ورد «التضمين» في أكثر من ٢٥٠ موضعًا في القرآن الكريم، وهو أسلوب غاية في البلاغة والفصاحة والبيان، وينطوي على فوائد جمة، من توليد المعاني وإيجاز العبارة وإحضار الذهن وتجديد النشاط والحث على التدبر والتفكر، وفي المقال أمثلة تبرز هذه الفوائد، وتفتح الأفق أمام قارئ القرآن لينهل من معين كتاب الله تعالى.
مدخل:
اقرأ معي -يا قارئ القرآن- الآيات التالية:
﴿عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ﴾ [الإنسان: ٦]، ﴿وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا﴾ [النساء: ٥]، ﴿يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا﴾ [الحج: ٧٢]، ﴿وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾ [الأنبياء: ٧٧]، ﴿نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ﴾ [الإسراء: ٤٧].
هل لاحظت شيئًا لافتًا للنظر؟
لعلّك لاحظت أنّ حروف الجرّ في هذه الآيات ليست هي حروف الجرّ التي تتعدّى بها –عادةً- الأفعال المذكورة، ففعل «شرب» و«رزقه» يتعدّيان بـحرف الجر «مِن»، بينما عُدّي الأول في الآية بالباء والثاني بحرف الجر «في». و«سطا» و«نصره» يتعدّيان بحرف الجرّ «على»، بينما عُدّي الأول منهما بالباء والثاني بحرف الجر «مِن». وفعل «استمع» يتعدّى بحرف الجر «إلى» بينما عُدّي في الآية الأخيرة بالباء.
هذا الأسلوب يسميه علماء اللغة والتفسير: التضمين[1]، ويقصدون به: تضمين معنى الفعل المذكور معنى فعلٍ محذوفٍ وذلك بتعدية الفعل المذكور بحرف جرٍ يناسب الفعلَ المحذوف، أو إن شئت قل: تضمين الفعل المذكور معنى فعلٍ محذوف، دلّ عليه حرف الجر. فعلامة التضمين التي يُعرف بها هي تعدية الفعل بغير حرفه المعتاد[2].
يقول ابن جنّي: «اعلم أنّ الفعل إذا كان بمعنى فعل آخر وكان أحدهما يتعدّى بحرفٍ والآخر بآخر، فإنّ العرب قد تتسع فتُوقِعُ أحدَ الحرفين موقع صاحبه إيذانًا بأنّ هذا الفعل في معنى ذلك الآخر، فلذلك جيء معه بالحرف المعتاد مع ما هو في معناه»[3]. ويقول الزمخشري: «فإن قلت: أيُّ غرض في هذا التضمين؟ قلت: الغرض فيه إعطاء مجموعِ مَعْنَيَيْن، وذلك أقوى من إعطاء معنىً فذّ … ونحوه قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوالَهُمْ إِلَى أَمْوالِكُمْ﴾ أي ولا تضموها إليها آكلين لها»[4].. ويقول ابن يعيش[5]: «والتحقيق في ذلك أنّ الفعل إذا كان في معنى فعل آخر، وكان أحدهما يصل إلى معموله بحرف والآخر يصل بآخر، فإنّ العرب قد تتسع فتوقع أحد الحرفين موقع صاحبه، إيذانًا بأن هذا الفعل بمعنى ذلك الآخر»[6].
ويقول ابن تيمية: «والعرب تُضَمِّنُ الفعل معنى الفعل وتعدّيه تعديته، ومن هنا غَلِط مَن جعل بعض الحروف تقوم مقام بعض، كما يقولون في قوله: ﴿لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ﴾ [ص: ٢٤] أي: مع نعاجه، و﴿مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ﴾ [الصف: ١٤] أي: مع اللّه، ونحو ذلك. والتحقيق ما قاله نحاة البصرة من التضمين، فسؤال النعجة يتضمّن جمعها وضمّها إلى نعاجه، وكذلك قوله: ﴿وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ﴾ [الإسراء: ٧٣] ضُمّنَ معنى يُزيغونك ويَصدّونك، وكذلك قوله: ﴿وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾ [الأنبياء: ٧٧] ضُمّنَ معنى نجّيناه وخلّصناه، وكذلك قوله: ﴿يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ﴾ [الإنسان: ٦] ضُمّنَ: يُروى بها، ونظائره كثيرة»[7].
ويقول ابن القيم رحمه الله: «وظاهرية النحاة يجعلون أحد الحرفين بمعنى الآخر، وأمّا فقهاء أهل العربية فلا يرتضون هذه الطريقة، بل يجعلون للفعل معنىً مع الحرف ومعنى مع غيره، فينظرون إلى الحرف وما يستدعي من الأفعال فيُشربون الفعل المتعدّى به معناه. هذه طريقة إمام الصناعة سيبويه رحمه الله تعالى وطريقةُ حذّاق أصحابه، يُضمّنون الفعل معنى الفعل، لا يُقيمون الحرف مقام الحرف، وهذه قاعدة شريفة جليلة المقدار تستدعي فِطنَة ولطافة في الذهن. وهذا نحو قوله تعالى: ﴿عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ﴾ فإنّهم يُضمّنون «يشرب» معنى «يروى» فيُعدّونه بالباء التي تطلبها، فيكون في ذلك دليلٌ على الفعلين، أحدهما: بالتصريح به والثاني: بالتضمن والإشارة إليه بالحرف الذي يقتضيه مع غاية الاختصار، وهذا من بديع اللغة ومحاسنها وكمالها»[8].
الغرض الظاهر من التضمين هو التوسّع في المعنى دون الزيادة في اللفظ، وهذا من بديع البلاغة وسحر البيان. فإبدال حرف الجر بحرفِ جرٍّ آخر أضاف إلى معنى الفعل الأول معنى فعل ثاني، دون أن تزداد كلمات الجملة أو يُزاد في تركيبها
الغرض من التضمين:
الغرض الظاهر من التضمين هو التوسّع في المعنى دون الزيادة في اللفظ، وهذا من بديع البلاغة وسحر البيان. فإنّ إبدال حرف الجر بحرفِ جرٍّ آخر أضاف إلى معنى الفعل الأول معنى فعل ثاني، دون أن تزداد كلمات الجملة أو يُزاد في تركيبها. فيصبح الأمر كما قال الزمخشري «إعطاء مجموعِ معنيين»، أو كما قال غيره «أن تؤدّي كلمةٌ مؤدّى كلمتين»، بل إنّه يُضاف إلى معنى الفعلين أحيانًا معنىً زائدًا متحصّلاً من الجمع بينهما!
ففي قوله ﴿وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ﴾ أي نصرناه عليهم بأن منعناه منهم، فإنّهم لما أرادوا أن يكيدوا له منعه الله؛ فلم يحصل لهم مرادهم، فكان نصرًا عليهم بهذا الاعتبار.
وكذلك في قوله تعالى: ﴿عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ﴾، فإنّه ضَمّن الشرب معنى الريّ كما قال ابن القيم، أو معنى التلذّذ، فصار معنى الآية يشربون منها مُرتوين متلذّذين بها.
ولا يُظنّ أنّه لو أُتي بالفعلين ظاهرين ومع كلٍ حرف الجر الذي يتعدّى به أن تصبح الجملة سواء هي والجملة المضمنة؛ فإنّهما ولو تماثلا في المعنى فإنّ في الإيجاز من البلاغة والفصاحة ما ليس في الإطناب.
من فوائد التَّضمين: التَّنبيه، فإنّ الأذن يطرقها بشدّة تغيّر حرف الجر عن الحرف المعتاد، والتنبيه يبعث على حضور الذهن، ويقلّل الشرود، ويجدّد النشاط عند القارئ
يقول د. فاضل السامرائي: «والعدول إلى طريقةٍ ما في التعبير بأقصرِ طريقٍ ظاهرة من ظواهر العربية، من ذلك ما مرّ في المفعول المطلق من ذكر فعل وذكر مصدر فعل آخر يلاقيه في الاشتقاق معه، كما في قوله تعالى ﴿وتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيْلاً﴾ فقد جمع معنى التبتّل والتبتيل، أي التدرّج والكثرة في آن واحد، ومنه ما ذكرناه في قوله تعالى ﴿وادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا﴾، فقد كسبنا باستعمال المصدر بدلاً من اسم الفاعل معنى الحاليّة، والمفعول لأجله، والمفعولية المطلقة، بخلاف ما لو قال (ادعوه خائفين) فإنّه ليس فيه إلا معنى الحاليّة»[9].
ومن فوائد التضمين أيضًا: التنبيه، بل إنّ فيه من التنبيه أكثر مما يكون في الالتفات[10]، فإنّ الأذن يطرقها بشدّة تغيّر حرف الجر عن الحرف المعتاد، كما في أمثلة التضمين التي افتتحنا بها المقال. والتنبيه يبعث على حضور الذهن، ويقلّل الشرود، ويجدّد النشاط عند القارئ[11].
التضمين في استخدامه الأوسع:
أكثر أمثلة التضمين في القرآن هي في الأفعال وحروف الجر التي تتعدّى بها، إلا أنّ للتضمين نماذجَ أخرى[12]، منها: ما عُدّي بحرف بينما هو يتعدى بنفسه كما في قوله تعالى: ﴿يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ﴾، أو عدّي بنفسه وهو يتعدى بحرف، كقوله: ﴿كَفَرُوا رَبَّهُمْ﴾، وما يتعدى لمفعولِ فعدّاه لمفعولين، كما في قوله: ﴿وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً﴾، أو لازمٍ عدّاه لمفعولٍ كقوله: ﴿وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ﴾، أو لازمٍ عدّاه لمفعولين: ﴿لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً﴾، أو متعدٍّ جعله لازمًا: ﴿إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ﴾، أو يتعدّى لمفعولين فعدّاه للثاني بحرف: ﴿وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ﴾. وعليه يمكن أن نعرّف التضمين بمعناه الأوسع أنّه: استخدام كلمة على قاعدة كلمة أخرى فيحصل معنى مركّب من الكلمتين.
ربما كان التضمين من الأساليب التي لا ينتبه إليها العامّة، وهنا يأتي دور طالب العلم في تعلّمه ثم تقريبه للناس وإظهار جماله وروعته، وهذا لا شكّ من جملة تعليم القرآن (خيرُكم مَن تعلم القرآنَ وعلمه)
التدبّر في التضمين:
إنّ نورَ المؤمن وهدايَته وصلاحَه وزكاةَ نفسه في الإقبال على كتاب الله، تلاوة وترتيلاً وحفظًا وتفسيرًا وتدبّرًا، وتأمّلاً في أساليبه وطرقه، وزيادة العناية بالقرآن علامةُ التعلّق به والتعظيم له. وكلّ معنى يستفيده قارئ القرآن يزيد في يقينه وتدبّره. وربما كان التضمين من الأساليب التي لا ينتبه إليها العامّة، وهنا يأتي دور طالب العلم في تعلّمه ثم تقريبه للناس وإظهار جماله وروعته، وهذا لا شكّ من جملة تعليم القرآن (خيرُكم مَن تعلم القرآنَ وعلمه)[13].
فإذا مررت على موضع للتضمين فتوقّف عنده وتعلّمه: ما هو الفعل المضمّن في الفعل المذكور مما يتفق مع حرف الجر ويناسب السياق؟ وماذا يصبح المعنى الواسع بناءً على ذلك؟ وكيف كان هذا التعبير أبلغَ من كلّ فعل لو ذكر منفردًا؟
ونخصص بقية المقال لذكر أمثلة من التضمين، تُجَلّي معناه وأثره في تدبر الآيات، وتفتح الآفاق لقارئ القرآن ليبحث في معاني التضمين فيما يمرّ عليه مما لم نذكر هنا[14].
- ﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: ٧٦].
قال القرطبي: «إن قيل: لمَ وصلْتَ (خلوا) بـ (إلى) وعُرفُها أن تُوصل بالباء؟ قيل له: خلوا هنا بمعنى ذهبوا وانصرفوا»، ويمكن أن نضمّنه معنى سكنوا، فالمعنى إذا انصرف بعضهم إلى بعض فخلوا بهم وسكنوا إليهم أخذوا يتحدثون هذا الحديث سرًّا فيما بينهم.
- ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [البقرة: ١٨٥].
قال الزمخشري والعز بن عبد السلام: (تُكَبّروا) عُدّي بـ (على) لتضمّنه معنى (الحمد)، فيصير المعنى: لتكبروا الله وتحمدونه على ما هداكم.
- ﴿لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [البقرة: ٢٢٦].
آلى –بمعنى حلف- يتعدّى بـ (على) ولا يتعدّى بـ (من) ، وتعدّى بها هنا لتضمين معنى امتنع، قال الزركشي: أي يمتنعون عن وطء نسائهم بالحَلِفِ.
وإنّ عدم إدراك التضمين في الآية أدى إلى الإغراب والإبعاد في تفسيرها، يقول ابن هشام: «ولما خفي التضمينُ على بعضهم في الآية ورأى أنّه لا يُقال: حلفت من كذا بل حلفت عليه، قال: (مِن) متعلقة بمعنى (الذين)، كما تقول: لي منك مبرة» وأنت ترى بُعْدَ هذا القول بل وصعوبة فهمه».
- ﴿وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا﴾ [النساء: ٢].
تأكلوا تتعدّى إلى مفعول، ولا تتعدّى بحرف الجرّ، لكنّه قال هنا: «ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم»، فما الذي تضمّنه الأكل؟ ضمّن الطبري (الأكل) معنى (الخلط)، وضمّنها أبو حيان معنى (الضم)، وابن جُزَيّ (الضم والجمع)، فصار المعنى لا تضموا أموالهم إلى أموالكم آكلين لها. وقال الزمخشري: «فإن قلتَ: قد حرّم عليهم أكل مال اليتامى وحده ومع أموالهم، فلمَ ورد النهي عن أكله معها؟ قلتُ: لأنّهم إذا كانوا مستغنين عن أموال اليتامى بما رزقهم الله من مال حلال -وهم على ذلك يطمعون فيها- كان القبحُ أبلغَ والذمُّ أحقَّ، ولأنّهم كانوا يفعلون كذلك نعىٰ عليهم فعلهم وَسَمّع َبهم، ليكونَ أزجرَ لهم».
- ﴿وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفًا﴾ [النساء: ٥].
قال الزمخشري: «اجعلوها مكانًا لرزقهم بأن تتّجِروا فيها، وقال الرازي: وإنّما قال: ﴿فِيهَا﴾ ولم يقل: منها لئلّا يكون ذلك أمرًا بأن يجعلوا بعض أموالهم رزقًا لهم، بل أَمَرَهم أن يجعلوا أموالهم مكانًا لرزقهم بأن يتّجروا فيها ويثمّروها فيجعلوا أرزاقهم من الأرباح لا من أصول الأموال. فالمعنى: اتّجروا فيها وارزقوهم من ثمرتها».
- ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ﴾ [النساء: ٨٣].
(أذاع) تنصبُ مفعولها ولا تتعدّى إليه، فيقال أذاعَ السرّ، قال الجمل[15]: ضمّن أذاع فعل (تحدّث) فعدّاه تعديته، وقال القرطبي: ﴿أَذَاعُواْ بِهِ﴾ أي أفشوه وأظهروه وتحدّثوا به قبل أن يقفوا على حقيقته. ويمكن أن نضمّنه -أيضًا- معنى: طاروا به.
- ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا﴾ [النساء: ٩٧].
(تهاجر) يتعدى بـ (إلى) وعُدّي هنا بـ (في)، فضمّن (تهاجروا) معنى (تضربوا).
- ﴿قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ٤٠ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام: ٤٠-٤١].
(دعا) يتعدّى إلى مفعول به دون حرف جر، فتقول: دعوت الله، وليس دعوت إلى الله (والمقصود الدعاء وليس الدعوة)، فهنا ضمّن (ما تدعون) معنى تلجؤون إليه، كأنّه قيل: فيستجيب دعوتكم ويكشف ما لجأتم إليه لأجله.
- ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ [يوسف: ١٠٠].
(أحسنَ) يتعدّى بحرف الجر (إلى)، يقال: أحسن إليّ، قال الألوسي: «حَمَلَه بعضهم على تضمين (أحسن) معنى (لَطَفَ) ولا يخفى ما فيه من اللطف»، أي أحسن إليه فلطف به من حيث لم يحتسب.
- ﴿الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ﴾ [إبراهيم: ٣].
قال العز بن عبد السلام: تضمن (يستحبّون) معنى يختارون ويؤثرون الحياة الدنيا على ثواب الآخرة، وقال الألوسي: «والفعل مُضمّن معنى الاختيار، والتعدية بـ (على) هي لذلك»، أي أنّهم آثروها على الآخرة حبًّا لها وتعلّقًا بها، وكذا في مواضع عدّة من القرآن ﴿فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ﴾، ﴿اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ﴾.
- ﴿نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا﴾ [الإسراء: ٤٧].
قال الحَوفي[16]: «لم يقل يستمعونه أو يستمعونك، وكان مضمّنًا أنّ الاستماع كان على طريق الهُزْءِ فجاء بالباء ليُعلم أنّ الاستماع ليس المراد تفهّم المسموع. وقال ابن عطية: فكأنه قال: نحن أعلم بالاستخفاف والاستهزاء الذي يستمعون به أي هو ملازمهم، ففضح اللَّه بهذه الآية سرّهم».
- ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ [مريم: ٦٥].
عُدّي الفعل (اصطبر) باللام على سبيل التضمين، وأصله أن يتعدّى بـ (على)، قال الزمخشري: «فإن قلتَ: هلّا عُدّي اصطبر بـ (على) التي هي صلته، كقوله ﴿وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾؟ قلتُ: لأنّ العبادة جُعلت بمنزلة القرن في قولك للمحارب: اصطبر لقرنك، أي اثبت له فيما يُورد عليك من الشدائد، يريد أنّ العبادة تُورد عليك شدائد ومشاقّ؛ فاثبت لها ولا تَهِن، ولا يَضِقْ صدرك عن إلقاء عُداتِك من أهل الكتاب إليكَ الأغاليطَ، وعن احتباس الوحي عليك مدّة، وشماتة المشركين بك».
- ﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ﴾ [الأنبياء: ٥٢].
(عَكَفَ) يتعدّى بـ (على) كقوله تعالى: ﴿يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ﴾، ذكر الزمخشري والعُكبري وأبو حيّان: أنّه ضمّن (عاكفون) معنى (عابدون) فعدّاه باللام. وقد يتضمّن أيضًا معنى الصلاة والتقديس المتعدّيين باللام.
- ﴿وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِين﴾ [الأنبياء: ٧٧].
هذا حكاية عن نوح عليه السلام. قال ابن كثير: قَوْله ﴿وَنَصَرْنَاهُ مِنْ الْقَوْم﴾ أَي (وَنَجَّيْنَاهُ وَخَلَّصْنَاهُ مُنْتَصِرًا مِنْ الْقَوْم). وقيل: منعناه منهم، كقوله ﴿وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ﴾، وقال المرادي: والأحسن أن يُضمّن الفعل معنى (مَنَعْنَاه بالنصر) من القوم؛ ضمّن (ينصر) معنى (يُجِيْرُ ويمنع)، وذكر أبو حيان والعكبري: عُدّي نصرناه بـ (مِن) لتضمّنه معنى نجّيناه بـ نصرناه أو عصمناه ومنعناه. وقال الألوسي: نصرناه من: أي حميناه منهم بإهلاكهم وتخليصه. وقال بعضهم: نصرناه منتقمين من القوم.
وقد يُقال: ما الفرق بين قولنا «نجيناه من القوم» وقولنا «نصرناه من القوم»؟ والجواب: أنّ في الأول النتيجة تتعلّق بالناجي فقط، فعندما تقول نجّيته منهم أي خلّصته منهم، ولم تذكر أنّك تعرّضت للآخرين بشيء، كما تقول نجّيته من الغرق، ولا تقول نصرته من الغرق، لأنّ الغرق ليس شيئًا يُنتَصف منه. أما النصر منهم ففيه جانبان: جانب الناجي وجانب الذي نجي منهم، فالمعنى: أنّك نجيته وعاقبت أولئك، أو أخذت له حقه منهم[17].
- ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: ٦٣].
(خَالَفَ) يتعدّى بنفسه، تقول: خالفه، فحين عُدي بـ (عَنْ) تضمّن معنى صدَّ أو أعرض. وذكر الزركشي والعكبري: تضمّن يخالفون معنى يميلون أو يعرضون أو يعدلون أو ينحرفون أو يزيغون.
وقال الألوسي: أكثر استعمالها بدون (عن) فإذا ذكرت (عن) فعلى تضمين معنى الإعراض، وقيل: على تضمين معنى الخروج: يخرجون عن أمره. ونقل عن ابن الحاجب معنى التباعد والحَيَد أي يحيدون عن أمره بالمخالفة وهو أبلغ من يخالفون.
- ﴿وَمَا أَنْتَ بِهَادِى الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ﴾ [النمل: ٨١].
ذكر الجَمَل أن قوله: (بهادي العمي): مضمَّن معنى الصرف فعداه بـ (عن). أي ما أنت بهاديهم صارفًا إياهم عن ضلالتهم. وقال الألوسي: و«عن» متعلقة بالهداية باعتبار تضمّنها معنى الصرف. ويمكن تضمين (هادِ) معنى (رادٍّ) أي وما أنت برادِّ العمي عن ضلالتهم. فجمع التضمينُ المعنيين: الصرف والردّ عن الضلالة، والهداية إلى الحق.
- ﴿وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [القصص: ١٠].
الفعل (تُبدِي) يتعدّى لمفعوله، كقوله (وتخفي ما في نفسك ما الله مبديه)، وقوله «إن تبدوا خيرًا أو تخفوه». قال العز بن عبد السلام: ضمّن (تُبْدِي) معنى تُصَرّح فعُدّي بالباء، وكذلك قال الزمخشري. وقال الزركشي: ضمّن (لتبدي به) معنى: تخبر به أو لتعلن؛ ليفيد الإظهار معنى الإخبار؛ لأنّ الخبر قد يقع سرًّا غير ظاهر، وكذا قال ابن القيم.
- ﴿لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ﴾ [ص: ٢٤].
قال الزمخشري: تعدّى السؤال إلى المفعول الثاني بـ (إلى) لتضمّنه معنى الإضافة، وكذا قال الألوسي: والسؤال مصدر مضاف إلى مفعوله وتعديته إلى مفعول آخر بـ (إلى) لتضمّنه معنى الإضافة كأنّه قيل: لقد ظلمك بإضافة نعجتك إلى نعاجه على وجه السؤال والطلب، أو ظلمك بسؤال نعجتك مضافة إلى نعاجه.
ويقول د. نديم: ولولا (إلى) -والتي لا يتعدّى بها فعل السؤال- لَـمَا فهمنا معنى الضمّ، ولو قال: لقد ظلمك بضم نعجتك لفسد المعنى لأنّه لم يضمها ولا أضافها وإنّما طلب إليه أن يضمّها إليها، كما قال قبلها ﴿أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ﴾.
- ﴿إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ﴾ [ص: ٣٢].
قال الزمخشري: (أحببت) مضمّن معنى فعل يتعدّى بـ (عَنْ)، كأنّه قيل: أَنَبْتُ حبّ الخير عن ذكر ربي، أو جعلت حبّ الخير مُجزيًا أو مغنيًا عن ذكر ربي.
- ﴿فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [الزمر: ٢٢].
فسّرها الزمخشري على وجهها فقال: مِن ذكر الله: من أجل ذكره، أي إذا ذُكر اللَّه عندهم أو تُليت آياته اشمأزّوا وزادت قلوبهم قساوة، كقوله تعالى: ﴿فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ﴾. ويمكن أن نقدّر تضمين فعل «ضاقت» أو «نفرت» من ذكر الله فكان سببًا لقسوتها.
- ﴿ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ [الزمر: ٢٣].
قال أبو حيان: ضمّن (تلين) معنى تطمئن. وقال الزمخشري: فإن قلتَ: ما وجه تعدية (لَانَ) بـ (إلى)؟ قلتُ: ضمّن معنى فعلٍ متعدٍ بـ (إلى)، كأنّه قيل: سكنت أو اطمأنت إلى ذكر اللَّه، ليِّنة غير منقبضة راجية غير خاشية. وقال البيضاوي: والتعدية بـ (إلى) لتضمين معنى السكون والاطمئنان.
- ﴿فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ﴾ [فصلت: ٦].
ذكر العزُّ بن عبد السلام وأبو حيان والزركشي والجمل: أنّه ضمّن استقيموا معنى (وجِّهوا) فلذلك تعدّى بـ (إلى): أي وجّهوا استقامتكم إليه وارجعوا إلى توحيده. وقال البيضاوي: استقيموا في أفعالكم متوجّهين إليه. ويمكن أن نضمّنها معنى (انقاد) أيضًا.
هذا ما تيسر انتخابه من الأمثلة مما يتسع له المقال، وقد عدّها بعضهم أكثر من ٢٥٠ موضعًا في القرآن. ولعلّ القارئ الكريم قد وجد في هذه الأمثلة ما أُشير إليه من الالتفات، وتوسيع المعنى، وإيجاز العبارة، مما يرفع من ذائقته لكلام الله حين يتلوه، ويزيد من معارفه لعلومه من هذا الكتاب العزيز الذي لا تنقضي عجائبه، ولا تبلى درره، بل يقرأ القرآن ابن الخمسين والستين والسبعين فيقف على معانٍ وكأنّه يقف عليها لأول مرة، فسبحان الله ليس كمثله شيء، وليس مثل كلامه كلام.
[1] التضمين هو مذهب البصريين، أمّا الكوفيون فلا يقولون بالتضمين، وإنّما يقولون أنّ حروف الجر تتناوب، ويحلّ بعضها مكان بعض، وهو قول مرجوح، وقد نصر القولَ الأولَ جملةٌ من علماء اللغة والتفسير والشريعة.
[2] استفدت في هذا المقال بشكل كبير من مرجعين: التضمين النحوي في القرآن للدكتور محمد نديم فاضل، رسالة دكتوراه – جامعة القرآن الكريم بالخرطوم، والتضمين النحوي وأثره في المعنى، بحث للدكتور هادي أحمد فرحان الشجيري – الجامعة العراقية – مجلة الأستاذ – العدد ٢٠٢، (١٤٣٣ – ٢٠١٢).
[3] الخصائص (٢/٣٠٨).
[4] الكشاف، عند تفسير قوله تعالى: ولا تعدُ عيناك عنهم (سورة الكهف) (٢/٧١٧).
[5] يَعيش بن علي بن يَعيش الموصلي، من علماء العربية، (توفي ٦٤٣هـ).
[6] نقلاً عن كتاب التضمين النحوي.
[7] مجموع الفتاوى (١٣/٣٤٢).
[8] بدائع الفوائد (٢/٢١).
[9] معاني النحو، للدكتور فاضل السامرائي (٣/١٥).
[10] الالتفات هو: نَقْلُ الكَلَامِ مِن أُسلُوبٍ إلى آخَرَ، مِنَ الغَيبَةِ إِلِى الخِطَابِ، وَمِنَ الخِطَابِ إِلِى الغَيبَةِ وَمِنَ الوَاحِدِ إِلَى الجَمعِ، وَمِنَ الخِطَابِ إِلِى التَّكَلُّمِ، وَمِنَ التَّكَلُّمِ إِلِى الخِطَابِ. ومن أمثلته: ﴿حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ﴾ فانتقل من المخاطب إلى الغائب، وقوله: ﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ﴾ فانتقل من الغائب إلى المخاطب.
[11] ومن طريف ما حصل معي أنني كنت أستمع إلى قراءة أحد الأصحاب بجواري وهو يقرأ من المصحف (يكادون يسطون على الذين يتلون عليهم آياتنا)، فقلت له: انظر جيدًا، فانتبه أنّها: ﴿يسطون بالذين﴾، فقال: سبحان الله، ما كنت أعلمها إلا كما قرأتها!.
[12] تنظر هذه النماذج وأمثلة لها في كتاب: التضمين النحوي في القرآن الكريم: د. محمد نديم فاضل.
[13] أخرجه البخاري (٥٠٢٧).
[14] لم نشر إلى مصادر أقوال المفسرين بالصفحة لكثرتها، وحتى لا تكثر الهوامش، ويمكن للقارئ أن يعود إليها عند تفسير الآية المذكورة، كما أن أكثر الأمثلة مُستلة من كتاب التضمين النحوي.
[15] سليمان بن عمر بن منصور العجيلي الأزهري، المعروف بالجمل، له حاشية على تفسير الجلالين، (توفي: ١٢٠٤هـ).
[16] علي بن إبراهيم بن سعيد، أبو الحسن الحَوفي، عالم باللغة والتفسير، (توفي: ٤٣٠هـ).
[17] معاني النحو، للدكتور فاضل السامرائي (٣/١٤).
د. معن عبد القادر
أكاديمي وكاتب في قضايا التربية والفكر.
لتحميل المقال اضغط [هنا]
2 تعليقات
التعليقات مغلقة