دعوة

إن الناس قد جمعوا لكم

يسلط المقال الضوء على تجربة الصحابة الفريدة بعد أُحد.. لحظة تاريخية مثقلة بالجراح، لكن مشحونة بالإيمان، فور خروجهم من معركة أُحد وهم ما بين مُصاب وجريح؛ ناداهم النبي صلى الله عليه وسلم لمعركة أخرى في صبيحة اليوم التالي لمعركة أحد.. فما ترددوا، بل بادروا بطاعة نادرة رغم الألم، نحاول هنا تلمس طريقهم، لعل هذا يساعدنا على أن ننهض كما نهضوا، بثقة ويقين وتوكل.

{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ 173 فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ 174 إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 173-175].

مع أحداث سوريا الأخيرة بعد التحرير، وتضافر جهود أعداء الداخل والخارج على إفشال هذه الأيام التاريخية للشعب السوري في بناء دولته ونهضته عقب حرب تحرير عظيمة؛ تذكرت هذه الآية، لاسترجاع معاني التوكل على الله، لكن استوقفني فيها سؤال:

كيف يكون تأهب الكافرين واجتماعهم على النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته سببًا في زيادة التصديق بالله وبوعده؟

فالمتبادر إلى الذهن ابتداء أنه في اللحظات العصيبة المضطربة التي تتزلزل فيها القلوب، ويتصاعد جهد الأعداء، وتضيق بالمؤمنين السبل، فإن هذا قد يكون نتيجته تزعزع للإيمان وتنازل عن الثوابت.

لكن الآية الكريمة هنا تضعنا في صورة مغايرة تمامًا؛ فرسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام خرجوا من معركة أحد وقد استشهد منهم العشرات ومنهم كبار جيش محمد صلى الله عليه وسلم، حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم جُرح وسال دمه الشريف على وجهه، واضطر أن يلجأ إلى شِعب من شعاب جبل أحد وحوله ثلة قليلة من الصحابة للدفاع عنه، وبعد هذا بيوم واحد فقط يأتيه الخبر أن جيش قريش ندم على رجوعه عن المدينة قبل استئصال جيش المسلمين وأنه عائد لقتالهم، فيكون أول ما يقوله نبينا صلى الله عليه وسلم وصحابته بثبات وعزيمة أن (حسبنا الله ونعم الوكيل)[1]، لكن السؤال الذي طرحناه في البداية جوابُه في الآية نفسها {فَزَادَهُمْ إِيمَانًا}، نعم هذا الثبات والاكتفاء بالله سبحانه وتعالى يأتي من تلك المعاني التي ارتقت في القلب حتى أثمرت ثباتًا وعزيمة. وحتى نخرج بدروس أكثر تفصيلاً، دعونا نتأمل المشهد بشكل أدق، دعونا نرجع إلى اللحظات الأخيرة من غزوة أحد، هناك في شعب من شعاب جبل أحد شمال المدينة المنورة، حيث النبي صلى الله عليه وسلم قد كسرت رَباعيته[2] وشُج وجهه والدم يسيل على وجهه الشريف وهو يمسح الدم ويقول: (كيف يفلح قوم شجوا نبيهم وكسروا رَباعيته، وهو يدعوهم إلى الله)[3]، وقد التف حوله صحبُه رضوان الله عليهم، وهم يتأملون جثامين الشهداء موزعة في ساحة المعركة، وقد اعتصر قلبهم مما حدث من بعضهم من معصية أوامر الرسول، وفي تلك اللحظات يأتي صوت من الطرف المقابل:

أفيكم محمد؟

فيقول لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تجيبوه)،

أعادها صاحب الصوت ثلاثًا فلم يجبه أحد،

فيقول: أفيكم ابن أبي قحافة؟

أعادها ثلاثًا فلم يجبه أحد،

ثم قال: أفيكم عمر بن الخطاب؟

أعادها ثلاثًا فلم يجبه أحد،

وهنا قال صاحب الصوت (أبو سفيان بن حرب رضي الله عنه وهو يومئذ قائد جيش المشركين): أما هؤلاء فقد كُفيتموهم، فلم يملك عمر رضي الله عنه نفسه وقال: كذبت يا عدو الله، ها هو ذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وإنّا أحياء ولك منا يوم سوء.

فخابت آمال أبي سفيان في تحقيق نصر كبير فصرخ بأعلى صوته: اعل هبل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أجيبوه) قالوا: يا رسول الله وما نقول؟ قال: (قولوا: الله أعلى وأجل)، قال: لنا العزى ولا عزى لكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أجيبوه)، قالوا: يا رسول الله وما نقول؟ قال: (قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم)[4].

ثم قفل أبو سفيان عائدًا بجيشه إلى مكة، وعاد النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه إلى المدينة المنورة. وفي صبيحة اليوم الثاني من غزوة أحد قدم رجل من أهل مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم في الحرب أن يستثمر الأخبار التي تصل من هنا وهناك، بل كان يرسل العيون لتتبع حركة الأعداء، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم الرجل عن أبي سفيان ومن معه، فقال: نازلتهم فسمعتهم يتلاومون، يقول بعضهم لبعض: لم تصنعوا شيئًا، أصبتم شوكة القوم وحدهم، ثم تركتموهم، ولم تبتروهم، فقد بقي منهم رؤوس يجمعون لكم.

فعرف النبي صلى الله عليه وسلم أن أبا سفيان ومن معه قد يعودون إلى المدينة، فبادر النبي صلى الله عليه وسلم وأمر من ينادي بأصحابه أن ينطلقوا للمعركة واشترط عليهم ألا يخرج معه إلا من شهد القتال في أحد[5].

وكان ممن خرج في أُحد رجلان من بني عبد الأشهل، قد رجعا جريحين، فلما أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج في طلب العدو، ما طاب لهما أن يتخلفا عن غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس لهما دابة يركبانها، وكان أحدهما أيسر جرحًا من الآخر، فكان يحمل أخاه تارة ويمشي بجانبه تارة، حتى لحقا بالمسلمين[6].

وكان جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قد تخلّف عن غزوة أحد بسبب أمر والده برعاية أخواته، وقد استشهد أبوه في معركة أحد، وشقّ عليه أن تفوته الفرصة مرّة أخرى، فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الخروج معهم، فأذن له.

توجه نبي الله صلى الله عليه وسلم بجيشه الجريح بَدَنًا القوي إيمانًا وعزيمة على ألا يعود لمخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم إلى حمراء الأسد، جنوب غرب المدينة المنورة، وفي الطريق قابل معبد بن أبي معبد الخزاعي فعزّى النبي صلى الله عليه وسلم بمصابه في أصحابه، وأعلن دخوله في الإسلام، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم في إسلامه فرصة ذهبية يمكن استغلالها في إرهاب قريش وتخويفها، فطلب منه إخفاء إسلامه وتخذيل قريش عن الرجوع.

فاتجه معبد رضي الله عنه نحو أبي سفيان، فلما رآه قال: ما وراءك يا معبد؟ قال: محمد قد خرج في أصحابه، يطلبكم في جمع لم أر مثله قط، يتحرقون عليكم تحرقًا، قد اجتمع معه من كان تخلف عنه في يومكم، وندموا على ما صنعوا، فيهم من الحنق عليكم شيء لم أر مثله قط. قال: ويلك، ما تقول؟ قال: والله ما أراك ترتحل حتى ترى نواصي الخيل، قال: فوالله لقد أجمعنا الكرة عليهم لنستأصل شأفتهم، قال: فإني أنهاك عن ذلك، ووالله لقد حملني ما رأيت على أن قلت فيه أبياتًا من شعر، قال: وما قلت؟ قال: قلت:

كادت تُهد من الأصوات راحلتي *** إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل

تردى بأسد كرام لا تنابلةٍ *** عند اللقاء ولا مِيل معازيل

فظَلْتُ عَدْوًا أظن الأرض مائلةً *** لما سمَوا برئيس غير مخذول

فقلت: ويل ابن حرب من لقائكم *** إذا تغطمطت البطحاء بالجيل

إني نذير لأهل البَسْل ضاحية *** لكل ذي إربة منهم ومعقول

من جيش أحمد لا وَخْشٍ تنابلةٍ *** وليس يوصف ما أنذرت بالقيل[7]

وحينها انهارت عزائم المشركين، وأصابتهم الذلة والمهانة؛ قرّروا العودة إلى مكة، وحاول أبو سفيان أن يغطّي انسحابه، فانتهز فرصة مرور قافلة متوجّهة إلى المدينة، وطلب منهم أن ينقلوا رسالة إلى المسلمين بأنّهم قد جمعوا جنودهم وتهيّؤوا لقتال النبي صلى الله عليه وسلم وأنهم قادمون باتجاههم، فمر الركب برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بحمراء الأسد فأخبروه بالذي قال أبو سفيان فقال: (حسبنا الله ونعم الوكيل)[8].

ولم يحدث بين الفريقين قتال، لكن المسلمين استطاعوا أن يأسروا رجلاً يُقال له أبو عزة الجُمَحي، وكان شاعرًا أسره المسلمون يوم بدر، ثم أطلقه الرسول صلى الله عليه وسلم بغير فداء؛ رحمةً ببناته، واشترط عليه ألا يقف ضد المسلمين، فلم يحترم الرجل العهد، وقاتل مع المشركين في أحد، فلما وقف بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم رجاه أن يَعفو عنه، لكن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتله، وقال كلمته التي صارت مثلاً: (لا يُلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين)[9].

يا الله.. ما أجمل اللوحات التربوية في السيرة النبوية، كيف كان النصر أولاً في أحد، وكانت الهزيمة ثانيًا فيها بعد أن خالف بعض الرماة أوامر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم كان الانتصار الكبير بعدهما، انتصار المعرفة الواضحة والرؤية المستنيرة، واستقرار المشاعر، وتمحيص النفوس، وتمييز الصفوف.

في هذه الرحلة بين غزوتين عرف الصحابة -وقبل ذلك أيضًا- تكاليف الإيمان، وتكاليف الدعوة إليه، والتزام الطاعة والاتباع، والتوكل على الله وحده[10].

المتبادر إلى الذهن ابتداء أنه في اللحظات العصيبة المضطربة التي تتزلزل فيها القلوب، ويتصاعد جهد الأعداء، وتضيق بالمؤمنين السبل، فإن هذا قد يكون نتيجة لتزعزع الإيمان، والتنازل عن الثوابت.

حدث ما حدث في أحد بتدبير الله العلي القدير، تدبيرًا كله خير لهم، لينالوا هذه العبر والتربية، ولنا من بعدهم لنتأمل في هذه التجارب والحقائق، ومن هذا الباب نخرج بعدد من الدروس لنستصحبها معنا في طريق الإصلاح في بلدنا سوريا:

أولاً: التوبة وسرعة الاستجابة وعدم تكرار أخطاء الماضي:

رغم الجراح والتعب، استجاب الصحابة فورًا صبيحة اليوم الثاني لغزوة أحد لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج لملاحقة المشركين، بل قدموا نماذج بطولية في ذلك، فهذا جريح يحمل أخاه الجريح، وذاك استشهد أبوه أمسِ ولم يستطيع الخروج فيبادر ليعوّض ويستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للخروج معه في هذه الغزوة مع أن الأمر جاء فقط لمن شارك في أحد.

كان الصحابة في غزوة حمراء الأسد في تحاملهم على جراحهم ومبادرتهم وطاعتهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم، وفي إعقابهم الخطأ بالتصحيح مباشرة، وبالتوكل على الله سبحانه وتعالى؛ يتركون درسًا لمن بعدهم في الهمة والمبادرة والتوبة والطاعة لله ورسوله، وبالتوكل على الله؛ فأثابهم الله سبحانه وتعالى زيادة في الإيمان وأنعم عليهم بأن لم يمسسهم سوء وعادوا دون قتال.

 ثانيًا: التوكل على الله والاكتفاء به يورث زيادة في الإيمان وحفظًا من الرحمن:

تحزب أعداء الدين على المسلمين قدر من أقدار الله ليمتحن الله عباده في توكلهم عليه، فالاكتفاء بالله يورث زيادة في الإيمان وحفظًا من الله، والإيمان (مع الخطأ) محرك نحو التصحيح والثبات على الحق، والكفر (مع النصر) محرك نحو الجبن والفشل، فالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته مع ما فيهم من جراح إلا أن الإيمان كان محركهم نحو الثبات والانتصار، فيما أبو سفيان ومن معه عادوا من أحد بروح المنتصر ومع ذلك أخافتهم أخبار ملاحقة محمد صلى الله عليه وسلم لهم فجبنوا عن المواجهة وعادوا أدراجهم خائبين.

مدار النصر الحقيقي هو ما في القلوب من إيمان وتوكل، والنصر يبدأ من الإيمان واليقين، ومن إعداد القوة: إعداد القلوب، ومن أولويات البناء: تعزيز الإيمان.

ثالثًا: إظهار قوة المسلمين ورفع الروح المعنوية وإرهاب العدو:

حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إظهار قوة المسلمين وهيبتهم، حيث لم يدعُ إلى الخروج معه إلى غزوة حمراء الأسد إلا من شارك في معركة أحد، ليظهر للمشركين أن المسلمين مع ما حدث لهم في أحد إلا أنهم ما زالوا أقوياء وقادرين على التحرك السريع، بل والمبادرة حتى واللحاق بجيش المشركين.

ونرى هذا يتكرر في السيرة النبوية، ففي عمرة القضاء التي كانت بعد عام من صلح الحديبية، عندما طاف النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته حول الكعبة وصله أن قريش شمتت بهم وقالت: “يقدم عليكم وفد وَهَنَهم حمى يثرب”، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يرملوا[11]، حتى قال بعض المشركين لبعض: “أهؤلاء أنهكتهم حمى يثرب؟”.

كما أن مبادرة النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة وتأكيده على أن يخرج معه فقط من شاركه في معركة أحد فيه علاج نبوي للجراح المعنوية التي أصابت المسلمين في غزوة أحد، وفرصة ثانية للتعويض عما حدث في أحد، وقد رأينا كيف كان هذا سببًا في اشتداد عزيمة المسلمين واتكالهم على الله.

الدرس الذي نتعلمه من غزوة حمراء الأسد: أن إظهار قوة المسلمين وهيبتهم مطلوب شرعًا، حتى في أوقات الضعف.

رابعًا: دور الدعاية في الحرب:

استثمر النبي صلى الله عليه وسلم في الحرب النفسية والدعاية، وقد رأينا كيف أنه طلب من معبد الخزاعي تخذيل المشركين، وفي المقابل سعى أبو سفيان لتخويف المسلمين عبر بعض القبائل بأنه عائد إلى المدينة ليكمل ما بدأه، والمتأمل في هذا يعرف ما للإعلام من دور في التأثير على المعنويات في الحروب وفي مواجهة الأعداء.

وفي زماننا هذا انتقل دور الدعاية الإعلامية من أخبار للتضليل، أو التوجيه، أو التخويف، أو الحث، إلى أن صار الإعلام فاعلاً سياسيًا واقتصاديًا، بل أصبح الإعلام سلاحًا بحد ذاته!

في العصر الحديث صار لكل دولة آلة إعلامية ضخمة، وانتقل دور الإعلام من أداة لتوصيل الأخبار إلى أداة تأثير وتغيير وتشكيل رؤى وهويات وسيطرة؛ وهذا يدعونا إلى العناية بهذا الجانب توعيةً وتثقيفًا واستثمارًا في التربية والدعوة، وفي إعادة تصحيح الرؤى والتصورات، وفي العلاقة مع الآخرين.

خامسًا: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين:

حديث نبوي عظيم أصبح مثلاً، وقد رأينا تطبيقها فيما رُوي من قصة قتل النبي صلى الله عليه وسلم لأبي عزة الجمحي الذي نكث العهد ووقف في صف العدو مرتين، وكم من ناكث للعهد خائن يستحق أن يغلق عليه جحره.

وفي الختام:

ما أشبه الليلة بالبارحة، وما أحوجنا لاستصحاب دروس التاريخ فيما نصنعه من تاريخ، فالخطأ وارد، لكن التصحيح واجب، والضعف موجود لكن العمل على تجاوزه والسعي نحو القوة مطلوب، والإيمان وقود الثبات، والتوكل على الله طريق الخلاص، والإعداد الحقيقي هو إعداد القلوب.

في العصر الحديث صار لكل دولة آلة إعلامية ضخمة، وانتقل دور الإعلام من أداة لتوصيل الأخبار إلى أداة تأثير وتغيير وتشكيل رؤى وهويات وسيطرة، وهذا يدعونا إلى العناية بهذا الجانب توعيةً وتثقيفًا واستثمارًا في التربية والدعوة، وفي إعادة تصحيح الرؤى والتصورات، وفي العلاقة مع الآخرين.


أحمد أرسلان

مدوِّن، ومتخصص في صناعة المحتوى والإنتاج الإعلامي


[1] “حسبي الله ونعم الوكيل” من أعظم الأدعية الواردة في الكتاب والسنة الصحيحة. ويناسب هذا الدعاء كل موقف يصيب المسلم فيه هم أو فزع أو خوف، وكذلك كل ظرف شدة أو كرب أو مصيبة، فيكون لسان حاله ومقاله الالتجاء إلى الله، والاكتفاء بحمايته وجنابه العظيم عن الخلق أجمعين، قال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فإذا غلبك أمر فقل حسبي الله ونعم الوكيل) أخرجه أبو داود (3627).

[2] السن بين الثنية والناب.

[3] أخرجه مسلم (1791).

[4] ينظر: صحيح البخاري (3039).

[5] البداية والنهاية (5/454).

[6] البداية والنهاية (5/455-456).

[7] السيرة النبوية، لابن هشام (2/١٠٣).

[8] تفسير الطبري (7/409).

[9] الحديث صحيح متفق عليه: البخاري (6133) ومسلم (2998)، أمّا سبب وروده فقد ذكرها أهل السيرة بإسناد ضعيف.

[10] بتصرف واختصار من: في ظلال القرآن (1/457).

[11] أخرجه البخاري (4256)، والرمَل: هو مقاربة الخطا مع إسراع المشي.

مدوِّن، ومتخصص في صناعة المحتوى والإنتاج الإعلامي.