دعوة

متى ننتصر على أعدائنا؟ ومتى ينتصرون علينا؟

يتناول المقال أسباب النصر والهزيمة بين الأمم من منظور إسلامي، موضحًا أهمية العقيدة والإيمان بالله كعناصر أساسية للنصر، بالإضافة إلى ضرورة الأخذ بالأسباب المادية؛ كقوة السلاح والتكاتف، ويشير إلى أن الإعداد الجيد والعمل الجماعي يعززان فرص الانتصار، فيما يؤكد أنّ ضعف الإيمان والاعتماد على القوة المادية -فقط- يؤدي إلى الهزيمة، وأكَّد على دَور الإيمان كدافعٍ للاستبسال وتحقيق التماسك.

مقدمة:

تُعَدُّ رابطة الدين أهم رابطة في الصراع بين الحق والباطل؛ فهي التي تصنع البطولات، وهي التي تجعل المقاتل مجاهدًا مستبسلاً مقدمًا غير مدبر، طالبًا إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة.

تناقش هذه المقالة دور رابطة الدين في تحقيق النصر، وتحاول الإجابة عن التساؤلين الآتيين:

  • ما هي أسباب تحقق النصر من المنظور الإسلامي؟
  • كيف ينتصر الأعداء بغير دين؟

أولاً- أسباب تحقق النصر من المنظور الإسلامي:

1. قوة العقيدة بالله والتوكل عليه.

مَن آمن برب العالمين لزمه أن يعتقد أنه لا يجري في ملكه أمر إلا بمشيئته، {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 26]. وهو الذي يذكرنا أيضًا بمعنى حصر النصر بيد القدرة الإلهية، {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} [آل عمران: 126]، إذ لا معنى لنصر أمة على أمة ونظام على نظام وما يترتب على ذلك من نتائج مهمة دون أن يكون هذا التغيير مرتبطًا بالمشيئة الإلهية، وإذا كان الأمر كذلك لزم على المؤمن بمقتضى هذا الاعتقاد الذي يبعث فيه القوة ويدعوه إلى التفاؤل أن يعتمد أولاً على الله، يهتدي بهديه، ويستمد منه العون، ويتقيه ولا يعصيه، وبذلك يكون قد خطا الخطوة الأولى في طريق النصر.

ولعل من البدهي أن قوة العقيدة لها الدور الأكبر في تحقيق النصر، وضعف العقيدة يؤدي إلى حالة من الجبن والبخل بالنفس، فقوة العقيدة تهدي إلى مزيد من الاهتمام بالعلم، والتحقق بالشجاعة، وتعين على بذل الغالي وإرخاص النفس في سبيل تحقيق الأهداف السامية.

وعندما نتكلم عن سلامة العقيدة وقوتها نعني بها ذلك الإيمان الراسخ في القلب، والمؤثر في الجوارح والسلوك، والمنتج عملاً إنسانيًا صالحًا منضبطًا بضوابط الشرع الحنيف، وعليه كان الوعد الإلهي بالنصر والتمكين، بقوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55].

من البدهي أن قوة العقيدة لها الدور الأكبر في تحقيق النصر، وضعف العقيدة يؤدي إلى حالة من الجبن والبخل بالنفس، فقوة العقيدة تهدي إلى مزيد من الاهتمام بالعلم، والتحقق بالشجاعة، وكذلك أن ترخص النفس في سبيل تحقيق الأهداف السامية.

2. الأخذ بجميع الأسباب وقوة السلاح.

يقول الله تبارك وتعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60]، ومن قرأ السيرة النبوية عرف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ بجميع الأسباب المتاحة ثم يتوجه إلى ربه بالدعاء، حتى إنه صلى الله عليه وسلم أمر بصناعة السيوف محليًا، لئلا تكون قوة المسلمين رهينة قرار غيرهم.

ومن هدي النبي صلى الله عليه وسلم كان هدي الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي أرشد بقوله: “لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول: اللهم ارزقني، وهو يعلم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة”[1].

وينتقد الأمير شكيب أرسلان ما انتشر بين المسلمين من شحٍّ وبخل ونكوص عن التضحية معتبرًا ذلك نكوصًا عن الأخذ بأسباب النصر، وهو ناتج عن ضعف الإيمان[2].

ومن الأخذ بأسباب النصر: تكاتف المجاهدين مع إخوانهم في خندق الإيمان، ونبذ الخلاف المؤدي إلى نزاع يفرِّق الصف ويضعفه، يقول الله تبارك وتعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} [الأنفال: 46]، والله تعالى يكره أن يتفرق عباده، ويحب من يقاتلون في سبيله صفًا واحدًا، يقول: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4]، وورد في الحديث: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)[3].

من الأخذ بأسباب النصر: تكاتف المجاهدين مع إخوانهم في خندق الإيمان، ونبذ الخلاف المؤدي إلى نزاع يفرِّق الصف ويضعفه

ثانيًا- كيف ينتصر الأعداء بغير دين؟

مع عدم اعتماد الأعداء على الله، واستمداد العون منه على نحو عقيدتنا، وخلو فلسفتهم من ذلك، لكنهم ملكوا السبب الثاني وهو الأخذ بالأسباب المادية (قوة السلاح):

  1. من خلال تمكنهم من العلوم المادية الحديثة، ولم يسبق أن ملكته أمة من قبلهم، ومن ذلك سلاح الطيران والنووي وما شابه ذلك.
  2. وهم يد واحدة على مَن سواهم، مهما اختلفت اتجاهاتهم الفكرية، فنرى النصارى مع اليهود يدًا واحدة على أمة الإسلام، رغم ما حصل في تاريخهما من دماء فيما بينهما.
  3. ويملكون بعض المثل التي تغريهم بالثبات في ساحة القتال، وإن كان لا يبلغ المستوى الكامل الذي رسمته لنا عقيدتنا في حب الشهادة والفداء، وهم بما يملكون من القوة والوحدة … إنما يعملون بتوجيه الدين، وإن لم يعتقدوا به.

فعندما لا يملك الطرفان فضيلة (التوكل على الله) من ناحية، ويملك العدو قوة السلاح بأعلى استعداد له؛ تكون الغلبة لهم بالقوة المادية، فالمنطق يقول: “إذا خلا الطرفان من الدين، انتصر الذي يملك القوة الكبرى” بحكم العدل الإلهي وأسبابه.

وقد ورد في الأثر عن سيدنا عمر بن الخطاب وهو يخاطب الجند: “فإذا استويتم أنتم وعدوكم في المعصية، كانت الغلبة لهم بعدتهم وعتادهم”[4].

لذا فإن الهزائم والنكسات التي أصبنا بها في كل المعارك التي خضناها مع اليهود كما يقول د. عبد الله علوان: “كانت نتيجة بُعد العرب عن الله، وتنكُّرهم للإسلام، وانغماسهم في المعاصي والذنوب والآثام، وهزيمة الروح والخلق التي مُني بها شبابنا وشاباتنا في هذا العصر”[5].

ويؤكد الدكتور مصطفى السباعي أن النصر بين قوتين غير متكافئتين لا يتم إلا بعون من الله وتوفيقه، وعون الله لا يعطى إلا لمن اتقاه، وأناب إليه، ولزم حدود شريعته فيما أمر ونهى، فإن لم يفعل المحاربون ذلك خذلهم وتركهم إلى أنفسهم، وأمضى فيهم سننه في الحياة: الأقوى يغلب الأضعف، والأكثر يغلبون الأقل[6].

وينبه د. السباعي أيضًا إلى أن دول أوربا تحاول أن تغيِّب مصطلح (الجهاد) من قاموس المسلمين؛ لأنهم يدركون أنه يحمل قوة معنوية تستطيع قهر الصهاينة وإجهاض مؤامرتهم الآثمة[7].

ومما يؤكد ما ذهب إليه السباعي رحمه الله ما نذكره من موقف الدعم اللامحدود الذي أولته بريطانيا لفرقة البهائية، التي من أهم مبادئها إعلان نسخ فريضة الجهاد في سبيل الله.

ومن هنا يؤكد العلامة محمد المبارك على أن الذين يُتوقع منهم تحرير الأرض هم الواثقون بربهم، والمتحررون في نفوسهم، فلا تبعية ولا إملاءات خارجية أو داخلية[8].

والإيمان الذي يبني القوة يتجسد -كما يرى بعض المفكرين[9]  في أمرين:

  • العنصر الإيجابي: ويتمثل في الرصيد الذاتي للقوة.
  • العنصر السلبي: ويتمثل في عدم قدرة الآخرين على إضعافه.

وأما “الأمة الكثيرة العدد، الضعيفة في قوتها، فإن الإسلام لا يرحب بها، بل يفضل عليها القوة المتوازنة، التي تفعل في الحياة بدلاً من أن تنفعل بها، وتقود حركة التاريخ بدلاً من أن تقودها القوى التي تتحرك في مسيرة التاريخ”[10].

ومن هنا يمكن فهم الآية: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 249]، وعليه تُفهم قصة طالوت وجالوت، حيث كان معسكر الإيمان قلة قليلة بجانب معسكر الكفر المدحور، بخلاف معركة حنين، حيث قال المسلمون: “لا نُغلب اليوم من قلة” {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [التوبة: 25].

عندما لا يملك الطرفان فضيلة (التوكل على الله) من ناحية، ويملك العدو قوة السلاح بأعلى استعداد له؛ تكون الغلبة لهم بالقوة المادية، فالمنطق يقول: “إذا خلا الطرفان من الدين، انتصر الذي يملك القوة الكبرى” بحكم العدل الإلهي وأسبابه.

ولعلَّنا ندرك أن واقع المشروع الصهيوني يستند إلى القضية الدينية، ولولا نصوص التوراة المحرَّف لديهم، والتي يستندون إليها في وجودهم لما كان لهم وجود يُذكر[11].

واليهودي الأمريكي أو البولندي الذي ترك وطنه، وخاطر بنفسه، وعاش مهددًا في فلسطين، لم تكن حياته في أمن ورفاهية، بل ضحى بكل شيء لأجل أرض الأجداد والميعاد[12].

وقد قدم لنا المفكر سعيد النورسي نظرية في هذا الشأن، وهي أن هناك طاعتان لله، طاعة الالتزام بالشريعة، وطاعة أخرى تتعلق بالتفوق علميًا وكونيًا، فقد يكون المجتمع طائعًا لله تعالى في سلوكه، ثم تراه في الأخذ بأسباب التفوق والإعداد للعدو عاصيًا لله، فلا عجب ألا يتحقق النصر عندئذٍ[13].

وبتعبير آخر: إن للنصر منهاجين:

  • المنهاج الوضعي، ويشتمل على سببين: (العقيدة الوضعية، وقوة السلاح).
  • المنهاج الرباني، ويشتمل على سببين: (العقيدة الإلهية، وقوة السلاح).

يستوي المنهاجان في تقرير التسلح، ويتراجع المنهج الوضعي أمام المنهج الرباني في: (العقيدة والعون الإلهي).

أما العقيدة فلأن العقيدة الربانية مبنية على يقين، وهادفة إلى قيم ومثل، فهي أعمق من العقائد الوضعية، وأقوى على تحريك المشاعر البشرية، وأشد تثبيتًا للمقاتل.

وبذلك يفضل المنهج الرباني المناهج الوضعية، وهو فضل يؤيده العقل والبرهان، على مستوى البحث والتدقيق والتجربة، والواقع على مستوى حوادث التاريخ.

ومن هنا نرى أن عموم الدول الغربية تعادي الجيوش ذات الصبغة الدينية في البلاد العربية، لأنهم يدركون قوتها.

وبخصوص الثورة السورية المباركة التي بدأت شرارتها عام 2011م، وانتهت بسقوط النظام الإجرامي، الذي عاث فسادًا عظيمًا على أرض سورية وشعبها ومقدَّراتها… نجد هذا النظام البائد مفلسًا من حيث العنصر العقائدي للجيش، لذا فإنّه استعان بالميليشيات الرافضية، والتي تحمل عقيدة (وإن كانت باطلة)، إلا أنّها تدفعها للاستمرار في القتال.

ونرى من المحاولات البائسة لدعم العناصر المقاتلة في النظام البائد ما شاهدناه على الشاشات من خطب لبعض شيوخ السلطان الذين سوَّلت لهم أنفسهم أن ينافقوا له لتحقيق غايات شخصية، ولو على حساب دماء الناس.

ومن المضحك أيضًا تلك الخطب التي كان يُهرِّج فيها ضابط[14] النظام الذي كان مجهولاً، وفجأة صنعوا منه أسطورة من خلال الإعلام المضلل، كان يخطب في مجموعاته خطبًا هزيلة، يحاول أن يضمِّنها من القيم الدينية والتاريخية، ليدفع بجنوده نحو الموت، ولكن هيهات لجندي كان يؤسَّسُ في جوٍّ من الرذيلة أن يتحول حاله إلى جندي عقائدي مستبسل.

العقيدة الربانية مبنية على يقين، وهادفة إلى قيم ومثل، فهي أعمق من العقائد الوضعية، وأقوى على تحريك المشاعر البشرية، وأشد تثبيتًا للمقاتل.

خلاصة القول في تحقيق النصر:

يمكن حصر نتائج البحث في نقاط ثمان:

  1. إن الإيمان بالله يعطي الإنسان قوة معنوية مضاعفة، يشعر معها بارتباطه بالقوة الأعظم، التي تملؤه بالإحساس بحمايتها له من كل قوىً أخرى، ولذا فإنه لا يعيش روح الخضوع للقوى البشرية، مهما كانت درجة قوتها وسلطتها.
  2. إن الإيمان بالله يوحِّد الهدف أمام الإنسان، فيحسُّ معه بقيمة الهدف من ناحية دينية، لا من ناحية وجدانية ذاتية فحسب.
  3. إن الإيمان بالله يفرض على المقاتلين الإخلاص لقضية القتال، بإعداد كل الوسائل اللازمة لها، فإن من أحكام هذا الإيمان إعداد القوة، وأسلوب المواجهة الشاملة، ومن أحكام هذا الإيمان: الصمود في المعركة حتى الاستشهاد، مهما بلغت درجة الخطورة في حركة المعركة، نحو النصر أو الهزيمة.
  4. إن الإيمان بالله تعالى يجعل المؤمن يحس بالربح في كلتا الحالتين، حالة الشهادة، وحالة النصر، وبذلك يتحول الإيمان إلى عنصر فاعل، يضمن للإنسان النصر، ويهيئ للمجتمع عناصر جديدة للقوة في الحياة.
  5. إن معاركنا الحاضرة التي نواجه فيها قضايا المصير لا يكفي القول فيها: إن علينا أن نؤمن لننتصر -بالمفهوم الساذج لهذه الكلمة- بل يلزمنا القول: إن علينا أن نؤمن إيمانًا يدعونا إلى الإعداد لمعركة النصر من خلال مفهوم الإيمان، ونرتبط على أساس ذلك بالله الذي هو القوة المطلقة التي لا تقف عند حدٍّ، لنحصل على نتائج النصر من خلال حماية الله لنا في حالات المواجهة للأوضاع المفاجئة وغيرها.
  6. إن فقدان الإيمان يجعل المعركة تفتقد جذورها، لأن هؤلاء الذين ينطلقون من خلال صفة معينة، أو انتماء محدد، يفقدون القضية الدافعة لمواجهة العدو عندما تفرغ قلوبهم من الإيمان بالله ورسالاته وقدره وسننه في الكون.
  7. قاعدة الأمر هي أن علاقة الإيمان بالقوة تتمثل في دور الإيمان في إعطاء المعركة قوة جديدة أساسية، تضاف إلى بقية القوى التي تفرض النصر، مما يجعل عناصر القوة متكاملة في حركة المعركة ونموها، بينما يتحول ابتعاد المعركة عن الإيمان إلى معركة لا روح فيها ولا حياة، ولا تقدم ولا استبسال.
  8. إن ما تشهده القضية الفلسطينية من هزائم ونكسات مُني بها المسلمون ليس سببه إلا نتائج حتمية لغيبة الإسلام القسرية عن ساحة القضية الفلسطينية، ونحن ندرك ونؤمن أن عودة الإسلام إلى ساحة القضية ستضع حدًا لكل التناقضات والنكسات والنكبات والهزائم والخيانات[15].

أ. د. محمد ماهر محمد قدسي

عضو هيئة تدريسية برتبة (أستاذ)، دكتوراه بمرتبة الشرف الأولى من جامعة القاهرة


[1] إحياء علوم الدين (2/62).

[2] ينظر: لماذا تأخر المسلمون؟ ولماذا تقدم غيرهم؟ ص (82) وما بعدها.

[3] متفق عليه، أخرجه البخاري (6011) ومسلم (2586) واللفظ له.

[4] ينظر: بدائع السلك في طبائع الملك، للأصبحي الأندلسي (1/211).

[5] الإسلام والقضية الفلسطينية، للدكتور عبد الله علوان، ص (99).

[6] رمضان ومؤتمر القمة، د. مصطفى السباعي، مجلة حضارة الإسلام، سنة4، عدد6، شعبان1383هـ/1964م

[7] ينظر: حقيقة المعركة بين الإسلام والاستعمار، د. مصطفى السباعي، مجلة حضارة الإسلام، السنة3، العدد /10/ ذو الحجة 1382/1963م.

[8] نحو وعي إسلامي جديد، لمحمد المبارك، ص (38).

[9] ينظر: الإسلام ومنطق القوة، لمحمد حسين فضل الله، ص (70-71).

[10] المرجع السابق، ص (149).

[11] جاء في سفر التثنية 11/24 (كل مكان تدوسه بطون أقدامكم يكون لكم من البرية ولبنان، من النهر -نهر الفرات- إلى البحر الغربي يكون تخمكم).

[12] ينظر: حماس – الجذور التاريخية والميثاق، للدكتور عبد الله عزام، ص (26).

[13] ينظر: مثنوي مولانا جلال الدين الرومي، ترجمه وشرحه د. إبراهيم الدسوقي شتا، ص (86).

[14] هو الضابط المدعو: سهيل الحسن، عليه من الله ما يستحق.

[15] ينظر: الحركة الإسلامية وقضية فلسطين، لزياد أبو غنيمة، ص (7).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

X