تزكية

صور التفاعل مع القرآن في جلسة التلاوة

صور التفاعل مع القرآن في جلسة التلاوة

القرآن كتاب عظيم أنزله الله ليَسعد به البشر، وتُضاء بنوره قلوبهم، وتسمو بهداياته أرواحهم، من رُزق فهمه وتدبُّره فقد أوتي خيرًا كثيرًا، ولسائل أن يسأل: ما السبيل الأمثل للحصول على هدايات القرآن وكنوزه ودرره؟ وكيف يتفاعل التفاعل المنشود مع هذه المنحة الربانية؟ يقدم المقال إضاءات حول هذه الأسئلة

يقصُر البعض منافع جلسة تلاوة القرآن على قراءة وِرده، فيجعل منها مجرَّد جلسة يعُدُّ فيها الصفحات والسور والأجزاء، ويسابق فيها الزمن وعينه على آخر السورة أو الوِرد، وأقصى همِّه الاستزادة من الأحرف ليكونَ له بكلِّ حرفٍ حسنة، ومع أن الإكثار من التلاوة مقصدٌ شرعيٌّ أصيل لقراءة القرآن، لكنَّ الموفَّق من استزاد؛ فجعل من جلسة تلاوة القرآن محطةً إيمانيةً فريدةً يغذي فيها روحه وعقله وجوارحه، وكلما تقدم به الزمن تمرَّس وتدرَّب على مهاراتٍ وطرائقَ تنمو معه شيئًا فشيئًا حتى ترتقي به، فيكون لجلسة التلاوة طابعها الخاص الذي يُميِّزها عن غيرها، ثم لا يكاد يروي ظمأه إلا ذلك النوع من الجلسات.

لن يكون الحديث في هذه المقالة عن أثر القرآن وثمرة تلاوته، إنما سيتركَّز حول صور التفاعل مع القرآن أثناء جلسة التلاوة أو الاستماع، وتشمل صور التفاعل ثلاثة جوانب رئيسية وهي: القلب والعقل والجوارح، وقد جاء ذكر تلك الجوانب مجتمعة في آية واحدة مبيِّنةً أنَّ حصول الذكرى من القرآن إنما يكون باستحضار القلب وإلقاء السمع وإمعان النظر وإعمال العقل، قال تعالى: ﴿إنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرى لِمَن كانَ لَهُ قَلْبٌ أوْ ألْقى السَّمْعَ وهُوَ شَهِيدٌ﴾ [ق: ٣٧].

قال ابن كثير: «﴿لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ﴾ أَيْ: لُبٌّ يَعِي بِهِ، وقال مُجاهِدٌ: عَقْلٌ ﴿أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾ أَي: استَمَعَ الكَلامَ فَوَعاهُ، وَتَعَقَّلَهُ بِقَلْبِهِ وَتَفَهَّمَهُ بِلُبِّهِ»[1]، وقال ابن القيم: «إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وألقِ سمعك، واحضر حُضور من يخاطبه به من تكلَّم به سبحانه منه إليه، فإنه خطابٌ منه لك على لسان رسوله ﷺ»[2].

الموفَّق من جعل من جلسة تلاوة القرآن محطةً إيمانيةً فريدةً يغذي فيها روحه وعقله وجوارحه، وكلَّما تقدم به الزمن تمرَّس وتدرَّب على مهاراتٍ وطرائقَ تنمو معه شيئًا فشيئًا حتى ترتقي به، فيكون لجلسة التلاوة طابعها الذي يُميِّزها عن غيرها، ثم لا يكاد يروي ظمأه إلا بها

وفيما يأتي مزيدٌ من التناول فيما يتعلق بهذه الأعضاء:

١. القلب:

القلبُ مَلِك الأعضاء وسيدها، وهو جوهر المؤمن؛ فالإيمان ينبع من القلب، وكما أنَّ تدبُّر القرآن يُصلح القلبَ ويُزكِّيه فكذلك لا يَنتفعُ بالقرآن إلا صاحب قلبٍ سليم، وزكاء القلب يُرى أثرُهُ على باقي الأعضاء، وبتحرُّكِ القلب وتفاعُلِهِ تنقدح في العقل أنوار الهدى والمعرفة وتفيض على الجوارح مشاعر اللين والخشوع والسكينة، وبقدر ما يُجاهد تالي القرآن نفسه في قراءة القرآنِ بقلبه لا بلسانه فحسب، يعظُم الأثر في إصلاح قلبه بتخليته من الأمراض والشبهات والشهوات، ثم بتحليته بمعاني الإيمان والحبِّ والتوكُّل والخوف والرجاء وحصول الهداية به؛ فهو ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: ٢].

قال ابن القيم: «القرآن حياةُ القلوب، وشفاءٌ لما في الصدور … فبالجملة لا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبُّر والتفكُّر … وهذا الذي يُورث المحبَّة، والشوقَ، والخوفَ، والرجاءَ، والإنابةَ، والتوكُّلَ، والرضا، والتفويض، والشكر، والصبر، وسائرَ الأحوال التي بها حياةُ القلب وكمالُه، وكذلك يزجرُ عن جميع الصفات والأفعال المذمومة التي بها فساد القلب وهلاكه، فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبُّر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها»[3].

وللقرآن مع القلب شأنٌ خاصٌّ حكاه القرآن جليًّا في عدّة مواطن يحسُن بتالي القرآن تمثُّلها أثناء تلاوته، وبها يَستدِلُّ المرءُ على حُسن انتفاعه بكتاب الله منها:

  • اللينُ لسماع كتاب الله، قال تعالى: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾ [الزمر: ٢٣].
  • سببٌ لزيادة إيمانه، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [الأنفال: ٢].
  • حصول الطمأنينة؛ فقلب المؤمن هو قلب مطمئن بذكر الله، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: ٢٨]، والطُّمأنينة اعتدالٌ وسكون، فطُمأنينة الأعضاء معروفة، وطمأنينة القلب هي أن يسكُن ويستأنس بتوحيد الله.
  • الخشوع لذكر الله؛ بأن يلين ويخضع ويذل وينقاد لأمر الله، قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾ [الحديد: ١٦]، يقول مصطفى صادق الرافعي في ظلال هذه الآية: «هذه الكلمة حثٌّ وإطماعٌ وجدالٌ وحُجّة، والآية تُصرِّح أنَّ خشوع القلب الذي تلك صفتُه هو كمالٌ للإيمان، وأنَّ وقت هذا الخشوع هو كمال العُمر، وكيف يعرفُ المؤمن أنه سيأني له أن يعيش ساعةً أو ما دونها؟! … ومتى خشع القلب لله وللحقّ عظُمت فيه الصغائر من قوة إحساسه بها، فيراها كبيرةً وإن عمي الناس عنها، ويراها وهي بعيدةٌ منه بمثل عين العقاب: يكون في لوح الجو ولا يغيب عن عينه ما في الثرى»[4].
  • الوجل عند تلاوته؛ قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ [الأنفال: ٢]، والوَجَلُ: استشعار الخوف، وذلك الوجل هو صفة المخْبِتين أصحابِ القلوب السليمة، قال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (٣٤) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ [الحج: ٣٤-٣٥]، وإخبات القلوب: يكون «بالانقياد والخشية للقرآن على التخصيص، وللرب على التعميم»[5].
  • تحقُّق التقوى بتلاوته، قال تعالى: ﴿هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: ١٣٨]، وقال: ﴿وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [الحاقة: ٤٨]، والتقوى كنزٌ عزيزٌ مَن ظفرَ به فقد وجد خيرًا عميمًا، ورزقًا كريمًا، وغُنمًا جسيمًا، ومُلكًا عظيمًا، وعليه مدار القَبول، وبه وصّى سبحانه الأولين والآخرين.

القلب الطاهر لا يشبع من القرآن ولا يتغذَّى إلا بحقائقه، ولا يتداوى إلا بأدويته لكمال حياته ونوره وتخلُّصه من الأدران والخبائث، بخلاف القلب الذي لم يُطهِّره الله تعالى فإنَّه يتغذَّى من الأغذية التي تناسبه؛ كالبدن العليل المريض، لا تُلائمه الأغذية التي تُلائم الصحيح

وعلى النقيض من ذلك فإنَّ ترك انتفاع القلب بالقرآن علامة فتنة الله للمرء وعدم إرادة التطهير له، يقول ابن القيم عند قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ [المائدة: ٤١]: «فهؤلاء وإخوانهم من الذين لم يُرِد الله أن يطهِّر قلوبهم، فإنَّها لو طَهُرت لما أعرضت عن الحق وتعوَّضت بالباطل عن كلام الله تعالى ورسوله ﷺ، كما أنَّ المنحرفين من أهل الإرادة لمّا لم تطهُر قلوبهم تعوَّضوا بالسماع الشيطاني عن السماع القرآني الإيماني، قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: «لو طهرت قلوبنا لما شَبِعتْ من كلام الله»[6] فالقلب الطاهر لكمال حياته ونوره وتخلُّصه من الأدران والخبائث لا يشبع من القرآن ولا يتغذَّى إلا بحقائقه، ولا يتداوى إلا بأدويته، بخلاف القلب الذي لم يُطهِّره الله تعالى فإنَّه يتغذَّى من الأغذية التي تناسبه … كالبدن العليل المريض، لا تُلائمه الأغذية التي تلائم الصحيح.

ثم إنَّ موت القلب وقسوته محلُّ ذمٍّ ووعيد من الله تعالى، وعلامة فسوق وضلالٍ مبين، قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ [الحديد: ١٦]، وقال سبحانه متوعدًا أصحاب القلوب القاسية من ذكر الله: ﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [الزمر: ٢٢].

وما صرف القلب عن تدبُّر القرآن والعيش معه إلا بما كسب الإنسان من معصيةٍ أو كبيرةٍ أو زيغٍ أو كفر، قال تعالى: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [المطففين: ١٤]، وقال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾ [فصلت: ٤٤]، وقال سبحانه: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ﴾ [آل عمران: ٧].

كما أنَّ من أعظم أسباب صرف القلب عن تدبُّر القرآن والإعراض عنه وعدم العمل بما فيه اللهو، وهو كل ما يشغل الإنسان عما يعنيه ويُهمه، وهو سهوٌ وإعراضٌ وتشاغلٌ وذهولٌ وغفلةٌ عن الحق، وقد جاء اللهو مقترنًا بالقلب في الاستعمال القرآني في قوله تعالى: ﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ (٢) لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ﴾ [الأنبياء: ٢-٣].

٢. الجسد:

للجسد نصيبُه الخاص به من كتاب الله كما أنَّ للقلب والعقل حظَّه منه، فتفاعل الجسد مع التلاوة يزيد القلب والعقل إشراقًا وزكاءً، كما أن تأثر القلب ينعكس على الجسد في صور مختلفة حكاها القرآن نذكر منها ما يلي:

أ. العين:

فمن صور تفاعلها البكاء من خشية الله تعالى، فقد حكى القرآن حال أهل العلم عندما يُتلى عليهم كتاب الله أنّهم: ﴿وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾ [الإسراء: ١٠٩]، وجاء في صفة أهل الإيمان من النصارى: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾ [المائدة: ٨٣]، وقرأ عمر بن الخطاب سورة مريم فسجد عند قوله: ﴿إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾ [مريم: ٥٨] وقال: «هذا السجود، فأين البكيّ؟» يريد: فأين البكاء[7].

ومن صور التفاعل المختصّة بالعين النظر للسماء أو الأرض أو الشجر أو الإبل أو البحر أو الكعبة والحرم عند ذكر شيء منها أثناء التلاوة في غير الصلاة، وذلك بالقدر الذي يزيد القارئ تدبُّرًا وتصوُّرًا لما يتلوه وبما لا يشغل عن التلاوة، وذلك استجابة لقوله سبحانه: ﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ﴾ [الطارق: ٥]، وقوله: ﴿أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (١٧) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (١٨) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (١٩) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾ [الغاشية: ١٧-٢٠]، وقد ورد عن السلف فعل شيءٍ من ذلك دون مبالغة، من ذلك ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «بِتُّ عند خالتي مَيْمُونَةَ، فَتَحَدَّثَ رسول الله ﷺ مع أهلِهِ ساعةً ثُمَّ رَقَدَ، فلمّا كان ثُلُثُ الليلِ الآخِرُ قَعَدَ فنظرَ إلى السماءِ، فقال: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: ١٩٠].

التمرُّسُ على قواعد الترتيل مما يُعين على التدبُّر ويزيد التلاوة جلالاً وجمالاً، كما أنَّ التغنّي بالقرآن وتزيين الصوت به والقراءة بالحدر أو الترتيل تفاعلاً مع الآيات والمعاني! أو التأنّي والترسُّل أثناء القراءة وترديد الآية..كلُّه مما يزيد القارئ تفاعلاً أثناء جلسة التلاوة

ب. اللسان:

تصفُ حفصة أم المؤمنين قراءة رسول الله ﷺ فتقول: «… وَكانَ يَقْرَأُ بالسُّورَةِ فيُرَتِّلُها حتّى تَكُونَ أَطوَلَ مِن أَطوَلَ منها»[8]، وقال ابن القيم: «وهذه كانت عادة السلف يردد أحدهم الآية إلى الصباح»[9]، ولا شكَّ أن تمرُّسَ القارئ على قواعد الترتيل مما يُعين على التدبُّر ويزيد التلاوة جلالاً وجمالاً، كما أنَّ التغنّي بالقرآن وتزيين الصوت به والقراءة بالحدر أو الترتيل تفاعلاً مع الآيات والمعاني! أو التأنّي والترسل أثناء القراءة وترديد الآية …كلُّه مما يزيد القارئ تفاعلاً أثناء جلسة التلاوة.

ومن صور تفاعل اللسان رفعُ الصوت وخفضُه وتغيير القارئ نبرته بحسب المعنى، فقد استحبَّ بعض العلماء خفض الصوت عند مثل قوله تعالى: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ﴾ [المائدة: ٦٤] ونحوها من مقالات الكفار كادّعاء الولد، وأن الله ثالث ثلاثة، يروى هذا عن النخعي وغيره، وهذا من كمال التأدب مع الله، لشناعة مثل هذه المقولات.

ومن صور تفاعل اللسان: التأمين عند آيات الدعاء سواء في الفاتحة أو غيرها، واستحضار القلب باستخدام اللفظ القرآني الوارد على لسان الأنبياء والصالحين من أدعيتهم، فذلك أرجى للقبول، كدعاء إبراهيم في سورة إبراهيم وغيرها، ومناجاة الراسخين في العلم في فاتحة آل عمران، وابتهالات أولي الألباب في أواخر آل عمران وهو كثير في كتاب الله.

ومِن تفاعل اللسان الاستجابة للمعنى القرآني بما يناسبه؛ وذلك بذكر الله عند قوله تعالى: ﴿اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: ٤١]، وبالتسبيح عند قوله: ﴿وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً﴾ [الأحزاب: ٤٢]، وبالاستغفار عند قوله: ﴿فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ﴾ [فصلت: ٦]، وبالتسبيح عند قوله: ﴿وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا﴾ [الإسراء: ١٠٨]، وبالحمد عند قوله: ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [النحل: ١٨]، وسؤال الله الجنة والاستعاذة به من النار عند ذكرهما، فهذا من التفاعل المحمود مع القرآن الكريم، بل قد عاتب النبي ﷺ الصحابة على سكوتهم حينما سمعوا سورة الرحمن، فقال لهم: (لقد قرأتُها على الجِنِّ ليلةَ الجِنِّ فكانُوا أَحسنَ مَرْدُودًا منكم؛ كنت كلّما أَتَيتُ على قولِهِ: ﴿فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾ قالوا: لا بِشَيءٍ مِن نِعَمِكَ رَبَّنا نُكَذِّبُ، فلكَ الحَمدُ)[10].

أخرج مسلم عن حذيفة رضي الله عنه قال: «صليت مع النبي ﷺ ذات ليلة فافتتح البقرة. فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة! فمضى، فقلت: يركع بها! ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها. يقرأ مترسلاً، إذا مر بآية فيها تسبيحٌ سَبّحَ، وإذا مر بسؤالٍ سألَ، وإذا مر بتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ»[11].

ومن صور تفاعل اللسان مخاطبة النفس ومحاسبتها وتأنيبها ولومها ووعدها بالخير وأخذ العهود عليها عند تلاوة ما يناسب ذلك من ذكر أوصاف أصحاب اليمين أو النفس اللوامة أو أحوال النفوس وغيرها، من ذلك عتاب عمر بن الخطاب نفسه حين قرأ آية السجدة في سورة مريم وقال: هذا السجود، فأين البكيّ؟

ج. السجود:

من التفاعل مع آيات القرآن سجود التلاوة؛ وقد جاءت السنة المتواترة فيه وفعله السلف في مواضع مخصوصة ذكرها الفقهاء والقراء، ويُستحب داخل الصلاة وخارجها، كالسجود عند قوله تعالى: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا واسْجُدُوا واعْبُدُوا رَبَّكُمْ وافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الحج: ٧٧]، وقوله: ﴿إذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وبُكِيًّا﴾ [مريم: ٥٨].

والسجود عند سماع القرآن عمومًا هو صفة أهل العلم والإيمان قال تعالى: ﴿قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا﴾ [الإسراء: ١٠٧]، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «قرأ رسول الله ﷺ وهو على المنبر (ص)، فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه، فلما كان يوم آخر قرأها، فلما بلغ السجدة تشزَّنَ الناسُ للسجود، فقال رسول الله ﷺ: (إنما هي توبة نبي، ولكني رأيتكم تشزَّنتم للسجود) فنزل فسجد وسجدوا»[12].

«تأثُّر العبد بالتلاوة أن يصير بصفة الآية المتلوَّة: فعند الوعيد وتقييد المغفرة بالشروط يتضاءَل من خيفته كأنَّه يكاد يموت، وعند التوسُّع ووعد المغفرة يستبشر كأنَّه يطير من الفرح، وعند ذكر الله وصفاته وأسمائه يتطأطأ خضوعًا لجلاله واستشعارًا لعظمته»

الإمام الغزالي رحمه الله

د. الوجه والجلد:

من صُور التفاعل التي تحصُلُ بقدر تدبُّر القارئ وتفاعل عقله وقلبه مع ما يقرأ.. ما يحصلُ في الوجه من الاستبشار بالقرآن ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ﴾ [التوبة: ١٢٤] والفرح بكتاب الله وعند ذكر النعيم ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ [يونس: ٥٨]، والحزن والتمعّر عند الحديث عن النار ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ﴾ [المؤمنون: ٥٧]، والخوف عند ذكر أهوال القيامة ونحوها، كما أنَّ للجلد نصيبه من التفاعل مع كتاب الله، قال تعالى: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ [الزمر: ٢٣].

ومن بديع ما يُنقل في هذا وغيره، ما ذكره الغزالي وهو يُصوِّر بعض ما ينبغي أن يكون عليه القارئ من تفاعلٍ مع الآيات قلبًا وقالبًا قوله رحمه الله: «تأثُّر العبد بالتلاوة أن يصير بصفة الآية المتلوة: فعند الوعيد وتقييد المغفرة بالشروط يتضاءَل من خيفته كأنَّه يكاد يموت، وعند التوسُّع ووعد المغفرة يستبشر كأنه يطير من الفرح، وعند ذكر الله وصفاته وأسمائه يتطأطأ خضوعًا لجلاله واستشعارًا لعظمته، وعند ذكر الكفار ما يستحيل على الله عز وجل كذكرهم لله ولدًا وصاحبة يغضُّ صوته ويكسر في باطنه حياء قبح مقالتهم، وعند وصف الجنة ينبعث بباطنه شوقًا إليها، وعند وصف النار ترتعد فرائصه خوفًا منها،… فمثل هذه الأحوال يخرجه عن أن يكون حاكيًا في كلامه: فإذا قال: ﴿إنِّي أخافُ إنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ [يونس: ١٥] ولم يكن خائفًا كان حاكيًا، وإذا قال: ﴿رَبَّنا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنا وإلَيْكَ أنَبْنا وإلَيْكَ المَصِيرُ﴾ [الممتحنة: ٤] ولم يكن حاله التوكل والإنابة كان حاكيًا، وإذا قال: ﴿ولَنَصْبِرَنَّ عَلى ما آَذَيْتُمُونا﴾ [إبراهيم:١٢] فليكن حاله الصبر أو العزيمة عليه حتى يجد حلاوة التلاوة، فإن لم يكن بهذه الصفات ولم يتردد قلبه بين هذه الحالات كان حظه من التلاوة حركة اللسان»[13].

٣. العقل:

للعقل حظُّه الأوفر من التفاعل مع كتاب الله، فقد توجَّه الخطاب بالأمر بالتفكر والتعقل في كتاب الله مرارًا، قال تعالى: ﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: ٢٤٢]، وقال: ﴿كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ﴾ [البقرة: ٢٦٦]، والعقل هو مفتاحٌ لتفاعل القلب والجسد، وكلما ازداد التالي لكتاب الله علمًا واطلاعًا على كتب التفسير وغيرها كان حظُّ عقله أوفرَ وأكثرَ من كتاب الله، وليس المقام هنا مقام تفريق بين التفسير والتدبُّر والاستنباط، أو بيان ضوابطها ومنهجها الصحيح، إنما سنُلمِّح إلى بعض صور تفاعل العقل مع كتاب الله فيما يتَّضح ويصحُّ معناه وُفق فهم سلف الأمة لكتاب الله.

أ. المعايشة القرآنية:

من صور تفاعل العقل مع كتاب الله المعايشة العميقة للقصة أو المشهد أو المثل القرآني ونحوها، وذلك في المواطن التي تُرك فيها للعقل أن يسرح بخياله من غير جنوحٍ أو تكلُّف؛ كتصوُّر مشاهد القيامة وكأنها رأي عين، فلذلك أعظم الأثر في طبع تلك المشاهد في النفس وأبلغ في الموعظة، وكتصوُّر بعض القصص القرآني كقصة زكريا عليه السلام وهو قائمٌ يصلِّي في المحراب وقد وهن عظمه واشتعل رأسه شيبًا فلذلك أثره العميق في تطبيع النفس على المجاهدة في العبادة، أو كتصوُّر قصة قوم موسى وقد أمرهم أن يذبحوا بقرة وهم يتردَّدون مرارًا يجادلون نبيَّهم بالباطل مستقبحًا تلك الصفة في نفسه، أو تصور صفة المشرك وهو يخرُّ من السماء فتخطَفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق، أو كتصوُّر الأمثال القرآنية من الأمثال المائية أو النورانية وغيرها من الصور والمشاهد والأمثال، فللمعايشة العميقة أثر ونفع أبلغ، وذلك يحصل بالترتيل والترديد للآية أو المقطع أو السورة.

مفتاح تفاعل العقل مع القرآن وتأثُّر القلب به وما يتبعه من تفاعل الجسد يكمن في تفريغ القلب من كل شاغلٍ ومتعلَق إلا الله، وتطهيرُه من كل مرادٍ سِواه، والإقبالُ على القرآن طلبًا للهداية منه، واستفراغ الوسع في ذلك، حتى يتهيأ للتزكية والتحلية والترقّي في مدارج السالكين

ب. الهدايات الكلية والجزئية:

تختلف الهدايات القرآنية المستوحاة من كتاب الله تعالى كثيرًا باختلاف مقدار تفكر العقل فيه، وهو بابٌ عظيم لمن تأمّله وتدبره وتمرَّس فيه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، عن أبي جُحيفة رضي الله عنه قال: قلت لعلي رضي الله عنه: هل عندكم شيءٌ من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال: «والذي فَلَقَ الحَبّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ، ما أعلمه إلا فهمًا يعطيه الله رجلاً في القرآن»[14]، ومما يمكن ذكره على سبيل التمثيل بعضُ تلك الجوانب التي يمكن إعمال العقل فيها مع أهمية التأكيد على سلوك المنهجية الصحيحة في التدبر واستنباط الهدايات، من تلك الجوانب:

  • تتبُّع مقاصد القرآن الكبرى وكلياته فـ ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ﴾ [الزمر: ٢٣].
  • تتبع موضوعات القرآن وقصصه المتكررة في أكثر من سورة وربطها مع بعضها البعض.
  • تأمُّل سِمات السور المكية والمدنية، وتأمل المقصد والمحور الرئيسي لكل سورة مفردة.
  • تتبع الأسماء الثابتة للسورة وربطها بمقصد السورة أو موضوعها.
  • تقسيم السورة إلى وِحداتٍ موضوعية ومحاولة الربط بينها.
  • التأمُّل في الهدايات والمقاصد الكلية للمقطع أو القصة قبل الدخول في هداياتها التفصيلية.
  • النظر في خواتيم الآيات وعلاقتها بالآية، ويخص منها ورود أسماء الله الحسنى وعلاقتها بالمقطع.
  • استنباط الهدايات من الآيات والجمل والكلمات القرآنية وغيرها.

خاتمة:

كلمة السرِّ ليتحقق لقارئ القرآن تفاعل العقل وتأثُّر القلب وما يتبعه من تفاعل الجسد تكمن في تفريغ القلب من كل شاغلٍ ومتعلَق إلا الله، وتطهيرُه من كل مرادٍ سواه، والإقبالُ على القرآن طلبًا للهداية منه، واستفراغ الوسع في ذلك، حتى يتهيأ للتزكية والتحلية والترقي في مدارج السالكين، ثم بترديد الآية وإعادتها مرة ومرات وكأن التالي يتذوق ما يقرأ وينحت الآية نحتًا حتى تترك أثرًا في نفسه وروحه ووجدانه، إلى أن تكون تلك عادته في تلاوته، ولا شك أنَّ تنمية العادات الحسنة وإلزام الإنسان نفسَه بنمطٍ وطابعٍ محدَّدٍ في جوانب الخير عمومًا والتعبُّد خصوصًا ثم الترقّي بها وتثبيتها هو من أَولى ما ينبغي أن يسعى إليه الموفَّق والمسابِق للدرجات العالية، فالسبق بإحسان العمل لا بكثرته، والرفعة إنما تُنال بالثبات على الأمر والمداومة عليه مع الإحسان فيه، وذلك يكون بخلق العادات وتثبيتها والثبات عليها والترقي فيها.


[1] تفسير ابن كثير (٧/٤٠٩).

[2] الفوائد، لابن القيم، ص (٣).

[3] مفتاح دار السعادة، لابن القيم (١/١٨٧) بتصرف.

[4] وحي القلم (١/١٩٦-١٩٧).

[5] روح المعاني، للألوسي (١٧/١٧).

[6] إغاثة اللهفان، ص (٦٣-٦٤).

[7] تفسير الطبري (١٥/٥٦٦).

[8] أخرجه مسلم (٧٣٣).

[9] مفتاح دار السعادة، لابن القيم (١/١٨٧).

[10] أخرجه الترمذي (٣٢٩١).

[11] أخرجه مسلم (٧٧٢).

[12] أخرجه أبو داود (١٤١٠)، ومعنى تشَزَّنوا للسجود: تهيؤوا له.

[13] إحياء علوم الدين، للغزالي (١/٢٨٥-٢٨٦).

[14] أخرجه البخاري (٣٠٤٧).


د. عمر النشيواتي

طبيب، وكاتب مهتم بالقرآن وعلومه.

X