومواضعه، ومعرفة أسبابه وأحواله وشهودهم لوقائعه، وهذه المعرفة العزيزة لا يقاربهم فيها أحد بعدهم، ولها أثر كبير في معرفة معاني القرآن، وفهم مقاصده.
  • عاصروا وشهدوا ما قبل الوحي، أي الجاهلية، والقرآن جاء ليهدم الجاهلية.

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: “والذي لا إلَهَ غَيرُهُ ما مِن كِتابِ اللهِ سُورَةٌ إلا أنا أعلمُ حيثُ نزلت، وما مِن آيَةٍ إلا أنا أعلمُ فيما أُنزلت، ولو أعلمُ أحدًا هو أعلمُ بكِتابِ اللهِ مِنِّي، تَبْلُغُهُ الإبِلُ، لَرَكِبْتُ إليه”[9]. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: ضَمَّنِي رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم وقال: (اللهُمَّ عَلِّمهُ الكِتابَ)[10].

ومن أمثلة تفسيرات الصحابة الدالة على علمهم وفهمهم:

ما روته ‌عائشةُ رضي الله عنها قالت: “كانت قريش ومَن دان دِينها يقفون بالمزدلفة، وكانوا ‌يسمَّون ‌الحُمْسَ، وكان سائرُ العرب يَقِفون بعرفات، فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأتي عرفات، ثم يقف بها، ثم يفيض منها، فذلك قوله تعالى: ﴿‌ثُمَّ ‌أَفِيضُوا ‌مِنْ ‌حَيْثُ ‌أَفَاضَ ‌النَّاسُ﴾ [البقرة: 199]”[11].

  • المرحلة الرابعة: الوقوف على ما صح من الآثار الواردة في أسباب النزول:

قال ابن دقيق العيد: “وبيانُ سببِ النّزول ‌طريقٌ ‌قوي ‌في ‌فهم معاني الكتاب العزيز، وهو أمر يحصل للصحابة بقرائنَ تحفُّ بالقضايا”[12].

لكنَّ القول في أسباب النزول لا يعتمد على العقل والاجتهاد، بل يعتمد على الرواية والسماع. قال الواحدي: “ولا يحلُّ القولُ في أسباب نزول الكتاب إلا بالرِّواية والسَّماع ممن شاهدوا التَّنزيل ووقفوا على الأسباب، وبحثوا عن علمها وجَدُّوا في الطِّلاب”[13]. وقال الشاطبي: “وهذا شأنُ أسبابِ النُّزول في التعريفِ بمعاني المنزَّل، بحيث لو فُقِد ذِكر السبب لم يُعرف مِن المنزِّل معناه على الخصوص، دون تطرُق الاحتمالات وتوجُّه الإشكالات”[14].

“وبيانُ سببِ النّزول ‌طريقٌ ‌قوي ‌في ‌فهم معاني الكتاب العزيز، وهو أمر يحصل للصحابة بقرائنَ تحفُّ بالقضايا”
ابن دقيق العيد

  • المرحلة الخامسة: الإلمام باللغة العربية وعلومها:

ففهم معاني القرآن يعتمد -أول ما يعتمد- على فهم لغة العرب؛ فمَن أراد فهم القرآن وتفسيره تفسيرًا صحيحًا عليه أن يُلِمَّ بمجمل من علوم اللغة، ومنها:

  1. الثروة اللغوية وغريب المفردات:

“لأن بها يُعرف شرحُ مفردات الألفاظ ومدلولاتها بحسب الوضع، قال مجاهد: ‌لا ‌يحل ‌لأحد ‌يؤمن ‌بالله ‌واليوم ‌الآخر ‌أن ‌يتكلم ‌في ‌كتاب ‌الله ‌إذا ‌لم ‌يكن ‌عالمًا ‌بلغات العرب”[15]، يعني غَرِيبها.

  1. علم الصرف:

“لأن به تُعرَفُ الأبنية والصِّيَغُ، قال الزمخشري: مِن بِدَعِ التفاسير قولُ مَن قال: إن الإمام في قوله تعالى: ﴿‌يَوْمَ ‌نَدْعُو ‌كُلَّ ‌أُنَاسٍ ‌بِإِمَامِهِمْ﴾ [الإسراء: 71] جمع “أُمّ”، وأن الناس يُدعَون يوم القيامة بأمهاتهم دون آبائهم”[16]، “يعني أن أمًّا لا يُجمَعُ على إمام، هذا كلام مَن لا يعرف الصناعةَ ولا لغةَ العرب”[17].

  1. علم النحو:

“‌لأن ‌المعنى ‌يتغير ‌ويختلف ‌باختلاف ‌الإعراب، ‌فلا ‌بد ‌من ‌اعتباره، ‌أخرج ‌أبو ‌عبيد ‌عن ‌الحسن أنه سئل عن الرجل يتعلم العربية يلتمس بها حُسنَ المنطق ويقيم بها قراءته؟ فقال حسن: فتعلمها فإن الرجل يقرأ الآية فيعيى بوجهها فيهلك فيها”[18].

  1. البلاغة وعلومها:

“المعاني والبيان والبديع؛ ‌لأنه ‌يُعرف ‌بالأول ‌خواصُّ ‌تراكيب ‌الكلام ‌مِن ‌جهة ‌إفادتها ‌المعنى، وبالثاني خواصُّها مِن حيثُ اختلافُها بحسب وضوح الدلالة وخفائها، وبالثالث وُجوهُ تحسين الكلام، وهذه العلوم الثلاثة هي علوم البلاغة، وهي مِن أعظم أركان المفسر؛ لأنه لا بد له مِن مراعاة ما يقتضيه الإعجاز، وإنما يدرك بهذه العلوم”[19].

  1. دلالة حروف المعاني:

والمراد بحروف المعاني: الحروف التي تربِط الأسماء بالأفعال والأسماء بالأسماء، ويطلق عليها حروف الربط، وقد اهتم علماء اللغة بدراسة معاني الحروف واستعمالاتها في اللغة، فالحرف يلعب دورًا هامًا في تغيير معنى الجملة.

وقد ذهب الكوفيون وبعض البصريين إلى أن حروف الجرِّ يجوز أن تنوب عن بعضها البعض، وحجَّتهم في ذلك كَثرة الشواهد المسموعة من القرآن الكريم والشعر العربي[20]:

  1. ومِن ذلك قول الله تعالى: ﴿قَالَ ‌مَنْ ‌أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ﴾ [آل عمران: 52] أي مع الله.
  2. وقوله: ﴿وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ ‌فِي ‌جُذُوعِ ‌النَّخْلِ﴾ [طه: 71]، أي على جذوع النَّخل.
  3. وقوله: ﴿‌وَمَنْ ‌يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ﴾ [محمد: 38]، أي على نفسه.

وذهب البصريون إلى أن حروفَ الجرِّ لا ينوب بعضها عن بعض، فإن ورد ما أَوْهم خلاف ذلك، فهو إمَّا مُؤوَّل تأويلاً يقبله اللفظ: ففي قوله تعالى: ﴿وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ ‌فِي ‌جُذُوعِ ‌النَّخْلِ﴾ [طه: 71] حيث إنَّ المصلوب لتمكُّنه من الجذع كأنَّه قد صار فيه، أي أن الجذوع قد صارت لهم بمعنى المكان؛ لاستقرارهم فيها، يعني: ‌لأن ‌الجذوع بمنزلة القبور لهم[21].

وإمَّا على التضمين: أن يُضَمّن الفعل معنى فعلٍ يتعدّى بذلك الحرف: ففي قوله تعالى: ﴿‌فَظَلَمُوا ‌بِهَا﴾ [الإسراء: 59] ضُمِّن الفعل: ﴿‌فَظَلَمُوا﴾ معنى “كَفَرُوا” أو “جَحَدُوا” أو “ظَلَمَوا أَنْفُسَهُمْ بِعَقْرِها” فلذلك عدِّي بالباء، وقوله تعالى: ﴿الَّتِي أَنْتُمْ ‌لَهَا ‌عَاكِفُونَ﴾ [الأنبياء: 52]؛ إذ ضَمَّنَ ﴿‌عَاكِفُونَ﴾ معنى عابِدِينَ، فَعَدَّاهُ باللامِ[22].

  1. دلالة الجملة الاسمية والجملة الفعلية:

ومن ذلك معرفة أنَّ الجملة الاسمية تدل على الثبوت، وأنَّ الجملة الفعلية تدل على التجدد والحدوث.

لكن يشترط لدلالة الجملة الاسمية على الثبوت والاستمرار ألا يكون خبرها جملة فعلية، فإن كان الخبر جملة فعلية فإنها تفيد التجدد ولا تفيد الثبوت ولا استمرارية الثبوت، فقوله تعالى مثلاً: ﴿وَلَكِنَّ النَّاسَ ‌أَنْفُسَهُمْ ‌يَظْلِمُونَ﴾ [يونس: 44] تفيد تجدد وقوع الحدث من الناس.

وإذا كان الخبر فعلاً ماضيًا دلت على الانقضاء فلا استمرارية ولا تجدد. ففي قول الله تعالى: ﴿‌وَإِذَا ‌لَقُوا ‌الَّذِينَ ‌آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ﴾ [البقرة: 14] قال ابن الأثير: “إنما خاطبوا المؤمنين بالجملة الفعلية وشياطينَهم بالجملة الاسمية المحققة بإنَّ المشددة؛ لأنهم في مخاطبة إخوانهم بما أخبروا به عن أنفسهم من الثبات على اعتقاد الكفر والبعد من أن يزلوا على صدق ورغبة ووفور نشاط،… وما قالواه للمؤمنين فإنما قالوا تكلفًا وإظهارًا للإيمان خوفًا ومداجاة”[23].

وفي قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ ‌يُنْفِقُونَ ‌فِي ‌السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ﴾ [آل عمران: 134] ولم يقل “المنفقون”، ويأتي التعبير في الإيمان بالاسم كقوله: ﴿إِنَّمَا ‌الْمُؤْمِنُونَ ‌الَّذِينَ ‌آمَنُوا ‌بِاللَّهِ ‌وَرَسُولِهِ﴾ [النور: 62]؛ لأن النفقة أمر فعلي شأنه الحدوث والتجدد بخلاف الإيمان فإنه له حقيقة تقوم بدوام مقتضاها”[24].

وقوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2]؛ لأنَّ الحمد لله ثابت مستقر لله عز وجل دائمًا وأبدًا، جيء بالجملة الاسمية لإفادة هذا الاستحقاق للحمد دائمًا وأبدًا، لا ينفك عنه بأي وجه من الوجوه.

  1. دلالة التقديم والتأخير في الجمل وما يتعلق بها:

لم يختلف أهل التفسير في بعض الآيات على أنها من باب المقدَّم والمؤخَّر، وهذا التقديم والتأخير مشروط بوجود القرينة. وهذا النوع من التقديم والتأخير غير مقصود هنا، وهو مما لا يقع فيه الخلاف، مثل قوله تعالى: ﴿وَإِذِ ‌ابْتَلَى ‌إِبْرَاهِيمَ ‌رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ﴾ [البقرة: 124]. فقدم ﴿إِبْراهِيمَ﴾ وحقه التأخير، وقوله تعالى: ﴿‌لَنْ ‌يَنَالَ ‌اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا﴾ [الحج: 37]. فقدم لفظ الجلالة ﴿اللهَ﴾ وحقه التأخير.

أما التقديم والتأخير الذي يعنينا فهو دعوى التقديم والتأخير في كلام لم ينصب عليه دليل في الكلام، ولا أرشدت إليه قرينة، ويخل بفهم أصل المعنى.

فإذا لم توجد قرينة تدل على التقديم والتأخير، وتنازع العلماء في الآية، فالصحيح هو حمل الآية على الترتيب؛ لأنه الأصل في الكلام، ولا يُنتقَل عن الأصل إلا بدليل واضح وقرينة بينة لا سيما إذا استقام المعنى بدونه.

قال أبو عمرو الداني: في قوله تعالى: ﴿مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ‌مَا ‌لَيْسَ ‌لِي ‌بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ﴾ [المائدة: 116]: “﴿‌مَا ‌لَيْسَ ‌لِي ‌بِحَقٍّ﴾ كافٍ [يعني أن الوقف عليها وقفٌ كافٍ]. وقال قائل: الوقف على ﴿‌مَا ‌لَيْسَ ‌لِي﴾ وليس بشيء؛ لأن قوله ﴿‌بِحَقٍّ﴾ من صلة ﴿‌‌لِي﴾، والمعنى: ما يحق لي أن أقول ذلك. وقد آثر بعضهم الوقف على ذلك بأن جعل الباء في قوله ﴿بِحَقٍّ﴾ صلة لقوله ﴿فَقَدْ عَلِمْتَهُ﴾ بتقدير: إن كنت قلته فقد علمته بحق. وذلك خطأ لأن التقديم والتأخير مجاز، فلا يستعمل إلا بتوقيف أو بدليل قاطع”[25].

أمثلة توضح أهميَّة اللغة العربية في تفسير القرآن الكريم:

  1. قال الأَصْمَعِيُّ: كنا عند أبي عمرو بن العلاء قال: فجاء عَمرو بنُ عُبيد فقال: يا أبا عمرو، يُخلِفُ اللهُ وعدَه؟ قال: لا، قال: ‌أرأيتَ ‌مَن ‌وَعَدَهُ ‌الله ‌على ‌عمل ‌عقابًا، أليس هو مُنْجِزَه له؟ فقال له أبو عمرو: يا أبا عثمان مِنَ العُجْمَةِ أُتِيْتَ، لا يُعدُّ عارًا ولا خُلفًا أَن تَعِدَ شرًا ثم لا تفي به، بل تَعُدُّه فضلاً وكرمًا، إنما العار أن تَعِدَ خيرًا ثم لا تفي به”[26].
  2. قال الأخفشُ: “وقولُهُ: ﴿إِلَى رَبِّهَا ‌نَاظِرَةٌ﴾ [القيامة: 23] يعني -والله أعلم- بالنظر إلى الله: إلى ما يأتيهم مِن نِعَمه ورِزقه، وقد تقول: “واللهِ ‌ما ‌أَنظُرُ ‌إلا ‌إلى ‌اللهِ وإليكَ” أي: أنتظر ما عند الله وما عندك”[27]، ورَدَّ الأزهريُّ على الأخفشِ هذا القول وبَيَّنَ أنه لا يَصِحُّ في اللغة هذا المعنى: فقال: “ومَن قال: إنَّ معنى قوله: ﴿إِلَى رَبِّهَا ‌نَاظِرَةٌ﴾ [القيامة: 23] بِمَعْنى مُنْتظِرة فقد أَخطأ؛ لأن العربَ لا تقول: نظرتُ إلى الشيء بمعنى انْتظرتُه، ‌إنما ‌تَقول: ‌نظرتُ ‌فلانًا ‌أي ‌انتظرته، ومنه قول الحطيئة:

وَقد نَظَرتكُمُ أَبْنَاءَ صَادِرَةٍ *** لِلْوِرْدِ طَال بهَا حَوْزِي وتَنْساسِي

فإذا قلت: نظرتُ إليه لم يكن إلا بالعينِ، وإذا قلت: نظرتُ في الأمر احْتمل أن يكون تفكُّراً وتَدَبُّراً بالقَلبِ”[28].

قال الشاطبي: “المَقصُودُ هنا أن القُرآنَ نَزَلَ بلسانِ العربِ على الجُملةِ، فطَلَبُ فَهمِهِ إنما يكونُ مِن هذا الطريقِ خاصةً؛ لأن اللهَ تعالى يقولُ: ﴿إِنَّا ‌أَنْزَلْنَاهُ ‌قُرْآنًا ‌عَرَبِيًّا﴾ [يوسف: 2]، وقال: ﴿‌بِلِسَانٍ ‌عَرَبِيٍّ ‌مُبِينٍ﴾ [الشعراء: 195].

معاني القرآن موافقة لمعاني كلام العرب وأساليبِهم، لذا فإن معرفةَ اللغةِ العربيةِ شرطٌ في فَهمِ القرآنِ؛ فمن لا يَعرفُ اللغةَ التي نزلَ بها القرآنُ فإنه لا شَكَّ سيقعُ في الزَّلَلِ، بل سيحرِّف الكَلِمَ عن مَواضِعِهِ.

  • المرحلة السادسة: فهم دلالة السياق:

فقد نصَّ على أهميتها واعتبارها من أهم الدلالات التي ينبغي للمفسر أن يعتني بها جماعة من أهل العلم سلفًا وخلفًا.

قال ابن دقيق العيد: “أما السياق والقرائن: ‌فإنها ‌الدالة ‌على ‌مراد ‌المتكلم ‌من ‌كلامه”[29]، وقال الزركشي: “‌دلالة ‌السياق: ‌فإنها ‌ترشد ‌إلى ‌تبيين ‌المجمل ‌والقطع ‌بعدم احتمال غير المراد، وتخصيص العام، وتقييد المطلق، وتنوع الدلالة، وهو من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم؛ فمن أهمله غلط في نظيره وغالط في مناظراته، وانظر إلى قوله تعالى: ﴿‌ذُقْ ‌إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ﴾ [الدخان: 49] كيف تجد سياقه يدل على أنه الذليل الحقيرُ”[30].

  • المرحلة السابعة: فهم موضوع السورة وما يتعلق به.

أي المعنى العام الذي أنزلت السورة من أجله، أو هو الموضوع الذي تدور عليه آياتُ سورةٍ ما، وما من سورة في الأغلب إلا ولها موضوع تدور عليها، وكذلك الآيات، فالآية في الأعم الأغلب تكون متصلة بما قبلها وما بعدها، ولا يلزم أن يكون ذلك في كل آية وكل سورة، ولو كان؛ فالوقوف عليه في كل آية وسورة متعذر.

قال القاضي ابنُ العربي: “‌ارتباط آيِ ‌القرآن ‌بعضها ‌ببعض ‌حتى ‌تكون ‌كالكلمة الواحدة مُتَّسِقة المعاني منتظمة البيان: عِلمٌ عظيم”[31].

“‌ارتباط آيِ ‌القرآن ‌بعضها ‌ببعض ‌حتى ‌تكون ‌كالكلمة الواحدة مُتَّسِقة المعاني منتظمة البيان: عِلمٌ عظيم”
القاضي ابنُ العربي

  • المرحلة الثامنة: العناية بتدوين أخبار وقَصص الأئمة مع القرآن، ثم الاستشهاد بها في محلِّها من التفسير.

وهذه من لطائف ومُلح التفسير، وليست تفسيرًا للقرآن، لكن لها الأثر العظيم في نفس المتلقِّي والسامع في إحقاق حقٍّ، أو ردع مُبطِلٍ، وتُثمر تأثرًا وخشية، أو إنابةً وتوبة، أو تزكيةً وتربية، أو تفقُّهًا واستنباطًا، ومن أمثلة ذلك:

‌شَرِبَ عبدُ الله بن عمر رضي الله عنهما ماءً باردًا فبكى فاشتد بكاؤه، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: ذكرت آية في كتاب الله عز وجل ﴿‌وَحِيلَ ‌بَيْنَهُمْ ‌وَبَيْنَ ‌مَا ‌يَشْتَهُونَ﴾ [سبأ: 54]، قال: فعرفت أنَّ أهل النار لا يشتهون شيئًا إلا الماء البارد، وقد قال الله عز وجل: ﴿‌أَفِيضُوا ‌عَلَيْنَا ‌مِنَ ‌الْمَاءِ ‌أَوْ ‌مِمَّا ‌رَزَقَكُمُ ‌اللَّهُ﴾ [الأعراف: 50][32].

عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (‌الدين ‌النصيحة)، قلنا: لمن؟ قال: (لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)[33] ، قال محمد بن نصر المروزي: “وأما ‌النصيحة ‌لكتاب ‌الله ‌فشدة ‌حبه، ‌وتعظيم ‌قدره؛ ‌إذ ‌هو ‌كلام الخالق، وشدة الرغبة في فهمه، ثم شدة العناية في تدبره، والوقوف عند تلاوته لطلب معاني ما أحب مولاه أن يفهمه عنه ويقوم له به بعد ما يفهمه”[34].

وختامًا:

إَنَّ بركة القرآن العظمى إنما هي في تدبُّر آياته وتفهُّمها، والتأدُّب بها، والوقوف عند أوامرها، والبعد عن نواهيها ومساخطها، إن آخر هذه الأمة لا يصلح إلا بما صلح به أولها، “كانوا يقترئون مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرَ آيات، فلا يأخذونَ في العشرِ الأخرى حتى يعلموا ما في هذه مِن العلم والعمل، قالوا: فعَلِمنا العلمَ والعَملَ”[35].

فما أحوج القلوب إلى تدبُّر القرآن، والأنس به، والتأمُّل في آياته، والتزوُّد من حِكَمِه ومواعظه وعبره، ففيه: ﴿‌مَوْعِظَةٌ ‌مِنْ ‌رَبِّكُمْ ‌وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [يونس: 57].

فمَن أراد أن يخشع قلبه، وينشرح صدره، فلا غنى له عن التفكُّر والتمعُّن في معاني الآيات التي يتلوها، ولا يكن همُّه متى يختم السورة.

فاللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وارزقنا تلاوة القرآن وتدبره واجعله شفيعًا وحجة لنا يوم الدين.


أ. عبد الناصر حسن صويص
دبلوم دراسات إسلامية، خطيب وداعية.



[1]
أخرجه أحمد (23482).

[2] ينظر: فهم القرآن وتدبره، للدكتور أحمد بن شرشال.

[3] ينظر: المراحل الثمان لطالب فهم القرآن، لعصام العويد، والمدخل إلى موسوعة التفسير المأثور، بإشراف د. مساعد الطيار، (1/127).

[4] تفسير القرطبي (18/92)، وتفسير ابن كثير (1/444).

[5] البرهان في علوم القرآن، للزركشي (1/6).

[6] أخرجه الترمذي (3135) وقال: حَسَنٌ صَحِيحٌ.

[7] أخرجه البخاري: (2931) ومسلم (627).

[8] تفسير الطبري (1/ 80) وتفسير ابن كثير (1/ 8).

[9] أخرجه البخاري (5002) ومسلم (2463).

[10] أخرجه البخاري (75).

[11] أخرجه البخاري (4520) ومسلم (1219).

[12] إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (2/ 259).

[13] أسباب النزول، ص (8).

[14] الموافقات (4/152).

[15] الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي (4/213).

[16] الإتقان في علوم القرآن (4/213-214)، وينظر: تفسير الكشاف للزمخشري (2/682) وتفسير الرازي (21/376).

[17] ينظر: البرهان في علوم القرآن (1/299).

[18] الإتقان في علوم القرآن (4/213).

[19] الإتقان في علوم القرآن (4/214).

[20] ينظر: مغني اللبيب (1/152).

[21] ينظر: المفصل، ص (381)، ومغني اللبيب (1/152).

[22] ينظر: البحر المحيط، لأبي حيان الأندلسي (7/442).

[23] ينظر: الجامع الكبير في صناعة المنظوم من الكلام والمنثور، ص (224). والمداجاة: المداراة.

[24] مباحث في علوم القرآن، لمناع القطان، ص (209-210).

[25] المكتفى في الوقف والابتدا، لأبي عمرو الداني، ص (63-64).

[26] الإبانة الكبرى، لابن بطة (4/301)، وقوله: مِن العُجمة أُتيْتَ: أي أخطأتَ لأنك أعجمي، وعمرو بن عبيد المعتزلي فارسي.

[27] معاني القرآن، للأخفش (2/558).

[28] ينظر: معاني القرآن، للأخفش (2/558)، وتهذيب اللغة، للأزهري (14/266). والتنساس: السير الشديد.

[29] إحكام الأحكام (2/21).

[30] البرهان (2/200).

[31] سراج المريدين في سبيل الدين، لأبي بكر بن العربي (4/144).

[32] الزهد، لأحمد بن حنبل، ص (156).

[33] أخرجه مسلم (55).

[34] تعظيم قدر الصلاة (2/693).

[35] أخرجه أحمد (23482).

X