قضايا معاصرة

فلسطين وسوريا.. وحدة الجرح والمصير

منذ سقوط الخلافة العثمانية لم تنعَم سورية وفلسطين بالاستقلال والأمان، إذ مرت عليهما مِحنٌ وآلام ونكبات كثيرة، بدءًا بالاحتلال الفرنسي والإنكليزي، ثم احتلال اليهود وتسلُّط النصيرية، الذين ارتكبوا بحقِّ البلدين انتهاكاتٍ وجرائم لم يشهد لها العالم مثيلاً، إلا أن أهلهما صبروا وصابروا ووقفوا في وجه المحتل، وسطّروا أروع البطولات، ولسان حالهم يقول: إن فرَّقتنا الحدود المصطنعة، إلّا أن جرحنا ومصيرنا واحدٌ.

مقدمة تاريخية:

حظيت بلاد الشام منذ القدم بأهمية ومكانة خاصة، فقد قامت فيها أعرق الحضارات، وأقدم المدن، وكثير من الرسل بعثوا في بلاد الشام.

ونالت الشام أهمية كبرى في العصر الإسلامي، فكانت أول بلد توجه إليه الفتح، وبشّر النبي صلى الله عليه وسلم بأنها أرض الملاحم وفسطاط المسلمين في آخر الزمان[1]، ثم كانت مهد أول دولة إسلامية بعد عصر الخلافة الراشدة، ومنطلق فتوحات المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

ورغم ما عانته بلاد الشام من تقسيمٍ إلى دويلات باتفاقية سايكس بيكو، إلا أنّها اشتركت في مصير واحد، وعانت من جرح واحد، وعدو اختلف في العِرق وتشابه في الأفعال.

في هذا المقال سنتناول ما مرّت به الشام من محن وآلام خلال قرن من الزمان، بدءًا من الاحتلال الإنكليزي والفرنسي، ثم تسلّط اليهود والنصيرية والرافضة.

بلاد الشام زمن الاحتلالين البريطاني والفرنسي:

دخل المحتلون بلاد الشام بعد انفراط عقد الخلافة العثمانية، وظلّوا فيها حتى منتصف القرن العشرين[2]، وخلال تلك المدّة ارتكبوا الكثير من الممارسات الإجرامية بحقّها وأوّلها تقسيم البلاد والتفريق بين شعوبها، وإثارة النعرات القومية والعصبيات المناطقية بين أبنائها. كما عملوا على تفتيت المكون الاجتماعي والسياسي بتسليط الأقليات على مقاليد الحكم، ففصلوا جزءًا للنصارى باسم دولة لبنان الكبير، وسلّطوا النصيرية[3] في الساحل السوري غربًا، ومكّنوا الدروز في جبل العرب جنوبًا، وعملوا على جعل هؤلاء جميعًا قوّة مواجهة للأغلبية السنّية، ويظهر ذلك من خلال رسالة للقنصل الفرنسي في سوريا عام (1914م)، أي قبل احتلال الفرنسيين سوريا بحوالي عقد من الزمان! وفيها: “مهما تكن ضرورة مراعاة الدين الإسلامي الذي تنتمي إليه الأغلبية الساحقة من السكان، ليس من رأيي التقليل من أهمية الدور الذي تقوم به بقية الأديان والطوائف، سواء كلّ على حدة، أو بعضها ضد بعضها، أو كلها في مواجهة الحركة الإسلامية”[4].

وكان الملمح الأكبر للاحتلالين الإنكليزي والفرنسي لبلاد الشام: التدمير الممنهج لجميع مظاهر الحياة الدينية والاجتماعية، حيث عملوا على إفقار الشعب ونهب خيراته، ومحاربة التعليم[5]، وإعمال القتل والتدمير الذي لم يستثنِ بشرًا ولا حجرًا ولا شجرًا، فقد أمطرت مدفعية الفرنسيين دمشق ودمّرت أحياء بأكملها، وفعلت بريطانيا ذات الشيء عندما دخلت القدس وما حولها[6].

هذه الهمجية تغذّيها أحقاد دفينة تمتد جذورها إلى الحملات الصليبية، فحين دخل الجنرال غورو بيروت ألقى خطاباً جاء فيه: “إنني سليل الصليبيين الذين دوّخوا هذه البلاد في غابر الزمان، وقد أتيت إلى هنا لأتمم ما تركه أولئك الأبطال”[7].

لكن الإنكليز والفرنسيين لم يجدوا الطريق مفروشًا بالورود، بل وقف الناس في وجههم مدافعين متصدّين، في معركة ميسلون (1920م)، وثورات الشمال السوري (1920م)، ثم الثورة السورية الكبرى (1925م) التي اشتركت فيها معظم المدن، وكان للعلماء وطلابهم دور محوري فيها، وظلّت الثورات والانتفاضات تلاحقهم حتى انجلوا عنها عام (1946م). وفي فلسطين سطّر أهلها بطولات عظيمة بدءًا بثورة البراق (1929م)، ثم جهود الشيخ عزّ الدين القسام الذي ظلّ يواجه الإنكليز حتى استشهد قرب جنين عام (1935م) ليشعل استشهاده الثورة الفلسطينية الكبرى (1936 – 1939م)، ومن بعدها الثورات والانتفاضات المتلاحقة والمستمرة حتى الآن[8].

كان الملمح الأكبر للاحتلالين الإنكليزي والفرنسي لبلاد الشام: التدمير الممنهج لجميع مظاهر الحياة الدينية والاجتماعية، حيث عملوا على إفقار الشعب ونهب خيراته، ومحاربة التعليم، وإعمال القتل والتدمير الذي لم يستثنِ بشرًا ولا حجرًا ولا شجرًا

بلاد الشام والاحتلالين الصهيوني والنصيري:

أولاً: فلسطين والاحتلال الصهيوني:

بدأ الوجود الفعلي للصهاينة في فلسطين مع وعد بلفور (1917م)، الذي تعهّدت فيه بريطانيا بإقامة وطن قومي لليهود، ولتحقيق فكرة جمعهم في فلسطين كان لا بد من حثّهم وتشجيعهم على الهجرة إليها، فبدأ الصهاينة بالعزف على وتر المظلومية، وادّعوا أنّ اليهود في أوروبا مضطهدون، وهذا الاضطهاد لا ينتهي إلا بإقامة دولة لليهود[9]. ولم يقف الأمر عند هذه الادعاءات، بل نفّذوا خطوات أكثر وحشية، إذ رفض زعيمهم “بن غوريون” فكرة نقل الأطفال اليهود إلى إنكلترا لإنقاذهم من أيدي النازيين، وقال: “إنّ من الأفضل أن يُذبح نصفهم على يد النازيين، من أجل إرسال النصف المتبقي ليكونوا مستوطنين في مشروعه الاستيطاني!”[10].

  • جرائم الصهاينة في فلسطين:

يقول المفكر والباحث اليهودي إسرائيل شاحاك: إن الجرائم التي قام بها الصهاينة بحق الفلسطينيين مشابهة لتلك التي قام بها النازيون، مؤكّدًا أنّ الفلسطينيين ليسوا ضحية سياسات استعمارية واستبدادية فحسب، بل ضحيّة أيديولوجية عرقية دينية ذات حضور وتأثير واسعين[11]. ومن أبرز تلك الجرائم:

  • احتلال الأراضي وتهجير الأهالي: عيّنت بريطانيا منذ احتلالها فلسطين الصهيوني هربرت صمويل مندوبًا ساميًا، الذي قام بخطوات عديدة لتسهيل انتقال اليهود وسيطرتهم على البلاد، منها مثلاً: تنظيم دورات للألعاب الرياضية، حيث يدخل بموجبها عشرات الآلاف للمشاهدة، ثم يبقون في فلسطين، ويمنحون الجنسية بتسهيلات من الاحتلال البريطاني![12]. كما سيطروا على مساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية عبر مناقصات لشركات يهودية، أو من خلال هِباتٍ ومِنَح لجمعيات ومنظمات “خيرية”. وهكذا تضاعفت أعداد اليهود من (55) ألفًا عام (1918م) إلى (650) ألفًا عام (1948م) مع نهاية حقبة الانتداب البريطاني.
  • المجازر المروّعة: ارتكب الصهاينة في فلسطين الكثير من المجازر بحقّ المدنيين العزّل، من أبرزها: مجازر دير ياسين واللد والطنطورة في حيفا (1948م)، ومجزرة كفر قاسم وخان يونس (1956م)، وغيرها كثير[13]، وما يميز تلك المجازر هو الصورة المروعة لتنفيذها حيث استخدم فيها الحرق والذبح وبقر بطون الحوامل، والتشفّي والتمثيل بالجثث، ولم يسلم من تلك الوحشية حتى الأطفال؛ كان الهدف من هذه الوحشية: تهجير الفلسطينيين عن طريق إثارة الذعر بينهم ليهربوا من قراهم ومدنهم ثم يستولي الصهاينة عليها.
  • السرقة والنهب: لم تكتف العصابات الصهيونية بسرقة الأراضي، بل سرقوا كلّ ما طالته أيديهم أثناء الاحتلال، ولم تسلم من سرقاتهم حتى المساجد والكنائس. يذكر المؤرخ اليهودي “آدم راز” تفاصيل تقرير لوزارة الأقليات دوّنت خلاله عدة حالات لسرقة الكنائس، من الأثاث والمصابيح وكؤوس التقديس الفضية وحتى الصلبان وبدلات رجال الدين! ويثبت “راز” عمليات السرقة والنهب على لسان أكبر زعماء اليهود “بن غوريون” الذي قال في اجتماع للجنة المركزية لحزب “مباي” الذي أسس الدولة الصهيونية: “اتضح أنّ معظم اليهود لصوص، أقول هذا عن قصد وببساطة، لأنّ هذا صحيح للأسف”[14].

“إن الجرائم التي قام بها الصهاينة بحق الفلسطينيين مشابهة لتلك التي قام بها النازيون، مؤكّدًا أنّ الفلسطينيين ليسوا ضحية سياسات استعمارية واستبدادية فحسب، بل ضحيّة أيديولوجية عرقية دينية ذات حضور وتأثير واسعين”
المفكر والباحث اليهودي إسرائيل شاحاك

  • النضال في وجه اليهود:

وقف الشعب بوجه الجرائم الوحشية التي ارتكبها اليهود، وتمسّكوا بقضيتهم وأرضهم، وشارك المسلمون من مختلف الأقطار في الدفاع عن فلسطين ومقدّساتها، وسلكوا في سبيل ذلك مختلف الطرق؛ منها:

  • الثورات المتلاحقة: اشتعلت شرارة الثورات في فلسطين منذ الشعور بأنّ هناك مؤامرة تحاك على الأقصى، فانطلقت ثورة البراق (1929م) زمن الانتداب البريطاني، تبعتها ثورات أخرى لا تقلّ ضراوة عنها، كثورة عزّ الدين القسام (1935م)، والثورة الفلسطينية الكبرى (1936 – 1939م)، ثم انتفاضات الأقصى المتلاحقة (1987 – 2000م)، استشهد فيها الآلاف، لكنّها أثبتت صلابة الشعب، واستعداده للتضحية بروحه في سبيل الله دفاعًا عن مقدّساته.
  • ابتكار وسائل لمواجهة العدوّ: نتيجة نقص السلاح والعتاد اللازم للمعارك اضطر الفلسطينيون إلى ابتكار وسائلَ مختلفة للدفاع والمواجهة، منها العمليات الاستشهادية والزجاجات الحارقة والمقلاع والحجارة التي أذاق الأطفال من خلالها اليهود الويلات، وزرعوا في قلوبهم الرعب، ومن الوسائل أيضًا: الأنفاق، وهي ابتكار عبقري ظهر في غزّة المحاصرة منذ أكثر من 20 عامًا، ورأينا ما فعلته الأنفاق بآلة العدو الصهيوني خلال عدوانهم الأخير.
  • تحويل القضية الفلسطينية إلى قضية عالمية: نجحت المقاومة على مدار قرن من الزمان في جعل قضية فلسطين والأقصى رابطًا يوحّدهم، وتصديرها وتعريف العالم بها، حتى أظهر الكثير من الشعوب دعمهم ومساندتهم لها، وهذا ما رأيناه بوضوح في حرب غزّة الأخيرة، والمظاهرات الشعبية الحاشدة في مختلف دول العالم، بالإضافة إلى حملات المقاطعة الشعبية التي أثبتت نجاحها وفاعليتها.

ثانيًا: النصيريون في سوريا:

يتركّز وجود النصيريين بالشام في المناطق الجبلية الوعرة التي سكنوها اعتزالاً عن محيطهم السنّي، ومع ذلك فتاريخهم حافل بالعمالة والغدر بأهل الشام، إذ لم يتركوا عدوًّا إلا حالفوه على المسلمين ووقفوا بجانبه، فقد ساندوا الصليبيين والتتار والمغول والبرتغاليين واليهود، وأعانوهم على دخول البلاد والفتك بأهلها[15].

وفي العصر الحديث هم مثال صارخ شاهد على ذلك، فقد وصل ممثلهم حافظ أسد إلى السلطة عبر انقلاب عام (1963م) على الحكومة المنتخبة، وما إن وصل إلى السلطة حتى مارس حكمًا عسكريًّا استبداديًّا، ثم التفت إلى تثبيت حكمه عبر سلسلة من الممارسات القمعية الوحشية، فأعلن حالة الطوارئ التي استمرت طوال مدة حكمه، ليتسنّى له فعل ما يشاء دون محاسبة، وتحت غطاء قانون الطوارئ ارتكب بحق السوريين جرائم أكثر من أن تحصى، نشير إلى أبرزها فيما يلي:

  • تمكين الطائفة في الحكم: عمد حافظ أسد بعد أن نصّب نفسه رئيسًا للجمهورية إلى تمكين أبناء طائفته في مفاصل الحكم، وبدأ بالجيش والاستخبارات، فسرّح الآلاف من كبار الضباط السنّة، وعيّن مكانهم ضباطًا من طائفته، ثم سمح لأبناء طائفته بالتمدّد في مختلف مفاصل الدولة، فتسلّموا زمام الأفرع الأمنية، والمؤسسات الاقتصادية، كما عيّن أخاه رفعت نائبًا له، وقائدًا لسرايا الدفاع التي كانت حينها الذراع العسكري الأشهر والأكثر وحشية ودموية، والتي كان لها دور كبير في قمع الثورات التي شهدتها سوريا أيام الثمانينات[16].
  • تسليم الجولان: يُعدّ سقوط هضبة الجولان وتسليمها لإسرائيل عام (1967م) من أقبح وأفظع الجرائم، حيث صدرت الأوامر للجيش بالإخلاء والانسحاب العاجل، وتركهم تحت مرمى طائرات العدوّ وقذائفه، ثم أذاع حافظ أسد -وكان حينها وزيرًا للدفاع- بيانًا أعلن فيه سقوط الجولان بيد الصهاينة قبل سقوطها على أرض الواقع بيومين[17]، وما زالت بيد الصهاينة حتى اليوم.
  • المجازر والتنكيل بالمسلمين على مدار نصف قرن: ارتكب النصيرية على مدار نصف قرن من الزمان الكثير من المجازر بحق أهل السنة في سورية، بدءاً بمجازر السبعينات والثمانينات على يد حافظ الأسد وأخيه رفعت، وحتى مجازر الثورة السورية على يد بشار وميليشياته الطائفية، والتي لا تزال مستمرة حتى الآن. وفي الفقرة التالية مزيد بيان لتلك المجازر.

تاريخ النصيريين بالشام حافل بالعمالة والغدر بأهل الشام، إذ لم يتركوا عدوًّا إلا حالفوه على المسلمين ووقفوا بجانبه، فقد ساندوا الصليبيين والتتار والمغول والبرتغاليين واليهود، وأعانوهم على دخول البلاد والفتك بأهلها

النضال في وجه النصيرية:

لم يقف الشعب السوري مكتوف الأيدي وهو يرى بلاده تستباح أمام عينيه، فظهرت حركات الاحتجاج والرفض في حلب ودمشق في سبعينيات القرن الماضي، بتشجيع من عدد من علماء ومشايخ سوريا، وتحوّل العديد منها إلى ثورات، شأنها شأن الثورة على اليهود في فلسطين، ثم بدأت أحداث مدرسة المدفعية في حلب في الثمانينات، وانتقلت إلى حماة، حيث خرج أبناؤها في وجه حافظ أسد، إلا أنّه قمع تلك التحركات، وارتكبت قوّاته مجازر عديدة في حلب، أبرزها كان صبيحة عيد الفطر المبارك عام (1400هـ/ 1980م) في حي المشارقة، أمّا حماة فقد استباحتها سرايا الدفاع بزعامة رفعت الأسد عام (1982م)، فحاصرت المدينة (27) يومًا، وارتكبت فيها مجازر مروّعة، راح ضحيتها أكثر من (40) ألف مدني في إحصائيات غير رسمية، قضى معظمهم ذبحًا بالسكاكين ورميًا بالرصاص، ثم قامت تلك القوات بالتمثيل بالجثث.

في عام (2011م) انطلقت شرارة الثورة السورية السلمية التي طالبت بحقوق الشعب بالحرية والكرامة والعيش الكريم، إلا أنّ نظام الولد حذا حذو نظام الأب في الإجرام، وارتكب بحقّ الشعب السوري مجازر هي الأفظع في العصر الحديث، فقد قابل المتظاهرين بالاعتقالات، ثم بدأ التعذيب الشديد والقتل وانتهاك الحرمات، حتى إذا ألجأ الشعب إلى حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وأعراضهم؛ راح يقتلهم بمختلف الأسلحة، ولما شعر بعجزه عن مجابهة إرادة الشعب استعان بحليفته إيران وميلشياتها الطائفية، فارتكبوا جميعًا مجازر مروّعة، كان من أبرزها مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية عام (2013م)، التي راح ضحيتها أكثر من (1500) شهيد، وخلال (12) عامًا من الثورة قتل النظام وميليشياته أكثر من مليون سوري، وهجّروا أكثر من (10) ملايين شخص من منازلهم، بالإضافة إلى مئات الآلاف من المعتقلين والمغيّبين قسريًّا، كما أنّ حوالي 70% من سوريا أضحت مدمّرة. وهي جريمة لم يشهد لها مثيل منذ الحرب العالمية الأولى، والأغرب من ذلك أنّ المجرم لا يزال حتى الآن حرًّا طليقًّا يحمل راية المقاومة والممانعة![18].

لم يقف الشعب السوري مكتوف الأيدي أمام الاحتلال النصيري؛ فقد ظهرت حركات الاحتجاج والرفض في سبعينيات القرن الماضي، بتشجيع من عددٍ من علماء ومشايخ سوريا، وتحوّل العديد منها إلى ثورات، ثم أحداثُ الثمانينيات، إلى أن انطلقت شرارة الثورة السورية عام (2011م) والتي لا زالت أحداثها حتى الآن

ميليشيا أمل وحزب الله في لبنان:

تعود بداية التغلغل الرافضي المنظّم في لبنان إلى خمسينات القرن الماضي على يد موسى الصدر، وهو معمّم إيراني المولد والجنسية، وصل إلى لبنان عام (1958م)، ومنحه الرئيس اللبناني فؤاد شهاب الجنسية اللبنانية بموجب مرسوم رئاسي، مع العلم أنّ الحصول على الجنسية لغير النصارى في لبنان كان حينها أمرًا في غاية الصعوبة.

في بداية السبعينات أنشأ الصدر حركة المحرومين، وجعل لها شعارات برّاقة كالحرّية والمساواة والعدالة، وأنشأ لها جناحًا عسكريًا سرّيًّا باسم “أمل”.

حاول الصدر في بداية مشواره في لبنان أن يظهر التقيّة، بادعائه الولاء الخالص للبنان، ونفي صلته بالولي الفقيه في إيران، كما ادّعى جاهزية حركته للانضواء مع بقية القوات اللبنانية، إلا أنّ تلك الشعارات والادعاءات سرعان ما تبيّن كذبها، وأظهر الصدر وجهه الباطني مع دخول جيش النظام السوري إلى لبنان، فأصدر فتوى اعتبر فيها النصيرية طائفة من الشيعة، وعيّن لهم مفتيًا خاصًّا بهم، كما أمر قواته بالانشقاق عن الجيش اللبناني والالتحاق بالجيش السوري، ولم يكتفِ بذلك، بل هاجم منظّمة التحرير الفلسطينية، وادّعى أنها تسعى لقلب الأنظمة العربية، ودعا إلى وقف عملها وإخراجها من لبنان، وحين افتضح أمره وانكشفت عمالته هرب إلى دمشق بعد أن نجى من محاولة اغتيال استهدفت بيته، واحتمى بنظام الأسد.

بعد انكشاف أمر “منظّمة أمل” ووحشيتها لم يعد بمقدور إيران المقامرة بها، فكان لا بد من ظهور تيار آخر يكمل المشروع الشيعي المجوسي في لبنان، فظهر حسن نصرالله، خرّيج حوزات قم، وأعلن تشكيل ما يسمى “حزب الله”، وهو لا يختلف عن سابقه في العمالة والانتماء للولي الفقيه[19].

تعود بداية التغلغل الرافضي المنظّم في لبنان إلى موسى الصدر الذي وصل إلى من إيران، وأنشأ حركة المحرومين في السبعينيات، وأنشأ لها جناحًا عسكريًا سرّيًّا باسم “أمل”، التي ارتكبت الفظائع في حق الفلسطينيين، وحين افتضح أمره هرب، وظهر حسن نصر الله خرّيج حوزات قم، وأعلن تشكيل ما يسمى “حزب الله” بديلاً عنها.

– جرائم ميليشيا أمل وحزب الله في لبنان:

  • الخيانة والغدر ببقية المكونات الشعبية: قامت الحركات الرافضية بمُجملها على مبدأ الغدر والخيانة بالمحيط الذي تنشأ فيه، فقد كانت أول من طالب بقوات طوارئ دولية تتمركز في الجنوب اللبناني، وزعمت أنّ لبنان في هدنة مع إسرائيل ولا يجوز أن يخرقها الفلسطينيون[20]! فحرمت المقاومة الفلسطينية من جبهة شمال فلسطين وحرصت على تأمينها ضد أيّ عمل فدائي طيلة عقود.

أمّا حسن نصر الله فقد بدأ -منذ تمكّنت قواته في لبنان- بإثارة الخلافات وممارسة الاستقواء على بقية المكوّنات السياسية والدينية والوطنية، ومنع ظهور أي شخصية بارزة منها يمكن أن تحظى بقبول الشعب، وما إن تظهر شخصية توافقية سنّية إلا ودبرت لها عملية اغتياله بالتعاون مع نظام الأسد.

  • التعاون مع إسرائيل: برعت الميليشيات الشيعية عمومًا في إطلاق الشعارات الرنانة، ومن أبرزها “عداوة إسرائيل”، إلا أنّ أفعالهم على أرض الواقع كانت تثبت عكس ذلك تمامًا، فقد نشرت صحيفة “جيروزاليم” العبرية في عددها الصادر بتاريخ (23-5-1985): “إنّه لا ينبغي تجاهل مصالح (أمل) وإسرائيل، التي تقوم على أساس الرغبة المشتركة في الحفاظ على منطقة جنوب لبنان، وجعلها منطقة آمنة خالية من أي هجمات ضد إسرائيل.. إنّ إسرائيل ترددت كثيرًا في تسليم (أمل) مهمّة الحفاظ على الأمن على الحدود اللبنانية، وإنّ الوقت قد حان لأنْ تعهد لها بهذه المهمّة”.
  • مجازر المخيمات الفلسطينية: قامت الميليشيات اللبنانية من الموارنة والدروز، وبمشاركة من الميليشيات الشيعية ونظام الأسد وبدعم غير مباشر من إسرائيل بارتكاب مجازر دامية بحقّ الفلسطينيين في لبنان، وكان من أشدّها قسوة مجزرتا تل الزعتر (1976م) وصبرا وشاتيلا (1982م)، اللتان راح ضحيتهما آلاف الفلسطينيين واللبنانيين، بعد أن جوّعوهم وفرضوا حصارًا خانقًا عليهم، وتفننوا في قتلهم وذبحهم[21].
  • مجازر “حزب الله” في الثورة السورية: منذ انطلاق الثورة السورية وقفت ميليشيا حزب الله إلى جانب حليفها نظام الأسد، وانخرطت في العمليات العسكرية ضدّ الشعب السوري، وخلال عقد من الزمن ارتكبت بحقّ السوريين مجازر عديدة في مختلف المدن السورية، مجازر مغلّفة بأحقاد باطنية، مصحوبة بشعارات طائفية، لم يستثنوا منها النساء ولا الشيوخ ولا الأطفال[22]، ولن يغيب عن مخيلة السوريين مشهد ميليشيا الحزب عندما دخلوا القصير بريف حمص، وبادروا إلى رفع الأذان الشيعي، ورفعوا راية الحسين -زعموا- فوق المسجد الكبير في المدينة، وكذا فعلوا في العديد من المدن التي دخلوها.

قامت الحركات الرافضية بمُجملها على مبدأ الغدر والخيانة بالمحيط الذي تنشأ فيه، فقد كانت أول من طالب بقوات طوارئ دولية تتمركز في الجنوب اللبناني، وزعمت أنّ لبنان في هدنة مع إسرائيل ولا يجوز أن يخرقها الفلسطينيون! فحَرَمَت المقاومةَ الفلسطينية من جبهة شمال فلسطين وحرصت على تأمينها ضد أيّ عملٍ فدائيٍّ طيلة عُقود

التشابه بين الصهاينة والنصيرية في بلاد الشام:

رغم الاختلاف العرقي والديني بين اليهود والنصيرية والرافضة إلا أنّ الناظر في مسيرة إجرامهم في بلاد الشام يرى تشابهًا على مختلف الصعد، ولِتعذّر الإحاطة بها كلّها سنشير إلى أهمها في النقاط الآتية:

  • الكره المشترك لأهل السُنّة: واعتبارهم العدو الأول، فمعاركهم الفعلية ومجازرهم كانت بحقّ أهل السنة من أبناء الشام فحسب، أما المناوشات بينهم فهي محدودة وقابلة فورًا للاحتواء.
  • التهجير والتغيير السكاني (الديمغرافي): كما وقع سابقًا من تهجير الفلسطينيين من بلداتهم، وتهجير أبناء حلب ودمشق وحمص وباقي المدن السورية الثائرة وإحلال الميليشيات الطائفية مكانهم، وما نراه اليوم من محاولة تهجير أهل غزة إلى سيناء مثال واضح على ذلك أيضًا.
  • الغدر والخيانة بالمقرّبين والحلفاء: وهي سمة وسجيّة من أبرز سجايا اليهود في الماضي والحاضر، وهي سمة وسجيّة للرافضة والنصيرية كذلك، وقد ذكرنا كيف غدر الصدر بحلفائه اللبنانيين، وغدر حافظ أسد بفلسطين التي يدّعى نصرتها، يقول إسحق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق: “إن إسرائيل لا تجد سببًا يدعوها لمنع الجيش السوري من التوغّل في لبنان، فهذا الجيش يهاجم الفلسطينيين، وتدخلنا عندئذ سيكون بمثابة تقديم المساعدة للفلسطينيين، ويجب علينا ألا نزعج القوات السورية أثناء قتلها للفلسطينيين، فهي تقوم بمهمة لا تخفى نتائجها الحسنة بالنسبة لنا”[23].
  • الوحشية: وهي السمة البارزة في حروب اليهود والنصيرية والرافضة تجاه خصومهم، حيث يتفننون بالقتل بين ذبح وحرق وإعدامات جماعية وتعذيب للأطفال الصغار والنساء قبل الكبار، وقد تواردت الكثير من الروايات عمّن نجا من عمليات الإعدام التي قام بها اليهود في فلسطين وميليشيات النظام في سوريا من ذبح للأطفال والرضع أمام آبائهم وأمهاتهم، واغتصاب النساء والفتيات أمام أهاليهم، والتشفّي بكبار السن وإهانتهم وتعذيبهم ثم قتلهم.
  • سردية المظلومية: وهي أمر متجذر في عقيدتهم، فاليهود احتلوا فلسطين لأنّها في عقيدتهم أرض الميعاد التي سيعود إليها مسيحهم فاتحًا ويخلّصهم من الظلم الذي لحق بهم، كما نجد المظلومية حاضرة في العصر الحديث، من ادعاء المحرقة على يد هتلر، إلى تنكيل الأوروبيين بهم، ثم ادعائهم قيام الفلسطينيين بالاعتداء عليهم. أمّا الرافضة فالمظلومية جزء جوهري من عقيدتهم أيضًا، بدءًا بمظلومية الإمام الحسين، وانتهاء بانتظار المهدي الذي سيخلّصهم من ظلم النواصب (أهل السُنّة)، وفي العصر الحديث نجد نظام الأسد وحلفاءه يردّدون مرارًا وتكرارًا عبارة المؤامرة الكونية التي تحاك ضد نظامهم الممانع!
  • إطلاق الشعارات المزيفة: كشعار: الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وقد أثبتت أحداث غزّة الأخيرة أنّه جيش جبان لا يستطيع النجاة من أسلحة المجاهدين المصنوعة محلّيًا، وكالشعار الذي يردده الرافضة (الموت لإسرائيل) وهدفهم المتاجرة بالقضية الفلسطينية ليس إلّا.

رغم الاختلاف العرقي والديني بين اليهود والنصيرية والرافضة إلا أنّ الناظر في مسيرة إجرامهم في بلاد الشام يرى تشابهًا على مختلف الصُّعُد: الكُره المشترك لأهل السُنّة، والتهجير والتغيير السكاني (الديمغرافي)، والغدر والخيانة بالمقرّبين والحلفاء، والوحشية، وسردية المظلومية، وإطلاق الشعارات المزيفة

أوجه التشابه بين أهل سوريا وفلسطين في مواجهة الصهاينة والنصيرية:

  • العقيدة الراسخة والصبر والثبات أمام العدو: رغم كل الظلم والألم الذي مر بهم، مع الثقة بأنّ النصر من الله، وأنّ بعد العسر يسرًا.
  • التفوق على العدو بالأخلاق والمبادئ: وهذا أهم ما يميز جهاد أهل سوريا وفلسطين، وقد رأينا خلال أحداث غزة الأخيرة الطريقة الكريمة التي تعامل بها المجاهدون مع الأسرى اليهود، في صورة تعكس تعاليم الشريعة الإسلامية الراقية، في مقابل الوحشية والكيفية التي عامل بها الصهاينة المدنيين الفلسطينيين، ولم يسلم من همجيتهم حتى الأطباء والصحفيون.
  • الفوز بجيل ناشئ تعوّل عليه الأمّة: جيل تربّى على العقيدة الصحيحة والعزّة والكرامة وحمل همّ قضايا الأمّة، وسيكون له شأن في المستقبل بإذن الله. وهذا الجيل هو الثروة الحقيقية، فهو جيل قد تربّى على العقيدة الصحيحة، وأوضح مثال على ذلك مواكب حفاظ القرآن الكريم التي نراها في غزّة، وفي المناطق المحررة في سوريا ودول اللجوء، هذه المشاهد التي لم نرها على مدار نصف قرنٍ من الزمان في ظلّ حكم نظام أسد.
  • خذلان العالم لهم وتآمره عليهم: لم يجتمع العالم على خذلان قضية كما اجتمع على خذلان أهل سوريا وفلسطين في قضيتهم ضد النصيرية واليهود، إذ إنّ أكثر من مليون شهيد في سوريا، و(10) ملايين نازح ولاجئ، إضافة إلى تحويلها لبلد مدمر، لم يشفع لإسقاط جلادهم ومحاكمته، بل على العكس تمامًا تمّ تكريمه بأن أعيد إليه مقعده في المحافل الدولية، والأمر ذاته في فلسطين، فإنّ مقتل حوالي (30) ألفًا في غزة خلال (5) أشهر لم يكن كافيًا لإنهاء المعاناة والحصار، بل تسابقت دول العالم لدعم الكيان الغاصب، وكشّرت العدالة الدولية عن أنيابها وتوعدت كل من يدعم الضحية بتطبيق قانون الغاب عليه!
  • ازدياد التعاطف والأخوة: يقال إنّ المصائب تزيد التعاطف، وهذا ما ينطبق على أهل سوريا وفلسطين، فالمحن والابتلاءات التي مرت بهم لم تُنْسِهم همَّ إخوانهم ومساندتهم قدر المستطاع، وقد رأينا كيف تسابق أهالي فلسطين لمساعدة إخوانهم في سوريا أثناء الثورة السورية بكل ما يستطيعون، وفي أحداث غزة الأخيرة رأينا مواقف تدعو للفخر من مساعدة أهالي الشمال السوري المحرر -على ضيق ذات اليد- لإخوانهم في غزة، في مشهد يعكس الأخوة الإيمانية، ويؤكد أنها رابطة تفوق كلّ الروابط.

أوجه التشابه بين جهاد أهل سوريا وفلسطين في مواجهة الصهاينة والنصيرية: العقيدة الراسخة والصبر والثبات أمام العدو، التفوق على العدو بالأخلاق والمبادئ، الفوز بجيلٍ ناشئٍ تعوّل عليه الأمّة، خذلان العالم لهم وتآمره عليهم، ازدياد التعاطف والأخوة

وأخيرًا:

عن عبد الله بن حوالة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ستجنِّدون أجنادًا، جندًا بالشام، وجندًا بالعراق، وجندًا باليمن). قلت: خِرْ لي يا رسول الله. فقال: (عليكم بالشام، فمن أبى فليلتحق باليمن، ولْيَستقِ من غدره، فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله) قال ربيعة: فسمعت أبا إدريس يحدث بهذا الحديث ويقول: “ومن تكفل الله به فلا ضيعة عليه”[24].

فيا أهل سوريا وفلسطين.. إن الله قد تكفل بكم.. فلا ضيعة عليكم إن شاء الله!



أ. محمود كريّم
خرّيج جامعة حلب، كاتب وباحث..

 



[1]
حديث صحيح أخرجه أحمد (21725) والطبراني (13/637).

[2] دخلت فرنسا سوريا عام 1920م، وخرجت منها مدحورة عام 1946، بينما دخلت القوات الإنكليزية أراضي فلسطين عام 1917م، وخرجت منها عام 1948م بعد أن سلمتها للصهيونية.

([3]) هذه الطائفة تُعرف في جميع المصادر التاريخية بالنصيرية، لكن الاستعمار الفرنسي أطلق عليهم تسمية العلويين لزيادة قبولها في الوسط السني، واعتمدت الطائفة هذه التسمية بعد ذلك.

[4] بلاد الشام في مطلع القرن العشرين، لوجيه كوثراني، ص (200).

[5] هناك الكثير من المراجع التي صورت تفاصيل الحالة الاجتماعية والاقتصادية في بلاد الشام عمومًا زمن الاحتلالين الفرنسي والبريطاني؛ منها: بلاد الشام مطلع القرن العشرين لوجيه كوثراني، ومرآة الشام لعبد العزيز العظمة، وإدارة الاقتصاد السوري زمن الانتداب الفرنسي لمحمد علي الصالح، وتاريخ دمشق المنسي لسامي مروان مبيض، وغيرها الكثير.

[6] الكتب التي أرخت لتلك الحقبة وثقت الكثير من جرائم الاحتلال؛ منها على سبيل المثال: دمشق تحت القنابل، لأليس بولو، ترجمة إحسان هندي، وسوريا الشهيدة لشكيب أرسلان، وغيرها.

[7] مرآة الشام، لعبد العزيز العظمة، ص (271).

[8] للاطلاع على كفاح أهالي الشام بوجه المحتل الفرنسي والبريطاني، ينظر: كفاح الشعب العربي لإحسان الهندي، الإسلام وحركات التحرر لشوقي أبو خليل، وغيرها.

[9] وصف المفكر اليهودي إسرائيل شاحاك هذه الرواية الصهيونية بأنها مزيفة والغرض منها هو التضليل والتلاعب فحسب.

[10] دولة الإرهاب، كيف قامت إسرائيل الحديثة على الإرهاب، لتوماس سواريز، ترجمة محمد عصفور، ص (41).

[11] فكرة إسرائيل، تاريخ السلطة والمعرفة، للكاتب اليهودي إيلان بابيه، ترجمة: محمد زيدان، ص (101).

[12] العلاقات الصهيونية البريطانية في فلسطين، ص (224).

[13] المجازر أكثر من أن تحصى، ومنها أيضًا: مجزرة المسجد الأقصى (1990م)، ومجزرة الحرم الإبراهيمي (1994م) ومجزرة الشجاعية (2014م)، ومجزرة مشفى المعمداني في غزة في أكتوبر (2023م)

[14] يعرض المؤرخ اليهودي آدم راز في كتابة “نهب الممتلكات العربية في حرب 1948م” وقائع وشهادات كثيرة جدًا حول عمليات السرقة التي قام بها اليهود، وهي في مجملها تثبت همجيتهم وأسلوبهم البربري، كما أنها تثبت التشابه الكبير بينهم وبين قوات نظام الأسد، والميليشيات الطائفية المساندة لها في سوريا.

[15] هناك الكثير من الكتب التي تحدثت عن غدر النصيرية بمحيطهم السني، ومساندة الأعداء عليهم، منها: رسالة لشيخ الإسلام ابن تيمية بعنوان “النصيرية طغاة سوريا” طبعتها دار الإفتاء في الرياض، وكتاب “وجاء دور المجوس” للشيخ محمد سرور زين العابدين، و”حدود الدم” لأحمد الفولي، و”الحركات الباطنية في العالم الإسلامي” لأحمد الخطيب، و”الباكورة السليمانية في كشف أسرار الطائفة النصيرية” لسليمان الأضني الذي قتله النصيريون بعد نشر ذلك الكتاب.

[16] للتوسع ينظر: “سوريا الدولة المتوحشة” لميشيل سورا، يروي فيه بالتفاصيل طريق الدم الذي سلكه النصيريون للسيطرة على الحكم.

[17] للاطلاع على تفاصيل المعركة يمكن الرجوع إلى كتاب “سقوط الجولان نسخة مصورة” لخليل مصطفى الذي كان ضابطًا في الاستخبارات قبل سقوط الجولان، ثم تم تسريحه رفقة طائفة كبيرة من الضباط السنة، وفي الكتاب يسرد تفاصيل تلك الخيانة التي قام بها حافظ الأسد بالأدلة والبراهين، وهناك مقابلة مع د. محمود جامع وهو أحد مساعدي أنور السادات، يكشف فيها كيف باع حافظ أسد الجولان لإسرائيل مقابل 50 مليون دولار!، وهي منشورة في يوتيوب لمن أراد الاطلاع عليها.

[18] للاطلاع على تفاصيل أكثر، يمكن الرجوع لسلسلة دراسات لمركز الحوار السوري حول تغلغل الميليشيات الطائفية في سوريا، وانتهاكاتها بحق الشعب السوري في مختلف المجالات، وهي بعنوان: “التغلغل الإيراني في سوريا”. وكتاب “الاحتلال الإيراني لسوريا” لمطيع البطين.

[19] للاطلاع على تفاصيل تغلغل المجوس في أرض الشام ينظر: “وجاء دور المجوس”، و”أمل والمخيمات الفلسطينية” للشيخ محمد سرور زين العابدين.

[20] أمل والمخيمات اللبنانية، ص (34).

[21] لمعرفة وقائع تلك المجازر ينظر: مخيم تل الزعتر وقائع المجزرة المنسية لمحمد داوود علي، وأمل والمخيمات الفلسطينية.

[22] أعدموا أكثر من 200 مدني وذبحوهم بدم بارد، ثم ألقوهم في بئر ماء في قرية رسم النفل بريف حلب، وقتلوا أكثر من 800 مدني في داريا بريف دمشق، كما أعدموا أكثر من 200 مدني ثم أحرقوا جثثهم في دير بعلبة بريف حمص، وحتى مخيمات الفلسطينيين في سوريا كان لها نصيب من مجازرهم، حيث تم قتلهم وتشريدهم وتدمير مخيماتهم.

[23] وجاء دور المجوس، ص (418).

[24] أخرجه أبو داود (2483)، وأحمد (17005)، والحاكم (8556) وقال: صحيح الإسناد، والجملة الأخيرة (قال ربيعة..) أخرجها أبو الحسن الربعي في فضائل الشام (4).

X