تأصيل

نظرات في السنن الربانية

للسنن الربانية خصائص لا بد من معرفتها؛ لما لها من أهمية كبرى وفوائد عظيمة، ولأن الفقه بهذه السنن هو الوسيلة الأهم في بناء الإنسان وإصلاحه وحُسن خلافته في الأرض، كما أنها مقدمة لكثير من العلوم الإنسانية؛ فعوامل ازدهار الحضارة وموانع سقوطها، وقيام المجتمعات على أسس سليمة ورسوخ القيم فيها؛ مرهون بحسن فهم هذه السنن والتعامل معها، وهو ما سيلقي المقال الضوء عليه.

قدَّر الله تعالى أحوالَ الخلائق وصرّف شؤونها وفق منظومة متكاملة من القوانين والنَّواميس القَدَرية والشرعية، تقوم على ارتباط الأسبابِ بمسبَّباتها، والنتائجِ بمقدماتها، تلك المنظومة التي جعلها سبحانه وتعالى علامةً ودِلالة على وحدانيته واستحقاقه للعبودية الحقَّة، فقال عز وجل: ﴿وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ (٢٠) وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ (٢١) وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (٢٢) فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ﴾ [الذاريات: ٢٠-٢٣].

وقد ورد مُسمَّى «السُّنن» في الكتاب والسنة، واستعملَ أهلُ العلم هذا المصطلح، حتى غدا عَلَمًا قائمًا بذاته، يمكن استعراض أهمّ ملامحه فيما يلي:

السنن الرَّبَّانية هي طرائق الله تعالى الثابتة المطَّردة في تدبير شؤون الكون، والحياة، وإجراء القَدَرِ بما تقتضيه حِكمتُه.

المقصود بالسنن الربانية:

السنة في اللغة: تأتي بمعاني: العادة والعرف والدَّيدَن، والدِّين والطريقة والمنهج، والأمة، والجِبِلَّة، والاستمرار.

وهذه المعاني تشترك كلها في معاني الثبات والديمومة والاستمرار.

وأما السنة الرَّبَّانية في الاصطلاح فيمكن تعريفها بأنها:

طرائق الله تعالى الثابتة المطردة في تدبير شؤون الكون، والحياة، وإجراء القَدَرِ بما تقتضيه حِكمتُه.

أو: طرائقه الثابتة المطردة في تدبير شؤون خلقه وفق حكمته[1].

خصائص السنن الربانية:

للسنن الربانية خصائص لابد من معرفتها لحُسن فهمها والتعامل معها، ويمكن إجمالها في الخصائص التالية: الربانية، والعموم والشمول، والثبات والاطِّراد، والاستمرار والديمومة، والعدل والحكمة، والتكامل وتبادل التأثر والتأثير.

وفيما يلي تفصيل كل خصيصة منها:

الأولى: الربانية:

فالنظرة لهذه السنن تنطلق من أن الله تعالى هو خالقُ كلِّ شيء، خالق سائر المخلوقات والمتصرف في حركاتها ونظامها، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات: ٩٦].

وهو سبحانه المُدَبِّرُ لشؤونها وأحوالها وقوانين حركتها، كما بين ذلك بقوله: ﴿أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ﴾ [سورة الأعراف: ٥٤]، وقوله سبحانه: ﴿يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ٥ ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ٦ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾ [السجدة: ٥-٧].

وهذه المنظومة مرتبطة بعِلمه وخِبرته وحِكمته سبحانه وتعالى، مَشيئةً وإرادة وخلقًا وتقديرًا، كما قال: ﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك: ١٤]، وتنبثق من الإيمان به تعالى خالقًا مالكًا متصرفًا في هذا الكون.

إن خصيصة الربانية هي الميزة المحورية من خصائص سنن الله، إذ إن الخصائص الأخرى للسنن تنبثق عنها وتتفرع عنها، قال سبحانه وتعالى: ﴿سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً﴾ [الفتح: ٢٣].

السنن الربانية عامة وشاملة، تنطبق على كل ما هو موجود في الكون دون استثناء، لأنها جميعًا من مخلوقات الله تبارك وتعالى وبديع صنعه

الثانية: العموم والشمول:

إن مما يُميّز السنن الربانية عن غيرها من القواعد العامة والأصول الكلية أنها تشمل جميع الأفراد الذين ينطبق عليهم محل القاعدة ومقتضياتها دون استثناء، ولكون سنن الله تبارك وتعالى من خلقه وبديع صنعه فلا شك أنها ستكون شاملة لجميع مخلوقاته التي تنطبق عليهم، فالكُلُّ أمامَ سننِ الله سواءٌ، فسنة تعاقب الليل والنهار مثلاً -باعتبارها سنة كونية – تشمل كلَّ ما هو موجود على سطح الأرضِ مِن إنسانٍ وجمادٍ وحيوانٍ ونباتٍ، وكذلك غليان الماء عند درجة مائة، وتجمده عند درجة الصفر، وهو شامل لكل من يتعامل معه مهما كان.

وقيمة العدل مثلاً -باعتبارها سنة مجتمعية- تنطبق على جميع أشكال التجمع البشري دون تمييز لجنسٍ أو لونٍ أو دِيانةٍ، يقول ابن خلدون رحمه الله: «الظُّلمُ مُؤذِنٌ بخرابِ العُمران»[2].

وقاعدة أن المعصية سبب للعقوبة مثلاً -باعتبارها سنة شرعية- تنطبق على الناس جميعًا، أو على جميع أفراد الفئة المُتَلَبِّسَةِ بالمعصية، كما قال تعالى: ﴿لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا﴾ [النساء: ١٢٣]، وقال سبحانه: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير﴾ [آل عمران: ١٦٥].

 «السنن الربانية ثابتة مطّردة، ومن هذا الباب صارت قصصُ المتقدمين عبرةً لنا، ولولا القياس واطِّراد فعله وسنته لم يصح الاعتبار بها. والاعتبار إنما يكون إذا كان حكمُ الشيء حكمَ نظيره، كالأمثال المضروبة في القرآن، وهي كثيرة»

ابن تيمية رحمه الله

الثالثة: الثبات والاطِّراد:

إن سُنَنَ اللهِ تبارك وتعالى لا تتبدل ولا تتحول ولا تتغير، تجري على كل الوقائع والمواقف التي تقوم الأسباب فيها بمسبَّباتها وتتوقف المعلولات فيها على عِلَلِها، ولولا ذلك لما صحَّ التعامل بها في السنن الكونية، ولما صح طلب الاعتبار بها في السنن الاجتماعية والشرعية، قال ابن تيمية رحمه الله: «ومن هذا الباب صارت قصصُ المتقدمين عبرةً لنا، ولولا القياس واطِّراد فعله وسنته لم يصح الاعتبار بها. والاعتبار إنما يكون إذا كان حكمُ الشيء حكمَ نظيره، كالأمثال المضروبة في القرآن، وهي كثيرة»[3].

فالسنن تجري على الجميع متى ما توفرت شروطُ جريانها، كما جرت على الأولين لأنه توفرت شروط جريانها عليهم بإرادته وحكمته سبحانه، يقول القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: ﴿فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً﴾ [فاطر: ٤٣]: «أي أجرى اللهُ العذابَ على الكفار، ويَجعلُ ذلك سنةً فيهم، فهو يعذب بمثلِه مَن استحقه، لا يَقدر أحدٌ أن يبدِّلَ ذلك، ولا أن يحول العذاب عن نفسه إلى غيره»[4].

وقد أوضح ابن تيمية رحمه الله الفرق بين لفظي «التبديل» و «التحويل» بقوله: «فالتبديل أن تبدل بخلافه، والتحويل أن تحول من محل إلى محل»[5].

الرابعة: الدَّيمومَة والاستمرار:

سبقت الإشارة عند التعريف اللغوي للسنن أن معانيها اللغوية تشترك في الاستمرارية والدوام، فهي لا تتحول مِن مكان إلى مكان، ولا تتبدل مِن مقام إلى مقام، ولا تتخلف مِن زمان إلى زمان، وهذه الصفة للسنن هي مقتضى خصيصتي العمومِ والثباتِ مِن جهتين:

الجهة الأولى: أنها مستمرة دائمة في الحدوث والتكرار؛ لأنها عامة شاملة.

الجهة الثانية: أنها مستمرة دائمة على صفة وهيئة الحدوث نفسها؛ لأنها ثابتة مُطَّرِدة.

وهاتان الجهتان هما محل الاعتبار والاتِّعاظ.

وهذه الاستمرارية للسنن لها صور:

  • استمرارية مطلقة: يعني ثابتة من كل وجه فهي دائمة، كالنواميس الكونية الجارية، كشروق الشمس من المشرق وغروبها من المغرب، وتعاقب الليل والنهار، وتعاقب الفصول الأربعة وغيرها من السنن الكونية.
  • استمرارية نسبية: فهي دَورية لكنها ليست مستمرة أو غير منتظمة، كبعض الظواهر الطبيعية من مواسم المطر والثلوج وحركة الرياح والأعاصير وغيرها من السنن الكونية.
  • استمرارية مقيدة «بوقت محدد»، يُقَدِّره سبحانه وتعالى بعلمه وإرادته، كالكسوف والخسوف والزلازل والبراكين، وكالسنن الخارقة بإذن الله عز وجل من مُعجِزَاتٍ لأنبيائه عليهم الصلاة والسلام أو كراماتٍ للأولياء من عباده.

العدل نظام الوجود، وقاعدة الحياة وركنها. قامت به السماوات والأرض، وجعل سبحانه استقرارَ الأرض ومتاعَها معلَّقَين على العدل، قال سبحانه: ﴿وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ

الخامسة: العدل والحكمة:

مِن الأُسُسِ العظيمة التي قام عليها مَلَكوت السماوات والأرض العدلُ والحكمةُ، فخلقُ الله سبحانه لجميع المخلوقات كان مقرونًا بحكمته كما هو مقرونٌ بعلمه جل وعلا، وارتباطه بحكمته يقتضي اشتمالَه على الغاية المحمودة المطلوبة للرب سبحانه، ويعني أيضًا وقوعَه على أكمل الوجوه وأحسنها. وقد وصف الله تبارك وتعالى نفسه في مواطن كثيرة بالحكمة: ﴿عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ ﴿عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ ﴿وَاسِعًا حَكِيمًا﴾.

فالعلاقة بين المخلوقات بعضهم مع بعض قائمة على العدل والحكمة[6]، وتعامله مع خلقه سبحانه وتعالى من جهة أخرى قائم على العدل والحكمة؛ فالعدل قامت به السموات والأرض، إذ هو نظامُ الوجود، وقاعدةُ الحياة الدنيا وركنها. وجعل سبحانه استقرارَ الأرض ومتاعَها معلَّقَين على العدل، قال سبحانه: ﴿وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾ [ق: ٢٩].

فسنن الله الكونيةُ والشرعيةُ مبناهما على الحكمة والعدل، قال تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ [القمر: ٤٩]، وقال تعالى: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [الأنعام: ١١٥]

قال ابن القيم رحمه الله: «فإن أقوالَه كلَّها صِدقٌ ورشد وهدى وعدل وحكمة، ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً﴾ وأفعاله كلها مصالح وحِكَم، ورحمة وعدل وخير»[7].

فبمقتضى العدل والحكمة يُسوى بين النَّظير ونظيره وبين الشبيه وشبيهه في الحكم، كما أكد على ذلك ابن تيمية رحمه الله بقوله: «والاعتبار إنما يكون إذا كان حكم الشيء حكم نظيره، كالأمثال المضروبة في القرآن، وهي كثيرة»[8].

السادسة: التكامل وتبادل التأثر والتأثير:

«السنن الإنسانية تعمل في حياة الأمم خصوصًا والأفراد عمومًا بصورة متشابكة، فهي منظومة واحدة، وليس الأمر كذلك في سنن الكون المادي؛ أي أن السنن المتعلقة بالإنسان لا تصح تجزئتها، ولا أن تفسر بالعامل الواحد… -وإن بدت سننًا مختلفة في ظاهرها- فللنصر والهزيمة سنن، ولحصول البركات والأمن سنن، وللعقوبات سنن ثالثة… إلا أن بينها تكاملاً وتبادلاً في التأثر والتأثير، بحيث لا تُحسَم نتيجةُ سُنةٍ منها دون مراعاة أثر السنن الأخرى»[9].

فعلى مستوى السنن الكونية والاجتماعية هناك تكامل بين السنن، وفي السنن الشرعية كذلك، ومن الأمثلة: أن مِن سننِ الله في خلقه سنة الابتلاء، لكن أسبابها متنوعة، فمنها ما يكون عقوبةً، كقوله تعالى: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير﴾ [آل عمران: ١٦٥]، ومنها ما يكون رحمةً واصطفاءً، ففي الحديث عن سعد رضي الله عنه يقول: قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً؟ قَالَ: (الأنبياءُ، ثمَّ الأَمثَلُ فَالأمثَل، فَيُبتَلى الرّجل على حَسَبِ دِينه)[10].

ومن الأمثلة أيضًا: التداخلُ بين سُنَّةِ إمهال الظالم وسنة أخذه بظلمه، وغير ذلك من الأمثلة الكثيرة.

معرفة السنن تؤدي لمعرفة العبد بربه بدلالة سننه عليه، وتعينه على حسن التعامل مع محيطه، وبالنظر والتفكر والتدبّر فيها ترشده لامتثال أوامره فتكون سببًا لزيادة الإيمان

أهمية معرفة السنن الربانية:

لمعرفة الإنسان بالسنن الربانية فوائد كبيرة، ولعل من أهمها:

١. أن معرفتها تؤدي لفهم الإنسان للكون مِن حوله، وفهم طبائع الأشياء:

مما يؤدي لحُسن التعامل معها وسلوك الطريق الصحيحة للاستخلاف في الأرض وعمارتها، قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾ [الأعراف: ٩٦].

وبالفقه للسنن الكونية المادية والوقوف على حقيقة هذه الأشياء يجتمع للأمة انتفاعان؛ الأول: الانتفاع بها في شؤون الدنيا على أكمل وجه، كالاستفادة من خواص الكهرباء والتيار والحديد، وغيرها. والثاني: الدلالة على فاطر الكون، وحصول عبادة الله تعالى وخشيته، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ٢٧ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾ [فاطر: ٢٧-٢٨].

٢. معرفة الله تعالى بدلالة سننه عليه:

فهذه السنن براهينُ وأدلةٌ على ذات الله وربوبيته وأسمائه وصفاته. يقول الإمام ابن القيم رحمه الله في بيان الدرجة الثانية من درجات الغِنَى بالله عز وجلَّ: «ويَشهدُ نزولَ الأَمرِ والمراسيمِ الإِلهية إِلى أَقطار العوالم كلَّ وقتٍ بأَنواع التدبير والتصرف -مِن الإِماتة والإِحياءِ والتَّولِيَةِ والعَزلِ والخَفضِ والرَّفع والعَطاءِ والمنع وكَشفِ البلاءِ وإِرسالِه وتَقَلُّب الدول ومداولة الأَيام بين الناس- إِلى غير ذلك مِن التصرف في المملكة التي لا يتصرف فيها سواه، فمراسمه نافذةٌ كما يشاءُ ﴿يُدَبّرُ الأمْرَ مِنَ السّمَاءِ إِلَى الأرْضِ ثُمّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مّمّا تَعُدّونَ﴾ [السجدة: ٥] فمن أعطى هذا المشهدَ حقَّه معرفةً وعُبوديةً استغنى به»[11].

٣. الامتثال لأمر الله تعالى بالتَّفكُّر والنَّظر:

ففي تَفقُّه الإنسان في هذه السنن امتثالٌ لأوامره سبحانه بالتفكر والنظر في مخلوقاته، هذا التفكر مِن الدين والواجبات الشرعية؛ لأن معرفتها نابعةٌ من معرفة الله تعالى والإيمان به، قال تعالى: ﴿أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ﴾ [الغاشية: ١٧]، وقوله تعالى: ﴿وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُون﴾ [الذاريات: ٢٠] والنظر في أحوال مَن سَبقَ مِن الأقوام السالفة، ومنها قوله تبارك وتعالى: ﴿قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِين﴾ [آل عمران: ١٣٧].

والأوامر الشرعية بالنظر والتفكر والتدبر أكثر مِن أن تحصى في القرآن الكريم والسنة النبوية.

والوقوف على تلك السنن والأحوال، وعلى حِكَمِ الباري جل في علاه في تدبيره للخلائق، والاعتبار بها مِن القربات الجليلة ومن أبواب الطاعات العظيمة، ومن أسباب زيادة الإيمان.

لعل الحكمة من الاعتبار هي اكتشاف السنن الحاكمة لحركة حياة الإنسان ودورة حياة المجتمعات والحضارات، وقوانين الاجتماع البشري

٤. الاتِّعاظ والاعتبار:

فالسعيُ لتحقيق الاعتبار بالنظر في سُنَنِهِ جل وعلا، والوقوفُ على مواطن العِبَرِ والهدايات فيها، فيه استجابةٌ لتوجيهات الشارع في إمعان النظر وإدامة التَّفكُّر في تلك السنن، حيث جعلها الله آياتٍ وعلاماتٍ على أحقيته بالعبودية سبحانه، يقول سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَاب﴾ [آل عمران: ١٩٠].

وجعلها سبحانه آيةً على صدق أنبيائه عليهم الصلاة والسلام فقال: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ﴾ [يوسف: ١١١].

وكما بيَّن ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال: «السنة هي العادة التي تتضمن أن يفعلَ في الثاني مِثلَ ما فعل بنظيره الأول، ولهذا أمر الله سبحانه وتعالى بالاعتبار»[12].

ولعل الحكمة من الاعتبار هي اكتشاف السنن الحاكمة لحركة حياة الإنسان ودورة حياة المجتمعات والحضارات، وقوانين الاجتماع البشري.

والتاريخ البشري مليء بأعظم العِبَرِ والأمثلة على ذلك، منها سُنَّةُ التداول، مصداق قوله تعالى: ﴿وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ [آل عمران: ١٤٢]، فما زالت الدول تنهض وتسقط من بدايات التاريخ البشري وحتى وقتنا المعاصر، كما بيَّن ذلك ابن خلدون رحمه الله؛ حيث عنون للفصل بـ «في أن الدولة لها أعمار طبيعية كما للأشخاص»، ثم بيَّن أن الحضارات والأمم لها أعمار كما للأشخاص، وأنه لا بد لكل أمة من أجل تنتهي فيه هيمنتها[13].

التاريخ البشري مليء بأعظم العِبَرِ، ومن ذلك سُنَّةُ التداول؛ فما زالت الدول تنهض وتسقط، والحضارات والأمم لها أعمار كما للأشخاص، ولا بدَّ لكل أمة من أجل تنتهي فيه هيمنتها

٥. العلمُ بالسنن الرَّبانية مصدرٌ للهداية والإرشاد لأهل الإيمان والطاعة:

وذلك من خلال الوقوف على صنوف تدبير الخالق للمخلوقات، فقال تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَاب﴾ [آل عمران: ١٩٠].

قال الشيخ جمال الدين القاسمي رحمه الله: «(لَآياتٍ) أي: لأدلة واضحة على الصانع وعظيمِ قدرتِه، وباهِرِ حِكمتِه. والتنكيرُ للتَّفخيمِ كَمًّا وكَيفًا، أي: كثرة عظيمة. (لِأُولِي الْأَلْبابِ) أي: لذوي العقولِ المَجلُوَّة بالتزكية والتَّصفيةِ بملازمة الذِّكر دائمًا»[14].

ومِن خلال شُهودِ تصريفه عز وجل أحوالَ الأمم السابقة، كما قال تعالى: ﴿قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِين (١٣٧) هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِين﴾ [آل عمران: ١٣٧-١٣٨].

قال ابن سعدي رحمه الله: «﴿هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ﴾ أي: دلالة ظاهرة، تبين للناس الحقَّ مِن الباطل، وأهلَ السعادة مِن أهلِ الشَّقاوة، وهو الإشارة إلى ما أوقع الله بالمكذبين. ﴿وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾ لأنهم هُمُ المُنتفِعونَ بالآيات فتَهديهِم إلى سبيل الرَّشاد، وتَعِظُهُم وتَزجُرُهم عن طريق الغَيّ»[15].

ومن خلال معرفة هدي الأنبياء السابقين. يقول سبحانه: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [النساء: ٢٦].

قال ابن سعدي رحمه الله في تفسير الآية: «أي: الذين أنعَمَ اللهُ عليهم مِن النبيين وأتباعهم، في سِيَرِهِم الحميدة، وأفعالهم السديدة، وشمائلهم الكاملة، وتوفيقهم التام. فلذلك نفذ ما أراده، ووضَّح لكم وبيَّن بيانًا كما بيَّن لمن قبلكم، وهداكم هداية عظيمة في العلم والعمل»[16].

ما مِن عصرٍ مِن العصور أخذ المسلمون فيه بأسباب التمكين، إلا ومكَّنهم الله سبحانه في الأرض وأقام سلطانَهم ودولتَهم ابتداءً بدولة الإسلام في عهد النبي ﷺ، مُرورًا بالخلافة الراشدة إلى آواخر الدولة العثمانية

٦. التفقه بالسنن الربانية يُوْرِثُ البصيرةَ في الدعوة إليه.

لقد أرشدنا الشارعُ الحكيمُ للتبصُّرِ بالسنن الربانية، والاهتداء بها، لِما فيها مِن رعايةٍ لنظامِ الحياة الذي أراده سبحانه لمخلوقاته، وأوجب علينا الانقيادَ لسننه وأقداره، والاسترشادَ بأحوال الأمم السالفة ومآلاتها في بيان صوابها أو خطئها، لما فيه صلاح معاشنا وأحوال مجتمعاتنا. فهي «هُدًى لهم لينتزعوا المسببات مِن أسبابها، فإن سبب النجاح حقًا هو الصلاحُ والاستقامة، وهي موعظةٌ لهم ليحذروا الفساد»[17]. لذلك كان العملُ بفقه السُّنَنِ مُندرجًا تحت باب الأخذ بالأسباب.

ومِن صور ذلك التَّبصُّر: البصيرة بسنة تعلُّقِ التمكين الشرعي للمؤمنين في الأرض على الأخذ بأسبابه وشروطه، كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾ [الحج: ٤١]، فما مِن عصرٍ مِن العصور وقد أخذ المسلمون فيه بأسباب التمكين من عبادة الله وتحكيم شرعه والدعوة إليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واجتماع الكلمة ووحدة الصف، والتعاون على البر والتقوى، إلا ومكَّنهم الله سبحانه في الأرض وأقام سلطانَهم ودولتَهم ابتداءً بدولة الإسلام في عهد النبي ﷺ، مُرورًا بالخلافة الراشدة إلى آواخر الدولة العثمانية، وما حالةُ الضعفِ والهَوان والشِّقاق والنِّزاع والفُرقة واللَّهَثِ وراءَ الغَرب التي تَسود بلدان العالم الإسلامي حاليًا إلا نتيجة لعدم أخذ المجتمعات المسلمة بأسباب النصر والتمكين الشرعيين.

٧. الاطمئنان إلى تحقيق وعدِ الله وإلى عَظَمَةِ مقاصد شريعة الله:

فكل ما يجري في هذا الملكوت إنما يقع بعلم الله وإرادته، وبمقتضى حكمته وعدله، ووفق سننه وقوانينه التي أمرنا سبحانه بالاعتبار بها والاهتداء بمعالمها، قال تعالى: ﴿فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً﴾ [فاطر: ٤٣].

وذلك يُورث في نفس المؤمن عِزَّةَ الإسلام، والرِّضا بقضاء الله وأقداره، والاطمئنانَ على موعود الله، وزيادةَ إيمانه، من أمثلة ذلك: سنن الاختلاف والتدافع والتداول والتمكين وإهلاك المخالفين.

٨-استفادة الدروس الدعوية والتربوية والمنهجية:

فلا يستغني عنها طلبة العلم والدعاة والمُرَبُّون، من أمثلة ذلك ما قاله ابن عباس t: «ثماني آيات نزلت في سورة النساء هي خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت، أُولاهُنَّ: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾»[18].

ومن الدروس المهمة لعموم الأمة وللدعاة وطلبة العلم خاصة في هذه الظروف العصيبة التي تمر فيها بلدان العالم الإسلامي أن نستحضر سنةً ربانيةً اجتماعيةً شرعية كونية مِن أهم السنن، وهي سنة التغيير للأفضل، كما قال عز وجل: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد: ١١]، فإن الله سبحانه وتعالى لا يغيِّرُ الحالَ المتردي لمجتمعاتنا مِن البعد عن دين الله وحالةَ الذل والاستضعاف والهوان إلى حالةِ العِزِّ والتمكين والتأييد الإلهي إلا إذا أخذنا -أفرادًا ومجتمعات- بأسباب التغيير الشرعي الحقيقي؛ من إصلاح عباداتنا، وإقامة شرع الله تعالى، وإصلاح نفوسنا وتزكيتها، والسعي لإصلاح مجتمعاتنا، والأخذ على يد الظالم والمفسد، وتعظيم شعائر الله تعالى، نسأل الله أن يصلح لنا ديننا ودنيانا وآخرتَنا، ويصلح لنا شأننا كله، ويردنا إلى دينه ردًا جميلاً.

لا يغيّر الله سبحانه وتعالى الحالَ المتردي لمجتمعاتنا إلى حالةِ العِزِّ والتمكين والتأييد الإلهي إلا إذا أخذنا -أفرادًا ومجتمعات- بأسباب التغيير الشرعي الحقيقي؛ من إصلاح عباداتنا، وإقامة شرع الله تعالى، وإصلاح نفوسنا وتزكيتها، والسعي لإصلاح مجتمعاتنا، والأخذ على يد الظالم والمفسد، وتعظيم شعائر الله تعالى

٩. شكرُ الله عز وجل:[19]

باستعمال وسائل التفكير، مِن نَظَرٍ وسَمْعٍ وغيرِهما، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [النحل: ٧٨]، والوصول إلى الفهم الحقيقي لطبائع الأشياء الكونية وخواصها والعلاقات بينها، فيسير المتفكِّر على نور في فهم أمثال هذه الآيات: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ [البقرة: ١٦٤]. ويتعرف أكثر عن آيات الله تعالى المودعة في هذا الكون العظيم.

خاتمة:

العلم بفقه السنن الربانية يُعتَبَرُ المقدمةَ الكبرى لكثير من العلوم الإنسانية كعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم التاريخ وعلم التربية بالإضافة إلى أصول الدعوة إلى الله تعالى، مما يجعل الدِّرايةَ بهذا العلم مِن سبل إقامة نظام العُمران وصلاح أحوال المعاش، ومن أسباب تجنُّب مواقع الزلل ومواطن الخطأ التي أدت بالمجتمعات البشرية إلى السقوط الحضاري والدمار الاجتماعي على مر العصور. لذلك كانت الحاجة لهذا النوع من العلوم ماسَّة، والفائدة منه عظيمة.


[1]  ينظر: السنن الإلهية في الأمم والجماعات والأفراد في الشرعية الإسلامية، لعبد الكريم زيدان، ص (١٣). ومفهوم السنن الإلهية في الفكر الإسلامي، السيد محمد رشيد رضا نموذجًا، لحازم محيي الدين، ص (٣١)، وسنة الله في عقاب الأمم في القرآن الكريم، لعبد السلام الشريف، ص (٥).

[2]  مقدمة ابن خلدون (٢٨٦).

[3]  جامع الرسائل والمسائل، لابن تيمية (١/٥٦).

[4]  تفسير القرطبي (١٤/٣٦٠).

[5]  جامع الرسائل والمسائل، لابن تيمية (١/٥٥).

[6]  ويدخل في ذلك ما يسمى بالتوازن البيئي بين المخلوقات مِن حيوانات ونباتات، وبين الظواهر الكونية مِن أمطار وزلازل وبراكين، وأوبئة، وخصوبة ووفرة إنتاج… إلخ.

[7]  مدراج السالكين، لابن القيم (١/٤٤).

[8]  جامع الرسائل والمسائل، لابن تيمية (١/٥٥).

[9]  سنن الله تعالى في الأمم من خلال آيات القرآن، للدكتور حسن الحميد، ص (٢٨).

[10]  أخرجه الترمذي (٢٣٩٨).

[11]  طريق الهجرتين وباب السعادتين، لابن القيم، ص (٤٣).

[12]  مجموع الفتاوى، لابن تيمية (١٣/٢٠).

[13]  مقدمة ابن خلدون، الفصل الرابع عشر (١٧٠).

[14]  محاسن التأويل، للقاسمي (٢/٤٨٠).

[15]  تفسير السعدي، ص (١٤٩).

[16]  المرجع السابق، ص (١٧٥).

[17]  التحرير والتنوير، لابن عاشور (٤/٩٨).

[18]  تفسير ابن كثير (٢/٢٠٤).

[19]  لمزيد من الاطلاع على سنن الله تعالى في الكون المادي ينظر: سنن الله الكونية، محمد الغمراوي.


 د. حسان نقرش

دكتوراه في الدعوة والثقافة الإسلامية.

X