للتزكية منزلة عظيمة ومكانة رفيعة، فبها يُنال رضا الرحمن، ويتحقّق الفوز بالجِنان، وبها يكمُل إسلام المرء ويتذوّق حلاوة الإيمان ويصل إلى مرتبة الإحسان. وفي هذا المقال وقفاتٌ سريعةٌ مع التزكية: معناها، وأهميَّتها، ومجالاتها، والطريق إليها.
أطولُ قسمٍ في القرآن الكريم هو ذلك القسمُ في مطلع سورة الشمس، حيث أقسم سبحانه وتعالى بالشمس، وبضيائها، وبالقمر، وبالنهار، وبالليل، وبالسماء، وبِبُنيانها الذي أحكمه الله، وبالأرض، وببسْطِها الذي أبدعه الله، وبالنفس، وبتسويتها على الفطرة وتجلية طريق الخير وطريق الشرّ أمامَها.
هذه الأقسام الأحد عشر.. جوابُها شيء واحد، يتمثّل في الحقيقة الكبرى والغاية التي خَلَق الله الإنسان من أجلها، وسخّر له ما في هذا الكون ليُعينه على القيام بها، وهي عبادته سبحانه وتعالى والتقرّب إليه بما يرضيه؛ فالفلاح والفوز في الدنيا والآخرة لمن عَبَدَ الله وأطاعه واتّقاه، والخيبة والخسران في الدنيا والآخرة لمن استكبر وسلك طريق الكفر والفجور والعصيان.
وقد ورد التعبير في هذه السورة عن هذه الغاية بأسمى صورها، وهي صورة التزكية: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ٩ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾ [الشمس: ٩-١٠]. فالفوزُ والفلاحُ في الدنيا والآخرة لمن حقّق هذه الغاية فزكّى نفسه بالإيمان والطاعة، وطهّرها مِن الآثام والرذائل، والخيبةُ والخسرانُ والهوانُ لمن قَصُرَ عن الوصول إلى هذه الغاية فدسّى نفسه بأنْ حجبها عن الهدى وحطّ من شأنها بالكفر والفسوق والعصيان.
معنى التزكية:
التزكية في اللغة النماءُ والزيادةُ، قال ابن فارس رحمه الله: «الزاء والكاف والحرف المعتلّ أصل يدلّ على نماء وزيادة… وسُمّيت الزكاة بهذا الاسم؛ لأنّه يُرجى بها زكاء المال، وهو زيادته ونماؤه»[1].
ومن معاني التزكية: التطهيرُ، فإنّ من لوازم النماء والزيادة: التخلّص من النقائص والشرور، قال ابن فارس: «وسُمّيت الزكاة بهذا الاسم لأنّها طهارة، قالوا: وحجّة ذلك قوله جل ثناؤه: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا﴾. والأصل في ذلك كلّه راجع إلى هذين المعنيين، وهما: النماء والطهارة»[2].
قال ابن الأثير رحمه الله: «قد تكرّر في الحديث ذكر «الزكاة والتزكية»، وأصل الزكاة في اللغة: الطهارةُ والنّماءُ والبركةُ والمدحُ، وكلّ ذلك قد استُعمِل في القرآن والحديث»[3].
وبهذين المعنيين فسّر المفسّرون قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا﴾، قال الطبري رحمه الله: «قد أفلح من زكى الله نفسه، فكثّر تطهيرها من الكفر والمعاصي، وأصلحها بالصالحات من الأعمال»[4]، وقال ابن كثير رحمه الله: «أفلح من زكّى نفسه بطاعة الله، وطهّرها من الأخلاق الدنيئة والرذائل[5].
وعلى هذا فإنّ تزكية النفس تشمل أمرين اثنين لا ينفكّان عن بعضهما:
- إصلاحها وتنميتها بالإيمان والطاعات والأخلاق الحميدة.
- تطهيرها من الكفر والآثام والأخلاق الرذيلة.
منزلة التزكية:
شأن التزكية كبير، ومنزلتها عظيمة، ومكانتها رفيعة، وليس أدلّ على ذلك من أنّ الله سبحانه وتعالى جعلها طريقًا للفلاح، وشرّف بعض عباده بالاتصاف بها[6]، وامتنّ على المؤمنين بأن يسّر سبيل الوصول إليها.
ومما يدلّ على عظيم منزلتها ومكانتها وأهمّيتها:
1. أنَّها الركيزة الأساس لدعوة الرسل عليهم السلام، قال الله تعالى آمرًا موسى عليه السلام: ﴿اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ١٧ فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى ١٨ وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى﴾ [النازعات: ١٧-١٩].
وكان من دعاء أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام لأمّة محمد ﷺ: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيم﴾ [البقرة: ١٢٩].
شأن التزكية كبير، ومنزلتها عظيمة، ومكانتها رفيعة، وليس أدلّ على ذلك من أنّ الله سبحانه وتعالى جعلها طريقًا للفلاح، وشرّف بعض عباده بالاتصاف بها، وامتنّ على المؤمنين بأن يسّر سبيل الوصول إليها.
وعندما سأل هرقل أبا سفيان -قبل أن يُسلم- عمّا جاء به رسول الله ﷺ، قال: (يأمُرنا أن نعبدَ اللهَ وحدَه لا نُشرِك به شيئًا، وينهانا عمّا كان يعبد آباؤُنا، ويأمُرُنا بالصّلاةِ، والصّدقةِ، والعَفافِ، والوفاءِ بالعهد، وأداءِ الأمانة)[7]، وهذه أعمالٌ تزكو بها النفس.
2. أنّ التزكية تعني العودة إلى الفطرة التي فطر الله الناس عليها قبل أن ينحرفوا عنها ويسلكوا سبل الغواية والشرك، قال تعالى ممتنًّا ببعثة محمد ﷺ: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِين﴾ [آل عمران: ١٦٤] ففي هذه الآية -والآية الثانية من سورة الجمعة- قدّم سبحانه وتعالى ذكر التزكية؛ لأنّها تعني تطهير النفس من الشرك والعودة بها إلى الفطرة التي فطر الناس عليها، ثم يأتي بعدها التعليم، قال ابن عاشور رحمه الله: «وابتُدِئَ بالتلاوة لأنّ أوّلَ تبليغ الدعوة بإبلاغ الوحي، وثُنِّيَ بالتزكية؛ لأنّ ابتداء الدعوة بالتطهير من الرجس المعنوي وهو الشرك وما يَعْلق به من مساوئ الأعمال والطباع، وعُقِّبَ بذكر تعليمهم الكتاب؛ لأنّ الكتاب بعد إبلاغه إليهم تُبَيّنُ لهم مقاصده ومعانيه… وتعليم الحكمة هو غاية ذلك كلّه لأنّ مَن تدبّر القرآن وعمل به وفهم خفاياه نالَ الحكمةَ»[8].
3. أنّ الوصول إلى التزكية يعني تحقيق التقوى التي أوصى الله بها الأولين والآخرين، وذكرها في كتابه في أكثر من مئتين وخمسين موضعًا، ورتّب عليها: المحبّة والولاية، والقبول والمعيّة، والمغفرة والجنّة، والتوفيق والرزق، وقد بيّن سبحانه وتعالى أنّه خلق النفس وبيّن لها طريق التقوى وطريق الفجور، فمن اختار طريق التقوى فقد زكّى نفسه، قال سبحانه: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ٧ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ٨ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا﴾ [الشمس: ٧-٩].
4. أنّ تحقيق التزكية من أكبر الأمور المعينة على عمارة الأرض والنهضة بالأمّة، وهي لا تحصل إلّا بعبادة الله والالتزام بشرعه، وحسن التعامل مع خلقه. فالتزكية -في جانبها العملي- تعني تطهير القلب من أدوائه التي تدفع إلى سيّء الأخلاق والأعمال كالكِبْر الذي يؤدي إلى احتقار الناس ويمنع من قبول الحقّ، والظلم الذي هو أساس الخراب ورأس البلاء، وأنواع الفساد التي تمنع من قيام الدُّول وتُؤذِن بحلول العقوبات الخاصّة والعامّة.
التزكية فضلٌ من الله ورحمةٌ يهدي إليها من يشاء من عباده الذين علم فيهم خيرًا وإقبالًا على طاعته، واجتنابًا لمعصيته
الطريق إلى التزكية:
التزكية فضلٌ من الله ورحمةٌ يهدي إليها من يشاء من عباده الذين علم فيهم خيرًا وإقبالًا على طاعته، واجتنابًا لمعصيته، قال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم﴾ [النور: ٢١]. قال ابن عباس رضي الله عنهما: «لولا فضل الله ورحمته ما اهتدى منكم من الخلائق لشيء من الخير ينفع به نفسه، ولم يتّق شيئًا من الشرّ يدفعه عن نفسه»[9].
والتزكية عملٌ يتطلّب التكرار والديمومة، وهي ليست مجرّد دعوى باللسان، كما أنّها لا تحصل بمدح الناس وثنائهم؛ فضلًا عن مدح النفس والثناء عليها.
والطريق إلى التزكية لا يكون إلا من خلال الأخذ بالأسباب الموافقة للشرع، واتباع هدي النبي ﷺ، قال تعالى: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ [الكهف: ١١٠]، وقال أيضًا: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيم﴾ [آل عمران: ٣١]. قال ابنُ القيِّم رحمه الله: «وتزكيةُ النفوس أصعبُ من علاج الأبدان وأشدّ، فمن زكّى نفسه بالرياضة والمجاهدة والخلوة التي لم يجئ بها الرسل؛ فهو كالمريض الذي عالج نفسه برأيه، وأين يقع رأيه من معرفةِ الطبيبِ؟ فالرسل أطبّاء القلوب، فلا سبيل إلى تزكيتها وصلاحها إلا من طريقهم وعلى أيديهم، وبمحض الانقياد والتسليم لهم»[10].
والتزكية عملٌ يتطلّب التكرار والديمومة، وهي ليست مجرّد دعوى باللسان، كما أنّها لا تحصل بمدح الناس وثنائهم؛ فضلًا عن مدح النفس والثناء عليها، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴾ [النساء: ٤٩]. وقد نهى النبي ﷺ عن تزكية الناس في وجوههم؛ لئلا يَدخل العُجب إلى نفوسهم؛ فيكون ذلك سببًا في انحرافهم، فعن أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قال: أثْنى رجلٌ على رجلٍ عند النبيّ ﷺ فقالَ: (وَيلَك قَطعتَ عُنقَ صاحِبِك، قَطعتَ عُنقَ صاحِبِك) مرارًا، ثم قال: (مَن كان منكم مادِحًا أخاه لا محالة، فَليَقُل أَحسَب فلانًا، والله حَسِيبُه، ولا أُزكِّي على الله أحدًا، أحْسَبه كذا وكذا، إن كانَ يعلمُ ذلكَ منه)[11].
مجالات التزكية:
مجالات التزكية تشمل أبواب الشريعة كلّها: عقيدة وعبادات ومعاملات.
ففي مجال العقيدة: تكون التزكية بتعظيم الله في القلب، وإخلاص العمل له سبحانه، وتصحيح النيّة عند كلّ عمل، واستكمال أركان الإيمان، والبراءة من الكفر والشرك والنفاق وكلّ ما يخلّ بالإيمان.
«وتزكيةُ النفوس أصعبُ من علاج الأبدان وأشدّ، فمن زكّى نفسه بالرياضة والمجاهدة والخلوة التي لم يجئ بها الرسل؛ فهو كالمريض الذي عالج نفسه برأيه، وأين يقع رأيه من معرفةِ الطبيبِ؟ فالرسل أطبّاء القلوب، فلا سبيل إلى تزكيتها وصلاحها إلا من طريقهم وعلى أيديهم، وبمحض الانقياد والتسليم لهم»
ابن القيم رحمه الله
وفي مجال العبادات: تكون بفعل ما أمر الله به من الفرائض، والتقرّب إليه بالنوافل من السنن والمستحبّات، وتكون بترك ما نهى الله عنه من المحرّمات، وما هو دونها من المكروهات، قال ابن تيمية رحمه الله: «وترك المكروه متعيّنٌ كذلك، به تزكو النفس»[12]؛ فالمكروه وإن كان النهي عنه غيرَ جازم إلّا أنّ اجتنابه دليلٌ على صدق الاستجابة لله تعالى ورسوله ﷺ، وفيه البراءة من الشّبهات، ومن الاقتراب من المحرّم؛ فإنّ مَن اعتاد فعل المكروه هانَ عليه فعل المحرّم، بل إنّ ترك المكروه مقدّم على فعل المندوب[13].
وفي مجال المعاملات: تكون التزكية:
- بالتزام حدود الله وشرائعه التي نظّم بها علاقات الناس وتعاملاتهم.
- وبالتحلّي بالأخلاق الحسنة، والتأدّب بالآداب الجميلة؛ فإنّها من شُعَب الإيمان.
- وبالابتعاد عن الأخلاق السيئة والأفعال القبيحة؛ فإنّها من شُعَب النفاق.
- وبالفضل والإحسان إلى الخلق بأنواع الإحسان، والعفو، والسماحة والمسامحة، والإقالة، وغيرها.
كيف تزكو النفس؟
طرقُ تزكية النفس كثيرةٌ، أطال أهل العلم في ذكرها وبيان تفاصيلها وشرحِ مراتبها، وسأقتصر -في هذا المقام- على ذكر أهمّها مما يمكن اعتباره «كلّياتٍ» تندرج تحتها كثير من «الجزئيات».
1. أوّلها وأعظمها: العلم بالله تعالى، فبه يحصل تعظيم الله ومحبّته وخشيته، ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر: ٢٨]. وما يتبع ذلك من الإقرار لله بالتوحيد؛ فإنّ «أصل زكاة النفس بالتوحيد وإخلاص الدين لله»([14]، ومن أعظم طرق معرفة الله تعالى: قراءة القرآن وتدبّره، فإنّ القرآن إمّا خبر عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله، وإمّا دعوة إلى توحيده وعبادته، وإمّا خبر عن كرامة الله لأهل توحيده وطاعته، وإمّا خبر عن عقابه لمن خرج عن توحيده وطاعته[15].
2. إدراكُ الحقائقِ الكبرى في هذا الكون: حقيقةِ الوجود وحقيقةِ الدنيا وحقيقةِ الإنسان، ويحصل هذا الإدراك بالتفكّر في آيات الله ومخلوقاته، وفي سننه التي أودعها في هذا الكون، وبالتفكّر في النفس والنِّعم التي أنعم الله بها عليها، وفي العيوب والنقائص التي تعتريها.
وهذا كلّه من شأنه أن:
- يفتح عين الإنسان وفكره على حقيقة العبودية لله تعالى، ويقود للعمل بما يحبّه ويرضاه.
- ويدفعه لاستثمار هذه النعم في تزكية نفسه.
- وللعمل على التخلّص من عيوبها التي تتسبّب في تدسيتها وظلمها وإهانتها، وفي مقّدمتها: الجهل والغرور والتكبّر.
- ومن شأنه -كذلك- أن يُعينه على الصبر على أقدار الله وما يصيبه من البلايا، قال ابن تيمية رحمه الله: «النفس لا تزكو وتصلحُ حتى تُمحّصَ بالبلاء، كالذهب الذي لا يخلص جيّده من رديئه حتى يفتتن في كير الامتحان»[16]. وقال ابن القيم رحمه الله: «ما يقدّره الله من المصائب والآلام فيها من الحكم ما لا يحصيه إلا هو، من تزكية النفوس وتطهيرها، والردع والزجر، وتعريف قدْر العاقبة، وامتحان الخلق، ليظهر من يعبدُه على السراء والضراء ممن يعبده على حرف، إلى أضعاف ذلك من الحكم»[17].
3. الاهتمام بصلاح القلب وطهارته ونقائه، فهو مكان العلم والتدبّر، وهو القائد للجوارح، قال رسول الله ﷺ: (أَلا وإنَّ في الجسدِ مُضْغَة، إذا صَلُحَت صَلُحَ الجسدُ كُلُّه، وإذا فَسَدَت فَسَدَ الجسدُ كله، ألا وهي القلب)[18]، لذا فقد كان النبي ﷺ (يُكثِرُ أن يقولَ: يا مُقَلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلبي على دِينك)[19].
كما أنّ القلب هو محلّ الإخلاص، ومحلّ العبادات القلبية كمحبة الله، وتعظيمه، وخشيته، والتوكّل عليه. والعنايةُ به سبب رضوان الله ودخول الجنّة: ﴿يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُون ٨٨ إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم﴾ [الشعراء:٨٨-٨٩].
ومن حكمة الله تعالى ورحمته بعباده أنّه بنى دينه على خمس عبادات، كلّها تزكية للنفوس؛ فمن اعتنى بهذه الأركان حصلت له التزكية.
4. العمل الصالح، والمراد به: قيام الجوارح بالعبادات التي افترضها الله تعالى على أحسن وجه، مع صلاح القلب وحضوره وإخلاصه وخشيته، قال سبحانه: ﴿إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِير﴾ [فاطر:١٨].
ومن حكمة الله تعالى ورحمته بعباده أنّه بنى دينه على خمس عبادات، كلّها تزكية للنفوس؛ فمن اعتنى بهذه الأركان حصلت له التزكية، وصحّ له سائر دينه الذي بُني على هذه الأركان:
- فالشهادتان: هما إعلان التوحيد لله والخلوص من الشرك، واتباع النبي ﷺ..
- والصلاة: صلة بالله تعالى وقُربة منه، وحريّ بمن يقف بين يدي ربّه يسأله الهداية ويركع ويسجد له ويذكره ويتضرّع إليه أن تزكو نفسه. وفي إقامة الصلوات الخمس انتهاءٌ عن الفحشاء والمنكر: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ﴾ [العنكبوت: ٤٥]، وفيها طهارةٌ من الآثام (يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا)[20].
- وفي إيتاء الزكاة: تقديمُ أمر الله على حبّ المال، وتطهيرُ النفس من الشحّ والحرص على الدنيا، وفعلُ ما يحبّه الله تعالى من نفع خلقه، وفيها بركة المال ونماؤه: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا﴾ [التوبة:١٠٣].
- والصوم: مفتاحُ تحصيل التقوى، كما قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون﴾ [البقرة:١٨٣].
- والحج: يجمع أنواعًا من العبادات القلبية والبدنية والمالية، وجزاؤه: تزكية المسلم بتطهيره من ذنوبه كلّها، قال حبيب الله ﷺ: (مَن حجَّ هذا البيتَ، فلم يَرفُث، ولم يَفسُق، رَجَعَ كما وَلدتهُ أُمُّه)[21].
- ومن العمل الصالح: التقرّب إلى الله بالنوافل؛ فهي جالبة لمحبّة الله، قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: (وما تَقَرَّبَ إليَّ عبدي بِشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُ عليه، وما يزالُ عَبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنوافلِ حتى أُحِبَّه)[22]، وهي سياج لحفظ الفرائض وتكميلها، وقد «كان صدر الصحابة ومن تبعهم يواظبون على السنن مواظبتهم على الفرائض»[23]، و«الانقطاع عنها عظيمُ الوقعِ عند ذوي الدين»[24]، و«الاستمرار على تركها خذلان»[25] وبالتالي نقصٌ في التزكية.
وعلى من يسعى إلى التزكية بالأعمال الصالحة أن يجتهد على وجه الخصوص في العمل الذي يجد نفسه فيه، فإنّ عبد الله العمري العابد كتب إلى الإمام مالك يحضّه على الانفراد والعمل، فأجابه مالك رحمه الله بقوله: «إنّ الله قسَّم الأعمالَ كما قسَّم الأرزاق، فَرُبَّ رجُلٍ فُتح له في الصلاة، ولم يُفتَح له في الصوم، وآخرُ فُتح له في الصدقةِ، ولم يُفتَح له في الصوم، وآخرُ فُتح له في الجهادِ. فنشرُ العلم من أفضلِ أعمال البِرِّ، وقد رضيتُ بما فُتحَ لي فيه، وأرجو أن يكون كِلانا على خيرٍ وبرّ»[26].
من الأسباب المعينة على إحسان العمل والوصول إلى التزكية: الاجتهاد في العمل الذي يجد المرء نفسه فيه، وأنه قادر من خلاله على نفع نفسه وغيره.
5. التخلّق بالأخلاق الفاضلة والتأدب بالآداب الشرعية، فتزكية النفس من خلال التزام مكارم الأخلاق من أسس رسالة الإسلام، قال النبي ﷺ: (إنَّما بُعثتُ لِأُتمِّمَ صالحَ الأخلاقِ)[27].
ومن إشارات القرآن الكريم إلى أنّ تزكية النفس تحصل بهذا الالتزام قوله تعالى: ﴿فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلاَ تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيم﴾ [النور:٢٨][28].
6. البراءة من الكفر والشرك، فإنّه لا شرّ بعد الكفر والشرك بالله تعالى، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين﴾ [المائدة:٥]، وقال سبحانه: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا﴾ [النساء:٤٨].
قال ابن تيمية رحمه الله في تفسير سورة (الكافرون): «أي أنا بريء من هذا، متنزّه عنه، مزكٍّ لنفسي منه؛ فإنّ الشرك أعظم ما تنجّس به النفس، وأعظمُ تزكيةِ النفسِ وتطهيرها: تزكيتُها منه وتطهيرها منه»[29].
7. اجتناب المعاصي كبيرها وصغيرها، وفي اجتنابها: امتثال لأمر الله وأمر رسوله ﷺ الذي يقول: (مَا نَهيتُكم عنه فاجتَنبوه، وما أمرتُكم به فافعلوا منه ما استطعتم)[30].
وفي اجتناب المعاصي فائدة أخرى، ألا وهي: إفساح المجال للخير لينمو في النفس؛ قال ابن تيمية رحمه الله: «لن ينمو الخير إلا بترك الشرّ، والزرعُ لا يزكو حتى يُزال عنه الدغل، فكذلك النفس والأعمال لا تزكو حتى يُزال عنها ما يناقضها، ولا يكون الرجل متزكّيًا إلّا مَعَ ترك الشَّرّ؛ فَإِنَّهُ يدنس النَّفس ويدسّيها»[31].
وقد بيّن سبحانه وتعالى أنّ اجتناب المعاصي من أهمّ ما يزكّي النفس:
فمن المعاصي التي ربط الله بين اجتنابها وحصول التزكية: إطلاق البصر إلى الحرام والفاحشة، قال سبحانه: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُون﴾ [النور:٣٠].
اجتناب المعاصي يشرع الأبواب للخير لينمو في النفس؛ فتزكو
ومنها: اجتناب الظلم، وبالأخصّ ظلم الضعفاء من النساء والأيتام وغيرهم، قال تعالى: ﴿وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُون﴾ [البقرة:٢٣٢].
ومنها: كفّ اللسان، قال رسول الله ﷺ: (وهل يَكُبُّ الناسَ في النارِ على وجوهِهم -أو على مَنَاخِرِهم- إلا حصائدُ ألسنتهم)[32].
ومن أكثر ما يعين على ترك المعاصي: مراقبة الله تعالى، التي تنشأ من تعظيم الله جل جلاله، قال رسولُ اللَّهِ ﷺ: (ثلاثٌ مَن فَعلهنَّ فَقَدَ طَعِمَ طَعمَ الإيمان: مَن عَبَد الله وحده؛ فإنه لا إله إلا الله، وأعطى زكاةَ مالِه طَيِّبَةً بها نَفسُه… وزكَّى عبدٌ نفسه، فقال رجل: ومَا تَزكيةُ المرءِ نَفسَه يا رسولَ اللهِ؟ قال: يعلمُ أنَّ اللهَ معه حيثُما كانَ)[33].
8. محاسبةُ النفس ولومها، وذلك إنّما يكون بالاعتراف أمام الله بخطئها وتقصيرها وظلمها، والتوبة الصادقة العاجلة، وتكرار التوبة عند كلّ ذنب، والإكثار من الاستغفار والإنابة في كل حين، وقد علّم النبي ﷺ أبا بكر الصديق رضي الله عنه دعاءً يدعو به في صلاته، فقال له: (قُل: اللهمَّ إني ظلمتُ نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفرُ الذنوبَ إلا أنتَ، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني، إنك أنتَ الغفورُ الرحيم)[34].
مِن حِكم الابتلاء: تزكية النفوس وتطهيرها وتمحيصها
قال ابن القيمّ رحمه الله: «زكاةُ النفس وطهارتُها موقوفةٌ على محاسبتها، فلا تزكو ولا تطهُر ولا تصلحُ البتَّةَ إلا بمحاسبتها … فبمحاسبتها يطّلع على عيوبها ونقائصِها ، فيمكنُه السعيُ في إصلاحها»[35].
9. الاجتهاد والحرص والسعي ومجاهدة النفس، قال رسول الله ﷺ: (اِحرِصْ على ما ينفَعُك، واستَعِنْ باللهِ ولا تَعْجَز)[36].
فلا بد لمن أراد تزكية نفسه من بذل الجهد لتحقيقها بفعل أسبابها الممكنة، والاستعانة بمسبِّب الأسباب، وهو اللهُ سبحانه وتعالى، وترك التواني والكسل؛ فإنّهما من علامات الضعف، فإن فاته -رغم حرصه واجتهاده- شيء فلا يكون ذلك سببًا لتقاعسه، بل يسلّم لقدر الله ويجدّد نشاطه وسعيه، قال رسول الله ﷺ: (فإنْ غَلَبكَ أَمرٌ، فَقُل: قَدَّرَ اللهُ وما شاءَ صَنَعَ، وإيَّاك واللَّو، فإنَّ اللَّو تُفتَحُ مِنَ الشّيطان)[37].
10. دعاء الله والتضرّع إليه سبحانه، فإنّ من أعظم أسباب التزكية أن يسأل العبدُ ربّه سبحانه وتعالى ويتضرَّع إليه لينالها، ويصدق في الافتقار إليه وطلب العون منه، كما كان حبيبنا ﷺ يفعل، فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَقُولُ:
(اللَّهمَّ آتِ نَفسي تَقواها، وزكِّها أنتَ خيرُ مَن زَكَّاها، أنتَ وَليُّها ومَولاها)[38].
أ. جهاد بن عبد الوهاب خيتي
المشرف العام على موقع (على بصيرة)، ماجستير في السنة وعلوم الحديث.
[1] مقاييس اللغة، لابن فارس (٣/١٧) بتصرف يسير.
[2] مقاييس اللغة، لابن فارس (٣/١٧-١٨) بتصرّف يسير.
[3] النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير (٢/٣٠٧) .
[4] جامع البيان في تأويل القرآن، للطبري (٢٤/ ٤٤٣).
[5] تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (٨/٤٠٠).
[6] قال سبحانه في صفة يحيى عليه السلام: ﴿وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا﴾ [مريم: ١٣]، وقال في صفة عيسى عليه السلام: ﴿قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاَمًا زَكِيًّا﴾ [مريم: ١٩].
[7] متفق عليه: أخرجه البخاري (٢٩٤١) ومسلم (٧٤-١٧٧٣) .
[8] التحرير والتنوير، لابن عاشور (٢٨/٢٠٩).
[9] جامع البيان في تأويل القرآن، للطبري (١٩/١٣٥).
[10] مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، لابن القيم (٢/٣٠٠).
[11] متفق عليه: أخرجه البخاري (٢٦٦٢) ومسلم (٦٥ -٣٠٠٠).
[12] مجموع الفتاوى، لابن تيمية (٧/٦٥٣).
[13] ينظر: القواعد للمقري (٢/٤٤٣) قاعدة رقم (٢٠١)، و«البحر الرائق شرح كنز الدقائق»، لابن نُجيم (٢/٧٩)، و«ردّ المحتار على الدّر المختار»، لابن عابدين (٢/٥٦).
[14] مجموع الفتاوى، لابن تيمية (٧/٢٩٩).
[15] ينظر: مدارج السالكين، لابن القيم (٣/٤١٧-٤١٨).
[16] المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام، لابن قاسم (١/١٩٥).
[17] مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، للبعلي (٢٦١) بتصرّف يسير.
[18] متفق عليه: أخرجه البخاري (٥٢) ومسلم (١٠٧-١٥٩٩).
[19] أخرجه الترمذي (٢١٤٠) وقال: حديث حسن، وأحمد (١٢١٠٧).
[20] أخرجه مسلم (٢٨٣-٦٦٧).
[21] متفق عليه: أخرجه البخاري (١٨١٩)، ومسلم (١٣٥٠).
[22] أخرجه البخاري (٦٥٠٢).
[23] فتح الباري شرح صحيح البخاري، لابن حجر (٣/٢٦٥).
[24] نهاية المطلب في دراية المذهب، للجويني (ص ١٦٧).
[25] درء تعارض العقل والنقل، لابن تيمية (٨/٦٦).
[26] التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، لابن عبد البر (٧/١٨٥) ، وسير أعلام النبلاء، للذهبي (٨/١١٤).
[27] أخرجه أحمد (٨٩٥٢) ، والبخاري في الأدب المفرد (٢٧٣).
[28] وارتباط الرجوع عند عدم الإذن بالتزكية؛ راجع إلى ما يحمله من معانٍ سامية: كالتواضع، وإعذار الناس، ومراعاة أحوالهم، وصفاء القلب تجاههم. قال قتادة رحمه الله: قال رجل من المهاجرين: لقد طلبت عمري هذه الآية فما أدركتها: أن أستأذن على بعض إخواني فيقول لي ارجع فأرجع وأنا مُغْتَبِط. جامع البيان في تأويل القرآن، للطبري (١٩/١٥٠).
[29] مجموع الفتاوى، لابن تيمية (١٦/٥٦٠).
[30] أخرجه مسلم (١٣٠-١٣٣٧).
[31] الزهد والورع والعبادة، لابن تيمية (٦٢).
[32] أخرجه الترمذي (٢٦١٦) وقال: حسن صحيح، وابن ماجه (٣٩٧٣)، وأحمد (٢٢٠١٦).
[33] أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٧٣٥١)، وفي شعب الإيمان (٣٠٢٦).
[34] متفق عليه: أخرجه البخاري (٦٣٢٦)، ومسلم (٤٨-٢٧٠٥).
[35] مدارج السالكين، لابن القيم (٢/٤٧٧).
[36] أخرجه مسلم (٣٤-٢٦٦٤).
[37] أخرجه ابن ماجه (٤١٦٨)، وأحمد (٨٧٩١) ، وأصله في الصحيح.
[38] أخرجه مسلم (٧٣-٢٧٢٢).