أصدر الشيخ محمد سرور بن نايف زين العابدين -رحمه الله- كتابه “وجاء دور المجوس”، محذّرًا من الخطر القادم من رافضة إيران بعد الثورة التي قادها الخميني عام 1979م، ومنذ ذلك التاريخ خاضت الأمّة تجارب متعدّدة مع الرافضة وذاقت منهم الويلات، حتى انكسروا في بلاد الشام وزال نفوذهم إلى غير رجعة بحول الله، لكن يبقى سؤالٌ مهم يدور في الأذهان: هل ما يزال خطر المجوس قائمًا أم أنّه ولّى؟ هذا ما سيجيب عليه هذا المقال.
مدخل:
ليس كلّ الشيعة مجوسًا، فهم فِرقٌ متعدّدة متباينة في الاعتقاد[1]، فمنهم التفضيلية: الذين يفضّلون عليًّا على سائر الصحابة رضي الله عنهم دون تكفيرهم أو سبّهم، ويعترفون بخلافة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، ومنهم الزيدية، وهؤلاء لا تصح نسبتهم إلى المجوسية.
ومنهم الغلاة: مذهبهم الرفض، وباطنهم الكفر المحض، يقولون بتناسخ الأرواح، وقِدَم العالم، وإنكار البعث والنشور، وأنّ عليًّا هو الربّ، وأنّ محمدًا هو الحجاب، وهؤلاء كفّار بإجماع الأمّة، وعقائدهم هي عقائد المجوس مغلّفة بغلاف إسلامي لا ينخدع بهم أهل العلم والمعرفة.
ومنهم الرافضة الاثنا عشرية الإمامية: وهؤلاء تغيّرت عقائدهم بعد حكم البويهيين والصفويين فدخلها الشرك والكفر، ومن أشهر عقائدهم: نسبة بعض صفات الربوبية لأئمتهم، وصرف أنواعٍ من العبادة لهم، والطعن في الصحابة رضي الله عنهم، والقول بعصمة أئمتهم وأنّهم أفضل من الأنبياء وأنّهم يعلمون الغيب، وفي كثير من عقائدهم وعاداتهم وتقاليدهم لوثات مجوسية[2].
ولا شكّ أنّ زعماء وعلماء الرافضة -الموجودين الآن في إيران ويقودون عامّة الشيعة في العالم- يصرّحون بعقائد الكفر هذه رغم ادّعائهم الإسلام ونطقهم بالشهادتين، ويتمسّكون بما تسرّب إليهم من عقائد وعادات المجوس؛ فصاروا إلى المجوسية أقرب، إضافة إلى فخرهم بالقومية الفارسية وتقديمها على الإسلام، ولهم مشاريع سياسية توسّعية تهدف بالدرجة الأولى إلى القضاء على المسلمين أهل السنّة؛ لذا فإنّ خطرهم عظيم كخطر المجوس لو كانت لهم دولة.. هذا إن لم يصحّ وصفهم بأنّهم مجوس فعلاً.
زعماء وعلماء الرافضة -الموجودين الآن في إيران ويقودون عامّة الشيعة في العالم- يصرّحون بعقائد الكفر هذه رغم ادّعائهم الإسلام ونطقهم بالشهادتين، ويتمسّكون بما تسرّب إليهم من عقائد وعادات المجوس؛ فصاروا إلى المجوسية أقرب، إضافة إلى فخرهم بالقومية الفارسية وتقديمها على الإسلام، ولهم مشاريع سياسية توسّعية تهدف بالدرجة الأولى إلى القضاء على المسلمين أهل السنّة؛ لذا فإنّ خطرهم عظيم كخطر المجوس لو كانت لهم دولة.. هذا إن لم يصحّ وصفهم بأنّهم مجوس فعلاً.
خطر المشروع الإيراني الرافضي:
يمثّل قيام دولة للرافضة خطرًا حقيقيًّا على المسلمين من أهل السنّة، وله بعدان رئيسان: البُعد العقدي، والبُعد السياسي/العسكري.
أولاً.. الخطر العقدي:
لا شكّ أنّ الانحراف العقدي لدى الرافضة كبير منذ البداية، وليس أدلّ على ذلك من أنّ أحد رجالات هذا المذهب وواضع أسسه العقدية هو عبد الله بن سبأ اليهودي الذي نقل ما وجده في الفكر اليهودي إلى التشيع، كالاعتقاد في علي رضي الله عنه أنّه يعلم الغيب، ويقدر على أشياء لا يقدر عليها البشر، والقول برجعته، وإثبات النسيان على الله عزّ وجلّ تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا[3]. ورغم أنّ هذه العقائد كانت محصورة في أوّل الأمر في فرقة عُرفت بالسبئيّة، إلّا أنّها تسرّبت مع مرور الوقت لتصبح من عقائد الشيعة الرئيسة.
ونتيجة لانتهاج الرافضة منهج الغلوّ في علي رضي الله عنه وسائر آل البيت؛ فإنّ الانحراف عن الدين القويم استمرّ في الازدياد مع مرور الزمن، حتى حصل الافتراق في أُسس العقيدة، فلم يعد يجمعنا معهم -كما تنصّ مراجعهم المعتمدة- إلهٌ ولا نبيٌّ، قال نعمة الله الجزائري: “إنّا لا نجتمع معهم [أي مع أهل السنّة] على إله، ولا على نبي، ولا على إمام، وذلك أنّهم يقولون: إنّ ربّهم هو الذي كان محمد نبيّه، وخليفته من بعدُ أبو بكرِ، ونحن لا نقول بهذا الربّ، ولا بذلك النبيّ، بل نقول: إنّ الربّ الذي خليفةُ نبيّهِ أبو بكر ليس ربّنا، ولا ذلك النبيّ نبينا”[4].
ولا يجمعنا معهم كتاب، فهم لا يؤمنون بالقرآن الذي أنزله الله على نبيّه صلى الله عليه وسلم، ويكذبون على جعفر الصادق رحمه الله أنّه قال: “وإنّ عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام وما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام؟ … مصحفٌ فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد”![5].
عوامل أسهمت في الانحراف العقدي لدى الرافضة الإمامية:
إضافة لطريقة نشوء هذه الفرقة فقد توفّر لها عدّة عوامل أسهمت بشكل كبير في وصولها إلى ما وصلت إليه الآن عبر الزمن، ومن أهم هذه العوامل:
- اعتمادهم الكذب حتى صار منهجًا وسمة بارزة لهم، قال ابن تيمية رحمه الله: “وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أنّ الرافضة أكذب الطوائف، والكذب فيهم قديم”[6]. وليس المراد بالكذب هنا كذبهم على مخالفيهم فحسب، وهو ما يسمّونه “التقيّة” ويجعلونه من صلب الدين، بل المراد: الكذب في اختراع الروايات والأخبار والقصص ونسبتها إلى أئمتهم، وبناء العقائد والعبادات والمعاملات عليها، حتى إنّ الكتب المعتمدة عندهم قد زِيْدَ عليها كثيرًا كما ذكر ذلك كثير من علمائهم، فضلاً عن أنّ النصوص التي يروونها ليس لها أسانيد ولا يمكن إثباتها أبدًا، وبالتالي فدينهم قابل للتوسّع والتبديل والتحريف والزيادة والنقص، فشابهوا أهل الكتاب في ذلك، {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ} [البقرة: 79].
- دخول الفرس في المذهب الشيعي وتحريفهم له، قال ابن حزم رحمه الله: “فلما امتُحنوا [أي الفُرس] بزوال الدولة عنهم على أيدي العرب وكانت العرب أقلّ الأمم عند الفرس خطرًا؛ تعاظمهم الأمر وتضاعفت لديهم المصيبة، وراموا كيدَ الإسلام بالمحاربة في أوقات شتّى … فرأوا أنّ كيده على الحيلة أنجع، فأظهر قومٌ منهم الإسلام واستمالوا أهل التشيّع بإظهار محبّة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستشناع ظلم علي رضي الله عنه، ثم سلكوا بهم مسالك شتّى حتى أخرجوهم عن الإسلام”[7].
- فرض الانحراف من قِبَل الصفويين، الذين سعوا إلى إضفاء طابع ديني على حركتهم الشعوبية، من خلال تحويل الدين الإسلامي وشخصية محمد عليه الصلاة والسلام وعلي رضي الله عنه إلى مذهب عنصري، يؤمن بأفضلية التراب والدم الإيراني، والفارسي منه على وجه الخصوص، وبالذات السلالة الساسانية[8].
وفي سبيل تعميق هذا التحوّل: “حرصت الحركة الصفوية على تعطيل أو تبديل الكثير من الشعائر والسنن والطقوس الدينية، وإهمال العديد من المظاهر الإسلامية المشتركة بين المسلمين. وفي الموارد التي كانوا يضطرّون إلى الأداء المشترك مع السنّة -كمراسم الحج مثلاً- حرص الصفويون على تضييق دائرة المشتركات فيها وتوسيع دائرة المختصّات؛ وذلك تفاديًا لاجتماع المسلمين سنة وشيعة في شعيرة دينية أو فريضة جامعة؛ ممّا يكرّس الشعور بأنّ الدين ليس واحدًا، فالصفوية تخشى من التفاهم والأخوّة والوحدة بين المسلمين، وتعتبرها خطرًا يهدد وجودها القائم على الاختلاف بينهم”[9].
فالذي نراه الآن من عقائد الشيعة الرافضة الإمامية في إيران وتصرّفاتهم هو التشيّع الصفوي، وصار الشيعة بعامّة أقرب إلى الفرق الباطنية كالإسماعيلية والقرامطة.
هذا الخطر العقدي متوجّه نحو شيعتهم، وذلك من خلال الاستمرار في إضلالهم {إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} [نوح: 27]، وتجييشهم لحرب أهل السنّة. ومتوجّه نحو أهل السنّة بمحاولة إغرائهم بالمال والشعارات الكاذبة للدخول في دينهم وعقيدتهم، وقد شهدت سوريا -على سبيل المثال- قبل بدء الثورة هجمة شرسة قادتها إيران بالتعاون مع الهالك جميل الأسد وجمعيته “المرتضى” لتشييع المسلمين في المناطق التي يغلب عليها الفقر والجهل، وتشييع النصيريين كذلك، وكان المركز الثقافي الإيراني في دمشق يوفّر الكتب الشيعية بمبالغ رمزية، كما أنّ إيران استطاعت -ومن خلال النظام البائد- فرضَ تدريس المذهب الجعفري في مدارس التعليم العام اعتبارًا من العام 2014، وقامت ببناء الحسينيات والمراقد المزعومة لآل البيت وإقامة طقوس اللطم والتطبير في الأسواق والشوارع والميادين العامة في المدن السنية كدمشق حتى اتّشحت بالسواد.
ثانيًا.. الخطر السياسي والعسكري:
لجأ الرافضة بعد الغيبة الكبرى لإمامهم المزعوم “المهدي المنتظر” إلى القول بعقيدة التقيّة والانتظار؛ فلم يعدْ لهم سبيل لإقامة دولة حتى خروج إمامهم المسردب، ورغم شيوع هذه العقيدة بينهم إلا أنّها كانت محلّ نقاش على مرّ العصور، وكانت الفتوى بجواز مخالفتها سببًا من أسباب قيام الشاه إسماعيل الصفوي بغزو إيران مطلع القرن العاشر الهجري، والتنكيل بأهلها السنّة تنكيلاً ليس له نظير في التاريخ، وفرض التشيع على مَن بقي منهم[10].
وفي العصر الحاضر تبنّى الخميني نظرية ولاية الفقيه، والتي تتيح له قيادة الدولة نيابة عن الإمام الغائب، فقاد ثورة في إيران عام 1979، ثم عمل على “تصدير الثورة” إلى البلدان المجاورة؛ بهدف الوصول إلى قيادة العالم الإسلامي من خلال المنهج السياسي الشيعي، وفي سبيل الوصول إلى هذا الهدف كان على إيران أن تدخل في حرب مع جيرانها من الدول السنّيّة التي تعارض مشروعها، وكانت الضحية الأولى هي العراق، ثم امتدّ إجرامها إلى لبنان وسوريا إضافة إلى اليمن، مع التهديد المستمر لدول الخليج، والتفاوض مع الغرب لبسط نفوذ إيران عليها بالكامل[11].
للرافضة في إيران نهجٌ سياسيٌّ واضح يهدف لتصدير ثورتهم إلى البلاد المجاورة، والسيطرة على مناطق الهلال الشيعي كما يسمّونها، وقيادة العالم الإسلامي وفق النظرية السياسية الشيعية. كما أنّهم يعملون بجدّ واجتهاد لتطوير قوّتهم العسكرية وامتلاك السلاح النووي، وفي هذا تهديد كبير للمسلمين ولأمن المنطقة كلها
وزن الخطر السياسي والعسكري لإيران:
للرافضة في إيران نهجٌ سياسيٌّ واضح يهدف لتصدير ثورتهم إلى البلاد المجاورة، والسيطرة على مناطق الهلال الشيعي كما يسمّونها[12]، كما أنّهم يعملون بجدّ واجتهاد لتطوير قوّتهم العسكرية وامتلاك السلاح النووي، وفي هذا تهديد كبير للمسلمين ولأمن المنطقة ككل. إضافة إلى ذلك هناك عاملان آخران غاية في الأهمّية يزيدان من حجم هذا الخطر هما:
- تحالفات إيران مع القوى العظمى المعادية للمسلمين كأمريكا وبريطانيا وفرنسا، بل إنّ هذه الدول كان لها دور في وصول الخميني إلى السلطة، وتأييد ثورته، والاعتراف بدولته، وإمداده بالقوة والسلاح والذي كان يأتي قسم كبير منه عبر إسرائيل[13]؛ وذلك حتى تكون إيران أداتهم الفاعلة في زعزعة أمن المنطقة، واستخدامها للضغط على الدول السنّيّة المجاورة لها بهدف السيطرة عليها سياسيًا وعسكريًا واستنزافها اقتصاديًا.
وقد نتج عن هذه التحالفات: مساعدة إيران سرًا للوقوف صامدة أمام العراق في حرب الخليج الأولى (1980-1988)، ثم تسليم العراق لإيران بعد انتهاء العمليات القتالية في حرب الخليج الثانية التي قامت بها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية[14].
كما نتج عنه: السماح للنظام المجرم في سوريا بالاستعانة بإيران في حربه ضدّ المسلمين، حيث دخلت إيران وميليشياتها التي جنّدتها من شيعة أفغانستان وباكستان والعراق ولبنان لتعيث في سوريا فسادًا وقتلاً وتشريدًا لأهل السنّة على مرأى ومسمع من العالم.
وكان للتحالف بين أمريكا وإيران دور كبير في احتلال أمريكا لأفغانستان، بحسب تصريحات الزعماء الإيرانيين.
2. ولاءُ غالب الشيعة أينما كانوا لإيران، وذلك لأنّهم يعتقدون وجوب طاعة “الولي الفقيه” قائدِ الشيعة في العالم؛ وبالتالي فطاعته والولاء له أهمّ من الولاء للوطن الذي ينتمون إليه، وهم مستعدّون في سبيل ذلك للوقوف ضدّه متى ما أمروا بذلك، والأمثلة على ذلك كثيرة، أشدّها وضوحًا ما كان يفعله “حزب الشيطان” بقيادة الهالك حسن نصر الله في لبنان؛ فقد كان يتحكّم بمفاصل الدولة واقتصادها ويوجّه سياستها بقوّة السلاح كما تريد طهران، وكان يدرّب شيعة الخليج ليكونوا جاهزين للانقلاب على بلدانهم متى ما أُمِروا بذلك.
هناك عاملان يزيدان من الخطر السياسي والعسكري لإيران هما: غاية في الأهمّية يزيدان من حجم هذا الخطر هما: تحالفا إيران مع القوى العظمى المعادية للمسلمين، وولاءُ غالب الشيعة أينما كانوا لإيران وطاعتهم المطلقة لقيادتها ولو كانت تعني زعزعة أمن أوطانهم التي ينتسبون إليها
الانخداع بالشيعة الرافضة والتقارب معهم:
عدم معرفة حقيقة العدوّ والحذر منه يوقع الإنسان في الغفلة عن الحيطة والحذر، ويجعله فريسة سهلة لمكائد العدو وألاعيبه، لذا فإنّ الله تعالى كرّر في القرآن الكريم التحذير من خطر الشيطان؛ لأنّه غير ظاهر، ويأتي للإنسان من أبواب متعدّدة ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [فاطر: 6]، كما كرّر سبحانه التحذير من المنافقين وفَضَحَهم وفَضَحَ أساليبهم في الكيد للإسلام والمسلمين، وكشف موالاتهم للكفار.
والانخداع بالشيعة الرافضة والغفلة عن حقيقة عقائدهم ومشاريعهم خطرٌ بحدّ ذاته، وسبب من أسباب البلاء الذي أصاب المسلمين من قديم، وظهر جليًّا في العصر الحاضر، ولهذا الانخداع أسباب كثيرة أهمّها: محاولة الشيعةِ التقاربَ مع أهل السنّة.
واحدةٌ من أوائل المحاولات للتقريب بين السنّة والشيعة وأكبرها وأهمّها: مؤتمر النجف الذي عقد عام 1156هـ، وقد بلغ عدد مَن حضر لاستماعِ مناقشاته نحوًا من ستين ألفًا، ولأنّ المؤتمر بدعوة شيعيّة وعلى أرض شيعيّة[15] فقد اكتفى في مقرّراته بتعهّد الشيعة بعدم سبّ الصحابة رضي الله عنهم، لكنّه لم يتعرّض لمحو ما تحويه كتب الشيعة من طعن وسبّ وتكفير، ولا للأثر المترتّب على ذلك وهو العمل بالسنّة المروية عن طريقهم[16].
أمّا في العصر الحاضر فقد أخذت فكرة التقريب خطوة عملية من خلال إنشاء “دار التقريب بين المذاهب الإسلامية” في مصر، والتي نتجت عن زيارة المرجع الشيعي محمد حسين كاشف الغطاء إلى مصر، فالتقى بكبار شيوخها، وبخاصة شيخ الأزهر: محمد مصطفى المراغي، وقد نتج عن هذا اللقاء طرح فكرة التقريب، والتي أثمرت تأسيس الدار عام (1368هـ – 1947م)، وضمّ أولُ مجلس إدارة للدار عشرين عضوًا، منهم: محمد تقي القمّي ممثلاً للشيعة الإمامية، وعلي بن إسماعيل المؤيّد والقاضي محمد بن عبدالله العمري عن الشيعة الزيدية، والباقي من كبار علماء مصر، إضافة إلى الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين[17].
وكان من نتائج هذا التقارب: أن قامت الدار بالدعاية للتشيّع في مصر من خلال نشر كتب التشيع، إضافة إلى خداع الرافضة لشيخ الأزهر محمود شلتوت حتى أصدر فتواه الشهيرة عام 1378هـ والتي يعترف فيها بالمذهب الجعفري مذهبًا إسلاميًا صحيحًا يجوز التعبّد به، وذيّلها بخطاب لمحمد تقي القمّي يبشّره فيها بإصداره هذه الفتوى!
وقد طار الروافض بهذه الفتوى فرحًا، واعتبروها القطف الشهي والثمرة الكبرى لدعوة التقريب؛ لأنّها تعطيهم كما يتصوّرن الشرعية في التبشير بالرفض في ديار السنّة[18].
ولم تقتصر الجهود في العصر الحاضر على إنشاء هذه الدار، فقد قام عدد من علماء المسلمين بمحاولة التقارب مع الشيعة أمثال: محمد عبده، والشيخ محمد رشيد رضا، والشيخ د. مصطفى السباعي، والشيخ د. يوسف القرضاوي، وغيرهم.
من جانب آخر: عندما قامت الثورة الإيرانية وأعلنت الانتماء للإسلام حتى سمّيت زورًا: “الثورة الإسلامية الإيرانية”، ورفعت شعار نصرة القضية الفلسطينية، ورفعت شعار الحرب على أمريكا وأطلقت عليها لقب: “الشيطان الأكبر”؛ وقع كثيرٌ من عامّة المسلمين وطائفةٌ كبيرة من علمائهم ومثقّفيهم في الفخ، فأيّدوا هذه الثورة، وراحوا يهتفون لها، ويعقدون عليها الآمال، ويعتبرونها منعطفًا حقيقيًا يستدعي مزيدًا من التقارب مع الشيعة والتعاون معها والوقوف إلى جانبها.
وفي العقدين الماضيين زاد الانخداع بالرافضة بسبب شعاراتهم التي يرفعونها لنصرة فلسطين من جهة، وبسبب الصراع على المصالح والنفوذ بين الطرفين من جهة أخرى، ففي عام 2006 استطاع حزب الشيطان صدّ العدوان الإسرائيلي على لبنان، فأحدث ذلك موجة واسعة من التأييد الشعبي للحزب وقائده حسن نصر الله! وفي أثناء معركة طوفان الأقصى بدأ حزب الشيطان مناوشات وإطلاق صواريخ على البلدات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية الفلسطينية؛ فردّ العدو الإسرائيلي بضربة قاضية حصدت قيادات الحزب وزعيمه ومئات من كوادره، وشاركت إيران بصواريخ أخبرت العدو الإسرائيلي عن وقت إطلاقها ومكان وقوعها، ورغم وضوح صورة هذه المعارك وأسبابها للكثيرين إلّا أنّ فئة من أهل السنّة بقيت منخدعة بالرافضة، وفسّرت مواقفها بأنّها لنصرة القضية الفلسطينية لا غير، وعندما فرح السوريون بمقتل حسن نصرالله وقادة حزبه الذين تحالفوا مع النصيرية وتعاونوا على قتلهم وتشريدهم والتنكيل بهم؛ اتُّهِمُوا بالخيانة وبطعن المقاومة الفلسطينية في ظهرها! وعادت للسطح مسألة العلاقة بين السنّة والشيعة، والتقارب بينهما!
الانخداع بالشيعة الرافضة والغفلة عن حقيقة عقائدهم ومشاريعهم خطرٌ بحدّ ذاته، وسبب من أسباب البلاء الذي أصاب المسلمين من قديم، وظهر جليًّا في العصر الحاضر
التقارب بين السنّة والشيعة إلى أين؟
بدايةً علينا أن ندرك أنّ محاولات التقريب بين السنّة والشيعة كان دائمًا تبدأ من الشيعة أنفسهم، وهدفها المعلن: تقليل الخلاف والوصول إلى الحقّ، وهدفها الحقيقي: محاولة نشر عقيدة الرافضة بين جمهور المسلمين، أو خداعهم بهدف السيطرة عليهم، قال د. مصطفى السباعي رحمه الله: “الواقع أنّ أكثر علماء الشيعةِ لم يفعلوا شيئًا عمليًا حتى الآن، وكلّ ما فعلوه جملة من المجاملة في الندوات والمجالس، مع استمرار كثير منهم في سبِّ الصحابة وإساءة الظنّ بهم، واعتقاد كلّ ما يُروى في كتب أسلافهم من تلك الروايات والأخبار، بل إنّ بعضهم يفعل خلاف ما يقول في موضوع التقريب … فيصدِرُ الكتبَ المليئة بالطعن في حقّ الصحابة أو بعضهم… فكأنّ المقصود من دعوة التقريب هي تقريب أهلِ السنّة إلى مذهب الشيعة، لا تقريب المذهبين كلّ منهما إلى الآخر”[19].
ومَن كان من علمائهم منصفًا واتّضح له الحق كأحمد الكسروي، وانتقد غلوّ الشيعة في آل البيت، وتحريفَهم للقرآن، ووضعَهم الأحاديث، وطعنَهم في الصحابة، ومظاهِرَ الشرك التي تنتشر بينهم؛ دفعَ حياته ثمنًا لذلك[20]، حيث اغتالته مجموعة شيعية تعرف باسم “فدائيو الإسلام”، وهذه المجموعة أسّسها “نوّاب صفوي” الذي كان يخدع المسلمين في مصر بقوله: “من أراد أن يكون شيعيًّا حقيقيًّا فعليه أن ينضمّ إلى جماعة الإخوان المسلمين”!
من جانب آخر فإنّ العلماء السنّة الذين وقفوا موقفًا مؤيّدًا للتقارب مع الشيعة تراجعوا عنه حينما أدركوا حجم التزييف الذي مورس عليهم والتقيّة التي استخدمها الرافضة معهم، ورأوا بأمّ أعينهم واقع الشيعة وأفعالهم بالمسلمين، وفي مقدمة هؤلاء: د. يوسف القرضاوي الذي عبّر عن ندمه على سنوات قضاها في محاولة التقريب بين السنّة والشيعة، وشنّ هجومًا حادًّا على المرجعيات الشيعية، واصفًا حزب الله اللبناني بـ «حزب الشيطان»، منوّهًا بموقف علماء السعودية الذين وصفهم بأنّهم كانوا أبْصَرَ وأكثرَ نضجًا منه في موقفهم من الشيعة[21].
التقارب بين أهل السنّة والشيعة مشروع فاشل جملة وتفصيلاً، نتيجة الخلاف العقدي الذي يصل إلى التباين المطلق، ونتيجة لما يقوم به الرافضة من أعمال تخالف الدعوة للتقارب، بل هي عين التجافي، والإمعان في العداوة والغدر والخيانة والحرب على المسلمين.
فإذن: هذه الدعوة فاشلة غير قابلة للتطبيق في الواقع لسببين رئيسين:
الأول: الخلاف العقدي الذي يصل إلى التباين المطلق؛ لأنّ عندهم من العقائد الباطلة ما ينقض أصول الإسلام. ومما ينبغي التنبّه له أنّه لا يصحّ الاعتماد في معرفة عقائدهم ومناقشتهم بها على غير الكتب المعتمدة عندهم، أمّا الأقوال فقد تصدر مِمَّن لا يمثّلهم؛ فلا يكون لها قيمة، أو تؤوّل بالكذب الذي يسمّونه “تقيّة” ويعتبرونه من صلب دينهم المحرّف! وقد تقدّم كلام أحد علمائهم أنّ دين الإسلام ودين الصفويين -وهم شيعة إيران اليوم- ليس واحدًا.
الثاني: ما يقوم به الرافضة من أعمال تخالف الدعوة للتقارب، بل هي عين التجافي، والإمعان في العداوة والغدر والخيانة، ومن شواهد ذلك إضافةً على ما سبق:
1. أنّه في الوقت التي أنشئت فيه دار التقريب بين السنّة والشيعة في مصر، وأتيح للشيعة نشر كتبهم بين السنّة، وخروج فتوى جواز التعبّد بالمذهب الجعفري، فإنّنا لم نشهد شيئًا مماثلاً من طرف الشيعة، لا بخصوص اعترافهم بصحّة المذاهب الفقهية السنية وجواز تعبّد شيعتهم بها، ولا بالسماح بنشر كتب أهل السنّة بين الشيعة، بل إنّ طهران هي العاصمة الوحيدة في العالم التي ليس فيها مسجد لأهل السنّة.
2. أنّ الفتاوى بجواز قتل أهل السنّة واستباحة أعراضهم وأخذ أموالهم ما تزال باقية في كتبهم ومراجعهم لم يتبرّؤوا منها، بل يعملون بها ويلقّنونها لأتباعهم. فمن الكذب الذي ينسبونه إلى جعفر الصادق -رحمه الله- أنّه قيل له: “ما تقول في قتل الناصب؟[22] فقال: حلال الدم، ولكنّي أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطًا أو تُغرقه في ماء لكيلا يُشهد به عليك فافعل، قلت: فما ترى في ماله؟ قال: تَوِّه ما قدرت عليه”[23].
وقال يوسف البَحراني: “إنّ إطلاق المسلم على الناصب وأنّه لا يجوز أخذ ماله من حيثُ الإسلام خلافُ ما عليه الطائفةُ الـمُحقَّةُ سلفًا وخلفًا مِنَ الحُكمِ بكُفر الناصبِ ونجاستِه وجوازِ أخذِ مالِه بل قَتلِه”[24].
وقال الخميني: “والأقوى إلحاقُ النواصبِ بأهل الحربِ في إباحةِ ما اغتُنِمَ منهم، وتعلّقِ الخُمُسِ به، بل الظاهرُ جوازُ أخذِ مالِه أين وُجد، وبأيّ نحوٍ كان، ووجوبُ إخراج خُمُسِه”[25].
ومنذ عدّة أشهر قال المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي: “المعركة بين الجبهة الحسينيّة والجبهة اليزيديّة [والمقصود بهم أهل السنّة] هي معركة مستمرة … لا تنتهي أبدًا”[26].
3. حربهم لأهل السنّة والغدر بهم على المستوى العام وخيانتهم لهم؛ مما نتج عنه إسقاط دُوَل وإزهاق أرواح مئات الآلاف من المسلمين. ومع أنّ شواهد التاريخ على ذلك كثيرة ولا سيما ما فعلوه في القرن الماضي بأهل السنّة في الأحواز والعراق، إلّا أنّني سأكتفي بأمثلة من العصر الحاضر، وفيما يخصّ أهل الشام فقط، فمن ذلك:
-
- قيام الميليشيات الشيعية في لبنان (حركة أمل) بقتل وتشريد آلاف المدنيين الفلسطينيين المقيمين في المخيمات، والتعاون مع النصارى والنصيرية لتحقيق ذلك.
- قيام الميليشيات الشيعية بقتل وتشريد مئات الفلسطينيين المقيمين في العراق بعد سقوط نظام صدّام. كلّ هذا يجري للفلسطينيين من غير ذنب اقترفوه إلا لأنّهم من أهل السنّة، وتحت شعارات الرافضة الكاذبة بنصرة فلسطين وتحرير القدس!
- تدخّل إيران في سوريا، والذي بدأ عندما تحالفت مع حافظ الأسد، وأصدر علماء من الشيعة فتوىً مفادها صحّة عقيدة النصيرية بعد أن كانوا يعتبرونهم كفّارًا! ثم بلغ الغدر غايته عندما وضعت إيران يدها في يد النظام النصيري المجرم وتعاونت معه على قتل وتعذيب وتشريد الشعب السوري المسلم السنّي والسيطرة على أرضه وممتلكاته، ثم توطين مئات الآلاف من الرافضة مكانهم بعد منحهم الجنسية.
- وفيما يتعلّق بمعركة “طوفان الأقصى”: فقد أطلقتها حماس في السابع من أكتوبر 2023 اعتمادًا على اتفاقها مع إيران وذراعها في لبنان حزب الشيطان بأنّهم سيشاركون في الحرب على إسرائيل بمجرّد بدء حماس للمعركة، لكن الرافضة خانوا العهد وغدروا، ولم يحرّكوا ساكنًا إلا بعد أن أحرق اليهود نصف قطاع غزّة، وكانت مشاركتهم في الحرب أوّل الأمر شكلية استعراضية.
- والمثال الأخير هو اغتيال الشيخين صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية الخاضعة لسيطرة حزب الشيطان، وإسماعيل هنيّة في طهران عاصمة إيران؛ مما يوضّح حجم الخيانة والغدر والتآمر، أو على الأقل التهاون الخطير في تأمين وحماية شخصيتين فلسطينيتين سياسيتين بحجمهما.
الخاتمة:
رغم ما مُنيت به إيران من خسائر في بلاد الشام وتراجع نفوذها، إلّا أنّ ذلك لا يعني زوال خطر إيران ودورها في المنطقة، فهي ما تزال دولة قوية، تغذّ السير في سبيل التفوّق العسكري، وتسعى إلى السيطرة على المنطقة برمّتها، ولها نفوذ لا يستهان به في كثير من دول آسيا وأفريقيا.
ولا سبيل إلى مواجهة خطر هؤلاء الرافضة إلّا باليقظة الكاملة لمشروعهم السياسي، وتقديم سوء الظنّ بهم، والتنبّه لألاعيبهم وخياناتهم وغدرهم، وبذل كافّة الأسباب لإفشال مخططاتهم، ومعاملتهم كأعداء لا كإخوة أشقّاء، مع الاستمرار في مسار دعوتهم إلى الإسلام الصحيح وهو ما عليه أهل السنّة والجماعة.
نسأل الله أن يجعل خروجهم من سوريا إلى غير رجعة، وأن يعين المسلمين أهل السنّة على العمل بتبعات النصر وإهلاك العدو والقيام بواجب الاستخلاف في الأرض {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 129]، وأن يمنّ على المسلمين في البلاد التي تحتلّها إيران أو تعيث فيها الفساد بالنصر العاجل، إنّه ولي ذلك والقادر عليه.
جهاد بن عبد الوهاب خيتي
المشرف العام على موقع (على بصيرة)، ماجستير في السنة وعلوم الحديث
[1] ينظر: وجاء دور المجوس، مقدمة الطبعة العاشرة، ص (22-23).
[2] ومن ذلك: تعظيم عيد النيروز وهو من أعياد المجوس.
[3] ينظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/52).
[4] الأنوار النعمانية (2/278).
[5] الكافي، للكليني (1/٢٣٩).
[6] منهاج السنة النبوية (1/59).
[7] الفصل في الملل والأهواء والنحل (2/91).
[8] التشيّع العلوي والتشيّع الصفوي، د. علي شريعتي، ص (122-123).
[9] المرجع السابق، ص (142).
[10] يُنظر كتاب: “إيران الصفوية.. كيف صار اﻹيرانيون شيعة صفويين”، لمؤلفه الشيعي: أمير حسن خُنجي.
[11] “ليس سرًّا أنّه في محضر النقاش الذي جرى بين سولانا مسؤول الخارجية الأوروبية ولاريجاني المسؤول الإيراني عن الملف النووي، فذكر لاريجاني أنّه من الممكن أن تتنازل إيران عن السلاح النووي مقابل ثمن لائق، فطلب منه سولانا توضيح ذلك، فوضّح له بأنّهم يريدون هيمنة إيرانية على بقية شواطئ الخليج؛ لأنّ هذه مناطق شيعية وثروتها تذهب لحكّام سنّة”. من مقال: رُؤيَةٌ لِلمُعضِلَةِ الشِّيعِيَّة، د.محمد بن حامد الأحمري.
[12] الهلال الشيعي هو مصطلح سياسي يصف منطقةً جغرافيةً في الشرق الاوسط يشكّل فيها الشيعة نسبة كبيرة من السكان، تمتد من إيران إلى لبنان مرورًا بالعراق وسوريا.
[13] يُنظر: الثورة البائسة، د. موسى الموسوي، (ص 122-125).
[14] للتوسع في فهم العلاقة بين إيران والغرب يُنظر كتاب: إضاءات على العلاقات الإيرانية مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وتأثيراتها في الملف السوري- إصدار: مركز الحوار السوري.
[15] الذي دعا إليه هو شاه إيران: نادر شاه، وكلّف الشيخ عبد الله السويدي (سنّي) برئاسة المؤتمر، وحضره عدد كبير من علماء شيعة إيران ما يزيد عن السبعين، وحضره من علماء أهل السنّة بضعة عشر عالـمًا.
[16] يُنظر: مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة، للدكتور ناصر القفاري (2/157-170).
[17] يُنظر: تجربة التقريب بين المذاهب، فهمي هويدي، مجلة أمّة الاسلام العلمية، السودان، العدد الرابع. ومن أهمّ الأسماء التي شاركت في مجلس إدارة الدار: الوزير محمد علي علوبة باشا، والشيخ عبد المجيد سليم رئيس هيئة الفتوى بالأزهر، والشيخ أحمد حسين مفتي وزارة الأوقاف، والشيخ محمود شلتوت عضو هيئة كبار العلماء، والشيخ محمد عبد اللطيف دراز وكيل الأزهر، والشيخ عيسى ممنون عضو هيئة كبار العلماء ورئيس الجمعيات الشرعية، والشيخ حسن البنا رئيس الإخوان المسلمين، والشيخ عبد الوهاب خلّاف، والشيخ علي الخفيف وهما من كبار أساتذة الفقه والتشريع بالجامعة، والشيخ محمد المدني الأستاذ بالأزهر.
[18] مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة (2/182-183).
[19] السنّة ومكانتها في التشريع الإسلامي، (ص 9-10).
[20] مسألة التقريب بين أهل السنّة والشيعة (2/220-222).
[21] مقابلة خاصّة مع الشيخ -رحمه الله- على قناة العربية.
[22] الناصب والناصبي وجمعه النواصب: هم الذين يبُغضون عليًّا رضي الله عنه؛ سمّوا بذلك لأنّهم يناصبونه العداء، ولكنّ الشيعة يطلقون هذا الاسم على أهل السنة.
[23] وسائل الشيعة، للحرّ العاملي (٢٨/٢١٧).
[24] الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة (12/323).
[25] تحرير الوسيلة (1/352).
[26] وذلك في تغريدات له على حسابه الرسمي على منصّة X.