حضارة وفكر

التقدُّم الحضاري وتراجعه في ضوء القرآن الكريم

التقدُّم الحضاري وتراجعه في ضوء القرآن الكريم

ترتكز الحضارات في نهوضها أو تأخرها على أسباب تأخذ بها نحو البناء أو الهدم؛ لذلك وجهنا تعالى في كتابه الكريم لمراعاة تلك الأسباب والأخذ بها؛ لما لها من تأثير على البناء الحضاري في جميع الأزمان والعصور التي مرت على البشرية. وفي هذا المقال إلقاء للضوء على أهم تلك الأسباب.

المقصود بالحضارة:

الحضارة في اللغة تقترن بالحضر والعمران، ومن أوائل من استخدم مصطلح الحضارة بمفهومه القريب من معناه الحديث: ابن خلدون، فقد عرفها بقوله: «هي التّفنّن في التّرف واستجادة أحواله والكلف بالصّنائع التي تؤنّق من أصنافه وسائر فنونه»[1] ويرى أن التطور العمراني من المظاهر الملازمة لأي حضارة[2].

My Tutor Source يكتب عن الفصول في أبو ظبي.

لكن المصطلح تطور، وصار يُقصد به: كل إنتاج روحي ومادي، وما يتصل بالتقدم والرقي الإنساني في مختلف ميادين الحياة وتشعباتها ومظاهرها، ويُيسر السبيل إلى حياة إنسانية كريمة تراعي الروح والبدن[3].

المحور الأول: التقدُّم الحضاري في القرآن الكريم:

كرَّم الله تعالى الإنسان على غيره من المخلوقات واستخلفه في الأرض ليعمُرها وُفق مراد الله، وشرَّفه بالعقل ليستصلح شُؤونه ويدفع عن نفسه الأضرار، ويصل إلى العلوم والمعارف، فيتطوَّر ويتقدَّم في أساليب حياته وحضارته[4]، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِىٓ ءَادَمَ وَحَمَلْنَٰهُمْ فِى ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ وَرَزَقْنَٰهُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَفَضَّلْنَٰهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍۢ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾ [الإسراء: ٧٠]. قال ابن عاشور: «وقد جمعت الآية خمسَ مِنَنٍ: التكريم، وتسخير البر، وتسخير البحر، والرزق، والتفضيل بالعقل»[5].

والنهوض الحضاري المنشود في ضوء القرآن الكريم له أسباب واضحة تتعلَّقُ بالروح والجسد، والفرد والمجتمع، والحكم والقيم والاقتصاد والجغرافيا.

لا بدَّ للنهضة الحضارية من قوّةٍ دافعةٍ تحرِّك الإنسان نحو هدفه في البناء. والإيمانُ بالله يولِّد هذه القوة، فيَعرف الإنسان سببَ وُجوده في الحياة، وما وُكل إليه من مسؤوليات، فينصلح قلبه وينعكس ذلك على تصرفاته وسلوكه في العمارة وتشييد الحضارة

وفيما يلي أهمُّ تلك الأسباب:

أولاً – الإيمان بالله:

النهضة الحضارية لا بدَّ لها من قوّةٍ دافعةٍ تحرِّك الإنسان نحو هدفه في البناء. والإيمانُ بالله يولِّد هذه القوة، فيَعرف الإنسان سببَ وُجوده في الحياة، وما وُكل إليه في هذا الكون من مسؤوليات، فينصلح قلبه وينعكس ذلك على تصرفاته وسلوكه في العمارة وتشييد الحضارة. والخطاب بلفظ الإيمان في كتاب الله تشريفٌ وتكليف؛ تشريفٌ بأنَّ هذه النعمة العظيمة من الله، وتكليفٌ بالمترتِّب عليها، لذلك فإنَّ التكاليف تأتي مباشرةً بعد الخطاب بالإيمان، قال تعالى: ﴿وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ [آل عمران: ٥٧]، فالإيمان لا ينفصل عن العمل الذي لا تُتصوَّر حضارةٌ بدونه.

وتتجلّى أهمية الإيمان بالله في النهوض الحضاري فيما يأتي:

  1. الإيمان يجعل الإنسان يبذل الجهود مدفوعًا بالتصور لحقيقة الوجود والغاية من الحياة[6]، وأنه مُستخلَف في الأرض لعمارتها، قال تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ [يونس: ١٤].
  2. الإيمان يُعطي لأي حضارة طابعها المبني على التصورات العقدية التي تصبغ الحضارة بالهوية الخاصة بها في شتى المجالات العمرانية، والعلمية، ونحوها.
  3. تحافظ الحضارة على وجودها وتستمرُّ طالما حافظت على عقيدتها.
  4. الإيمان بالله يوجِد الإنسان الصالح الذي يأخذ على عاتقه عمارة الكون بما فيه صلاح له في الحال وفلاح له في المآل.
  5. الإيمان ما وقر في القلب من محبة الله ورسوله وصدقه العمل، فيتكامل الاعتقاد مع العمل، فيصبح الإيمان هو المحرِّك الرئيس للفرد والمجتمع في السير نحو التحضُّر في جميع مجالات الحياة الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ثانيًا – العلم:

غَرَس القرآن الكريم في قلوب المسلمين حُبَّ العلم النافع سواءً كان علومًا كونية أو شرعية منذ بداية نزوله، فأوَّل آية أُنزلت على الرّسول ﷺ كانت تختصُّ بالعلم، وتأمر به وتحضُّ عليه، قال تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: ١].

ودعت الكثير من الآيات إلى الاهتمام بالعلم، ورفعت مكانة أهله في الدنيا، قال تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ [المجادلة: ١١]. كما أمرت بالاستزادة منه، قال تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: ١١٤].

ولم يكتف القرآن الكريم بالحثِّ على العلم بل أمر باستخدام الأدوات التي تُوصل إليه؛ ليُعيد ترتيب وتنظيم عقل الإنسان، فحثَّ على التّفكير والبحث في مختلف الآيات الكونيّة والسّمعيّة، قال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ﴾ [السجدة: ٢٧].

لقد كانت العلوم الكونية حاضرة في أكثر من ألف آية تتحدث عن أوصاف علمية دقيقة لظواهر الكون، وعلم النبات، وعلم الأرض (الجيولوجيا)، وعلم الأجناس، وعلم الحيوان، وعلم اللغات.

تأمَّل في قوله تعالى: ﴿وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (٢٠) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ [الذاريات: ٢٠-٢١]. قال ابن كثير: «أي فيها من الآيات الدالَّة على عظمة خالقها وقدرته الباهرة، مما قد ذرأ فيها من صنوف النبات والحيوانات، والمهاد والجبال، والقفار والأنهار والبحار، واختلاف ألسنةِ الناس وألوانهم، وما جُبلوا عليه من الإرادات والقوى، وما بينهم من التفاوت في العقول والفُهوم والحركات، والسعادة والشقاوة، وما في تركيبهم من الحكم في وضع كل عضو من أعضائهم في المحل الذي هو محتاج إليه فيه؛ ولهذا قال: ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ[7].

تاريخ الحضارات يدلُّ على أنه كلما اهتمَّت أمة بالعلم ازدادت تقدُّمًا، وهكذا كان حال المسلمين الذين شيدوا أعظم حضارة عرفتها البشرية عندما كان الغرب والشرق يئن تحت نير الجهل والفوضى

وتبرز أهمية العلم في النهوض الحضاري بما يأتي:

  1. كلّما زاد علم الإنسان ومعرفته يستطيع أن يستثمر ما سخر له في هذا الكون، فيزدهر البناء الحضاري في المجتمع الذي يعيش فيه، وبقدر الزيادة في العلم يكون الإسهام في نفع الإنسانية، والتقدم في جميع المجالات الحياتية[8].
  2. عماد الحضارات العلم النافع ولا تبنى إلا به، ولا تصل أي حضارة إلى التفوق والإبداع والمجد والصدارة إلا بالعلم؛ فكلما زادت العلوم الكونية تأثرت الحضارة وارتقت فالقوة مرتبطة بالعلوم؛ لذلك أتى الأمر الإلهي: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾ [الأنفال: ٦٠].
  3. العلم يخفف المشكلات التي تواجه تقدم أي حضارة ويذلل العقبات.
  4. تاريخ الحضارات يدل دلالة قاطعة على أنه كلما اهتمَّت أمة بالعلم ازدادت تقدُّمًا، وهكذا كان حال المسلمين الذين شيدوا أعظم حضارة عرفتها البشرية عندما أقاموا المدارس العلمية والصناعات والمستشفيات، وابتكروا المناهج العلمية عندما كان الغرب والشرق يئن تحت نير الجهل والفوضى.

ثالثًا: العدل:

العدل هو الميزان الضامن لاستمرار الحضارة، وضرورة من ضروراتها، قال تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾ [الحديد: ٢٥].

والقسط: العدل، وهو قوام الدنيا، فالحضارة التي لا تبنى على العدل مصيرها الزوال، والأحداث على مر التاريخ تدل بوضوح على أن هلاك المجتمعات، وتدمير الحضارات إنما يكون بسبب الظلم والبغي، قال تعالى: ﴿هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ﴾ [الأنعام: ٤٧].

والعدل الذي أمر به القرآن الكريم عدل مطلق شامل للفعل والقول وللصديق والعدو وللقريب والبعيد، فهو تطبيق عملي يظهر في واقع الإنسان يعم جميع مناحي الحياة، قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ [المائدة: ٨].

قال ابن كثير: «يأمر تعالى عباده المؤمنين أن يكونوا قوامين بالقسط، أي بالعدل، فلا يعدلوا عنه يمينًا ولا شمالاً ولا تأخذهم في الله لومة لائم، ولا يصرفهم عنه صارف، وأن يكونوا متعاونين متساعدين متعاضدين متناصرين فيه»[9].

ولقد أرست الآيات الكريمة العدل قيمة مجتمعية تفجر طاقات الإنسان الإبداعية لتشيد الحضارة، ويحرك عجلة الحياة، ويعزز الانتماء للمجتمع والأمة، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل: ٩٠].

وكان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول: «ما في القرآن آيةٌ أجمعُ للخير والشر من هذه الآية»[10]، وهذا فهمٌ صائب؛ لأن كل خير يندرج تحت العدل والإحسان، وكل شر يشمله قوله سبحانه: ﴿وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ﴾ [النحل: ٩٠].

المسلمون اليوم عندهم من الإخلاص والإيمان والغيرة على تمكين دين الله الكثير، وما يحتاجون إليه هو التصور الصحيح للسنن الكونية؛ كي يرتقوا في سلم الحضارة، ويعودوا إلى سالف عهدهم فتنتفع بهم البشرية جمعاء

رابعًا: مراعاة السنن الكونية:

جعل الله لهذا الكون سننًا تجري على كل شيء فيه، وجعل له قوانين متقنة منضبطة لا خلل فيها، قال تعالى: ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ﴾ [النمل: ٨٨].

وميَّز السنن الكونية بأنها ثابتةٌ لا تبديل لها، ولا تحابي أحدًا، قال تعالى: ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً﴾ [الأحزاب: ٦٢].

فلا يَقدرُ أحدٌ أن يبدِّل سنة الله التي سنَّها بالأمم، ولن تجد لسنة الله تحويلاً بأن يحوِّل ما جرت به سنة الله في هذه الحياة الدنيا؛ لهذا أمر القرآن الكريم بفهم السنن الكونية؛ لأهميَّتها في معرفة الدين والاستفادة مما في هذا الكون لتطوير مناحي الحياة.

والسنن الكونية لا تحابي ولا تفرِّق في الحياة الدنيا بين مؤمن وكافر فمن يعمل سيحقق الظفر والنجاح والفلاح، وعمارة الأرض، قال تعالى: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ﴾ [هود: ١٥].

والمسلمون اليوم عندهم من الإخلاص والإيمان والغيرة على تمكين دين الله الكثير، وما يحتاجون إليه هو التصور الصحيح للسنن الكونية؛ كي يرتقوا في سلم الحضارة، ويعودوا إلى سالف عهدهم فتنتفع بهم البشرية جمعاء.

والسنن التي يجب مراعاتها كثيرة منها:

  1. سنة التغيير التي تبدأ بالنفس نحو الارتقاء، وهذا التغيير نابع من الذات وهو اللبنة الأساسية في بناء الحضارة، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد: ١١].

    قال السعدي: «﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ﴾ من النعمة والإحسان ورغد العيش، ﴿حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر ومن الطاعة إلى المعصية، أو من شكر نعم الله إلى البَطَر بها فيسلُبهم الله عند ذلك إياها. وكذلك إذا غير العباد ما بأنفسهم من المعصية، فانتقلوا إلى طاعة الله، غير الله عليهم ما كانوا فيه من الشقاء إلى الخير والسرور والغبطة والرحمة»[11].

  2. سنّة التدافع، لأنَّ الصراع بين الحق والباطل قائمٌ مستمرٌّ إلى قيام الساعة، والغالب فيه من يأخذ بالأسباب التي يحصن فيها أمته. وهذه الأسباب توصل إلى الحضارة أو تحافظ عليها، قال تعالى: ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ﴾ [البقرة: ٢٥١].

خامسًا – التعاون والتآلف المجتمعي:

عده القرآن من الضروريات فالحضارة لا تنهض إلا بهذا الأصل، فعند وجود التعاون والتآلف في أي أمة سينتج استقرار وتطور ينهض بالأمة، ويُوصِلها مع العوامل السابقة إلى الرقي الحضاري.

قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة: ٢].

والتعاون له منزلةٌ مرموقة في أيِّ حضارة؛ لأن الناس يحتاج بعضهم لبعض ويكمل بعضهم بعضًا، والجماعة تسدُّ النقص الموجود في الأفراد فيوفرون الأوقات، ويكون العمل متقنًا، وقد بيّن ابن خلدون أن العمران لا يقوم إلا على التعاون؛ حيث إنّ أعمال أهل المصر يستدعي بعضها بعضًا لما في طبيعة العمران من التّعاون، وما يستدعي من الأعمال يختصّ ببعض أهل المصر فيقومون عليه، ويستبصرون في صناعته ويختصّون بوظيفته[12].

وللتعاون فوائد جليلة منها: تيسير العمل، وتوفير المصالح، وإظهار الاتحاد والتناصر، حتى يصبح ذلك خُلُقًا للأمة.

عدَّ القرآن التعاون والتآلف من الضروريات، فالحضارة لا تنهض إلا بهذا الأصل، فعند وجود التعاون والتآلف في أي أمة سينتج استقرار وتطور ينهض بالأمة، ويُوصِلها مع العوامل السابقة إلى الرقي الحضاري

سادسًا – القيم الحضارية:

تنشأ وتزدهر الحضارة على أساس القيم والمبادئ الأخلاقية، فالقيم لها أثر كبير في حياة الناس فهي توجه السلوك نحو الخير والفضيلة.

والقيم في القرآن نظام حياة ترشد الفرد والمجتمع لما فيه خير، وتشكل المبادئ الإنسانية السامية التي يتسلح بها الإنسان للوصول إلى الرقي الحضاري، قال تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة: ١٧٧].

ففي هذه الآية حضٌّ على تمثُّل هذه القيم في النفس والسلوك، وأن يتَّصف الإنسان بالأوصاف المذكورة في السلم والحرب والسرّاء والضرّاء مع العدوِّ والصديق، فالبرُّ صفةٌ تجمع الخير والفضيلة في أي زمان ومكان وحال؛ لذلك اعتبر العلماء هذه الآية العظيمة من أمهات الأحكام، لأنها تضمنت ست عشرة قاعدة[13].

ومن نماذج اهتمام القرآن الكريم بالقيم:

  1. الحثُّ على قيمة الرحمة، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: ١٠٧].
  2. الحثُّ على قيمة الشورى، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾ [الشورى: ٣٨].
  3. الحثُّ على قيمة المساواة، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات: ١٣].
  4. الحثُّ على قيمة الأمانة، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ﴾ [المؤمنون: ٨].
  5. الحثُّ على قيمة الإحسان إلى المحتاجين والضعفاء، قال تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا﴾ [النساء: ٣٦].
  6. الحثُّ على قيمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ [آل عمران: ١١٠].

وهكذا نجد أنَّ القرآن الكريم يحرص على غرس القيم؛ لأهميتها في بناء الإنسان الذي يُعتبر أساس الحضارة.

سابعًا: البيئة المناسبة والموارد الاقتصادية:

يُشير القرآن إلى أهمية وجود العوامل الطبيعية والجغرافية والموارد الاقتصادية لنهوض أي حضارة، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ﴾ [سبأ: ١٥].

فيأتي الإنسان ليستثمر هذه الثروات وينهض بها إلى حضارةٍ متطورة، توفر للناس حاجاتهم من طعام وشراب الذي فيه قوام البدن.

وقد تحدَّث ابن خلدون عن أهمية هذا العامل في مقدمته، وبيّن أنّ من أسباب بناء أي حضارة وتشكلها: العوامل الطبيعية والجغرافية؛ لأنَّ المناطق الحارة على سبيل المثال يصعب فيها العيش والعمران، أما المناطق المعتدلة والباردة نسبيًا فهي أكثر ملاءمةً لتشييد الحضارة وتقدُّمها[14]، حيث نصَّ على ذلك بعنوان: «في المعتدل من الأقاليم والمنحرف وتأثير الهواء في ألوان البشر والكثير من أحوالهم» واستدلَّ لكلامه أن الحضارات على مر الزمان تتركَّز في الأقاليم المعتدلة.

ولا شك أن المستقرئ للماضي والحاضر يجد أهميةَ هذا العامل في تكوين أو ازدهار أي حضارةٍ إذا استُثمر بالشكل الأمثل.

ثامنًا – النظام السياسي المستقر:

الحضارة تحتاج إلى نظامٍ سياسيٍّ مُستقرّ؛ لأنَّ الاجتماع البشري ضروريٌ لقيام أي حضارة، وهذا الاجتماع يحتاج إلى حاكم يرجعون إليه ويراعي مصالح الناس، ويطبق الأحكام الشرعية التي فيها صلاح للناس وتقودهم إلى العمران[15].

الحضارة تحتاج إلى نظامٍ سياسيٍّ مُستقرّ؛ لأنَّ الاجتماع البشري ضروريٌ لقيام أي حضارة، وهذا الاجتماع يحتاج إلى حاكم يرجعون إليه ويراعي مصالح الناس، ويطبق الأحكام الشرعية التي فيها صلاح للناس وتقودهم إلى العمران

المحور الثاني: التراجع الحضاري في ضوء القرآن الكريم:

أشار القرآن الكريم إلى الكثير من الحضارات التي نشأت على مرِّ الزمان، وما أصابها من التراجع أو السقوط والانهيار، وأحيانًا الفناء، قال تعالى: ﴿ذَٰلِكَ مِنْ أَنۢبَآءِ ٱلْقُرَىٰ نَقُصُّهُۥ عَلَيْكَ ۖ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ﴾ [هود: ١٠٠]. لقد عبّر بالمضارع مع أن القصص مضى لاستحضار حالة هذا القصص البليغ، والمرادُ بالقائم ما كان من القرى التي قصّها الله في القرآن قُرى قائمًا بعضها كآثار بلد فرعون كالأهرام، وأنطاكية قرية المرسلين الثلاثة، وصنعاء بلد قوم تُبّع، وقرى بائدة مثل ديار عاد، وقرى قوم لوط، وقرية مدين والمقصود من هذه الجملة الاعتبار[16].

وفي معرض الحديث عن تلك الحضارات أشار القرآن إلى أسباب التراجع والسقوط، وهي كالآتي:

أولاً – العقيدة المنحرفة:

كما أن الإيمان بالله يوصل إلى بناء الحضارة، فكذلك الانحراف عنها إلى الكفر أو الإلحاد سيؤدي إلى خلل في نظرة الإنسان إلى نفسه والكون والحياة، فتصبح حضارة معاندة للفطرة، فالنهاية التأخر أو الزوال[17]، قال الله تعالى: ﴿وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءَامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍۢ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ﴾ [النحل: ١١٢].

واغترار بعض الحضارات القائمة على الكفر والانحراف والضلال إنما هو اغترارٌ مؤقت، وما هو إلا متاع قليل[18]، قال الله تعالى: ﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (١٩٦) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ [آل عمران: ١٩٦-١٩٧].

ثانيًا – استبداد الحاكم:

عندما يستبدُّ الحاكم ويتصرّف بناءً على مصالحه الشخصية أو مصلحة طائفةٍ معيّنة، ويتنعَّم بالترف هو وحاشيته لا بدَّ وأن تتأخَّر الحضارة؛ لأنه رأسُ هرمها[19]، ويصبح عموم الناس فاقدين للرغبة في العمل والإنجاز والتطوير، فتنحدر الحضارة إلى الهاوية.

ثالثًا – الظلم:

عندما يُظلم الإنسان في أي جانبٍ من جوانب حياته تنقبضُ يداه عن العمل والسعي الذي هو أساس أيِّ حضارة، فتذهب آماله في تحصيله واكتسابه[20]، وهذه سنة الله في هذا الكون فقد تلاشت الكثير من الحضارات بسبب ظلمها، قال الله تعالى: ﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ۖ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ﴾ [هود: ١٠١].

ويرى ابن خلدون أن الظلم أحدُ أهم أسباب الانهيار، فهو مُؤذِنٌ بخراب الحضارة، كما يرى أنَّ من مُسببات الانهيار أيضًا: استبداد الحاكم وتنعّمه بالترف، فيما شبّه الحضارة والعمران بتطوّرها بالإنسان حيث إنّ الوصول للقمّة هو إيذان بالفساد والانهيار، فللدول أعمار كما للبشر[21]، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ﴾ [هود: ١١٧].

رابعًا – الفساد بأنواعه:

فساد نظام الحكم: وهو سبب في هلاك الأمم وسقوط الحضارات، فالإنسان في ظل الحكم الفاسد لا يتمتع بالحرية والحقوق، ويخاف على نفسه فلا يصحح الأخطاء التي يراها؛ فتكون النهاية: التراكمات التي تؤدي إلى الانهيار، قال تعالى: ﴿وَفِرْعَوْنَ ذِى الْأَوْتَادِ (١٠) الَّذِينَ طَغَوْا فِى الْبِلَادِ (١١) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (١٢) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ﴾ [الفجر: ١٠-١٣].

الفساد الاقتصادي: يقصُّ علينا القرآن الكريم خبر حضارة مدين وأنَّ سبب هلاكها كان المعاملات الفاسدة، وعدم الوفاء بالكيل والوزن بالقسطاس المستقيم، فكانت النتيجة أن غابت تلك الحضارة بسبب فسادها الاقتصادي[22]، قال تعالى: ﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِى الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا﴾ [الأعراف: ٨٥].

خامسًا – الاستكبار والطغيان والغرور:

يستعرض القرآن الكريم أحوال الحضارات وكيف أُهلكت بسبب استكبارها وغرورها وبطشها، وما آلت إليه من الانهيار والسقوط[23]، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (٦) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (٧) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (٨) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (٩ )وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (١٠) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (١١) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (١٢) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (١٣) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ [الفجر: ٦-١٣].

سادسًا – كثرة الذنوب والمعاصي والآثام:

وتشمل الذنوب التي يرتكبها الفرد أو المجتمع، قال تعالى: ﴿وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ ءَامِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍۢ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلْجُوعِ وَٱلْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ﴾ [النحل: ١١٢].

فمصير أي حضارة تُعرِض عن الأوامر الإلهية أو تأتي الفواحش والمنهيات الربّانية الزوال والسقوط، وهذا ما أصاب حضارات الأمم السابقة، قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ﴾ [الأنعام: ٦].

فالحضارات التي تسير باتجاه الباطل وتنصره ستكون نتيجتها الهلاك، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارَ﴾ [إبراهيم: ٢٨].

وختامًا:

ألقى القرآن الكريم الضوء على أسباب التقدُّم الحضاري، وتأخُّره على مر العصور، وأبرز هذه العوامل لاستخلاص العبرة، والعمل عليها للوصول إلى النهوض الحضاري المنشود، وتعمير الأرض بما يرضي الله تبارك وتعالى.


[1] ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر، ابن خلدون (١/٤٦٥).

[2] ينظر: المرجع السابق (١/٢١٦).

[3] ينظر: الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم، لعبدالرحمن بن حسن حَبَنَّكَة الميداني، ص (١٩-٢٠).

[4] ينظر: التحرير والتنوير، لابن عاشور (١٥/١٦٧).

[5] التحرير والتنوير (١٥/١٦٤) بتصرف.

[6] الإيمان بالله وأثره في تحقيق النهضة الحضارية، لعوض جدوع أحمد الجبوري، ص (٩).

[7] تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (٧/٤١٧).

[8] مقومات الحضارة وعوامل أفولها من منظور القرآن الكريم، لعمار توفيق أحمد بدوي، ص (٣٤-٣٧)، وللاستزادة في الموضوع ينصح بالرجوع لهذا الكتاب.

[9] تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (٢/٤٣٣).

[10] المستدرك، للحاكم (٣٤١٦).

[11] ينظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص (٤٧٩).

[12] ينظر: المقدمة، لابن خلدون (١/٤٧٢).

[13] التفسير المنير، للزحيلي (٢/١٠٠).

[14] تطور الحضارة وانهيارها عند ابن خلدون، ص (٧٧٥).

[15] ينظر: المقدمة، لابن خلدون، ص (٣٧٧-٣٧٨).

[16] ينظر: التحرير والتنوير، لابن عاشور (١٢/١٥٨).

[17] ينظر: مقومات الحضارة وعوامل أفولها من منظور القرآن الكريم، عمار توفيق أحمد بدوي، ص (١١١-١١٢).

[18] المرجع السابق، ص (١١٨).

[19] ينظر: المقدمة، لابن خلدون، ص (٢١٠-٢١٣) بتصرف.

[20] المقدمة، لابن خلدون، ص (٣٥٣-٣٥٤).

[21] المرجع السابق، ص (٦٩٧-٧٠٠).

[22] مقومات الحضارة وعوامل أفولها من منظور القرآن الكريم، عمار توفيق أحمد بدوي، ص (١٥٧-١٥٨).

[23] المرجع السابق، ص (١٤٨).


أ. عبد الرزاق ميزة نازي

ماجستير في الفقه وأصوله، مدير مركز تاج لتعليم القرآن الكريم في الريحانية.

لتحميل المقال اضغط [هنا]

ماجستير في الفقه وأصوله، مدير مركز تاج لتعليم القرآن الكريم في الريحانية.
X