دعوة

معالم وإرشادات في دعوة الملاحدة

يظن كثيرون أن امتلاك قدر من العلم الشرعي يكفي لإجراء حوارات ناجحة مع الملحدين وأمثالهم بهدف هدم حججهم ودعوتهم للإسلام، لكن العديد من التجارب أظهر غير ذلك، فالملحدون لهم طرائق وأساليب متقدمة في الحوار، قد تلتبس على من لم يستعدَّ جيدًا، بل قد يتشرّب قلب المحاور بشبهات سلبية خطيرة، وفي هذا المقال إضاءة على بعض المعالم المهمة في دعوة هذه الفئة.

تمهيد:

إن واقع الحالة الإلحادية المعاصرة يستدعي معالجات تختلف تمامًا عن المعالجات القديمة، فليست المسألة الآن حشد الأدلة على وجود الخالق، بل لا بد من أسلوب جديد يستوعب الحاضر بكل ظروفه وتعقيداته، لذلك كان هذا المقال الذي يجيب عن عدة أسئلةٍ متعلقةٍ بأسلوب الحوار مع الملاحدة واللادينيين عبر أربعة محاور.

المحور الأول: ما المواصفات المطلوب توفرها فيمن يتصدى لدعوة الملحدين؟

أهم ما يحتاج إليه المحاور المسلم هو الإخلاص لله تعالى، فلا يبغي من حواره مباهاة العلماء، ولا مماراة السفهاء، ولا ينشد تكثير سواد المتابعين، وجمع الإعجابات والتعليقات في وسائل التواصل، بل كل همه هداية الحيارى، وإرشاد التائهين، وقديمًا قال علماؤنا: “المناظرة في العلم لنصرة الحق عبادة”([1]). وما دامت المناظرة عبادةً فلا بد أن تكون خالصةً لله تعالى، فبها ينال العبد التوفيق في الدنيا، والأجر في الآخرة من الله العلي الحكيم.

وصفات أخرى كثيرة ينبغي للمحاور أن يتحلى بها، يطول بنا المقام إن أردنا ذكرها في هذا المقال الموجز، لذلك سنذكر أهمها:

أهم ما يحتاج إليه المحاور المسلم هو الإخلاص لله تعالى، فلا يبغي من حواره مُباهاةَ العلماء، ولا مُماراةَ السفهاء، ولا ينشُدُ تكثير سواد المتابعين، وجمعَ الإعجابات والتعليقات في وسائل التواصل، بل كلُّ همه هداية الحيارى، وإرشاد التائهين

أولاً: العلم:

لا بد أن يكون الداعية والمحاور المسلم على علم وبصيرة، قال تعالى: ﴿‌قُلْ ‌هَذِهِ ‌سَبِيلِي ‌أَدْعُو ‌إِلَى ‌اللَّهِ ‌عَلَى ‌بَصِيرَةٍ ‌أَنَا ‌وَمَنِ ‌اتَّبَعَنِي ‌وَسُبْحَانَ ‌اللَّهِ ‌وَمَا ‌أَنَا ‌مِنَ ‌الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: 108]، فينبغي لمن يتصدى لمجادلة أهل الباطل أن يكون له قدم راسخة في العلم يستطيع به درء ما قد يلقى عليه من شبهات، وإلا وجب اجتناب مجادلتهم، وغني عن القول في هذا السياق تضلّع المناظر بالعلوم الشرعية كافّةً؛ من تفسير وحديث وفقه وسيرة وغير ذلك.

وأول ما يجب عليه فيما يخص مناظرة أهل الإلحاد أن يعلم أدلة وجود الله، وما يطرح الملاحدة عليها من شبهات في القديم والحديث، وأن يدرس الشبهات وردودها، وأن يفهم نظرية المعرفة وما يتعلق بها من حقيقة العلم ومصادره، وما هو مقبول منها ومردود، بالإضافة إلى اطلاعه على العلوم الكونية، وخاصةً تلك التي يتكئ عليها الملاحدة في بث شبهاتهم، كعلم الفلك، وفيزياء الكم، والبيولوجيا، فإن لم يكن متخصصًا في العلوم الكونية، فليخلِ الساحة لمن سدّ هذا الثغر.

وأن يفيد من فتوح الإعجاز العلمي في زماننا، وأن يكون على دراية بسِرِّ الحياة وغايتها، ونشأة الكون وتصميمه، كي يكون مُدركًا لما يُروِّجه هؤلاء من تلبيساتٍ باسم العلم؛ كأزلية الكون، وعبثية الحياة، والأكوان المتعددة، ونظرية التطور، وغير ذلك من افتراضاتٍ زائفةٍ لا وزن لها في ميزان العلم الصحيح.

ولا يقتصر المحاور المسلم في الدراسة والمطالعة على علوم الشريعة المختلفة، بل يوسّع دائرة اهتماماته لتشمل الثقافات والعلوم المعاصرة: علم النفس، الاجتماع، الحضارة، الفلسفة، الفيزياء.. إلخ؛ فهذه الثقافات والعلوم لا شك أنّها تفسح له المجال لفهم دلالات الآيات القرآنيّة والأحاديث النبويّة برحابة أكثر، وتعطيه القدرة على رؤية مكامن القصور والخطأ في الفكر الإلحادي([2]).

ومن هنا يجب على المحاور أن يُعد مادته إعدادًا جيدًا، وأن يحضِّر لها تحضيرًا شاملاً، حتى لا يظهر بمظهر الضعيف، وكما قيل: الجاهل يخذل الدين من حيث أراد أن ينصره، ومن جهةٍ أخرى، لا يأمن المسلم على نفسه من التأثر بحبائل الإلحاد، فقد يعجب بقدرته، ويغتر بعلمه، ثم ما يلبث أن يحيد عن الإيمان، ويقع في براثن الكفر والإلحاد، لذلك نهينا عن القعود مع أهل الباطل، وتجنب أهل البدع والأهواء.

لا يأمن المسلم على نفسه من التأثُّر بحبائل الإلحاد، فقد يُعجب بقُدرته، ويغترُّ بعلمه، ثم ما يلبث أن يحيد عن الإيمان، ويقع في براثن الكفر والإلحاد، لذلك نهينا عن القعود مع أهل الباطل

ثانيًا: الفطنة:

وهي من الصفات الواجبة في حق الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، فبها يكون الرسول قادرًا على إقناع من يدعوهم، ويزيل الشبهات والشكوك من نفوسهم، ومن مواقف الفطنة في الرسل ما حكاه ربنا من حوار موسى عليه السلام مع فرعون حين ثبت على قوة الحجة دون أن يثيره استفزاز فرعون واستخفافه به بقوله: ﴿‌قَالَ ‌فِرْعَوْنُ ‌وَمَا ‌رَبُّ ‌الْعَالَمِينَ﴾ [الشعراء: 23]، فأجابه على الفور: ﴿قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ﴾ [الشعراء: 24]، ولم يلتفت إلى سوء أدبه مع الله تعالى، بل قارع الاستنكار بالحجة البالغة، والشبهة بالبيان الحاسم، لذلك لم يحر فرعون جوابًا.

والفطنة والذكاء صفة غريزية، ولكن ومع ذلك ينبغي للداعية أن يبذل سبب اكتسابها بالمران والممارسة، وهذا حافز على الاهتمام بالوسائل التي تغذي هذا الجانب في الدعاة والعلماء من خلال دورات وبرامج يقوم عليها مختصون، ومما يفيد في هذ الصدد مطالعة المناظرات المكتوبة أو المرئية، فإنها تنمي ملكة النقد، وتحليل العبارة، وضبط الأدلة، مما يعين على عدم الانخداع بحيل كهنة الإلحاد وشبهاتهم، وخاصّةً المكررة منها.

ومن الفطنة في المناظرات: اختيار الأسئلة التي تبين عوار مذهب الخصم، وتناقض أصوله، ومثال على ذلك: ما فعله الداعية البريطاني المسلم حمزة تزورتزس (ولد: 1980م) حين سأل الفيزيائي الملحد لورنس كراوس  Krauss Lawrence في مناظرة عن سبب كون زنا المحارم خطأ؟ فكان جوابه أنه ليس واضحًا لديه أنه خطأ([3])، حينها اعترض الجمهور المسلم والملحد على السواء على كلام كراوس مستهجنًا إياه حتى بدا الارتباك على وجهه، وحاول أن يلطّف جوابه، ولكن دون جدوى.

وواضح أن هدف الداعية المسلم من سؤاله هذا إيقاع خصمه بمشكلة مصدرية الأخلاق، “فإذا كان الملحد يعتقد أنّ وجود الكون ووجود الإنسان إنّما هو نتيجة للمصادفة العمياء، فما المبرر العقلي أو العلمي لاعتقاد وجود قيم أخلاقية مطلقة”([4])، وما السبيل إلى التمييز بين حَسَن الأخلاق وقبيحها؟

ومن المعلوم أن تناقض أصول الملاحدة الفاسدة، وحججهم الداحضة، تجعل شبههم أوهن من بيت العنكبوت؛ لأنها ضد العقل والبديهة والفطرة، فحريٌّ بالمحاور اللبيب أن يفيد من هذا كله، ويظهر اضطرابهم وعجزهم.

من الفطنة في المناظرات: اختيار الأسئلة التي تبين عوار مذهب الخصم، وتناقض أصوله، ومن المعلوم أن تناقض أصولِ الملاحدة الفاسدة، تجعل شُبَهَهُم أوهن من بيت العنكبوت؛ لأنها ضد العقل والبديهة والفطرة، فحريٌّ بالمحاور اللبيب أن يفيد من هذا كله، ويُظهر اضطرابهم وعجزهم

ثالثًا: الحكمة:

تعرف الحكمة بأنها الإصابة في الأقوال والأفعال، ووضع كل شيء في موضعه، وللحكمة شأن عظيم في الحوار مع غير المسلمين ودعوتهم إلى الإسلام، قال تعالى: ﴿‌وَمَنْ ‌يُؤْتَ ‌الْحِكْمَةَ ‌فَقَدْ ‌أُوتِيَ ‌خَيْرًا ‌كَثِيرًا﴾ [البقرة: 269].

وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ الحكمة لا تعني دائمًا الكلام اللَّيِّن، والرفق، والعفو، والحلم؛ فإنَّ الحكمة قد تكون: باستخدام الرفقِ واللينِ، والحِلمِ والعفو، مع بيان الحقِّ بالأدلة، وهذه المرتبةُ تُستخدم مع غير المعاندين، وتارةً تكون باستخدام الموعظة الحسنة المشتملة على الترغيب في الحق، والترهيب من الباطل، وهذه المرتبة تستخدم مع من عنده غفلةٌ وشهواتٌ وأهواءٌ تصده عن اتباع الحق، وتارةً تكون باستخدام الجدال بالتي هي أحسن، وذلك بالدعوة إلى الحق، وردِّ الباطل بأقرب طريق وأنسب عبارة، وهذه المرتبة تستخدم مع الجاحد المعاند([5]).

والحكمة قد تكون في الإعراض عن الشبهة وإماتتها وإخمال ذكر قائلها تارةً، وتارةً تكون بالتصدي لها، والرد عليها، وتقريع المعاند المستكبر المستهزئ المضلّ، وإظهار فشله، وفضح كذبه، ويجمع ما سبق كله آيةٌ جامعةٌ من كتاب الله تعالى، وهي قوله سبحانه: ﴿‌ادْعُ ‌إِلَى ‌سَبِيلِ ‌رَبِّكَ ‌بِالْحِكْمَةِ ‌وَالْمَوْعِظَةِ ‌الْحَسَنَةِ ‌وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: 125].

المحور الثاني: ما نقطة البداية معهم؟

يحسن دومًا البدء بتذكير المخالف أن الهدف من الحوار هو البحث عن الحق، لذلك ينبغي طرح التعصب والعناد جانبًا، ويتفق الطرفان على قواعد للحوار لا يجوز تجاوزها، ولكل مناظرة ظروفها التي تجعل نقطة البداية مختلفةً عن الأخرى، ودونك -أخي القارئ- شيئًا مما ينصح البدء به في مناظرة أهل الإلحاد:

أولاً: تحرير محل النزاع:

فتضبط مع الخصم التعريفات والأفكار محل النقاش، فإن كانت المناظرة حول إثبات صحة نظرية التطور، فتطالبه بمثالٍ عن التطور الأكبر، وليس التطور الأصغر، بعد تبيان الفرق بينهما ابتداءً، وأن محل النزاع هو التطور الأكبر لا الأصغر.

ثانيًا: تحديد موضوع المناظرة الكلي وضبط الإشكاليات:

فإن كان موضوع المناظرة حول إثبات وجود الله تعالى فلا يصح الانتقال إلى مناقشة مسألة الحجاب والسبي، وغير ذلك([6]).

ثالثًا: البدء بالأصول وتأخير الفروع:

وهي قاعدة جوهرية؛ فلا يسوغ مناقشة الملحد بمسألةٍ فرعيةٍ دون حسم الأصول، فالمناظرة في حِكَم العبادات مثلاً دون الاتفاق على مسألة وجود الله خلل منهجي، ومضيعة للوقت؛ فنبدأ النقاش معه عن سبب الوجود ومصدره، فهذا أصل الموضوع، ثم عن صفات الموجد وهو الله، ثم عن الإسلام، وهكذا حتى نصل به إلى المراد([7]).

رابعًا: البدء بنقاط الاتفاق:

فمثلاً: الضعف البشري زمن الشدائد، والبحث عن سند قويٍّ يلجأ إليه العبد، سمة عامة عند كل البشر مؤمنهم وكافرهم، فهذا تمهيد للحاجة الفطرية البشرية لا يمكن إنكاره بحالٍ من الأحوال، أما “البدء بنقاط الاختلاف، فإنه يوقف الحوار من أوله”([8]).

خامسًا: استثارة الفطرة وتحريك العقل:

فمن الحكمة استثارة فطرة الإيمان بالخالق جلّ وعلا، فكل مولودٍ يولد على معرفة الله والإقرار به، والأولى البدء بدليل الفطرة قبل الأدلة العقلية؛ لأنه مركوز في النفس البشرية، قد يغفل عنه حال السراء، ولكنه ما يلبث أن يبدو للعلن حال الضراء؛ للعلم الفطري أنّ الله هو الذي يكشف الشدائد، ولا ملجأ منه إلا إليه، ومع دليل الفطرة لا بد من تحكيم قوانين العقل البديهية في مقولات الفريقين المتناظرين؛ فالملاحدة عمومًا يعظِّمون من قيمة العقل، ويتهمون المسلمين بتعطيله، لذلك كان المنهج العقلي هو أهمّ مِعولٍ يمكن أن يتمّ الاستناد إليه لهدم أفكارهم، ودحض شبهاتهم.

ساد في التصوُّرات المعاصرة أنّ مناظرة الملحدين بالقرآن الكريم خطأٌ منهجيٌّ؛ لأنهم لا يؤمنون بوجود الله تعالى ولا بالوحي المنزل، والحقُّ أنّ في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ما يعارض هذا السائد، فلِحُروف القرآن ومفرداته وجُمَله جاذبيةٌ خاصةٌ عجيبةٌ تبعث في قلوب السامعين الفرحَ والاطمئنان، وتزرع فيها الإحساس بالأمن

سادسًا: تلاوة آياتٍ من القرآن:

ساد في أوساط الثقافة الشرعية المعاصرة أنّ مناظرة الملحدين بالقرآن الكريم خطأٌ منهجيٌّ؛ فهم لا يؤمنون أساسًا بوجود الله تعالى، ولا بالوحي الذي أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم، فكيف نستدلّ عليهم بما لا يؤمنون به! والحقيقة أنّ في سيرة الرسول محمدٍ صلى الله عليه وسلم ما يعارض هذا السائد، حين كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفاجئ مشركي قريش بآياتٍ من كتاب الله تعالى، فيبدو التأثر في قسمات وجوههم، ومناشدتهم إياه السكوت لهول ما يسمعون من عظاتٍ وزواجر.

ولا تحسبنّ أيها القارئ أنّ هذا التأثير يقتصر على من يفهم لغة العرب حقّ فهمها؛ فلِحُروف القرآن ومفرداته وجُمَله جاذبيةٌ خاصةٌ عجيبةٌ تبعث في قلوب السامعين الفرحَ والاطمئنان، وتزرع فيها الإحساس بالأمن، وكم شاهدنا من أجانب يتأثرون بسماع القرآن تأثّرًا واضحًا، فتميل رؤوسهم، وتدمع عيونهم، لجرس حروفه، وسبك كلماته، ونظم آياته، وهم لا يفهمون منه حرفًا!

المحور الثالث: نصائح عامة في الحوار مع الملاحدة

أخطاء عديدة قد يقع فيها المحاور المسلم نتيجة عدم خبرته بأساليب أهل الإلحاد في المناظرات، فقد يتعمد هؤلاء استخدام المغالطات المنطقية، أو الكذب الصريح، أو التدليس والتحريف، لذلك يجب على مناظرهم أن يكون واعيًا لآليات المناظرة، وحذرًا من تلبيسات خصومه، وهذه بعض الإرشادات اللازمة في هذا الشأن:

أولاً: عدم الانخداع بتدليس الملاحدة:

فينبغي الحذر من السقوط في حيلهم، والتي يستخدمونها لفساد مذهبهم وضعف حجتهم، فتراهم ينسجون شبهات من بنات أفكارهم ليوهموا بها أتباعهم ومناظريهم أنها أدلة علمية متماسكة، فينساق وراءهم قليل العلم، ومن ذلك ما يثيرونه من شبهات تعتمد على روايات باطلة، فتجد المحاور المسلم أحيانًا يتكلف من الردود كل عجيب وغريب في حين كان يكفيه بيان ضعف هذه الأخبار، ومثالٌ آخر على خداعهم سؤالهم المكرر: من خلق الخالق؟ فهو مغالطة منطقية، وتدليسٌ مفضوحٌ بقياسهم الخالق على المخلوق، فإنّ الخالق أزليٌّ ليس له بداية، خلافًا للمخلوق الحادث.

ثانيًا: عدم تقديم دعاوى دون أدلة:

مِن أسس العلم المتفق عليها: (إنْ كنت ناقلاً فالصحة، أو مدعيًا فالدليل)، فلا يجوز التسليم بما يدعيه الخصم أو ينقله دون برهانٍ، فربما يستند إلى تفسيرات ضعيفة لآيات قرآنية، أو على أحاديث منكرة أو موضوعة، أو ينسب لأئمة الإسلام ما ليس لهم به علم زورًا وبهتانًا.

مثال على ذلك: ادِّعاؤهم أنّ الأصل هو عدم وجود الإله، وأنَّ على الطرف المؤمن الإتيان بالأدلة على وجوده، وهذا تدليس مفضوح؛ إذ الأصل هو وجود الله تعالى، وأدلة عدم وجوده سبحانه منتفية، فالبرهان على الملحد، وإلا سلم بالأصل([9]).

ثالثًا: البعد عن الشخصنة وكذا الإساءة لرموز الإلحاد:

فتحطيم رؤوس الإلحاد لا يكون بالسب والشتم، بل ببيان تناقضاتهم في كثير من القضايا العلمية والمنهجية([10])، وتجنب السخرية والذم والتعنيف، ووصفه بالغباء والبلادة؛ فهذا لن يزيده إلا عنادًا، بل التلطف معه، والتودد له، وإظهار البشاشة له مع التواصل البصري معه، وعدم مقاطعته، وإظهار الاهتمام بكلامه، دون مداهنةٍ لباطله، أو تفريطٍ في الثوابت النقلية أو العقلية، وغني عن البيان أنّ من الحكمة أحيانًا ردّ الذم والتعنيف بمثله، ﴿‌وَجَزَاءُ ‌سَيِّئَةٍ ‌سَيِّئَةٌ ‌مِثْلُهَا﴾ [الشورى: 40].

رابعًا: اطّراح المداهنات والمجاملات:

كثير من المناظرات تخلو من الإلزامات والتفنيد والإفحام، فتغدو المناظرة مجرد عرضٍ لأفكار المسلم والملحد دونما تمحيص ورد أو نقد ونقض، بل إن بعض من يتصدى للرد على الملاحدة في زماننا كثيرًا ما يصرحون بأن الملحد طيب القلب، كريم الخلق، لكن ظروفه القاسية هي التي أدت به إلى هذه الهاوية، وكأنه يلتمس له العذر في جحود الخالق، في حين يُرمى المسلم الملتزم بدينه بالجهل والتخلف والتعصب، وأنه سبب فقدان البشرية بوصلتها في الهداية إلى دين الحق.

خامسًا: الجرأة في بيان حال الملاحدة وفضح جهلهم:

وتعرية الأسس التي يقوم عليها الإلحاد، من الظنون الكاذبة والخيالات الفاسدة، كقوله تعالى في فضح الدهرية الملحدة: ﴿‌وَقَالُوا ‌مَا ‌هِيَ ‌إِلَّا ‌حَيَاتُنَا ‌الدُّنْيَا ‌نَمُوتُ ‌وَنَحْيَا ‌وَمَا ‌يُهْلِكُنَا ‌إِلَّا ‌الدَّهْرُ ‌وَمَا ‌لَهُمْ ‌بِذَلِكَ ‌مِنْ ‌عِلْمٍ ‌إِنْ ‌هُمْ ‌إِلَّا ‌يَظُنُّونَ﴾ [الجاثية: 24]، فكشف لنا ربنا ما هم عليه من وهم العلم وغطرسة المعرفة.

“فكل مَن لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرةً تقطع دابرهم، لم يكن أعطى الإسلام حقه، ولا وفَّى بموجب العلم والإيمان، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس، ولا أفاد كلامه العلم واليقين”
ابن تيمية

سادسًا: عدم الاستدلال بأدلة ضعيفة:

الأدلة ليست سواء في حجيتها وقوتها، فلا يغتر المناظر المسلم بضعف خصمه الملحد فيستدل بحجج واهية، فيستغل الخصم هذه الثغرة ليحكم على دعاوى المسلم كلها بالبطلان، لذلك ينصح المسلم بالبدء بأقوى الأدلة العقلية والنقلية، وتأخير الأدلة الأقل قوةً لتنصر الأولى زيادةً في الإفحام([11]).

قال ابن تيمية رحمه الله: “فكل مَن لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرةً تقطع دابرهم، لم يكن أعطى الإسلام حقه، ولا وفَّى بموجب العلم والإيمان، ولا حصل بكلامه شفاء الصدور وطمأنينة النفوس، ولا أفاد كلامه العلم واليقين”([12])، ولا مانع من البدء أحيانًا بالأدلة الأضعف لإفحام الخصم بالأدلة الأقوى في نهاية المناظرة، والقضاء عليه بالضربة القاضية.

سابعًا: الحذر من أسلوب الإغراق:

وهي حيلة يكثر كهنة الإلحاد من فعلها لقلة بضاعتهم، فتراهم يلقون على خصمهم المسلم كمًّا كبيرًا من الشبهات بقصد التشغيب؛ كقضايا المرأة، والجهاد، وغير ذلك مما لا علاقة له بموضوع المناظرة تشتيتًا للمحاور وإرباكًا له، والحل: عدم الإجابة عن أيٍّ من هذه الشبهات، ومناقشته في الأصول محل النزاع، وإعلامه أمام الجمهور أنه لم يجب عن الأسئلة المقصودة، وأن فعله هذا تهربٌ ومراوغةٌ([13]).

ثامنًا: خير وسيلة للدفاع هي الهجوم:

من سمات الإلحاد أنه فكرة هدمية لا بنائية، فليس عندهم أدلة على إلحادهم سوى سفسطات وخرافات يلبسونها لبوس العلم يخدعون بها العوام، لذلك على المناظر المسلم أن يعتمد أسلوب الهجوم وعدم البقاء في وضعية الدفاع، فيتوجه للملحد بأسئلةٍ من الوزن الثقيل يستهدف بها جذور الإلحاد الميتة.

تاسعًا: مناقشة أدلة الخصم:

من أسس الإلحاد الجديد الاستدلال بالمشاهدات العلمية والحقائق التجريبية، لذا كان من أهم وسائل الرد عليهم بيان أنّ كثيرًا من حقائق علومهم لم تخضع للمشاهدات العلمية، ولم توزن بميزان العلم التجريبي، من ذلك نظرية التطور؛ فلم يحضر أحد من دعاتها نشأة الخلق، ولا شاهده آخر ونقل لمن بعده كيف وجدت الكائنات الأولى، ولم يُختبر صدقُ النظرية بتجربة في القديم أو الحديث، فأنّى تغدو هذه الخرافة حقيقةً علميةً يبنى عليها أعظم حقائق الوجود!

عاشرًا: الانتباه للتعميمات الفاسدة:

إذ يلجأ كثيرون إلى استخدام الكلام المجمل دون تحديد المعاني المرادة بالضبط في أثناء الحوار والمناظرة، والحل: مطالبتهم دائمًا بتحديد الكلمات بمعانيها اللغوية والاصطلاحيّة، أي تفكيك الكلمات لقبول ما فيها من الحق، ورد ما فيها من الباطل، وفي هذا نقض لبنائه الإلحادي المنهار أصلاً. مثل: كلمة دين، والتي تشمل الإسلام، والمسيحية، واليهودية، والبوذية.. إلخ، فيساوي الملحد بين هذه المعتقدات جميعًا، فنوافقه أنّ هذه الكلمة تشمل الجميع، لكن خصائصها وحقائقها تختلف من دينٍ إلى آخر([14])، وأنّ الدين عند الله الإسلام.

لإلحاد المراهقين خصوصيةٌ في التشخيص والعلاج؛ فإلحادهم غالبًا ما يكون تعبيرًا عن التمرّد على كلّ ما حولهم من دينٍ أو عاداتٍ، أو إلحاد عاطفي نفسي نتيجة ردّة فعلٍ على أزماتٍ صاعقةٍ عصفت بالشّباب المسلم السنِّي من قتل وتهجير

السؤال الرابع: هل هذا ينطبق على كل الملحدين أم أنهم ليسوا على درجة واحدة؟

ظاهرة الإلحاد مركبة معقدة؛ لذا كان من الخطأ تسطيح الحالة الإلحادية واختزالها في عامل واحد ثم تعميمه على جميع الملحدين: (الملاحدة أتباع شهوات، طلاب شهرة، موضة)، والحق أنه قد يجتمع في الملحد سبب أو عدة أسباب، لذلك كان لزامًا على المناظر اكتشاف سبب إلحاد خصمه، فيختار من الأسئلة ما يفصح عن حاله؛ فثمة دوائر وتصنيفات مختلفة على أساسها سيبنى الحوار وطريقته ومستواه؛ فهناك متشكك يطلب الحق، وآخر جاحد معاند، وبينهما الملحد، واللاديني، واللاأدري، ومنكر السنة، والملحد العربي غير الأجنبي، والمغرور المتعالم يختلف عن الغارق في شهواته.

فالمحاور الذكي هو الذي يراعي أحوال المخالفين والوسائل التي يُؤتَون من قبلها، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لمعاذٍ رضي الله عنه حينما أرسله إلى اليمن قاضيًا: (إنك تقدَم على قوم أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله، فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله فرض عليهم زكاة من أموالهم وترد على فقرائهم، فإذا أطاعوا بها فخذ منهم، وتوقَّ كرائم أموال الناس)([15])، فشرح له عقيدة القوم الذين سوف يقدم عليهم حتى يعرف حالهم، ويقدم لهم ما يناسبهم، وما يصلح أحوالهم([16]).

ومن المعلوم أن طريقة إقناع الملحدين المعاصرين تختلف عن طرق الإقناع لدى القدامى، إذ لا بد أن تحتل المعطيات العلمية مكانها بقوة جنبًا إلى جنب مع الأساليب القرآنية، وفرق كبير بين إنكار وجود الله وإنكار صفاته؛ فمن أنكر وجود الله تعالى بسبب مشكلة الشر مثلاً، هو في الحقيقة يعترض على صفات القدرة والرحمة للخالق، فالله تعالى موجود، والشر موجود، فالأولى في هذا الحال قصر الحوار على حِكَم وجود الشرور والآلام، وأنّ وجودها لا يتعارض مع صفات الكمال لله سبحانه.

والربوبي الذي يعتقد بوجود الله، وينكر الدين والوحي والرسالة، نقطة البدء معه في حكمة الخالق سبحانه، وأنّه لم يخلق الكون عبثًا، وأنّه من رحمته بعباده سبحانه من المحال أن يتركهم هملاً دونما هدايةٍ لمصالحهم الدنيوية والأخروية.

وكذلك اللاديني الذي يدعي أنّه مؤمنٌ بوجود إله متوسلاً بذلك تخطي الحوار في الإلحاد، فيجب أن نعرّفه أنّ إقراره بوجود إلهٍ يجب أن يكون في إطار كمال هذا الإله، والذي يتفرع عنه التصديق بأخباره وأحكامه.

وأما اللاأدري فنحصره في شكه الملتوي، ونثبت له بالعلم والعقل أنّ الشك المطلق باطلٌ، وأنّ العقل قادرٌ على الوصول إلى الحقيقة([17]).

وفي السياق ذاته نجد أنّ لإلحاد المراهقين خصوصيةً في التشخيص والعلاج؛ فإلحادهم غالبًا ما يكون تعبيرًا عن التمرّد على كلّ ما حولهم من دينٍ أو عاداتٍ، أو إلحاد عاطفي نفسي نتيجة ردّة فعلٍ على أزماتٍ صاعقةٍ عصفت بالشّباب المسلم، كما حصل في ثورات الربيع العربي من قتل وتهجير لأهل السنة.

ولا ننسى في هذا المقام الإشارة إلى نوعٍ من أنواع الإلحاد أشد التصاقًا بالشباب من سواهم؛ ذلكم هو إلحاد الشهوات، القائم على قناعةٍ بأنّ الدّين يشكّل حائلاً بين المرء وتحصيل لذّاته النّفسيّة والجسديّة، فينزعون لكسر القيد الذي هو الدّين من خلال إنكاره؛ لأنّ التدين يضيع عليهم فرصة التمتع بالأهواء، والإشباع للغرائز والشهوات([18])، وواضح أن الطريقة المثلى في علاج الحالتين السابقتين وما شابههما هي الوعظ والتذكير.

ومَن تأثر ببعض الشبهات التي جعلته في برزخٍ بين الإيمان والكفر، فنذكره بما احتوى عليه دين الإسلام من المحاسن التي يقبلها كل صاحب عقل وفطرة سليمة، فـ”إنّ محاسن الدين الإسلامي عامةٌ في جميع مسائله ودلائله، وفي أصوله وفروعه”([19]). أما الجاحد المعاند، فإنّ أقوى البينات وأمتن الشواهد لن تغني شيئًا معه بسبب ما هو فيه من غفلةٍ أو إعراضٍ أو استكبارٍ، قال تعالى: ﴿‌قُلِ ‌انْظُرُوا ‌مَاذَا ‌فِي ‌السَّمَاوَاتِ ‌وَالْأَرْضِ ‌وَمَا ‌تُغْنِي ‌الْآيَاتُ ‌وَالنُّذُرُ ‌عَنْ ‌قَوْمٍ ‌لَا ‌يُؤْمِنُونَ﴾ [يونس: 101].

وإنّ مما يحسن التنبيه إليه أنّ الملحد مهما زخرف قوله وزيّن باطله، فإنّ إلحاده باطنه نفسي وقناعه علمي([20])، لذلك كان على من يحاور أمثال هؤلاء أن يجمع بين الحجج العقلية، والوجدانية، فالإيمان يدخل القلب عن طريق العقل ثم يستقر في القلب عاطفةً، وهذا هو أسلوب القرآن الذي خاطب العقل ولفت انتباهه ومداركه للكون والحياة، ومزج هذا بإثارة الوجدان.

وليكن المحاور دومًا ملتزمًا آداب الحوار والمناظرة الإسلامية، وليتجنّب منهج التحدي، وتعمُّد إيقاع الخصم في الإحراج، وأن يعوّد نفسه على استخدام تعابير الوجه ولغة الجسد للتعبير عن صدقه واقتناعه بما يقول حتى يقتنع الملحد بحجته([21])، وإن شعر أنه لم يقتنع بحججه فليحافظ على التواصل معه، ويثني على كلامه الجيد وأدبه وخلقه في المناظرة، قال تعالى: ﴿‌وَقُولُوا ‌لِلنَّاسِ ‌حُسْنًا﴾ [البقرة: 83]، فلربما تعمل هذه الكلمات الرقيقة والمشاعر الطيبة في قلب الملحد وعقله ما لا تعمله أطنان المحاضرات والحجج البينات.

وقد يكون من الحكمة أحيانًا إقفال المناقشة، وخاصةً حينما يغدو النقاش تضييعًا للوقت وتبديدًا للجهد، عند ذلك يفضل إقفال المناظرة بطريقةٍ لبقةٍ وذكيةٍ، تُشعِر الآخرين أنّه لم ينسحب عجزًا أو يترك المناقشة هزيمةً([22])، بل احترامًا للحقيقة أن تتشوه في حوارٍ عقيمٍ.

مهما زخرف الملحد قوله وزيّن باطله، فإنّ إلحاده باطنُه نفسي وقناعُه علمي، لذلك كان على من يحاورهم أن يجمع بين الحجج العقلية والوجدانية، فالإيمان يدخل القلب عن طريق العقل ثم يستقرُّ في القلب، وهذا هو أسلوب القرآن الذي خاطب العقل ولفت انتباهه للكون والحياة، ومزج هذا بإثارة الوجدان

خاتمة:

نخلص مما سبق إلى أنّه يجب على المسلمين بذل الجهد في إرشاد الملحدين والمنحرفين، والنصح لهم، بالحكمة والموعظة الحسنة، والعمل على تأصيل منهج شرعي للجدل والمناظرة. وليعلم المناظر المسلم أنه على ثغر عظيم، وفي موقعة يمثّل فيها دينه، ويتكلم باسم أمته، ويذب عن بيضة الدين وحياض المسلمين، فليكن على حذرٍ أن يؤتى الإسلام من قبله.



أ. أحمد خضر المحمد

ماجستير عقائد وأديان، مسؤول ملف الإلحاد في مركز مناصحة.


([1]) حاشية رد المحتار على الدر المختار، لابن عابدين (6/ 421).

([2]) ينظر مقالة: النصائح الذهبية في مناظرة الملحدين، موقع الألوكة، www.alukah.net

([3]) مناظرة بعنوان: (الإسلام والإلحاد، أيهما أكثر منطقية؟)، المقطع على منصة Youtube بعنوان: (مناظرة بين لورانس كراوس وحمزة تزورتزيس( على قناة الأكاديمية الإسلامية للتعليم والبحث.

([4]) ميليشيا الإلحاد، لعبد الله العجيري، ص (149)، بتصرف.

([5]) ينظر: الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى، لسعيد القحطاني (1/ 10).

([6]) ينظر: كيف تحاور ملحدًا، لأمين خربوعي، ص (85).

([7]) ينظر مقالة: الإلحاد .. أسبابه وأنواعه ونصائح للملحدين، موقع إسلام أون لاين، www.islamonline.net

([8]) استراتيجيات الحوار وطرق تنفيذها، للمدربة هدى سرحان، بوابات كنانة أونلاين، www.kenanaonline.com

([9]) ينظر: كيف تحاور ملحدًا، ص (93 – 94).

([10]) ينظر: علم نفس الإلحاد، لمحمد محمود حبيب، ص (260).

([11]) ينظر: كيف تحاور ملحدًا، ص (89 – 90).

([12]) مجموع الفتاوى، لابن تيمية (20/ 164 – 165).

([13]) ينظر: علم نفس الإلحاد، ص (267).

([14]) ينظر مقالة: النصائح الذهبية في مناظرة الملحدين، موقع الألوكة، www.alukah.net

([15]) أخرجه البخاري (1458) ومسلم (19).

([16]) ينظر: الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى (1/ 27).

([17]) ينظر: كتاب الإلحاد، الباحثون المسلمون، ص (22).

([18]) ينظر ينظر مقالة: مدخلٌ إلى فهم أنواع إلحادِ ما بعد الثَّورات، لمحمد خير موسى، موقع منتدى العلماء، www.msf-online.com

([19]) الدرة المختصرة في محاسن الدين الإسلامي، لعبد الرحمن بن ناصر السعدي، ص (2).

([20]) ينظر: مدخل إلى الإلحاد النفسي، المحاضرة (1)، د. حسام خطاب، ص (7).

([21]) ينظر: علم نفس الإلحاد، ص (261).

([22]) ينظر: استراتيجيات الحوار وطرق تنفيذها، للمدربة هدى سرحان، بوابات كنانة أونلاين، www.kenanaonline.com

ماجستير عقائد وأديان، مسؤول ملف الإلحاد في مركز مناصحة.
X