الافتتاحية

تكريم الإنسان في الإسلام

تُسيطر على كثير من الشعوب فكرة التفوّق بالجنس أو العرق أو الطبقة الاجتماعية، وأساس هذه الفكرة -كما في الديانات والفلسفات الوثنية- يرجع إلى الاعتقاد بأنّ الإله قد حلَّ أو امتزج ببعض الأشخاص، فصاروا بذلك في مقامٍ أعلى من بقية الناس، لا يمكن لمن دونَهم أن يرتقي لمنزلتهم!

ثم تسلّلت هذه الفكرة إلى سائر الديانات المحرَّفة كاليهودية والنصرانية، فاعتقدوا بتفوق العرق الإسرائيلي ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾ [المائدة: ١٨]، وامتزجت النصرانية بما عندَ الشعوب الأوروبية من بقايا الوثنية، وحكمت أوروبا قرونًا طويلة تحت مظلة ثالوث: الأباطرة ورجال الدين والإقطاعيين، الذين يرون في أنفسهم تفوقًا على بقية الشعب فضلًا عن بقية شعوب العالم، وكل طبقة منها تتعامل بدُونية مع مَن هو أسفل منها. وفي كثير من المجتمعات الأخرى يرجع معيار التفوّق إلى الإرث الحضاري، أو الغنى المادي أو الانتساب إلى طبقة أو قبيلة أو بلد معيّن.

وفي المجتمعات الأوروبية المعاصرة التي نحَّت الدين عن سُدَّة الحكم مُعلنةً سيادة العقل والعلم، لم تختفِ تلك النظرة العنصرية لبقية الشعوب، فعلى الرغم من ظهور معايير التفوّق فيما بين أفرادها التي ترجع إلى الميزات التي يكتسبها الإنسان نتيجة تعلُّمه أو مهنته، لكن بقي التعصُّب للعرق الأبيض (الآري – الإندوأوروبي) واعتقاد أنه متفوّق على بقية الأعراق، فدونهم الشعوب اللاتينية، والعرق الأصفر والملونون، انتهاء بالعرق الأسود.

والأثر المعنوي المترتّب على هذا كلّه: النظرةُ الدونيةُ للآخرين، واعتقادُ وَضَاعتهم، أما الأثر العمليُّ فيصل إلى الحرمان من كثير من الميزات الإنسانية بما فيها حقُّ الحياة!! بل تفضيل الحيوان على الإنسان في بعض المجتمعات.

فكرة تفاضل البشر على أساس عنصري هي نتاجُ الابتعادِ عن المنهج الصحيح، والجهلِ بقصّة الخلق الأولى، والإنكارِ الصارخِ لمبادئ العدل والحرية وغيرها من المبادئ التي تقوم عليها الدنيا؛ إلى حدِّ الهجوم على حقيقة تكريم الإنسان

فكرة التفوّق هذه وما يترتّب عليها هي نتاجُ الابتعادِ عن المنهج الصحيح، والجهلِ بقصّة الخلق الأولى، والإنكارِ الصارخِ لمبادئ العدل والحرية وغيرها من المبادئ التي تقوم عليها الدنيا؛ إلى حدِّ الهجوم على حقيقة تكريم الإنسان، وجعل ظُهور جنسه نتيجة لسلسلة من التطورات والتحولات بين الأجناس والأنواع، مقرِّرين أن البشر ليسوا إلا نتاج أسلاف متخلفة، وحلقةً في سلسلةٍ من التطور المستمر، فاختفت قضية السموِّ بالنفس وتزكيتها بالقيم والأخلاق والمبادئ، وزادوا بأن جعلوا البشر سُلالاتٍ يتفوّق بعضُها على بعض، ليزرعوا في عقول الناس أنَّ البشر يتفاوتون في العقول كما يتميَّز الإنسان عن غيره من المخلوقات بالعقل والتفكير.

وللإسلام كلمة أخرى..

الحقَّ في هذا كلِّه هو العودة إلى أصل الفطرة السوية التي خلقَ الله الناس عليها، والتي تقضي بأنَّ أصل البشر واحد، فهم أبناء رجلٍ واحدٍ وامرأةٍ واحدةٍ، متساوون في أصل الخلقة والتكريم، كما أكّدته الرسالاتُ السماوية وآخرها ديننا الإسلامي الحنيف، الذي رفض هذه الاعتقادات والنظرات العنصرية، وما يتفرع عنها من سلوكيات وتعاملات، وأعلن كرامة الإنسان.

مظاهر تكريم الله للإنسان:

مظاهر تكريم الله تعالى للإنسان كثيرة ظاهرة، فقد خلقه تعالى بيديه الكريمتين، قال: ﴿قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ﴾ [ص: ٧٥]، وخلقه على صورة حسنة جميلة، قال تعالى: ﴿وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [غافر: ٦٤]، ونفخ فيه من روحه: ﴿ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ﴾ [السجدة: ٩].

ثم ميزه عن كثير من خلقه بالعقل والنطق: ﴿الرَّحْمَنُ ١ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ٢ خَلَقَ الْإِنسَانَ ٣ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ [الرحمن: ١-٤]، وبالقدرة على التمييز وحريّة الاختيار، قال تعالى: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ [سورة الأحزاب: ٧٢].

ثم استخلفه في الأرض لعمارتها: ﴿هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ [هود: ٦١]، ولأجل ذلك سخّر له الكون وسلّطه على سائر الخلق ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً﴾ [لقمان: ٢٠]، ويسر له ما يعينه في حياته من شتى أنواع المطاعم والمشارب والملابس وحمْله في البر والبحر مما لا يصحّ لغيره: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾ [الإسراء: ٧٠].

وضَّح الإسلام غاية التوضيح أن من كرامة الناس أنهم سواسية في أصل خلقتهم، وأن الاختلافات بينهم في الجنس أو اللغة أو اللون هو آية من آيات الله، ولا تُنقص من هذا التكريم ولا تَغضُّ منه

رؤية الإسلام لتكريم الإنسان:

وفي هذا السياق وضَّح الإسلام غاية التوضيح أن من كرامة الإنسان أنهم سواسية في أصل خلقتهم، وأن الاختلافات بينهم في الجنس أو اللغة أو اللون هو آية من آياته، ولا تُنقص من هذا التكريم ولا تَغضُّ منه، قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: ١٣]، وقال: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِين﴾ [الروم: ٢٢]، وقال رسول الله ﷺ: (إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الأَرْضِ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الأَرْضِ، فَجَاءَ مِنْهُمُ الأَحْمَرُ وَالأَبْيَضُ وَالأَسْوَدُ وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَالسَّهْلُ وَالحَزْنُ وَالخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ)([1]).

بل بيَّن أن الاختلاف بين البشر في أعمالهم وعقولهم وألوانهم وصحَّتهم وحالتهم المادية هو اختبارٌ بحدِّ ذاته، قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً﴾ [الفرقان: ٢٠] قال البغوي: «فالغنيُّ فتنةٌ للفقير، يقول الفقير: ما لي لم أكن مثلَه؟ والصحيح فتنةٌ للمريض، والشريف فتنةٌ للوضيع. وقال ابن عباس: أي جعلت بعضكم بلاء لبعض لتصبروا على ما تسمعون منهم، وترون من خلافهم، وتتبعوا الهدى. وقيل: نزلت في ابتلاء الشريف بالوضيع»([2]).

وأنَّ معايير التفضيل والتقديم لا تكون بناءً على هذه الاختلافات الطبيعية، بل بمقدار ما تُحقِّق الغايةَ من خلقه ووجوده في هذا الكون، قال رسول الله ﷺ في خطبةٍ خطبها في حجّة الوداع: (يا أيها الناس، ألا إنَّ ربَّكم واحد، وإنَّ أبَاكم واحد، ألا لا فضلَ لِعربيّ على عَجميّ، ولا لعجميّ على عربيّ، ولا أَحمَرَ على أسودَ، ولا أَسودَ على أَحمَر، إلاَّ بالتَّقوى. أَبلَّغتُ؟ قالوا: بلَّغَ رسولُ الله)([3]).

كما أنه لم يُحمِّل مسؤولية الشقاء في هذه الدنيا لطرفٍ دون آخَر، بل جعل الذكر والأنثى شُركاء في ذلك، كما كانا شُركاء في التكليف الإلهي لهما بعدمِ الأكل من الشجرة، قال تعالى في قصة أكل آدم وحواء عليهما السلام: ﴿فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ﴾ [طه: ١٢١]، وقال: ﴿وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ٣٥ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ﴾ [البقرة: ٣٥-٣٦].

صور حضارية من تكريم الإسلام للإنسان:

إن تكريم الإسلام للإنسان لم يقتصر على جانب واحد من جوانب الحياة، بل شملها جميعًا، العامَّ منها والخاصّ، وعلى الأصعدة كافَّةً.

  • حّرم العصبيات والعُنصريات، قال رسول الله ﷺ: (ليسَ مِنَّا من دَعا إلى عصبيِّة، وليسَ مِنَّا من قاتَل على عصبيِّة، وليس مِنَّا من ماتَ على عصبيَّة)([4])، وقال ﷺ: (مَن قُتِل تحت راية عِمِّيَّةٍ، يدعو عَصَبيَّة، أو ينصر عَصَبيَّة، فَقِتلَةٌ جاهِلية)([5])، وتاريخ المسلمين -على مرّ العصور- يشهد بنقاء صفحة الإسلام من العنصرية، فإن وُجد خللٌ في زمنٍ أو بلدٍ فهو منكرٌ لا يُمثّل الإسلام الحقّ، ولا يلبث أن تتوجّه إليه سهام الإنكار والتغيير من العلماء والمصلحين.
  • ومن التطبيقات العملية لجعل مدار التكريم في الدنيا والآخرة -كما تقدّم- على التقوى، نجد أنّ عمّ رسول الله ﷺ وهو سيِّدٌ من سادات قريش قد أنزل الله في إهانته وبشارته بالنار سورةَ المسد، وأن رجلًا حبشيًّا أسود كان مستعبدًا في مكّة يبشّره رسول الله ﷺ بالجنّة، ويخصّه برفع الأذان، ويُصعده على ظهر الكعبة يوم الفتح أمام سادات قريشٍ كلِّها؛ لأنّه مؤمنٌ بالله ورسوله. وعندما عيّر أحدُ كبار الصحابة بلالًا رضي الله عنه بلونه، وقال له: «يا ابن السوداء»، عاتبه النبي ﷺ وقال له: (أَعَيَّرتَهُ بأُمِّه؟ إنَّك امرؤٌ فيك جاهليَّة)([6]).

حفظ الإسلام للإنسان إنسانيته ولو لم يكن مُسلمًا، فقد رأى النبيُّ ﷺ جنازة فقام لها، فقيل له: إنّها جنازة يهودي، فقال: (أَليسَت نَفسًا؟) متفق عليه.

  • وحرَّم الاعتداء عليه في بدنه أو ماله أو عرضه، قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون﴾ [الأنعام: ١٥١]. وقال عز وجل: ﴿وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِين﴾ [البقرة: ١٩٠].

بل إنّ تكريم الإنسان في الإسلام قد بلغ غايته في التشريعات الخاصّة بالقتال، فيحرم التمثيل بجثث المقاتلين، ويحرم قتل غير المقاتلين من الرهبان والشيوخ والأطفال والنساء، ويحرم الاعتداء على الأموال والأشجار ونحوها، فعن بُرَيدة t قال: كانَ رسول الله ﷺ إذا أَمَّرَ أميرًا على جيش، أو سَريَّةٍ، أوصَاهُ في خاصَّتِه بتقوى الله، ومن مَعه من المسلمين خيرًا، ثم قال: (اُغزُوا باسمِ اللهِ في سبيل اللهِ، قاتِلوا مَن كفرَ بالله، اُغزوا ولا تَغُلُّوا، ولا تَغدِروا، ولا تُمَثِّلوا، ولا تَقتُلوا وَليدًا)([7]).

  • وحفظ للإنسان إنسانيته ولو لم يكن مُسلمًا، فقد رأى النبيُّ ﷺ جنازة فقام لها، فقيل له: إنّها جنازة يهودي، فقال: (أَليسَت نَفسًا؟)([8]).
  • وأعلى من شأن العدل بين النّاس والإحسان إليهم، قال جل جلاله: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون﴾ [النحل: ٩٠]. وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون﴾ [المائدة: ٨].

تكريم الإنسان في الإسلام بلغ غايته في التشريعات الخاصّة بالقتال، فيحرم التمثيل بجثث المقاتلين، ويحرم قتل غير المقاتلين من الرهبان والشيوخ والأطفال والنساء، ويحرم الاعتداء على الأموال والأشجار ونحوها

واجب الإنسان في الحفاظ على كرامته:

أوجب الإسلامُ على الإنسان أن يحافظ على الكرامة التي منحه الله إياها في نفسه وغيره، وذلك من خلال العديد من التشريعات، والتي من أهمها:

  • تحقيقُ عبودية الإنسان لله الواحد الأحد المنزّہ عن النقائص والعيوب، الذي لا تربطه صلة نسبٍ ولا زواج ولا أبوة بأيٍّ من البشر، وتعظيمُه حق التعظيم بتوحيده والخضوع له والتسليم لشريعته، فهو الخالق الموجد لهذه الحياة وجميع الدلائل الصحيحة تقودُ إليه، وتنقضُ غير ذلك.
  • ترقية الإنسان نفسَه بالعلم والمعرفة: وهذا يشمل المعارف التجريبية والتطبيقية والعلوم الإنسانية والدينية، بتجرُّدٍ وموضوعية ومنهج علميٍّ صحيح؛ فالعلمُ الحقيقي هو الذي يوصل الإنسان إلى معرفة خالقه والإيمان به، فيتخلَّص من العبودية والخضوع لغيره، ويترقى عن ظلمات الجهل ودركات الانحرافات والخرافات التي تُلبَس لبوس النظريات والحقائق العلمية.
  • تزكية النفس بالأخلاق الفاضلة، والمبادئ السامية والقيم العليا التي جاءت بها الشرائع السماوية، وتمَّمها الإسلام وأكَّدها وفصَّلها، والتعاملُ بها في الحياة اليومية مع الخاصّة والعامّة من الناس، وفي السرِّ والعلن.
  • حماية النفس والدين والعرض والعقل والمال، وعدم التفريط بشيء منها.
  • التزام أحكام الشرع في العدل بين الناس، ومنع ظلمهم والاعتداء عليهم.

فإنْ فعلنا ذلك فكم سيتغير وجه العالم، ويختفي أكثر الخراب الذي يعلوه.


([1]) أخرجه أبو داود (٤٦٩٣) والترمذي (٢٩٥٥) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد (١٩٦٤٢).

([2]) معالم التنزيل، للبغوي (٣/٤٣٩).

([3]) أخرجه أحمد (٢٣٤٨٩) والبيهقي في شعب الإيمان (٤٧٧٤).

([4]) أخرجه أبو داود (٥١٢١).

([5]) أخرجه مسلم (١٨٥٠).

([6]) أخرجه البخاري (٣٠).

([7]) أخرجه مسلم (١٧٣١).

([8]) متفق عليه: أخرجه البخاري (١٣١٢) ومسلم (٩٦١).

1 تعليق

التعليقات مغلقة

X