تأصيل

من أقوال أهل العلم في الرافضة

في ظلّ انخداع كثيرٍ من الشعوب الإسلامية بحال الشيعة، حتى في طبَقَة العلماء والمفكرين، كان لا بدَّ من تبيان حقيقة أمرهم، وفساد معتقدهم؛ فالرافضة من أخطر الفرق على الأمّة، وخاصّةً في هذا الزمان الذي أحدثوا فيه حِيَلاً جديدةً لاصطياد الجهلة، وضمّهم إلى صفِّهم. لذلك جاءت هذه المقالة التي ستأخذنا بجولةٍ في أقوال العلماء الثقات التي تحذّر منهم، مطوّفين بين علماء السلف والخلف، على اختلاف مدارسهم ومشاربهم، ننقل عنهم تعليقاتهم النفيسة في حكم طائفة الشيعة الرافضة ليكون المسلمون على حذرٍ منهم، ويعوا مخططات أعدائهم الخبيثة الرامية إلى سلخ المسلمين عن دينهم وعقيدتهم.

متى ظهر التشيع؟

إنّ دين الإسلام قد اكتمل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، لقوله الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3]، وإنّما ظهرت بدعة التشيُّع بعد عشرات السنين، قال الإمام ابن حزم الظاهري رحمه الله: “إنّ الروافض ليسوا من المسلمين، إنّما هي فرقٌ حدث أولها بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بخمسٍ وعشرين سنة”[1].

لماذا سمّوا بالرافضة؟

ذهب الإمام الأشعري رحمه الله إلى أنّهم سمُّوا ‌بهذا الاسم لرفضهم إمامة الشيخين، فقال: “وإنّما سموا رافضةً لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر”[2]. وثمّة قولٌ آخر ذكره الحافظ ابن الجوزي رحمه الله: “‌روينا ‌أنّ ‌الشيعة ‌طالبت ‌زيد ‌بن ‌عَليّ ‌بالتبري ‌ممّن ‌خالف عليًا في إمامته فامتنع من ذلك، فرفضوه، فسمّوا الرافضة”[3].

قال الحافظ ابن الجوزي رحمه الله: “‌روينا ‌أنّ ‌الشيعة ‌طالبت ‌زيد ‌بن ‌عَليّ ‌بالتبري ‌ممّن ‌خالف عليًا في إمامته فامتنع من ذلك، فرفضوه، فسمّوا الرافضة”

(تلبيس إبليس)

شبه الرافضة بالخوارج والمرجئة:

بين الرافضة والخوارج شبهٌ كبيرٌ مع اختلاف معتقدهما؛ فكلا الطائفتين يكفّر أهل السنّة، والرافضة يكفِّرون أهل السنّة لعدم موافقتهم في معتقداتهم الضالّة في الإمامة، قال القاضي عبد الجبار المعتزلي: “وأمّا الإماميةُ، فقد ذهبت إلى أنّ الطريق إلى إمامة الاثني عشرَ النصُّ الجليُّ، الذي يكفُرُ من أنكره، ويجبُ تكفيرُه؛ فكفَّروا لذلك صحابةَ النبي صلى الله عليه وسلم”[4].

ومع غلوِّهم هذا نجد إرجاءً فاضحًا في عقائدهم، يقول الشيخ ناصر القفاري: “أصبح معرفة الأئمة عندهم كافيةً في الإيمان ودخول الجنان، فأخذوا بمذهب المرجئة رأسًا”[5]. لذلك جمعوا كلّ شُرور الطوائف المنحرفة.

اعتقادهم تحريف القرآن:

عُرف عن الرافضة القول بتحريف القرآن الكريم، وإن أنكره جزءٌ منهم، لكنْ لهذا القول شواهد من كلام طائفةٍ من علمائهم، ومن ذلك:

أنّ الكليني -وهو ثقة الإسلام عندهم- يُعَنْوِنُ بابًا في كتابه (الكافي): “باب أنّه لم يجمع القرآن كلّه إلا الأئمة”[6]، وبابًا آخر: “باب فيه الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة”[7]. وفي هذين البابين تصريحٌ بالتحريف؛ إذ ينقل عدّة رواياتٍ عن أئمتهم عن مصحف فاطمة البالغ عدد آياته 17000 آية، أي ثلاثة أضعاف القرآن الموجود الآن، وأنّ الوحيد الذي جمع القرآن من بين الصحابة هو عليّ، ولا أحد عنده القرآن كاملاً غير الأوصياء[8]. وكثيرًا ما يستشهد بآياتٍ محرّفةٍ ويزعم أنّها حذفت من القرآن.

وقد ألف النوريُّ الطَّبَرسيُّ كتابًا أسماه: (فصل الخطابِ في إثباتِ تحريفِ كتابِ ربِّ الأربابِ)، ومن أبوابه: “في بيان أنّ القرآن الموجود فيما بين أظهرنا لم يكن مرتبًا كذلك في زمن النبي”[9]، و”وقوع التغيير والنقص فيه”[10]، و”شبهات القائلين بعدم تحريف القرآن”[11]. وواضحٌ ما تحت هذه العناوين من تفاصيل ورواياتٍ يضيق بها المقام تنبئُ عن المقصود وزيادة.

ويكفي هنا أن ننقل ما قاله مَن يصفونه بالعلامة الحجّة السيد عدنان ‌البحراني في كتابه (مشارق الشموس الدرية) بعد أن ذكر الروايات التي تفيد التحريف في نظره: “الأخبار التي لا تحصى كثرةً، وقد تجاوزت حدّ التواتر، ولا في نقلها كثير فائدةٍ بعد شيوع القول بالتحريف والتغيير بين الفريقين، وكونه من المسلّمات عند الصحابة والتابعين، بل وإجماع الفرقة المحقّة، وكونه من ضروريات مذهبهم، وبه تضافرت أخبارهم”[12].

وقد أجمع علماؤنا على كُفر منكِر القرآن أو شيءٍ من حروفه، قال ابن قُدامةَ المقدسي رحمه الله: “لا خِلافَ بين المسلمين أجمعين أنَّ من جحد آيةً أو كَلِمةً مُتَّفَقًا عليها، أو حرفًا مُتَّفَقًا عليه؛ أنَّه كافِرٌ”[13]. وقال ابن عبد البر رحمه الله: “وأجمع العلماءُ: أنَّ ما في مصحف عثمان بن عفان -وهو الذي بأيدي المسلمين اليوم في أقطار الأرض حيث كانوا- هو القرآن المحفوظ الذي لا يجوزُ لأحدٍ أن يتجاوَزَهُ، ولا تحِلُّ الصلاةُ لمسلمٍ إلا بما فيه… وإنما حَلَّ مصحفُ عثمان رضي الله عنه هذا المحل؛ لإجماع الصحابة وسائرِ الأمّة عليه، ولم يُجمعوا على ما سواه… ويُبيِّن لك هذا أنَّ مَن دَفَعَ شيئًا مما في مصحف عثمان كَفَر”[14].

أليس الشيعة أقرب إلينا من اليهود؟ ألا يمكن التحالف معهم ضدّ أعدائنا؟

هذا كلامٌ باطلٌ؛ فتاريخ الشيعة حافلٌ بموالاة أعداء الإسلام في الداخل والخارج، قال ابن القيم -رحمه الله- فيهم: “ما قام للمسلمين عدوٌّ من غيرهم إلا كانوا أعوانهم على الإسلام، وكم جرُّوا على الإسلام وأهله من بليّةٍ! وهل عاثَتْ سيوف المشركين عُبَّاد الأصنام -من عسكر هولاكو أو ذويه- إلا من تحت رؤوسهم؟”[15]، قلت: وهذا ديدَنُهم إلى الآن، والواقع خير شاهدٍ، فوصف إيران أمريكا بالشيطان الأكبر لم يمنعهم من التعاون معها ضد المسلمين في العراق وأفغانستان.

فكيف يُرجى الخير منهم وقد طعنوا في خير البشر بعد الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام! يقول أبو بكر بن العربي رحمه الله: “ما رَضِيَت اليهود ‌والنصارى في أصحاب موسى وعيسى بما رضيت به الروافض في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حين حكموا عليهم بأنّهم قد اتَّفقوا على الكفر والباطل، فما يُرجى من هؤلاء، وما يُستبقى منهم؟”[16].

تاريخ الشيعة حافلٌ بموالاة أعداء الإسلام في الداخل والخارج، قال ابن القيم رحمه الله: “ما قام للمسلمين عدوٌّ من غيرهم إلا كانوا أعوانهم على الإسلام، وكم جرُّوا على الإسلام وأهله من بليّةٍ! وهل عاثَتْ سيوف المشركين عُبَّاد الأصنام -من عسكر هولاكو أو ذويه- إلا من تحت رؤوسهم؟”

(مدارج السالكين)

هل موالاتهم لآل البيت جميعًا؟

الجواب: لا، يقول محمود شكري الألوسي رحمه الله: “والروافض ينكرون نسب بعض العترة كرقيّة وأم كلثوم ابنتَي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يعدُّون بعضَهم داخلاً فيها”[17]. ومعروفٌ أيضًا أنّ انتسابهم لآل البيت إنّما هو محض كذبٍ وادعاءٍ؛ فالأئمة الأطهار من آل البيت لا يتبرؤون من الشيخين.

أئمةٌ أم آلهةٌ؟

خصائص أئمّتهم فاقت درجةَ النبوة، وشاركت الألوهية، وهذا كفرٌ صريحٌ، قال الحافظ ابن الجوزي متحدّثًا عن غلوّهم في عليّ رضي الله عنه: “فمنهم من كان يقول: هو الإله، ومنهم من يقول: هو خيرٌ من الأنبياء”[18].

وأما زعمُهم أنّ أئمَّتهم خيرٌ من الأنبياء فهو مخالفٌ لعقيدة الإسلام، قال الإمام الطحاوي الحنفي في بيان اعتقاد أهل السنّة: “ولا نفضّل أحدًا من الأولياء على أحد من الأنبياء عليهم السلام، ونقول: نبيٌّ واحدٌ أفضل من جميع الأولياء”[19]، وقال القاضي عياض: “نقطع بتكفير غُلاة الرافضة في قولهم: إنّ الأئمة أفضل من الأنبياء”[20].

يقال: «أكذب ‌من ‌رافضي»، فهل هذا القول صحيحٌ؟

هي عبارةٌ سارت مثلاً، وأصلُها: اتفاق علماء الجرح والتعديل على أنّ الكذب في الشيعة أظهرُ منه في سائر الطوائف، قال يزيد بن هارون رحمه الله: “يُكتب عن كلّ مُبتدعٍ إِذا لم يكن داعِيةً إِلَّا الرافضة؛ فإنَّهم يكذبون”، وقال محمد بن سعيد الأصفهاني: سمعت شريكًا يقول: “احمل العلم عن كلّ من لقيته إلا الرافضة”[21]. وقديمًا قال الشافعي رحمه الله: “لم أرَ أحدًا من أصحاب الأهواء أشهدَ بالزور من الرافضة”[22].

هل ثبت عليهم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

اختلق الرافضة على رسول الله صلى الله عليه وسلم آلاف الأحاديث واخترعوا آلاف القصص لتأييد عقائدهم ومواقفهم السياسية. قال حماد بن سلمة رحمه الله: “حدثني شيخٌ لهم -يعني من الرافضة- تاب، قال: كنا إذا اجتمعنا واستحسنَّا شيئًا جعلناه حديثًا”[23]. وليس هذا بغريبٍ عند مَن كانت التقيّة واجبةً في اعتقاده، بينما هي من النفاق عند أهل السنّة، كما نقل ذلك السرخسي الحنفي في مبسوطه عن جماعةٍ من السلف[24].

نكاح المتعة:

أجمع علماء أهل السنّة على تحريم نكاح المتعة، قال أبو العباس القرطبي رحمه الله: “أجمع السَّلف والخلف على تحريمها، … إلا الرافضة، ولا يُلتَفَت لخلافهم؛ إذ ليسوا على طريقة المسلمين”[25]. بل عدُّوه زنًا صريحًا، قال ابن رشد المالكي رحمه الله: “وأمّا مَن تواطأ مع امرأةٍ فيما بينه وبينها على أن يطأها ويستمتع بها مدّةً من الزمان على شيءٍ يبذله لها من ماله فليس ذلك بنكاح المتعة وإن سميناه نكاحًا، وإنّما هو ‌زنًا”[26].

زكاةٌ أم سرقةٌ باسم الخمس؟

لا فرق بين معمَّمي الشيعة في سرقة أموال الناس باسم الخُمس، وبين الأحبار والرهبان الذين قال الله تعالى فيهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [التوبة: 34]. ولمن يسأل عن سبب تمسُّك الشيعة بعقيدتهم رغم بيان فسادها، يقول الدكتور علي السالوس: “وأعتقد أنّه لولا هذه الأموال لما ظلّ الخلاف قائمًا بين الجعفرية وسائر الأمّة الإسلامية إلى هذا الحدّ، فكثيرٌ من فقهائهم يحرصون على إذكاء هذا الخلاف حرصهم على هذه الأموال”[27].

لقد جمعت هذه الطغمة الفاسدة بين أخبث فاحشتين؛ السرقة والزنا باسم الخمس والمتعة، يقول الشيخ شحاتة صقر: “إنّ فساد الإنسان يأتي من طريقين: الجنس والمال، وكلاهما متوافرٌ لعلماء الشيعة؛ فالفروج والأدبار عن طريق المتعة وغيرها، والمال عن طريق الخمس وما يُلقَى في العتبات والمشاهد، فمَن منهم يصمد أمام هذه المغرِيات؟”[28].

“إنّ فساد الإنسان يأتي من طريقين: الجنس والمال، وكلاهما متوافرٌ لعلماء الشيعة؛ فالفروج والأدبار عن طريق المتعة وغيرها، والمال عن طريق الخمس وما يُلقَى في العتبات والمشاهد، فمَن منهم يصمد أمام هذه المغرِيات؟”

الشيخ شحاتة صقر (الشيعة هم العدو فاحذرهم)

مناسك المشاهد والأضرحة:

يُعرف عن الرافضة تعظيمهم القبور والمشاهد، وتخريب المساجد، قال ابن تيمية رحمه الله: “فتجدهم يعطّلون المساجد التي أمر الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه، فلا يصلّون فيها جمعةً ولا جماعةً، وليس لها عندهم كبير حرمةٍ، وإن صلوا فيها صلوا فيها وحدانًا، ويعظّمون المشاهد المبنية على القبور فيعكفون عليها مشابهةً للمشركين، ويحجّون إليها كما يحجّ الحاجّ إلى البيت العتيق، ومنهم من يجعل الحجّ إليها أعظم من الحجّ إلى الكعبة”[29].

كيف يجرؤون على الطعن بمن زكاه الله؟

لم يُردِ الشيعة بطعنهم في صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا الطعنَ في دين الإسلام، وإبطال شرائع المسلمين، قال أبو زرعة الرازي رحمه الله: “إذا رأيتَ الرجُل ينتقِصُ أحدًا من أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنّه زنديقٌ؛ وذلك أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حقٌّ، وإنّما أدّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنّما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنّة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة”[30]. وما قاله هؤلاء الفجرة في الصحب الكرام رضي الله عنهم تنزَّه اليهود والنصارى عنه في أصحاب موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام، وهذا ما ذكره بحروفه الإمام أبو بكر بن العربي المالكي حين قال: “ما رضِيَت النصارى واليهود في أصحاب موسى وعيسى ما رضيت الروافض في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، حين حكموا عليهم بأنّهم قد اتفقوا على الكفر والباطل”[31].

وقد حكم كثيرٌ من العلماء بتكفير هذه الطائفة المارقة لطعنهم في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد روى الخلال بسنده عن مالك -رحمه الله- أنّه قال: “الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس له سهمٌ، أو قال: نصيبٌ في الإسلام”[32]. وسئل أحمد بن حنبل -رحمه الله- عمّن يشتم رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “ما أُراه على الإسلام”[33]. وقال أبو المحاسن الواسطي: “إنّهم يكفرون بتكفيرهم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الثابت تعديلهم وتزكيتهم في القرآن بقوله تعالى: {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة: 143]، وبشهادة الله تعالى لهم أنّهم لا يكفرون بقوله تعالى: {فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} [الأنعام: 89]”[34]. وهذا ليس حكم أهل السنة والجماعة فقط فيهم، فهذا الإمام الشوكاني الزيدي -والزيدية فرقةٌ شيعيةٌ معروفةٌ- يقول: “أصل دعوتهم -أي الروافض- لكِياد الدين، ومخالفة شريعة المسلمين، … فعرفتَ بهذا أنّ كلّ رافضيٍّ خبيثٍ على وجه الأرض يصير كافرًا بتكفيرهم لصحابيٍّ واحدٍ، … فكيف بمن كفَّر كلّ الصحابة، واستثنى أفرادًا يسيرةً”[35].

معاوية.. ستر الصحابة:

كلّ فضلٍ نُسبَ إلى الصحابة في الآثار يجب لهم عمومًا، وإنّ الطعنَ بواحدٍ منهم كالطعن بهم جميعًا؛ ولذلك كان حُبُّ معاوية رضي الله عنه ميزانًا للسنّة، فقد سئل الإمام النسائي -رحمه الله- عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه صاحبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: “إنّما الإسلام كدارٍ لها بابٌ، فباب الإسلام الصحابة، فمن آذى الصحابة إنّما أراد الإسلام، كمن نقر الباب إنّما يريد دخول الدار، قال: فمن أراد معاوية فإنّما أراد الصحابة”[36]. والسبب في ذلك أنّه إذا تجرأ على معاوية رضي الله عنه فإنّه يكون قد أزال هيبة الصحابة من قلبه، فيقعُ فيهم، قال الربيع بن نافع: “معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما سِتْرُ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا كشف الرجل الستر اجترأ على ما وراءه”[37].

الحَصَان الرزان عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها:

ما يزال أكثر الشيعة مصرّين على قذف أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالفاحشة، رغم تبرئة الله لها في كتابه الكريم، وهذا كفرٌ لا يمتري فيه عاقلٌ، يقول الهيتمي رحمه الله: “‌من ‌نسب ‌عائشة ‌إلى ‌الزنا ‌كان ‌كافرًا، وهو ما صرّح به أئمتنا وغيرهم؛ لأنّ في ذلك تكذيب النصوص القرآنية، ومكذّبها كافرٌ بإجماع المسلمين، وبه يعلم القطع بكفر كثيرين من غلاة الروافض”[38]. حتى إنّ مَن شكّ في براءتها كفر، قال الإمام النووي رحمه الله: “براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك، وهي براءةٌ قطعيةٌ بنصّ القرآن العزيز، فلو تشكَّك فيها إنسانٌ -والعياذ بالله- صار كافرًا مرتدًا بإجماع المسلمين”[39].

حمق الشيعة:

اتفقت كلمة العلماء على حُمق هذه الطائفة وغبائها، فهذا الإمام الشعبي رحمه الله يقول: “ونظرتُ في هذه الأهواء وكلَّمتُ أهلها، فلم أر قومًا أقلّ عقولاً ‌من ‌الخشبية[40][41]. وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: “‌عاشرتُ ‌النّاس، ‌وكلّمتُ ‌أهل ‌العلم، فما رأيت قومًا أَوسَخَ وَسَخًا ولا أضعف حُجّةً من الرافضة، ولا أحمق منهم”[42]. وهذا واضحٌ من طقوسهم في عاشوراء، وفتاويهم الشاذَّة والغريبة، يقول محمود شكري الألوسي رحمه الله: “وأين هم من لطم الخدود، وشقِّ الجُيوب، والدعاء بدعوى الجاهلية، وغير ذلك من الفضائح التي تصدُر منهم في محرّم وغيره، حتى صاروا بها مُثلةً بين الأنام، وأضحوكةً بين الخاص والعام”[43].

يُعرف عن الرافضة تعظيمهم القبور والمشاهد وتخريب المساجد، وطعنهم في صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم بهدف الطعن في الإسلام، والإصرار على قذف أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وممارسة الطقوس الشاذَّة -لا سيما في محرّم- والتي صاروا بسببها أضحوكةً بين الناس.

 

كيف نتعامل معهم في الصلاة خلفهم، ودفن موتاهم، وعيادة مرضاهم؟

نهى السلف عن الصلاة خلفهم، قال سفيان بن عُيَينةَ رحمه الله: “لا تصلوا خلفَ الرافضي”[44]. أمّا سائر الأحكام فقد لخّصها إمام أهل الحديث الإمام البخاري رحمه الله بقوله: “ما أبالي صليتُ خلف الجهْمي والرافض أم صلَّيت خلف اليهود والنصارى، ولا يسلَّم عليهم، ولا يُعَادُون، ولا يناكَحون ولا يُشهدون، ولا تُؤكل ذبائحهم”[45]. وقال طلحة بن مصرّف: “الرافضة لا تُنكَح نساؤهم، ولا تُؤكل ذبائحهم؛ لأنّهم أهل ردةٍ”[46]. وهذا ما أكّده البغدادي في الفِرق حيث قال: “وأما أهل الأهواء من الجارودية والهشامية والنجّارية والجهمية والإمامية الذين أكفروا خيار الصحابة… فإنّا نكفّرهم كما يكفرون أهل السنة، ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا، ولا الصلاة خلفهم”[47].

ونَهَوا كذلك عن أكل ذبائحهم، قال أحمد بن يونس: “لو أن يهوديًّا ذبح شاةً، وذبح رافضيٌّ، لأكلت ذبيحة اليهودي ولم آكل ذبيحة الرافضي؛ لأنّه مرتدٌ عن الإسلام”[48]. حتى إنّ جنازتهم تختلف عن جنازة أهل السنّة، فقد سئل الفِريابي عمّن شتم أبا بكرٍ، قال: كافرٌ، قال: فيصلى عليه؟ قال: لا، وسألته: كيف يصنع به وهو يقول: لا إله إلا الله؟ قال: لا تلمسوه بأيديكم، ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته”[49].

حتى إنّ الإمام مالكًا -رحمه الله- لم يجعل لهم نصيبًا في الفيء، فقد قال: “من ‌سبّ ‌أصحاب ‌رسول ‌الله صلى الله عليه وسلم فليس له في الفيء حقٌّ؛ يقول الله عز وجل: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} [الحشر: 8] الآية. هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هاجروا معه، ثم قال: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ} [الحشر: 9] هؤلاء الأنصار، ثمّ قال: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} [الحشر: 10] فالفيء لهؤلاء الثلاثة؛ فمن سبّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس من هؤلاء الثلاثة، ولا حق له في الفيء”[50].

تقاربٌ أم إضلالٌ؟

خُدع الكثيرون بخدعة التقارب مع الشيعة، والآن بتنا على يقينٍ أنّ المقصود من هذه الدعوة تقريب أهل السنّة إلى مذهب الشيعة، وليس تقريب كلّ من المذهبين إلى الآخر، قال الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله: “إنّ استحالة التقريب بين طوائف المسلمين وبين فرق الشيعة هي بسبب مخالفتهم لسائر المسلمين في الأصول”[51].

والدليل على ذلك حال أهل السنّة في دولة إيران الشيعية التي يصفها أبو الفضل البرقعي وهو الشيعي أصلاً قبل أن يهتدي إلى الحقّ: “إنّه في بلدنا هذا يستطيع المسيحي واليهودي والعلماني والذي لا دين له أن يعيش بكل راحةٍ، أما أهل السنّة فلا راحة لهم في بلدنا، ولا يستطيعون العيش بين هؤلاء المشركين”[52].

هلّا خالطتموهم؟

قد يعترض معترضٌ قائلاً: هلّا عاشرتموهم، فالقوم في الحقيقة غير المسطور في كتبهم، والردُّ ما ذكره الدكتور أحمد الأفغاني في كتابه (سراب في إيران) حينما قال: “لقد عشت مع شيعة العراق وإيران والسعودية ولبنان ثماني سنواتٍ محاورًا ومناقشًا، وقد اتَّضح لي على وجه اليقين أنّهم صورةٌ طبق الأصل من كتبهم السوداء المنحرفة”[53]. نخلص مما سبق إلى أنّ الدعوة إلى التقارب بين السنة والشيعة هي تمامًا كالدعوة إلى وحدة الأديان.

خُدع الكثيرون بخدعة التقارب مع الشيعة، والآن بتنا على يقينٍ أنّ المقصود من هذه الدعوة تقريب أهل السنة إلى مذهب الشيعة، وليس تقريب كل من المذهبين إلى الآخر

خاتمة:

في ختام رحلتنا هذه في أقوال أهل العلم في طائفة الرافضة الخبيثة نقول لمن ما زال مصرًا على إحسان الظنّ بهم أو متشككًا في مروقهم وفجورهم: أنّ الإمام الباقلاني كتب كتابًا سمّاه (كشف الأسرار وهتك الأستار)، بيّن فيه فضائحهم وقبائحهم، ومما قاله: “هم قومٌ يظهرون الرفض، ويبطنون الكفر المحض”[54]، وقال الشيخ أبو حامد محمد المقدسي بعد حديثه عن فرق الرافضة وعقائدهم: “لا يخفى على كلّ ذي بصيرةٍ وفهمٍ من المسلمين أنّ أكثر ما قدمنا في الباب قبله من عقائد هذه الطائفة الرافضة على اختلاف أصنافها كفرٌ صريحٌ، وعنادٌ مع جهلٍ قبيحٍ، لا يتوقف الواقف مع تكفيرهم والحكم عليهم بالمروق من دين الإسلام”[55].


أ. أحمد خضر المحمد

ماجستير عقائد وأديان، مسؤول ملف الإلحاد في مركز مناصحة


[1] الفِصل في الملل والأهواء والنحل، لابن حزم (2/65).

[2] مقالات الإسلاميين، لأبي الحسن الأشعري (1/33).

[3] تلبيس إبليس، لابن الجوزي، ص (88).

[4] شرح الأصول الخمسة، للقاضي عبد الجبار، ص (761).

[5] أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية، للدكتور ناصر القفاري (2/575). وكثير منهم يقول: “حُبُّ عليّ حسنةٌ لا يضر معها سيئةٌ”.

[6] أصول الكافي، للكليني، (1/248).

[7] ينظر: المرجع السابق (1/294).

[8] ينظر: المرجع السابق (1/441).

[9] ص (135).

[10] ص (164).

[11] ص (786).

[12] مشارق الشموس الدرية، للبحراني، ص (126).

[13] المناظرة في القرآن، لابن قدامة، ص (33).

[14] التمهيد، لابن عبد البر (3/367-368).

[15] مدارج السالكين، لابن القيم (1/113).

[16] العواصم من القواصم، لأبي بكر بن العربي، ص (314).

[17] صب العذاب على من سب الأصحاب، للألوسي، ص (278).

[18] تلبيس إبليس، لابن الجوزي، ص (87).

[19] العقيدة الطحاوية، ص (30-31).

[20] الشفا، للقاضي عياض (2/290).

[21] المنتقى من منهاج الاعتدال، للذهبي، ص (22).

[22] الكفاية في علم الرواية، للخطيب البغدادي، ص (126).

[23] الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، للخطيب البغدادي، (1/138) (162).

[24] ينظر: المبسوط، للسرخسي (24/45).

[25] المفهم، للقرطبي (4/93).

[26] مسائل أبي الوليد ابن رشد (2/1120).

[27] مع الاثني عشرية في الأصول والفروع، لعلي السالوس، ص (1116).

[28] الشيعة هم العدو فاحذرهم، لشحاتة صقر، ص (95).

[29] منهاج السنة النبوية، لابن تيمية (1/474).

[30] الكفاية في علم الرواية، للخطيب البغدادي، ص (67).

[31] العواصم من القواصم، لأبي بكر بن العربي، ص (192).

[32] السنة، للخلال (3/493) (779).

[33] المرجع السابق (3/493) (782).

[34] المناظرة بين السنة والرافضة، للواسطي، ص (266).

[35] نثر الجوهر على حديث أبي ذر، للشوكاني، ص (110-111).

[36] تهذيب الكمال في أسماء الرجال (1/339).

[37] تاريخ بغداد، للخطيب (1/209)، وتاريخ دمشق، لابن عساكر (59/209).

[38] الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة، لابن حجر الهيتمي (1/193).

[39] شرح النووي على مسلم (17/117).

[40] من أسماء الرافضة القديمة: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “كما كانوا يسمون ‌الخشبية لقولهم: إنا لا نقاتل بالسيف إلا مع إمام معصوم، فقاتلوا بالخشب” منهاج السنة النبوية (1/36).

[41] السنة، لعبد الله بن أحمد، (2/548) (1274).

[42] تاريخ الإسلام، للذهبي (16/327).

[43] صب العذاب على من سب الأصحاب، للألوسي، ص (323).

[44] شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، لللالكائي (4/811) (1364).

[45] خلق أفعال العباد، للبخاري، ص (125). معنى (لا يُعادون): من عيادة المريض، أي زيارته.

[46] الإبانة الصغرى، لابن بطة، ص (101).

[47] الفَرق بين الفِرق، للبغدادي، ص (357).

[48] الصارم المسلول، لابن تيمية، ص (570).

[49] السنة، للخلال (2/566).

[50] شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، لللالكائي (7/1344).

[51] الخطوط العريضة، لمحب الدين الخطيب، ص (43).

[52] ينظر: الشيعة هم العدو فاحذرهم، لشحاتة صقر، ص (187).

[53] سراب في إيران، لأحمد الأفغاني، ص (14).

[54] ينظر: البداية والنهاية، لابن كثير (13/11).

[55] رسالة في الرد على الرافضة، لأبي حامد المقدسي، ص (200).

ماجستير عقائد وأديان، مسؤول ملف الإلحاد في مركز مناصحة.