لسوريا أهمية استراتيجية كبيرة، وهي مركز صراعات محلية ودولية متقاطعة، وبعد سقوط نظام الأسد هناك الكثير من التحديات التي تواجه القيادة الجديدة؛ مثل: التشتت الداخلي، والتدخلات الخارجية، وصعوبة بناء مؤسسات الدولة، تستعرضها المقالة بإيجاز، وتقدم مقترحات لإعادة بناء سوريا، عسى أن تساعد في مواجهة التحديات والانطلاق نحو الآفاق المستقبلية الواسعة.
بعد حمد الله تعالى على هذا النصر والفتح، والتأكيد على عظم هذا الإنجاز وأهميته.. تأتي محاولات فهم وتحليل ما جرى، وهذه إحدى المحاولات.
يتساءل مراقب عما حدث في أرض الشام، بعد رؤية الناس متفاوتين في تصوير مشهده؛ بين من يراه نصرًا مبينًا لم يتحقق للأمة مثله في عقودها الأخيرة، وبين من يراه مجرد توظيف تركي للثوار، يهدف إلى:
– حماية أمن تركيا القومي، والمهدد من خلال مخطط -غربي إقليمي- ساعٍ إلى إقامة دولة كردية على جزء واسع من تراب الشمال السوري، وهو بدوره ما سيمهد تاليًا لتقسيم تركيا على أساس عرقي، بين المجموعتين السكانيتين الكبيرتين: الترك والكرد.
– إعادة ملايين المهاجرين السوريين، والذين أصبحت استضافة تركيا لهم موضع جدل سياسي كبير، بين الأحزاب السياسية وفي الشارع التركي.
– الرغبة التركية العارمة في تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة، من خلال عقد شراكات متينة بينها وبين سوريا الجديدة، وبخاصة في عقود بناء الجيش وتسليحه وأجهزة الأمن، وقطاعات التشييد والتنقيب عن الغاز في البحر المتوسط.
وملخّص الجواب عن هذه المسألة في النقاط الآتية:
أولاً: الحكم النهائي غير ممكن حاليًا:
المشهد السوري -بعد الأسد- ما تزال حالته سائلة، ولما يتجمد بعد، وبالتالي: فمن المبكر تقديم قراءة رصينة ومتكاملة له، ومن الصعب -في هذا الوقت- الحديث الدقيق عن معطيات ونتائج موضوعية؛ لأن الظاهر من المشهد شيء يسير، وما تزال تفاصيله الكثير مغمورة حتى الآن.
علمًا بأن العبرة بمثل هكذا حدث كبير: تكمن بنهاياته المتحققة، لا بوهج بداياته الملهمة، ولا بكمية الإغراءات والفرص، ولا بواسع الأمنيات الجماهيرية المصاحبة لأحداثه المبهجة والمتوالية، والتي لا تنظر -في الغالب- إلى التحديات والمخاطر كما هي؛ بأعدادها الحقيقية وأحجامها الطبيعية.
ثانيًا: الحدث السوري أكبر من الثوار ومن تركيا:
ما حدث في سوريا في هذه الأيام المحدودة -بحسب قراءتي القاصرة، واطلاعي المحدود- أكبر من الثوار، وأكبر حتى من حليفتهم تركيا، والحضور الدولي فيه شديد، لأمرين:
أحدهما: حساسية سوريا والأهمية الكبيرة لموقعها الاستراتيجي وتاريخها الحضاري العريق؛ إذ تقع في خاصرة العالم الإسلامي السني، وقلب العالم القديم وممراته الدولية، وبجوار فلسطين المحتلة، وتقبع في منطقة تجاذب دولي كبير (أمريكي – روسي- فرنسي)، ومنطقة صراع إقليمي حاد (تركي- إيراني – عربي – صهيوني)، ومنطقة تنازع مذهبي مرتفع (سني – شيعي- علوي)، ومنطقة تحارب عرقي مرتبط بأطماع ومخططات دولية وإقليمية مرتفعة (عربي – كردي)، ومنطقة بمثل هذه الأهمية والسخونة لا يمكن أن يتفرد الثوار وحدهم بقرارها، ولا الأتراك لوحدهم بعيدًا عن التفاهمات غير المعلنة مع القوى الدولية والإقليمية المؤثرة في المشهد.
والآخر: هوية الثوار أنفسهم وحالتهم المقلقة لكثيرين (إسلام سني- حامل للسلاح ومدرب عليه- لا تملك زمامه قيادة واحدة يمكن التفاهم معها أو السيطرة- ساع للحكم وفق الشريعة الإسلامية)، وهذه الهوية بتلك المواصفات غير مسموح لها بالصعود من كافة الفرقاء الدوليين (نظرًا لطبيعة الصراع الحضاري مع العالم الإسلامي، وتصريحات الغربيين والشرقيين كثيرة في هذا الباب)، ومن كافة الفرقاء الإقليميين (ينظر للإسلام السني الساعي للحكم كمهدد للأمن القومي الإقليمي، ومزعزع لاستقرار أنظمته، ولطبيعة العلاقات والتفاهمات السائدة بين حكومات المنطقة والقوى الغربية النافذة).
ثالثًا: السقوط السريع فوق قدرات الثوار:
ما حدث في المشهد من سقوط الأسد: بجيشه وأمنه ونظامه، وامتناع حلفائه الروس وإيران وحزب الله -ذراع الأخيرة القوي- عن التدخل المناصر له، والصمت الأمريكي والصهيوني وقتها عما حدث على ضخامة خطورته على المشهد الإقليمي برمته، فوق قدرات الثوار، وتكتيكات الثوار، وعلاقات الثوار، ولم يعد خافيًا على أحد أن الأتراك كانوا هم القوة الإقليمية الضاربة التي قادت المشهد تخطيطًا وقيادة ومساندة على الأرض -بصورة كبيرة- تحت أردية الثوار، وأن تركيا هي من رتب المشهد مع بقية الدول الإقليمية والدولية، وضمنت لتلك القوى -على الأقل- الحد الأدنى من مصالحهم العليا، حتى أمكن لما وقع أن يحدث في مثل هذا الوقت الوجيز، وفي ذلك الموقع الحساس.
رابعًا: الثورة عامل رئيس في إسقاط الأسد:
من المجزوم به -بعد إرادة الله وتوفيقه- أنه لولا حالة الشعب السوري الثورية والمتصادمة مع نظام الأسد، ولولا حراك الثوار العسكري ووجودهم الميداني وتمكينهم للآخرين من العمل تحت أرديتهم، لما أمكن لا للإقليم ولا للقوى الدولية التي تقف خلف ما وقع -أو حتى التي باركته- أن تقوم بتنفيذ ورعاية ما حدث بمثل هذه السرعة والنجاح، وهذا يعني: أن إخراج الشعب السوري وثواره من المشاركة الفاعلة في صناعة مستقبل سوريا الجديدة -متى تماسكوا، واتسموا بعمق الوعي، وبعقلانيةٍ مرتفعة، وحنكة عالية، وبقوا عصيين عن الاختراقات الخارجية والصراعات الداخلية، ولم يرفعوا سقف توقعاتهم وطموحاتهم الإصلاحية كثيرًا مرة واحدة- أمر مستبعد، بل وغير ممكن التنفيذ في ظل المعطيات الحالية.
من المجزوم به -بعد إرادة الله وتوفيقه- أنه لولا حالة الشعب السوري الثورية والمتصادمة مع نظام الأسد، ولولا حراك الثوار العسكري ووجودهم الميداني وتمكينهم للآخرين من العمل تحت أرديتهم، لما أمكن لا للإقليم ولا للقوى الدولية التي تقف خلف ما وقع -أو حتى التي باركته- أن تقوم بتنفيذ ورعاية ما حدث بمثل هذه السرعة والنجاح
خامسًا: تحديات تواجه السوريين:
يتوقع أن يكون من أعظم التحديات التي تواجه الثوار السوريين ما يلي:
– ضعف الوعي الشعبي والثوري بالمخاطر المحدقة بالمسار الثوري بصورة تسهل من عملية اختراقه أو تمكن من حرف مساره، وبخاصة مع حزمة الإغراءات الكبيرة، والضغوطات الدولية المتزايدة، ومع الأيدلوجيات الصارمة للقوى المتحالفة مع الثوار، فضلاً عن المعادية.
– القابلية العالية لتنامي الفرقة والشتات في الساحة الثورية، والخشية الكبيرة من حضور المصالح الشخصية والمناطقية والحزبية، وبالتالي تقديمها على المصالح العليا لسوريا الجديدة.
– إمكانية تفكك الحالة الثورية المسلحة، إما بسبب أزمة الثقة العالية التي كانت موجودة -وما تزال- بين فصائل الثوار قبل بدء الفصل الدرامي الأخير، وإما لاختلاف الرؤى والأفكار وتعدد الطموحات وعدم واقعية أطروحات كثير من الثوار مع الحالة السورية في مشهدها الأخير والساعي إلى بناء دولة قطرية لا خلافة راشدة، بصورة قد تؤدي لحدوث صراعات دامية بين الفصائل، والذي سيعقبه إما الحسم لمصلحة فصيل ما، وإما حدوث فوضى عارمة تسقط المشروع الثوري برمته، وتسحب التأييد الشعبي الواسع الذي نالته فصائل الثوار اليوم، وبخاصة متى وجدت تدخلات إقليمة قوية ومغدقة ومنتظرة بقوة في هذا الجو الصاخب.
– تقديم الثوار للخلاف حول هوية الدولة على بناء الدولة وتثبيت ركائزها، وبخاصة فيما يتعلق ببناء مؤسسات الجيش والأمن، وتمتين المؤسسات الدولة السيادية والتنفيذية.
– رفض بعض الفصائل العسكرية فكرة الاندماج في جيش واحد، بقيادة واحدة، ومؤسسات أمنية قوية.
– الاستجابة للضغوطات الإقليمية والدولية ودعاوى الوحدة الوطنية الزائفة من بعض الأقليات، والساعية إلى الإبقاء على مؤسسات دولة الأسد العميقة دون تفكيك ومحاكمة، وهو ما قد يسهل عودتها إلى الحكم من خلال جهد دولي وإقليمي قادم في مرحلة زمنية قد لا تكون بعيدة، بعد القيام بإسقاط الثورة وتشويه قادتها وتفتيت الثوار وتهميشهم، وبعد اختيار زعيم جديد، يتسم بالقبول الداخلي، ويكون محل رضًا دولي وتوافق إقليمي.
– دخول الحالة الثورية في حالة نشوة وتوهم يؤدي إلى اعتقاد الثوار بتفردهم في صناعة المشهد، وبالتالي: الزعم بأن من حقهم القفز على مصالح الجهات التي ساهمت بقوة في صناعة ما حدث أو حتى تجاوز بعض الخطوط الحمر، مع أن تلك الأطراف -إقليمية كانت أو دولية- ما تزال تملك الكثير من خيوط اللعبة وأطرافها الفاعلة، وبإمكانها أن تسهم من خلال مشهد إقليمي ودولي واسع في قلب معطيات الواقع رأسًا على عقب، لغير مصلحة الثوار.
– التعجل في مسائل الهوية -استجابة لضغوطات كثير من الرموز العلمية والدعوية في الخارج والداخل السوري، والمتسمة بفرط الغيرة مع سطحية المعرفة بتحديات الواقع وتعقيداته- والإعراض عن التدرج فيها، وترك إحالة جزء كبير منها إلى الجهد الشعبي بدلاً من الرسمي، وبخاصة في قطاعات التعليم والتثقيف والدعوة، وتقديم أوليتها على بناء الدولة وقضايا الاقتصاد والتنمية وحل مشاكل العائدين ومعالجة مظالمهم، والتعاطي مع تطلعاتهم، والتي يتوقع أن تتنامى مستقبلاً بدرجة كبيرة، قد تصل بها إلى مرحلة الإنهاك والتهديد لدولة بادئة منهكة ضعيفة.
– هيمنة خطاب التشاؤم المقعِد عن العمل، والممزق لتلاحم الثورة والشعب على الساحة، وإعراض المثقفين المؤثرين وأصحاب الصوت العالي عن مظاهر التفاؤل وجوانب الصواب، مع أن التاريخ بحقبه المتوالية يقرر بجلاء: أن اليائسين المتذمرين لا يصنعون شيئًا، غير الهدم والجلبة الصارخة.
– عدم البدار إلى معالجة ملف المجاهدين القادمين من خارج سوريا، والذي قد يُلصق بالثورة في مرحلة قريبة وصمة الإرهاب، وما قد يترتب على ذلك من تضييق وحصار، أو قد يقود إلى اتخاذهم وسيلة ضغط وابتزاز من دولهم والمطالبة بهم، أو حتى إمكانية تحولهم -ولو بعضهم- إلى قنبلة شديدة الانفجار؛ نتيجة رؤاهم المتعلّقة بمسألة الهوية والقيم الإسلامية والتي قد لا تتناسب مع مرحلة بناء دولة سوريا الجديدة بتعقيداتها الشديدة.
– الغرق في أوحال الحزبية الثورية الضيقة، وبحث قيادات الفصائل عن مواقعهم، ومصالح فصائلهم بعيدًا عن الأهداف الجليلة التي قامت الثورة السورية من أجلها.
– استخدام الأقليات العلوية والكردية والنخب العلمانية معاول هدم للبناء الثوري، الذي يطمع الشعب السوري من خلال ثواره إلى تشييده، وقد بدأت تشكيلات الثورة المضادة بالظهور وإعلان المطالب من اليوم.
– تحديات الإعمار وإحجام المجتمع الدولي ودول الإقليم عن المشاركة الفاعلة فيه، من دون شروط قاصمة لظهر الثورة وقيمها الأصيلة وتطلعات الشعب السوري الكريم.
الحرص على جمع كلمة الصف الثوري على قيمٍ ثوريةٍ عُليا وأهداف استراتيجيةٍ واضحة، وتفعيله في خدمة البلد ووحدته وتنميته واستقراره، والذي هو أمسُّ ما يكون حاجةً إلى جهد كل عضوٍ صادقٍ ينتمي إليه، وفي المقابل: فإنَّ ذلك من أعظم سبل منع اختراقه وتمزقه
سادسًا: خطوات وفرص لتحقيق الأهداف:
لعل من أبرز الخطوات وأهم الفرص التي قد تقود إلى تحقيق أهداف الثورة السورية:
– الحفاظ على هوية الثورة السورية، وتحديد قيم حاكمة لها، والعمل على جمهرتها وتحويلها إلى مطلب شعبي عام، لا يقبل التجاوز أو المساس به، أيًا كان القائد وأيًا كان الغائب.
– الإعلان عن مرحلة انتقالية ثورية تفرض فيها الطوارئ، وتجمد فيها الحياة السياسية؛ بغرض بناء دولة الشعب والمؤسسات، والقضاء على الدولة العميقة، وتكوين الجيش وأجهزة الأمن القومية، وصياغة الدستور الجديد، والاتفاق على شكل الدولة، من خلال مجالس ثورية وطنية جامعة، وإجراء استفتاء عام، يعرض قبل نهاية المرحلة الانتقالية على أفراد الشعب.
– الواقعية في ترتيب أوليات المرحلة، والمكاسب المنتظر تحقيقها؛ بحسب ما تمليه طبيعة المشهد وفرصه وتحدياته ومتغيراته المتسارعة، والتدرج في تحقيقها، والبعد عن المثالية والعجلة في هذا الباب؛ فإنها قاتلة.
– مع أهمية ترميز قادة الثورة في أوساط الشعب والعمل على تحويلهم إلى شخصيات رائدة جامعة، فإنه لا بد من الموازنة بين ذلك وبين بناء مؤسسات قوية للدولة، والتي يمكنها وحدها -بعد توفيق الله- أن تضمن بقاء المشروع الثوري وتعمل على ترسيخه حتى وإن رحل القادة العظام أو حتى اخترقوا أو تجاوزوا.
– البدار إلى ضبط الحالة الأمنية، ومنع الرخاوة والتفلت في الوسط الثوري، بحيث تمارس القوة في لين، والحزم باتزان وترفق، والنظام بعدالة، فإنَّ ثقافة شعوب المنطقة بأجمعها لم تألف بعدُ الإدارة بهذا الأسلوب منذ قرون.
– الحرص على جمع كلمة الصف الثوري على قيم ثورية عليا وأهداف استراتيجية واضحة، وتفعيله في خدمة البلد ووحدته وتنميته واستقراره، والذي هو أمس ما يكون حاجة إلى جهد كل عضو صادق ينتمي إليه، وفي المقابل: فإن ذلك من أعظم سبل منع اختراقه وتمزقه، فالناس لا يشتتهم مثل: البطالة والفراغ والشعور الشديد بالتهميش.
– الحذر من إهمال تنمية أدوات قوة الثوار أو إلقائها، إنْ في سياقها العسكري أو في سياقها الجماهيري، أو في سياقها التنسيقي، والتنبه إلى أن خسارة أحد هذه الجوانب مؤذن بانتهاء الحالة الثورية، ومسهل لردمها والانقضاض عليها في أي لحظة.
– تفعيل الجهد الدعوي والتربوي والتثقيفي الشعبي في أرجاء الساحة كلها بأقصى سرعة وبكل وسيلة متاحة، مع أهمية ضبط الخطاب العام، وجعله جامعًا هادئًا رفيقًا متزنًا داخليًا بعيدًا عن التشنج والاستعداء وروح الانتقام، مع العمل بكل وسيلة متاحة على منع الانشقاق داخل البيت العلمي والدعوي تحت أي ذريعة حزبية أو مذهبية، سواء أكانت صوفية أم أشعرية أم فقهية أم جهادية أم إخوانية أم سلفية، فإن ذلك من أعظم ما يمكن تقديمه للساحة السورية الكريمة وخدمتها به.
– البعد عن المسميات المدرسية والدعوية القديمة، وعن لافتات الأحزاب والجماعات والفصائل الإسلامية العتيقة، والتي لن تزيد الصف في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ سوريا غير مزيد من الوهن والتشرذم والاستهداف، والتحول للعمل -بدلاً من ذلك- من خلال قوالب ثورية شعبية جديدة وجامعة.
– المسارعة إلى سد الفراغات الميدانية المتاحة في كل مجال، ومحاولة تضييقها على أعداء الثورة، سواء أكانت تعليمية أم دعوية أم ثقافية أم إنسانية، أم حقوقية، أم سياسية أم اقتصادية… إلخ، ومن ثم العمل على توسيعها وتقويتها وقتًا بعد آخر، بعيدًا عن الجدليات السياسية والفكرية والمذهبية والمسائل الخلافية؛ فإن النهايات في الغالب لا تكتب إلا لمن كان واعيًا راكزًا فاعلاً قويًا في أرض الميدان.
– بناء المؤسسات الإعلامية الثورية القوية؛ لأن الثورة إن أتيت من شيء فلن يكون أعظم من أن تؤتى من قبل رداءة الإعلام الموالي وعدم مهنيته، أو من قبل قوة الإعلام المضاد وسعة انتشاره وعظيم تأثيره.
– إقامة علاقات متوازنة مع الإقليم، وبخاصة مع تركيا بصورة تحفظ المصالح المشتركة للبلدين، وتفيد في تخفيف الاحتقان الدولي والإقليمي تجاه الثورة وقادتها، وبما لا يلغي الخصوصيات السياسية والثقافية والمذهبية لأي طرف.
– الاعتناء بوحدة القيادة الثورية، والتزام سياسة متفق عليها في اتخاذ القرارات وحل النزاعات بين القادة والفصائل مع التطاوع وتبادل الأدوار بقدر الإمكان.
– الحذر من الغرب والشرق، القريب والبعيد، وإدراك أن غالبهم ليس سوى أداة تدمير، وسيف عداوة، ومفتاح شر، وبوابة تخلف وانحطاط، لا أكثر.
– احترام الأكابر من العلماء والأعيان والوجهاء الأحرار، وتقديرهم ومشورتهم وأخذ وجهات نظرهم بعين الاعتبار؛ فإنهم صوت الشعب العالي، ووسيلة قيادته، وعامل تثبيته وإبقائه مناصرًا مصطفًا خلف ثورته.
فيصل البعداني
باحث، عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد اليمني