حضارة وفكر

صفحات مشرقة لعلماء الشام في وجه الاستبداد

يزخر تاريخنا بصور مشرقة لعلماء من بلاد الشام بذلوا أوقاتهم وأرواحهم لخدمة الدين، حملوا همّ الأمة، وذادوا عن حياضها، فكانت لهم صولات وجولات أمام المحتل والحاكم المستبد، ودفعوا ضريبة ذلك سَجنًا وقتلًا وتهجيرًا، فحقّ لتلك المواقف العظيمة أن تسطر بأحرف من ذهب.

مقدمة:

العلماء نجوم في سماء الأمة، ينيرون حياتها وتهتدي بهم إن أظلم ليلها وداهمتها الخطوب، هم الأعمدة لصرحها العظيم، والركيزة التي يقوم عليها ذلك الصرح، هم ورثة الأنبياء، نذروا حياتهم ووقتهم لخدمة دين الله عز وجل وتبليغه للناس.

لم يكن العلماء في يوم من الأيام بعيدين عن قضايا أمتهم، منفصلين عن واقعهم، يعيشون في عالمهم الخاص، عاكفين على كراريسهم، منغمسين في التأصيل والتأليف فقط، بل كانوا في الصف الأول يذودون عنها بألسنتهم وأقلامهم وأرواحهم أمام الظلم والاستبداد، سواءٌ كان هذا الاستبداد خارجيًا أم داخليًا.

ورغم وجود بعض الشخصيات الدينية التي خانت أمتها وباعت ضمائرها للمحتل والحاكم الظالم المستبد، إلا أن أعدادهم تتقازم وتتصاغر أمام الجهد العظيم للعلماء المصلحين الذين بذلوا أغلى ما لديهم لنصرة الحق والمستضعفين، وهذا ما سنستعرضه في هذا البحث.

وسنقتصر في هذه المقالة على الحديث عن دور العلماء والأعلام في بلاد الشام خصوصًا خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين؛ لما في ذلك من صورة وافية في إظهار جهود العلماء.

ولقد شهدت بلادُ الشام خلال تلك الفترة أواخر حكم الدولة العثمانية وسيطرة الاتحاديين على الحكم، ثم جاء بعدهم المحتل الفرنسي الذي سام البلاد والعباد خسفًا وظلمًا. حتى جلا عنها منتصف القرن العشرين. وكان الفقر متغلغِلًا في المجتمع، بسبب الركود التجاري والصناعي الذي فرضه المحتل.

وفي ظل هذا الوضع المتردي، لا عجب أن يكون الجهل والفساد هما العنوانان الأكثر ظهورًا تلك الحقبة في عموم المجتمع. وهنا كان دور العلماء الذين حملوا على عاتقهم مهمة النهوض بالمجتمع والوقوف في وجه الفساد والظلم، تلك المهمة التي تنوء بها الجبال.

يأبى الحقُّ إلا أن يظهر، لتعلم الأجيال أن من قاد الثورات هم علماء مصلحون مخلصون، وإن كان ذلك لا ينفي وجودَ شخصيات وطنية كان لها دور كبير، ساهمت مع العلماء يدًا بيد في الوقوف بوجه المحتل

وقوف علماء الشام في وجه المحتل الخارجي:

كان العلماء من أوائل من حرّض على الوقوف في وجه المحتل وظلمه، ولم يألوا جهدًا في ذلك، وسلكوا فيه كل المسالك، بأقلامهم وألسنتهم ودمائهم، انطلاقًا من إيمانهم العميق الذي يحضهم على جهاد الأعداء ومقارعتهم في كل الميادين.

وعلى الرغم من محاولات أعداء الأمة طمسَ تاريخها وإزاحةَ العلماء عن المشهد وتهميشَ دورهم في الثورات التي قامت ضد الاحتلال، إلا أن الحق يأبى إلا أن يظهر، لتعلم الأجيال أن من قاد الثورات هم علماء مصلحون مخلصون، وإن كان ذلك لا ينفي وجودَ شخصيات وطنية كان لها دور كبير، وساهمت مع العلماء يدًا بيد في الوقوف بوجه المحتل.

فهذا الإمام المحدث الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني[1] يرفض مقابلة «غورو» لما وصل دمشق، ومنع الناس من تأدية الضرائب للفرنسيين أو التعامل معهم، وصار يعلن أن الجهاد فرض على الناس في دروسه العامة، وقد أرسل ابنَه الشيخ تاج الدين الحسني للقتال في معركة ميسلون[2].

وأنهى الشيخ علي الدقر[3] إحدى خطبه بجامع السنانية بقوله: «يا إخواننا، اللص دخل الدار وهو يطلب منكم ثلاثة أشياء، دينَكم ومالَكم وعرضَكم. ولما سأله أحد المستمعين: ومن هو هذا اللص يا شيخي؟ أجاب: إنه فرنسا»[4].

ولما كانت موقعة ميسلون كان الشيخ كامل القصاب[5] يخطب في دمشق، في الطرق والساحات ومجتمعات الناس، يثيرهم ويحمسهم، إلى أن قضى الله بأن يدخل الفرنسيون دمشق[6].

وفي معركة التحرير عام ١٩٤٥م كان إمام حماة الشيخ محمد الحامد[7] على المنبر يلهب النفوس حماسة إلى الجهاد، يخطب والطائرات فوقه تحوم لتضرب المدينة بالقذائف، فلا يخاف ولا يبالي، بل يمضي في خطابه مجاهدًا ومحرضًا[8].

وجاء بعض علماء دمشق إلى الشيخ عبد المحسن الأسطواني[9]، وكان حينها رئيس مجلس الشورى، والطائرات تضرب دمشق، يطلبون منه التوجه إلى الجامع الأموي الكبير للدعاء على الفرنسيين، فانتهرهم قائلًا: الدعاء على الأعداء في المساجد صنيع المقعدين، والعدو بحاجة إلى مقاومة، فإلى السلاح[10].

وكان الشيخ حسني السباعي[11] يطوف شوارع حمص وأسواقها مع أكثر علماء حمص وقد تمنطقوا بأحزمة الرصاص وبأيديهم البنادق، يمشون على مهل صفوفًا منتظمة مهللين مكبرين، داعين الشعب إلى مقاومة الفرنسيين[12].

لم يقتصر دور العلماء على التوجيه والتحريض فقط، بل كانوا في الصفوف الأولى أمام العدو، يجاهدون بسلاحهم ويبذلون دماءهم

وإنك لتعجب من شجاعة أولئك العلماء وجسارتهم أمام المحتل حين ترى بعضهم يقوم بأفعال قد تعرضه للموت والهلاك، كالشيخ محمد ديراني الذي كان يرفع طلقات الرصاص في درسه العام ويقول للناس: إخوانكم بحاجة إلى مثل هذا. ومن فرط جرأته وشجاعته كان يعد في دمشق جنازة شكلية يملأ تابوتها بالذخيرة والبنادق والقنابل، ويخرج أمامها مؤذن ومشيعون وراءها، حتى مخفر الشيخ حسن، فيقوم الضابط والجنود الفرنسيون لتأدية التحية للجنازة، اعتقادًا منهم أنها تحمل جثة ميت، ولما يصل الشيخ محمد ديراني إلى المقبرة تُفرَّغ الذخائر والأسلحة بالقبر مع اتفاق مسبق مع الثوار، فيأتي الثوار ليلًا لأخذ المدد الذي يجعلهم يتابعون جهادهم، وقد حكم عليه بالإعدام بسبب ذلك[13].

ولم يقتصر دور العلماء على التوجيه والتحريض فقط، بل كانوا في الصفوف الأولى أمام العدو، يجاهدون بسلاحهم ويبذلون دماءهم، فهذا الشيخ المجاهد حسن حبنكة الميداني يحمل السلاح وينخرط في سلك الثوار والمجاهدين، وانتقل من مسجد إلى مسجد، ومن حي إلى حي، ومن بلد إلى بلد، وتردد طويلًا بين دمشق وبين قرى غوطتها الواسعة، وهو في كل ذلك يحمل كتابه في يد وسلاحه في اليد الأخرى[14].

وفي معركة ميسلون أمام الفرنسيين استُشهِدَت مجموعة كبيرة من علماء الشام ودعاتها، منهم الشيخ عبد القادر كيوان[15]، والشيخ كمال الخطيب[16]، والشيخ محمد توفيق الدرا[17]، وغيرهم الكثير من العلماء والمشايخ.

وكان علماء الشام من أوائل من حذر من خطر اليهود ودعا إلى الوقوف في وجههم، وكانوا في طليعة الجيوش التي تصدت لهم، فقد أذاقهم الشيخ المجاهد عز الدين القسام[18] الويلات حتى استُشهد على ثرى فلسطين، ومما يعطي صورة واضحة عن الأثر الذي أحدثه استشهاد الشيخ القسام في البلاد ما جاء في التقرير السنوي لحكومة الانتداب البريطاني في فلسطين، إلى لجنة الانتداب في جنيف عن وقائع عام ١٩٣٥م، ومما جاء فيه: «وسرعان ما أدى هذا الحادث إلى اكتشاف عصابة كانت في ذلك الجوار تحت قيادة عز الدين القسام، وهو لاجئ سياسي من سوريا، وهو ذو مكانة ليست بالقليلة كرجل من رجال الدين»[19].

كان علماء الشام من أوائل من حذر من خطر اليهود ودعا إلى الوقوف في وجههم، وكانوا في طليعة الجيوش التي تصدَّت لهم

ولم يكن الشيخ المجاهد القسام الوحيد الذي أقضَّ مضاجعَ يهود، فهذا الشيخ الحاج أمين الحسيني[20]، لم يهب اليهودُ أحدًا كما هابوه، ولم يكرهوا أحدًا كما كرهوه، ولم يحاربوا أحدًا كما حاربوه، حتى إنهم رفضوا السماح لجثمانه بالدخول إلى بيت المقدس ليدفن حسب وصيته، ولم يحاولوا تشويه تاريخ زعيم عربي كما حاولوا تشويه تاريخه المديد الحافل بمختلف الوسائل والأساليب[21].

وقوف علماء الشام في وجه استبداد الحكام:

لم يقتصر نضال علماء الشام على الوقوف في وجه المحتل الخارجي واستبداده بحق أبناء الأمة؛ بل كانت لهم صولات وجولات أمام الحكام، فهم ليسوا ممن يقف في وجه الغريب ويداهن وينافق للقريب، وليقينهم أن الظلم ظلمٌ أيًا كان فاعله سواءٌ كان محتلًا أم حاكمًا من أبناء جلدتنا. فقد حرّم الله الظلم على نفسه أولًا ثم حرمه على الناس، فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي ﷺ فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه قال: (يا عِبادي إني حَرَّمتُ الظّلم على نَفسِي، وجَعَلتُه بينَكُم مُحرمًا فلا تَظَالموا)[22].

وجاء في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: (سَيِّدُ الشّهداءِ حمزة بن عبد المطلب، ورَجلٌ قامَ إلى إمامٍ جَائرٍ فَأَمَرَہُ ونَهَاهُ فَقَتَلَه)[23].

ونستعرض فيما يلي صورًا من مواقف علماء الشام ومصلحيها مع الحكام:

كان الشيخ المحدث الأكبر بدر الدين الحسني لا يزور الحكام ولا يذهب إليهم، وإنما كانوا هم الذين يزورونه، وإذا أراد أن يبلغهم أمرًا يتعلق بمصلحة عامة أو شفاعة خاصة أرسل بعض تلاميذه إليهم يبلغهم رسالة الشيخ وكلامه، وكانوا يتلقون ذلك بالقبول والاحترام، وكانت له عندهم حرمة كبيرة وهيبة عظيمة، حتى إن جمال باشا كان حينما يزوره في غرفته يجلس على الأرض على ركبتيه مطرقًا برأسه، وكان يُسمِعُه الشيخُ مواعظه القوية وينبّهه إلى ما يجب على الحكام من العدل والبعد عن الظلم[24].

ومما جاء في رسالة أرسلها الشيخ إلى جمال باشا، حينما طلب منه أن يتحفه ببعض إرشاداته خطًا: «فإن الظفر والنصر، واستقامة الأمر، باتباع الحق والعمل به بين الخلق، وإن الظلم وارتكاب المحرمات السبب الأقوى لنقص الأرزاق، وحلول أنواع البليات»[25].

«فإن الظفر والنصر، واستقامة الأمر، باتباع الحق والعمل به بين الخلق، وإنَّ الظلم وارتكاب المحرمات السبب الأقوى لنقص الأرزاق، وحلول أنواع البليات»

من رسالة الشيخ بدر الدين الحسني إلى جمال باشا

وكان موقف الشيخ ثابتًا حتى مع المقربين منه، فحينما تولى ابنه الشيخ تاج الدين رياسة الوزارة في المرة الأولى، جاء لزيارة أبيه فوجده غير راضٍ لتوليه الحكم، لأنه حكم غير إسلامي ولا تقام فيه حدود الشريعة، ثم لم يجتمع الشيخ بابنه ولا زاره في أثناء وجوده في الحكم في المرتين الأولى والثانية[26].

وكان الشيخ جمال الدين القاسمي[27] من أوائل علماء الإصلاح الذين أنفقوا سنوات من عمرهم في سبيل تنوير الناس وإنكار الجمود والتقليد الأعمى الذي كان مهيمنًا على المجتمع حينها في كافة المجالات؛ الدينية والسياسية والاجتماعية، وتحمل هو ورفاقه أذى الولاة الذين كانوا يضيقون عليه لوشايات بعض المحسوبين على العلم ممن كان يطلق عليهم الشيخ «الحشوية»[28].

وجاب الشيخ طاهر الجزائري[29] عددًا من البلدان داعيًا إلى التجديد وبعث الهمة في المجتمع، وقد دعا الحكومة العثمانية حينها إلى إدخال بعض الإصلاحات السياسية والإدارية على الدولة من أجل الحفاظ عليها، وضمان بقائها واستمرارها، إلا أنها تجاهلت نصائحه واعتبرت دعوته أمرًا يتنافى مع أمنها ومصالحها[30].

وهذا الشيخ الأديب محب الدين الخطيب[31] بعد أن أرسله الشيخ كامل القصاب إلى الحجاز للقاء الشريف حسين وتقديم المشورة له، لم يمنعه قربه منه عن قول كلمة الحق فيه، فلم يداهن ولم ينافق، فيقول: «لقد أردنا والشيخ القصاب للملك حسين وأولاده كل الخير والكرامة، بشرط أن يكون الخير والكرامة للأمة الكريمة التي يكونون على رأسها، ولكن الملك حسين وأولاده عاشوا وماتوا بعقلية عصور الإقطاع التي تعتبر الأوطان مزارع للملوك»[32].

ولا ننسى موقف الشيخ حسن حبنكة الميداني[33] حين حرّك الجماهير المسلمة لإلغاء قانون الطوائف الذي وضعته الحكومة ليطبّق على المسلمين في سورية ولبنان، وبقي على موقفه حتى تراجعت الدولة عن قرارها فأوقفته[34].

دفع علماءُ الشام ثمنًا كبيرًا جرّاء صدعهم بالحق ووقوفهم في وجه الظلم، فمنهم من قُتل، ومنهم من هُجِّر، ومنهم من سُجن، ومنهم من ضُيِّق عليه في أرضه ورزقه

ولما وقع انقلاب أديب الشيشكلي عام ١٩٤٩م، كان الشيخ أنيس الملوحي[35] عضوًا في المحكمة العليا وهي أعلى محكمة في الدولة يومئذ، كان أحد الثلاثة الذين أبَوا أن ينكثوا بأيمانهم التي أقسموها، فاستقالوا غير عابئين بتهديد ولا وعيد[36].

ما جرّه الصدع بالحق عليهم:

دفع علماءُ الشام ثمنًا كبيرًا جراء صدعهم الحق ووقوفهم في وجه الظلم، فمنهم من قُتل، ومنهم من هُجِّر، ومنهم من سُجن، ومنهم من ضُيِّق عليه في أرضه ورزقه. إلا أن ذلك لم يضعف من عزيمتهم ولم يثنهم عمّا هم عليه.

فقد استدعيت مجموعة من خيرة علماء دمشق إلى المحكمة بدسائس من بعض المحسوبين على العلم، في الحادثة المعروفة بـ «حادثة المجتهدين» منهم الشيخ جمال الدين القاسمي والشيخ عبدالرزاق البيطار[37] والشيخ أمين السفرجلاني[38] حيث اتُهموا بالاجتهاد في الدين والدعوة إلى مذهب جديد يسمى «المذهب الجمالي»، نسبة إلى الشيخ جمال الدين القاسمي، وكانت البلاد حينها في تقليد أعمى في كل شيء، والبدع في الدين منتشرة بشكل كبير، وقد تعرض المشايخ جراء ذلك لأذى شديد، فبقي الشيخ القاسمي طول حياته مراقبًا من الولاة وأعوانهم، واستدعي عدة مرات إلى المحاكمة، وصودرت كتبه، واضطر في بعض المواقف إلى الاعتزال في بيته والتوقف عن إعطاء الدروس[39].

وها هي الحكومة العثمانية تقيل الشيخ طاهر الجزائري من وظيفته مفتشًا في المدارس عام ١٨٨٦م، تخوفًا من نشر أفكاره في التجديد[40]. إلا أن نشاطه قد زاد، وارتفع صوته وسطع نجمه، وواجه مقاومة من أعداء الإصلاح الجامدين الذين كانوا كثيرًا ما يستعينون عليه فيشكونه إلى الحكام ويسودون صفحته عندهم، فزاد التضييق عليه حتى اضطر إلى مغادرة دمشق عام ١٩٠٧م، والتجأ إلى مصر وبقي فيها اثني عشر عامًا[41].

وحين دخل الفرنسيون دمشق عقب معركة ميسلون، أصدروا قائمة بأسماء مجموعة من العلماء والمجاهدين حكموا عليهم بالقتل، وكان أول اسم في القائمة اسم الشيخ كامل القصاب، فاضطر لترك دياره والهجرة إلى الحجاز[42].

وتعرض الأديب الشيخ محب الدين الخطيب إلى مضايقات أمنية جراء نشاطه السياسي، فاضطر إلى بيع داره في دمشق ثم هاجر متنقلًا من بلد إلى آخر[43] متحملًا ألم الهجرة على أن يترك الصدع بالحق.

خاتمة:

يمثل العلماء الذين مرّ ذكرهم في السطور السابقة نموذجًا مشرقًا للعلماء العاملين المخلصين الذين أدركوا بعلمهم ووعيهم أن الدين أمانة في أعناقهم، وأداؤها يكون بتبليغها للناس ونشرها في المجتمع، وهي ليست أحكامًا نظرية تزين فيها الكتب والمجلدات. ولذلك عملوا بما علموا، فكانوا مع الناس في السراء والضراء، ذادوا عن حياض الدين وقارعوا مع أبناء جلدتهم أعداء الأمة بمدادهم ودمائهم، ونصحوا الحاكم بالرفق حيث يكون مجال الرفق، ووقفوا في وجهه بحزم حين استدعت الحاجة ذلك، عارفين بما سيجره ذلك عليهم من أذى وضر، محتسبين كل ذلك عند الله. فاستحقوا ثناء الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: ٢٨].


أ. محمود كريّم

خرّيج جامعة حلب، كاتب وباحث.


[1] علامة الشام في زمانه ومحدثها، توفي عام ١٩٣٥م – ١٣٥٤هـ.

[2] الإسلام وحركات التحرر العربية، لشوقي أبو خليل ص (١٧٠).

[3] صاحب النهضة العلمية في الشام، ولد في دمشق وتوفي فيها عام ١٩٤٣م – ١٣٦٢هـ.

[4] كفاح الشعب العربي السوري دراسة عسكرية، لإحسان الهندي ص (١٣٧).

[5] من أبرز علماء الإصلاح في الشام، أنشأ المدرسة الكاملية، توفي في دمشق عام ١٩٥٤م – ١٣٧٣هـ.

[6] رجال من التاريخ، للطنطاوي (٢/١٧٦).

[7] علامة حماة ومرشدها، توفي عام ١٩٦٩م – ١٣٨٩هـ.

[8] رجال فقدناهم، لمجد مكي ص (٣٨٥).

[9] الشيخ المعمر، شغل منصب أمين الفتوى في دمشق، توفي عام ١٩٦٣م – ١٣٨٣هـ.

[10] رجال فقدناهم، لمجد مكي ص (٢٢٦).

[11] من علماء حمص، هو والد الشيخ مصطفى السباعي، توفي عام ١٩٦١م – ١٣٨١هـ.

[12] مقال لابنه الشيخ مصطفى السباعي في مجلة حضارة الإسلام، العددان السادس والسابع، السنة الثانية (١٩٦١م – ١٣٨١م).

[13] الإسلام وحركات التحرر العربية، لشوقي أبو خليل ص (١٦١).

[14] رجال فقدناهم، لمجد مكي ص (٨٠٢).

[15] هو عالم وشاعر، نشأ وترعرع في دمشق، كان خطيب الجامع الأموي الكبير.

[16] عالم وفقيه، ولد في دمشق، كان مدرسًا في الجامع الأموي الكبير.

[17] نشأ في دمشق وتوفي فيها، كان مفتيًا للجيش الخامس العثماني.

[18] الشيخ المجاهد، ولد في جبلة بمدينة اللاذقية وتوفي في فلسطين عام ١٩٣٥م – ١٣٥٤هـ.

[19] رجال فقدناهم، لمجد مكي ص (٨٧).

[20] المفتي العام للقدس، توفي عام ١٩٧٤م – ١٣٩٤هـ.

[21] المصدر السابق ص (٦٧٣).

[22] أخرجه مسلم (٢٥٧٧).

[23] أخرجه الحاكم في المستدرك (برقم: ٤٩٥٠)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٣٧٤).

[24] رجال فقدناهم، لمجد مكي ص (٧٦).

[25] الإسلام وحركات التحرر العربية، لشوقي أبو خليل ص (١٦٥).

[26] رجال فقدناهم، لمجد مكي ص (٧٧).

[27] الإمام المجدد، ولد في دمشق وتوفي فيها عام ١٩١٤م – ١٣٣٢هـ.

[28] كتاب جمال الدين القاسمي أحد علماء الإصلاح الحديث في الشام، د. نزار أباظة ص (١٣٨).

[29] من أصول جزائرية، من العلماء المطالبين بالإصلاح، ولد في دمشق، وتوفي فيها عام ١٩٢٠م – ١٣٣٨هـ.

[30] كتاب الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام، لحازم زكريا ص (٥٣).

[31] شاعر ومفكر إسلامي من دمشق، توفي في مصر عام ١٩٦٩م – ١٣٨٩هـ.

[32] مذكرات محب الدين الخطيب ص (١٥٦).

[33] العالم المجاهد، تخرج على يديه كبار علماء سوريا في العصر الحديث، توفي ١٩٧٨م – ١٣٩٨هـ.

[34] المصدر السابق ص (٧٩٥).

[35] من رواد النهضة في حمص، توفي عام ١٩٦٠م – ١٣٨٠هـ.

[36] رجال فقدناهم، لمجد مكي ص (١٣٩).

[37] من أكابر علماء دمشق، وهو جد الشيخ محمد بهجة البيطار، توفي عام ١٩١٦م – ١٣٣٥هـ.

[38] من علماء دمشق، توفي عام ١٩١٦م – ١٣٢٩هـ.

[39] جمال الدين القاسمي أحد علماء الإصلاح في الشام، د. نزار أباظة، ص (١١٢ – ١١٦) بتصرف.

[40] الشيخ طاهر الجزائري رائد التجديد الديني في بلاد الشام، لحازم زكريا ص (٤٠).

[41] صفحات من تاريخ الأحزاب السياسية في سورية القرن العشرين، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.

[42] رجال من التاريخ، لعلي الطنطاوي (٢/١٦٨).

[43] مذكرات محب الدين الخطيب ص (١٤١).

X