دعوة

النظام الغذائي في الإسلام وآثاره الصحّية والسلوكية

 الدين الإسلامي نظام حياةٍ متكامل، يلبّي حاجات الإنسان الروحية والعاطفية والنفسية والجسدية، ولا يهمل جانبًا على حساب جانبٍ، ولو تأمَّلنا النظام الغذائي الدقيق الذي رسمه؛ لوجدنا توازنًا لا نجده في تشريعٍ آخر، وللمسنا آثاره الصحية على الفرد والمجتمع من حوله، مع ما فيه من مراعاة للآداب الاجتماعية العامّة، وهو -مع ذلك- ليس نظامًا غذائيًا تفصيليًا؛ بل تشريعٌ فيه قواعد عامةٌ لتنظيم الحياة.

مدخل:

لم يقتصر الدين الإسلامي على الجانب الروحي فقط، بل راعى جميع الجوانب التي تمسّ الإنسان ومنها الجانب البدني، فحرص على سلامة البدن من حيث النظافة والاهتمام بالصحّة والتغذية السليمة؛ حتى جعل في إطعام النفس أجرًا؛ قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: ‌(ما ‌أَطعَمتَ ‌نفسَكَ فهو لكَ صَدَقَةٌ)([1]). وجاءت كثيرٌ من الأدلة التي تحثُّ على التغذية الصحيحة من حيث الكمّ والنوع والكيفية والمصدر والطريقة.

الغذاء في الإسلام:

للغذاء في الإسلام نظام دقيق ينطلق من التصوّر الشرعي للكون والحياة، ومتوازن بين الحقوق والواجبات، وحاجات الجسد والروح، والمباحات والممنوعات، وله ضوابط دقيقة تراعي ذلك كلّه، ومنها:

1- الأمر بالسعي وطلب الرزق:

وذلك لإعفاف المرءِ نفسَه، وكفاية مَن يعول، كما أنّ في العمل تحريكًا لعجلة الاقتصاد بما يعود بالنفع على المجتمع كافّة، قال تعالى: ﴿‌هُوَ ‌الَّذِي ‌جَعَلَ ‌لَكُمُ ‌الْأَرْضَ ‌ذَلُولًا ‌فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ [الملك: 15]، وقال صلى الله عليه وسلم: (ما أكَلَ أحدٌ طعامًا قط خيرًا مِن أن يأكلَ مِن عمل يده)([2])، وقال صلى الله عليه وسلم: (لَأن يأخُذَ أحدُكُم حبلَهُ فيأتِيَ بحزمَةِ الحطبِ على ظهرِهِ فيبيعَها فيَكُفَّ اللهُ بها وجهَهُ، خيرٌ له مِن أن يسألَ الناسَ، أَعطَوهُ أو مَنَعُوهُ)([3]).

2- الأصل في الأطعمة هو الحلّ:

فالأصل في الأطعمة هو الإباحة ما لم يدل دليل على التحريم، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ ‌حَلَالًا ‌طَيِّبًا﴾ [البقرة: 168]، وقال سبحانه: ﴿‌قُلْ ‌لَا ‌أَجِدُ ‌فِي ‌مَا ‌أُوحِيَ ‌إِلَيَّ ‌مُحَرَّمًا ‌عَلَى ‌طَاعِمٍ ‌يَطْعَمُهُ ‌إِلَّا ‌أَنْ ‌يَكُونَ ‌مَيْتَةً ‌أَوْ ‌دَمًا ‌مَسْفُوحًا ‌أَوْ ‌لَحْمَ ‌خِنْزِيرٍ ‌فَإِنَّهُ ‌رِجْسٌ﴾ [الأنعام: 145]. وهذا يفتح الآفاق أمام الإنسان في التقدم في مجالات الصناعة الغذائية مما يعود بالنفع على التقدم العلمي والرخاء للبشرية.

3- ضرورة أن يكون غذاء المسلم طيّبًا من حيث الكسب والنوع:

فلا بد أن يكون نوع الغذاء حلالاً ومن كسب حلال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيها الناسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لا يقبلُ إلا طَيِّبًا، وإنَّ اللهَ أمرَ المؤمنينَ بما أمرَ به المرسَلينَ، فقال: ﴿‌يَا أَيُّهَا ‌الرُّسُلُ ‌كُلُوا ‌مِنَ ‌الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾ [المؤمنون: 51]. وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا ‌مِنْ ‌طَيِّبَاتِ ‌مَا ‌رَزَقْنَاكُمْ﴾ [البقرة: 172]، ثم ذكرَ الرجلَ يُطِيلُ السفرَ، أشعَثَ أغبَرَ يَمُدُّ يديهِ إلى السماء: يا رَبِّ يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حرامٌ، ومَشْرَبُهُ حرامٌ، ومَلْبَسُهُ حرامٌ، ‌وغُذِّيَ ‌بالحرامِ، فأنَّى يُستجابُ لذلكَ)([4]).

ويكون طيّبًا من حيث نوعه فلا يكون محرمًا؛ والمحرّم بجانب الحلال محدود، ومن أنواع الأطعمة المحرّمة:

  • الدم: فمن الناحية الصحّية هو حامل لفضلات الجسم، وبيئة مناسبة لنمو الجراثيم وتكاثرها، ويحوي كمّية كبيرة من حمض البوليك وهو مادة سامّة تضرّ بالصحّة، عدا عن ندرة العناصر الغذائية فيه، وفيه تقوية للنفس الشهوانية الغضبية، قال ابن تيمية: “حرم ‌الدم ‌المسفوح لأنّه مجمع قوى النفس الشهوية الغضبية؛ وزيادته توجب طغيان هذه القوى”([5]).
  • الميتة: وهي التي لم تذكّ ذكاة شرعية صحيحة. وما يوجد في الدم من أضرار يوجد في الميتة وزيادة. فعند موت الحيوان يتسمم اللحم كلّه نتيجة سريان حمض البوليك في أنحائه([6]).
  • الخنزير: ذكرت الآية أنّه رجس، فالخنزير يجمع أنواع القذارة في جسمه وطبعه، وهو بيئة مناسبة لكثير من الأمراض والأوبئة، والأكل من لحم الخنزير يسبّب انتقال الأمراض والأوبئة إلى الإنسان، وكذلك يتأثر الإنسان بطبعه السيء “فإنْ بُني جسم الإنسان من هذا اللحم المشبّع بالطباع الخبيثة أنتج سلوكيات خبيثة غير إرادية مشتقّة من طباع الخنزير، الذي أصبح جزءًا من تركيبة جسده الأساسية”([7]).
  • ما ذُبح تقرّبًا لغير الله: وخطورة الأكل مما ذبح لغير الله عَقَدية، فالأكل منه دليلٌ على موافقة الآكل للذابِحِ في معتقده وإقراره عليه.
  • الحيوانات المفترسة: جاء في الحديث أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم (نَهَى عَن كُلِّ ‌ذِي ‌نابٍ ‌مِنَ السِّباعِ، وعَن كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطيرِ)([8])، قال ابن القيم: “‌وكلُّ ‌مَن ‌ألف ‌ضربًا ‌مِن ضروب هذه الحيوانات اكتسب مِن طبعه وخُلُقه، فإن تغذَّى بلحمه كان الشّبه أقوى، فإنَّ الغاذي شبيهٌ بالمغتذي، ولهذا حرّم الله أكل لحوم السِّباع وجوارح الطَّير لِما تورث آكِلَها مِن شبه نفوسها بها، والله أعلم”([9]).
  • المسكرات والمخدّرات وكلّ ما يضرّ بالعقل: قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ‌فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 90]، وعَن عبدِاللهِ بنِ عَمرٍو رضي الله عنهما، أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (‌ما ‌أَسْكَرَ ‌كثيرُهُ فقليلُهُ حرامٌ)([10]). وعدا عن الانحراف الأخلاقي والقيمي، والتقصير في الجانب الشرعي؛ “فقد أكّدت البحوث العلمية أنّ تناول الخمر يؤدّي إلى العديد من الأضرار لصحّة الإنسان، إذ ينتج عن تمثيل الكحول داخل الجسم إنتاج مواد كيماوية تضرّ بالدماغ والعضلات والكلى والكبد والقلب، هذا بالإضافة إلى المشكلات والأضرار الاقتصادية والاجتماعية والجمالية”([11]).
  • ما ثبت ضرره على الجسم: فعن عُبادَةَ بنِ الصامِتِ رضي الله عنه أَنَّ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم (قَضَى أَنْ ‌لا ‌ضَرَرَ ‌ولا ضِرارَ)([12])؛ وقد أثبت العلم في الغالب ضرر كلّ ما حرّمه الشرع سواء عُلمت الحكمة مِن تحريمه أو لم تُعلم، فإنّ الله عز وجل لا يبيح إلا الطيب ولا يحرّم إلا الخبيث.

4- تنويع مصادر الغذاء:

علميًّا فإنّ أنواع الغذاء متعدّدة، والعناصر الغذائية الرئيسية التي يحتاجها جسم الإنسان هي:

  1. الماء: فهو ضروري للجسم، ويشكّل الدعامة الرئيسة لحياة الإنسان وبقائه.
  2. الكربوهيدرات: وهي المصدر الرئيس للطاقة في غذاء الإنسان.
  3. الدهون: التي تزوّد الجسم بالطاقة الحرارية، وتدخل في بناء الخلايا وتركيبها.
  4. البروتينات: التي تقوم بدور مهمّ في بناء الأنسجة وصيانتها، وفي تجديد التالف منها.
  5. الفيتامينات: وهي ضرورية لصيانة الجسم ونموّه ووقايته من الأمراض.
  6. العناصر المعدنية: التي تقوم بدور مهم في تنشيط التفاعلات الحيوية.

ومع أنّ الشرع لم يُحدد طريقة أو أنواعًا معينة للتغذية، لكن يُلحظ أنّه ورد في النصوص الشرعية ما يشير إلى عدد من الأغذية بالامتنان بها، أو ما فيها من خير وبركة، ولا شكّ أنّ لهذه الأطعمة ما يميّزها عن غيرها، فقد ثبتت بركتها وفوائدها الغذائية والعلاجية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

  • اللبن (الحليب): قال تعالى: ﴿وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ‌نُسْقِيكُمْ ‌مِمَّا ‌فِي ‌بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ﴾ [النحل: 66]، “يحتوي لبن الحيوانات على فيتامينات: أ، ب، جـ وفيتامينات أخرى، كما يحتوي على أملاح الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنسيوم والمنغنيز والنحاس والفسفور والكبريت والكلور، ويوجد في اللبن أيضًا: البروتينات والسكريات والدهون، وهذه المكونات تجعل اللبن غذاء كاملاً ودواء لكثير من الأمراض”([13]).
  • العسل: ﴿يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا ‌شَرَابٌ ‌مُخْتَلِفٌ ‌أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ﴾ [النحل: 69]. “يتألف قوام العسل من البروتين والسكاكر، ومن الحديد والنحاس والمنغنيز، … كما أنّ احتواءه على الفوسفور يجعله غذاء ضروريًّا للمفكّرين والعاملين بأدمغتهم، والشيوخ الضعفاء”([14]).
  • التمر: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (بيتٌ ‌لا ‌تَمرَ ‌فيهِ جِياعٌ أهلُهُ)([15]). والتمر فيه: “نسبة كبيرة من السكريات (سكر الفواكه) وفيتامين أ، والأملاح المعدنية مثل الصوديوم والكالسيوم والمنغنيز والحديد والنحاس والفوسفور والكبريت، كما توجد أيضًا الدهون والبروتينات، وفيتامين ب1، وب2، وحامض النيكوتين. وثمرة البلح دواء صالح للأمراض، نافع لكثير من العلل”([16]).
  • الزيتون: عَن عمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه قال: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (كلوا الزيتَ ‌وادَّهِنوا ‌بهِ؛ فإنه مِن شجرةٍ مباركةٍ)([17]). والزيتون يحتوي “نسبًا متوازنةً ومتناسبة من الأحماض الدهنية وفيتامين (ه) والمركبات العضوية غير الغذائية كالفينولات المتعددة وغيرها من المركبات العضوية النافعة للصحة”([18])، ولأهميته وكثرة فوائده اهتمت مراكز عالمية بدراسته.
  • السمك: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (‌أُحِلَّتْ ‌لنا ‌مَيتَتانِ ‌ودَمانِ، فأما الميتَتانِ: فالحوتُ والجرادُ، وأما الدَّمانِ: فالكبِدُ والطحالُ)([19]). و”بروتينات الأسماك تعتبر من الدرجة الأولى، وهي أسهل هضمًا من بروتينات اللحم، كما أنّها غنيّة جدًا في محتواها من الفوسفور وهو ذلك العنصر اللازم للأعصاب والمخ والعظام، ومن هنا نشأ الاعتقاد بأنّ الأسماك «طعام المخ» ويمتلك السمك مقدارًا مرموقًا من المواد الدهنية”([20]).
  • اللحم: ﴿‌وَالْأَنْعَامَ ‌خَلَقَهَا ‌لَكُمْ ‌فِيهَا ‌دِفْءٌ ‌وَمَنَافِعُ ‌وَمِنْهَا ‌تَأْكُلُونَ﴾ [النحل: 5]([21])، واللحوم عليها العمدة في تزويد الجسم بالبروتين اللازم لبناء الأجسام وتعويض الأنسجة التالفة، والعديد من المواد المفيدة الأخرى كالمعادن والفيتامينات والدهون.

 

للغذاء في الإسلام نظام دقيق ينطلق من التصوّر الشرعي للكون والحياة، ومتوازن بين الحقوق والواجبات، وحاجات الجسد والروح، والمباحات والممنوعات، وله ضوابط دقيقة تراعي ذلك كلّه

 

كيفية تناول الطعام والشراب وأثر الآداب في بركتهما:

جاءت النصوص الشرعية بآداب متكاملة في كيفية تناول الطعام والشراب، والأساس الأهمّ في التزامها هو التعبّد واتباع أمر الشرع، لكن يلحظ في هذه الآداب آثارها الصحية على الفرد نفسه والمجتمع من حوله، كما أنّ فيها تهذيبًا للسلوك الشخصي، ومراعاة للآداب الاجتماعية العامّة، ومن أهم هذه الآداب:

1- نية التقوّي على الطاعة: إنّ نيّة المرء بالتقوّي بالطعام على طاعة الله تجعل المرء يثاب على طعامه وشرابه؛ قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إنما ‌الأعمالُ ‌بالنياتِ، وإنما لكل امرِئ ما نوى)([22])، فالنيّة تحوّل المباح إلى طاعة.

2- غسل اليدين قبل الطعام وبعده: عَن سَلمانَ رضي الله عنه قال: ‌قرأت ‌في ‌التوراة ‌أن ‌بركة ‌الطعام الوضوء قبله، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: (بركة الطعام الوضوء قبله، والوضوء بعده)([23]).

3- التسمية في أوّله، والأكل والشرب باليمين، والأكل مما يلي المرء: قال عمرُ بنُ أبي سَلَمَةَ رضي الله عنهما: “كنت غلامًا في حَجْرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيشُ في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا غلام، سَمِّ الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك). فما زالت تلك ‌طِعمتي ‌بعدُ”([24]). فإن نسي التسمية في أوله فيقولها عند تذكرها؛ فعَن عائِشةَ رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل طعامًا في ستة نَفَرٍ مِن أصحابه، فجاء أعرابي فأكله بلقمتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (‌أما ‌إنه ‌لو ‌كان ‌قال: ‌بسم ‌الله، ‌لكفاكم، ‌فإذا ‌أكل أحدكم طعامًا فليقل: بسم الله، فإن نسي أن يقول: بسم الله في أوله، فليقل: بسم الله في أوله وآخره)([25]).

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (‌البركة ‌تنزل ‌وسط ‌الطعام، فكلوا مِن حافَتيه، ولا تأكلوا مِن وسطه)([26]).

4- الأكل والشرب قاعدًا: عن قتادة عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه (نهى أن يشرب الرجل قائمًا). قال قتادة: فقلنا: فالأكل؟ فقال: ذاك أشر أو أخبث”([27]).

5- وكذلك عدم الأكل متكئًا: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (‌لا ‌آكُلُ ‌مُتَّكِئًا)([28]).

6- عدم النفخ في الطعام والشراب: (نهى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ ‌النَّفخِ ‌في ‌الطعامِ ‌والشرابِ)([29]).

7- ترك الطعام حتى تذهب شدّة حرارته: فعَن أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ رضي الله عنهما: أنها كانت إذا ثَرَدَت ‌غطته ‌شيئًا ‌حتى ‌يذهب ‌فَوره، ثم تقول: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنه أعظم للبركة)([30]).

8- لعق الأصابع وعدم ترك اللقمة الساقطة: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (‌إذا ‌وقعت ‌لقمة ‌أحدكم ‌فليأخذها، ‌فليُمِطْ ‌ما ‌كان ‌بها ‌مِن ‌أذى ‌وليأكلها، ولا يدعها للشيطان، ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه، فإنه لا يدري في أي طعامه البركة)([31]).

9- عدم عيب الطعام: (ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعامًا قط، ‌إن ‌اشتهاه ‌أكله وإلا تركه)([32]).

10- الحمد بعد الطعام: (كان صلى الله عليه وسلم إذا رفع مائدته قال: ‌الحمد ‌لله ‌كثيرًا ‌طيبًا ‌مباركًا ‌فيه، ‌غير ‌مَكْفِيٍّ ‌ولا ‌مُوَدَّع ‌ولا ‌مستغنى ‌عنه، ربنا)([33]).

11- يكون الشرب على دفعات عَن أنسٍ رضي الله عنه: أنَّ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم (كان ‌يَتَنَفَّسُ ‌في ‌الإناءِ ثلاثًا)([34])، أي يشرب ثم يفصل فمه عن الإناء ثم يشرب ثانية ثم يفصل فمه ثم يشرب ثالثة. أي يتنفس خارج الإناء. ولا يتنفس في الإناء: قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إذا شَرِبَ أحدُكُم فلا ‌يَتَنَفَّسْ ‌في ‌الإناءِ)([35]). أي لا ينفخ داخل الإناء.

12-عدم الشرب من فم السقاء: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ‌عن ‌الشرب ‌مِن ‌فَمِ ‌القِرْبَة ‌أو السِّقاء)([36]).

لم يكد يمرّ أدب من آداب الطعام أو الشراب إلا ورافق هذا الأدب ذكر البركة في الطعام صراحة أو ضمنًا؛ فالحفاظ على الآداب فيه قربة لله عز وجل، وكذلك فيه بركة للطعام، وزيادة على ذلك هو أدب ميّز الإسلام عن غيره من عادات الأمم والشعوب.

جاءت النصوص الشرعية بآداب متكاملة في كيفية تناول الطعام والشراب، والأساس الأهمّ في التزامها هو التعبّد واتباع أمر الشرع، لكن يُلحظ في هذه الآداب آثارُها الصحية على الفرد نفسه والمجتمع من حوله، كما أنّ فيها تهذيبًا للسلوك الشخصي، ومراعاةً للآداب الاجتماعية العامّة


لمحات من فقه الطعام:

  • أثر كيفية ذبح الحيوان على لحمه:

لا بدّ من ذبح الحيوان بطريقة صحيحة، وهذه الطريقة لها فوائد، من أهمّها: إخراج الدم من جسم الذبيحة، والإحسان في ذبح الحيوان بإراحته والرفق به وعدم تعذيبه، عن شداد بن أوس قال: ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ‌(إن ‌الله ‌كتب ‌الإحسان ‌على ‌كل ‌شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذَّبح، وليُحِدَّ أحدكم شفرَته، فليُرِح ذبيحته)([37]). وهنا حكمة في إراحة الذبيحة وحدّ السكين، “إنّ إراحة الحيوان قبل الذبح أمر ضروري للحصول على لحم ذي طعم مستساغ، حيث يتحول الجلايكوجين الموجود في العضلات بعد ذبح الحيوان إلى حامض اللاكتيك، والذي يقوم بدوره بحفظ اللحم، وكذلك يعمل على تطرية اللحم، وفي حالة تعرض الحيوان للإجهاد قبل الذبح فإنّه سيؤدي إلى استنفاذ كمية الجلايكوجين، ومن ثَمّ التقليل من تكوّن حامض اللاكتيك، فلا تتم عملية التطرية بالشكل المطلوب”([38]).

  • وفي الصوم قربة وصحة:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ ‌عَلَيْكُمُ ‌الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183]، فغاية الصوم هي وصول العبد لتقوى الله عز وجل، والصوم من أفضل القُربات إلى الله سبحانه فأجر الصوم موكول لله عز وجل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله: كل عملِ ابنِ آدمَ له إلا الصيامَ، فإنه لي ‌وأنا ‌أجزي ‌به، والصيام جُنّةٌ، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفُثْ ولا يَصْخَبْ، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرُؤٌ صائم، والذي نفس محمد بيده، لخُلوفُ فم الصائم أطيب عند الله مِن ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه)([39]). فالصوم امتناع عن الشهوات إرضاء لله عز وجل، ومنها كسر الشهوة العارمة في النفس؛ فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم من لا يستطيع الزواج بالصوم فقال: (‌من ‌استطاع ‌الباءة ‌فليتزوج، ‌فإنه ‌أغضُّ ‌للبصر ‌وأحصَنُ للفَرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وِجاءٌ)([40]). فعند الامتناع عن الطعام والشراب تضعف قوة جسم الإنسان وتقوى روحه؛ مما يسهم بالامتناع عن المعاصي وزيادة القربات.

ولم يشرع الصيام لتعذيب النفس وإنما لتهذيبها وتربيتها، لذلك نهى عن صوم الدهر لعدم إهلاك النفس، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (‌لا ‌صامَ ‌مَن ‌صامَ ‌الدهرَ)([41])، وقد ردَّ النبي صلى الله عليه وسلم على مَن يلتزمون الصوم أبدًا بقوله: (لكِنِّي ‌أصومُ ‌وأُفطِرُ)([42]).

وللصوم فوائد طبّية علاجية، ولا يقصد به الصوم الطبّي الذي يعني الامتناع عن الطعام دون الماء، بل الصوم الشرعي، والذي أجريت عليه عدد من الأبحاث؛ فمن فوائده: “تخفيض الانفعالات النفسية رغم الاستثارات المختلفة التي تعرّض لها الصائمون، وانخفاضٌ في سمّيات الجسم، وتقوية جهاز المناعة الذي يُسهم في الوقاية من كثير من الأمراض”([43]).

  • ضرورة الاعتدال في الأكل والشرب وعدم الإسراف:

يقول تعالى: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا ‌وَلَا ‌تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ [الأعراف: 31]، فالإسراف لا يقتصر على الزيادة في الطعام فقط، بل من الإسراف تكثير أنواع الطعام على المائدة، وكون الطعام غالي الثمن، كذلك الإسراف في تناول نوع منه له آثاره الصحية، “فكما أنّ مطلق الإسراف في تناول الغذاء مذموم في الشريعة، فإنّ الإسراف في أنواع من الغذاء -حتى لو كانت مباحة بل وعالية الجودة- يأخذ الحكم ذاته؛ لما يترتّب على هذا الإسراف من إلحاق الضرر بصحّة الإنسان”([44])، ومن الإسراف: ما يحدث اليوم من المبالغة بالاهتمام بالأطعمة وأنواعها وتفاصيلها وتخصص قنوات يتابعها ملايين الأفراد، والعبد لم يخلق لهذا الأمر، بل عليه أن يأخذ بُلغته فقط، ولا يضيع وقته في متابعة ما لا ينفعه في دنياه وآخرته.

وكذلك أكّدت السنّة النبوية ضرورة الاعتدال وعدم التجاوز، قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (‌ما ملأ ‌آدمي ‌وعاء ‌شرًا ‌مِن ‌بطن. بحسب ابن آدم أكلات يُقِمْنَ صُلبَه، فإن كان لا محالة: فثُلثٌ لطعامه وثُلثٌ لشرابه وثُلثٌ لنَفَسِه)([45]). قال ابن القيم: “ومراتب ‌الغذاء ‌ثلاثة: ‌أحدها: ‌مرتبة ‌الحاجة، ‌والثانية: مرتبة الكفاية، والثالثة: مرتبة الفَضْلَة”([46]).

  • أثر فضول الطعام على الإنسان:

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (‌المؤمن ‌يأكل ‌في ‌مِعًى ‌واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء)([47])، وبيَّن أنَّ: (‌طعام ‌الاثنين ‌كافي ‌الثلاثة، وطعام الثلاثة كافي الأربعة)([48]). وعند مسلم: (طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة)([49]). وعاش النبي صلى الله عليه وسلم على هذا المنهج، فعَن عائِشَةَ رضي الله عنها قالت: (ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم ‌منذ ‌قدم ‌المدينة ‌من ‌طعام ‌البر ‌ثلاث ‌ليال تباعًا حتى قُبِضَ)([50]).

يردّد بعض الناس شبهة أنَّ الناسَ في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكونوا يجدون طعامًا؛ لذا جاءت هذه التوجيهات لأجل التغلّب على هذه المشكلة، وهذا الكلام مردود، فليست جميع أحوالهم فقرًا، بل كانت تأتيهم الغنائم الكثيرة ويتوفّر الطعام، لكن لم يكن من عادته صلى الله عليه وسلم الشِبَع، بل كان يحذّر منه، فعَن عون بن أبي جُحيفة، عن أبيه قال: ‌أكلت ‌ثريدة ‌بلحم ‌سمين، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أتجشأ، فقال: (اكْفُفْ عليك جُشاءَك أبا جُحيفة، فإن أكثر الناس شبعًا في الدنيا أطولهم جوعًا يوم القيامة) فما أكل أبو جُحيفة مِلءَ بطنه حتى فارق الدنيا، كان إذا تغدّى لا يتعشى، وإذا تعشى لا يتغدى([51]).

وعلى هذا المنهج سار الصحابة رضي الله عنهم فقد “كان ابنُ ‌عمر ‌لا ‌يكاد ‌يشبع ‌مِن ‌طعام”([52]). يقول ابن قدامة: “فالأكل في مقام العدل يُصحُّ البدن وينفي المرض، وذلك أن لا يتناول الطعام حتى ‌يشتهيه، ثم يرفع يده وهو ‌يشتهيه”([53]). وقال ابن الجوزي: “‌فأما ‌التوسع ‌في ‌المطاعم ‌فإنه ‌سبب ‌النوم، والشِّبَعُ يُعمي القلب، ويُهزِل البدن ويُضعفه”([54]).

ورحم الله الإمام الشافعي الذي بيّن خطورة الشبع وأنّه مع غيره سبب للمرض والهلاك([55]):

ثَلاثٌ هُنَّ مُهلِكَةُ الأَنامِ ** وَداعِيَةُ الصَحيحِ إِلى السِقامِ
دَوامُ مُدامَةٍ وَدَوامُ وَطءٍ ** وَإِدخالُ الطَعامِ على الطَعامِ

ومن اعتاد على الشبع فعليه التريُّض حتى يتخلَّص من هذه العادة، يقول ابن قدامة: “‌وطريق ‌الرياضة ‌في ‌كسر ‌شهوة ‌البطن أنّ مَن تعوّد استدامة الشبع فينبغي له أن يقلّل من مطعمه يسيرًا مع الزمان، إلى أن يقف على حدّ التوسّط الذي أشرنا إليه، وخير الأمور أوساطها، فالأولى تناول ما لا يمنع من العبادات، ويكون سببًا لبقاء القوّة، فلا يحسّ المتناول بجوع ولا شبع، فحينئذ يصحّ البدن، وتجتمع الهمّة، ويصفو الفكر، ومتى زاد في الأكل أورثه كثرة النوم، وبلادة الذهن”([56]).

فالدين الإسلامي سبق الهيئات الصحيّة والغذائية بوضعه ضوابط وقائية في التغذية، لو التزمها الإنسان لما أصابته كثير من الأمراض؛ وقد أثبت الطب الحديث ضرر الإفراط في الطعام وتسبّبه بالكثير من المشاكل الصحية والأمراض (كالسكري، ومشاكل في الجهاز الهضمي، واضطرابات النوم، والتعب والإرهاق والخمول، وأمراض القلب)، عدا عن أضرار السمنة وتوابعها([57]). وما انتشرت هذه الأمراض إلا لعدم التزام الناس بالضوابط الشرعية للتغذية.

  • آثار الغذاء النفسية والسلوكية:

درس العلماء أثر الغذاء على النفس من خلال علم النفس الغذائي، والذي يركز بدوره على ضرورة التنويع في مصادر الغذاء والابتعاد عن الأغذية المصنّعة والمشروبات الغازية وغيرها من الآثار، “وقد ثبت أنّ الأطعمة تؤثّر إيجابيًا على إفراز بعض الكيماويات بالمخ، والتي تؤثّر بدورها مباشرة على تحديد حالتنا النفسية وطاقتنا الذهنية ومن ثَمّ أدائنا وتصرفاتنا، فالغذاء يؤثّر على حالتنا النفسية والمزاجية بشكل كبير وفعّال ومؤثّر للغاية، وذلك لأنّ نوعية المأكولات التي يتناولها الإنسان تسهم إلى حدّ كبير في تحديد مزاجه والتأثير على حالته النفسية”([58]).

وكذلك أجريت عدد من الدراسات تسعى لإثبات تأثير الغذاء في السلوك، ولا شكّ أنّ التغذية السليمة تسهم في بناء الجسم بشكل صحيح، ويكون لها أثر إيجابي ينعكس على السلوك الإنساني، إضافة إلى “وجود مجموعة من المنافع للأغذية الطيبة على أجهزة الجسم البشري، وخاصة الجهاز العصبي المركزي المنظّم الأول للسلوك، وهناك أضرار نفسية وجسدية وسلوكية للأغذية الخبيثة تؤكّد خطرها وضرورة تحريمها”([59]).

وكذلك دراسات أخرى تسعى لإثبات تأثير الغذاء في الجريمة، وما تزال هذه الدراسات قيد التجربة، وبشكل عام: فإنّ غالب الدراسات تحذّر من الإفراط في تناول السكّريات والدهون المشبعة، وتوصي بتناول الأطعمة الطبيعية([60])، وكذلك لا يمكن إثبات ارتباط الجريمة بالتغذية فحسب؛ فهناك عوامل أخرى تسهم في حدوث الجريمة؛ كالتربية، والبيئة المحيطة، والأقران.

 

الدين الإسلامي سبق الهيئات الصحيّة والغذائية بوضعه ضوابط وقائية في التغذية؛ لو التزمها الإنسان لما أصابته كثير من الأمراض، وقد أثبت الطب الحديث ضرر الإفراط في الطعام وتسبّبه بالكثير من المشاكل الصحية والأمراض

 

خلاصة:

لم يأت الشرع بنظام غذائي تفصيلي؛ فهو ليس نظاما طبّيًا أو دنيويًا، وإنّما شريعة إلهية وضعت قواعد عامة تنظم حياة المرء؛ وتقرّب العبد من ربه، والتزام الضوابط الشرعية في الغذاء يجعل حياة الفرد مستقيمة خالية من الاضطرابات النفسية والاجتماعية، وكذلك يسهم بحياة خالية من الأمراض والاضطرابات الصحّية، ويزيد من حيوية الفرد ونشاطه، ويزيد من إنتاجيته في جميع جوانب حياته.

 


ياسين فيصل المشعان
ماجستير في المناهج وطرق التدريس، رئيس الأكاديمية السورية لرياضات قوة الرمي والدفاع عن النفس.


 


([1]) أخرجه أحمد (17179).

([2]) أخرجه البخاري (2072).

([3]) أخرجه البخاري (1471).

([4]) أخرجه مسلم (١٠١٥).

([5]) مجموع الفتاوى (17/179).

([6]) الطب الوقائي في القرآن الكريم، لخليل قدور، ص (95).

([7]) دور الغذاء في السلوك الإنساني من منظور إسلامي، لخولة حسن، ص (88).

([8]) أخرجه مسلم (١٩٣4).

([9]) مدارج السالكين، لابن القيم (2/10).

([10]) أخرجه أحمد (٦٥٥٨).

([11]) الغذاء في القرآن الكريم من منظور علم التغذية الحديث، لعزت فارس، ص (232).

([12]) أخرجه ابن ماجه (٢٣٤٠).

([13]) الغذاء كعلاج ودواء للإنسان، للدكتور محمد هاشم، ص (55).

([14]) الغذاء لا الدواء، للدكتور صبري القباني، ص (351).

([15]) أخرجه مسلم (٢٠٤٦).

([16]) الغذاء كعلاج ودواء للإنسان، ص (11).

([17]) أخرجه الترمذي (١٨٥١)، وابن ماجه بلفظ (ائْتَدِمُوا بالزيتِ) (٣٣١٩).

([18]) الغذاء في القرآن الكريم من منظور علم التغذية الحديث، لعزت فارس، ص (100).

([19]) أخرجه أحمد (5723)، وابن ماجه (3314).

([20]) الغذاء كعلاج ودواء للإنسان، ص (63).

([21]) من الانحرافات الفكرية المعاصرة: الامتناع عن أكل اللحم اعتقادًا بأن ذبحها ظلم، أو تحريمًا لها على النفس، وهي من نتاج الأفكار الإلحادية المعاصرة، أما من ترك اللحم تخفيفًا أو لعدم استساغته أو … فهذا جائز.

([22]) أخرجه البخاري (1) ومسلم (1907)، واللفظ للبخاري.

([23]) أخرجه أبو داود (٣٧٦١)، والترمذي (١٨٤٦)، وأحمد (23732) والحديث ضعيف، والوضوء في هذا الحديث بمعنى غسل اليدين، قال شيخ الإسلام: “الوضوء في كلام رسولنا صلى الله عليه وسلم لم يرد به قط إلا وضوء الصلاة، وإنما ورد بذلك المعنى في لغة اليهود… وقد أجاب سلمان باللغة التي خاطبه بها، لغةِ أهل التوراة” الفتاوى الكبرى: (1/298).

([24]) أخرجه البخاري (5376).

([25]) أخرجه ابن ماجه (٣٢٦٤)، وأحمد (25106).

([26]) أخرجه الترمذي (١٨٠٥)، وأحمد (٢٧٣٠) بمعناه.

([27]) أخرجه مسلم (٢٠٢4).

([28]) أخرجه البخاري (5398).

([29]) أخرجه أحمد (2817).

([30]) أخرجه أحمد (٢٦٩٥٨).

([31]) أخرجه مسلم (٢٠٣٣).

([32]) أخرجه البخاري (3563).

([33]) أخرجه البخاري (5458).

([34]) أخرجه البخاري (5631)، ومسلم (٢٠٢٨) واللفظ له.

([35]) أخرجه البخاري (153)، ومسلم (٢٦٧).

([36]) أخرجه البخاري (5627).

([37]) أخرجه مسلم (١٩٥٥).

([38]) الغذاء والتغذية في الإسلام، للدكتور معز الإسلام فارس، ص (7).

([39]) متفق عليه: أخرجه البخاري (1904)، ومسلم (١١٥١). ومعنى جُنَّةٌ: وقاية.

([40]) أخرجه البخاري (1905)، ومعنى وجاء: قاطع للشهوة.

([41]) أخرجه البخاري (1979).

([42]) أخرجه البخاري (5063).

([43]) الإعجاز العلمي في الصيام، البروفيسور حسن أبو عائشة، المؤتمر العالمي للقرآن الكريم ودوره في بناء الحضارة الإنسانية، الخرطوم السودان، 20-22 محرم 1433هـ/ الموافق 15-17 ديسمبر2011م، ص (198-200).

([44]) الغذاء والتغذية في ضوء الكتاب والسنة، للدكتور موسى البسيط، مجلة جامعة القدس المفتوحة، العدد السادس، تشرين أول 2005م، ص (336).

([45]) أخرجه الترمذي (٢٣٨٠).

([46]) زاد المعاد في هدي خير العباد (4/17)

([47]) متفق عليه: أخرجه البخاري (5393)، ومسلم (2061).

([48]) أخرجه البخاري (5392)

([49]) أخرجه مسلم (٢٠٥٩).

([50]) أخرجه البخاري (5416).

([51]) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط (٨٩٢٩).

([52]) أخرجه وكيع في كتاب الزهد (78).

([53]) مختصر منهاج القاصدين، ص (163).

([54]) صيد الخاطر، ص (460).

([55]) ديوان الإمام الشافعي، إعداد محمد إبراهيم سليم، ص (127).

([56]) مختصر منهاج القاصدين، ص (163).

([57]) الغذاء والتغذية، نخبة من الدكاترة، إشراف عبدالرحمن مصيقر، ص (251-307).

([58]) الغذاء والصحة النفسية والبدنية، للدكتورة أمل الفقي، ص (30).

([59]) دور الغذاء في السلوك الإنساني من منظور إسلامي، لخولة حسن، ص (125).

([60]) مقالة: الجريمة والتغذية – العلاقة بين الغذاء والسلوك المخالف “Crime and nourishment – the link between food and offending behaviour” منشور بتاريخ: 28 سبتمبر 2018م على موقع theconversation.com.

X